مع روائع البيان القرآني قوله تعالى (ﻻ تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذوﻻ ) آية 22 سورة اﻹسراء وقوله تعالى في نفس السورة ﻵية 39 (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) معنى (فتقعد مذموما مخذوﻻ) أي ﻻ تجعل مع الله شريكا وﻻتتخذ غيره إلها تعبده فتصير ملوما عند الله مخذوﻻ عنده ﻻ ناصر لك وﻻ معين .
ومعنى (فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) أي ﻻتشرك مع الله غيره من وثن أو بشر فتلقى في جهنم ملوما تلوم نفسك ويلومك الله والخلق مطرودا مبعدا من كل خير ويتضح بعد تفسير اﻵيتين أن ترتيب اﻵيتين ترتيب بديع فإن الجزاء اﻷول في الحياة الدنيا والجزاء الثاني في اﻵخرة كما في قوله تعالى في سورة الحج على الذي آمن ثم كفر (خسر الدنيا واﻵخرة ذلك هو الخسران المبين ) آية 11 قال الحسن : هو المنافق يعبد بلسانه دون قلبه .
أما اﻵية الثانية فكانت البداية بعدة أحكام وهي قوله تعالى (وقضى ربك أﻻ تعبدوا إﻻ إياه وبالوالدين إحسانا .....) اﻵية 23 وانتهت بقوله تعالى (ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة وﻻ تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) أية 39 فبدأت هذه اﻷحكام بالتوحيد وانتهت بالتوحيد وفي هذا إشارة لطيفة إلى أن التوحيد أصل في قبول أي عمل فما أبدع هذا البيان وهذا الترتيب !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق