[٢٣/٥, ٥:٢٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى :
( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) سورة الأنعام ( 17 )
وقوله تعالى في سورة يونس آية ( 107 ) :
( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم )
قال فى الأنعام :
( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير )
وقال فى يونس : ( وإن يردك بخير فلا راد لفضله )
فما سبب ذلك ؟
[٢٣/٥, ٥:٢٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: السبب فى ذلك والله أعلم راجع إلى السياق في الآيتين في سورة يونس جاء قبل الآية قوله تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ) ( ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) ( 96 : 97 )
ومعنى الآيتين : أى إن الذين وجبت عليهم كلمة العذاب بإرادة الله الأزلية لايصدقون ولا يؤمنون أبدا ولو جاءتهم البراهين والمعجزات ، حتى يروا العذاب الأليم فحينئذ يؤمنون كما آمن فرعون ولكن لا ينفعهم الإيمان .
[٢٣/٥, ٥:٢٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله تعالى :
( وماكان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) أى ماكان لأحد أن يؤمن إلا بإرادته تعالى وتوفيقه .
( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) أى ويجعل العذاب على الذين لا يتدبرون آيات الله ، ولا يستعملون عقولهم فيما ينفع .
وواضح من سياق الآيات أنها تتحدث عن إرادة الله في عباده ، فناسب قوله تعالى : ( وإن يردك بخير فلا راد لفضله )
[٢٣/٥, ٥:٢٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: فناسب ذلك سياق الآيات ، وكانت نهاية كل آية مناسبة مع سياق الآيات ، في الآية الأولى : ( فهو على كل شيء قدير ) فهو سبحانه وحده القادر على إيصال الخير للعباده ، ولا يملك كشف الضر عن عباده إلا هو .
والآية الثانية :
( يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) أى يصيب بهذا الفضل والإحسان من شاء من عباده فهو أعلم بهم ( وهو الغفور الرحيم ) أى هو سبحانه الغفور لذنوب العباد ، الرحيم بأهل الرشاد .
فجاءت كل كلمة مناسبة في موضعها .
فسبحان من هذا كلامه !!!
[٢٣/٥, ٥:٢٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) أى لو أراد الله لآمن الناس جميعا ، ولكن لم يشأ ذلك ، لكونه مخالفا للحكمة ، فإنه تعالى يريد من عباده إيمان الإختيار ، لا إيمان الإكراه والاضطرار .
( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على إيمان جميع الناس ، فأخبره تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة في الذكر الأول ، ولايضل إلا من سبقت له الشقاوة في الذكر الأول وهو ( اللوح المحفوظ )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق