الأربعاء، 31 مايو 2023

وقالوا إن هى إلا حياتنا الدنيا

 [٢/‏٢, ١١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : 

( وقالوا إن هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ) سورة الأنعام ( 29 ) 

وقوله تعالى : 

( إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ) المؤمنون ( 37 ) 

وقوله تعالى : 

( وقالوا ماهى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ) الجاثية ( 24 )

[٢/‏٢, ١١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: انفردت سورة الأنعام بعدم ذكر : ( نموت ونحيا ) 

وجاءت فى موضعى المؤمنون والجاثية : 

( نموت ونحيا ) 

فما سبب ذلك ؟ 

فى سورة الأنعام جاءت الآية فى ثنايا الحديث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة ، وذلك فى قوله تعالى : ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه وإنهم لكاذبون ) ( 27 : 28 )

[٢/‏٢, ١١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومعنى الآيتين : أى لو ترى يامحمد هؤلاء المشركين ، حين عرضوا على النار ، لرأيت أمرا عظيما تشيب لهوله الرءوس ، تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليعملوا عملا صالحا ، ولا يكذبون بآيات الله ، ويكونوا من المؤمنين ، فرد الله عليهم ذلك التمنى ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ) أى ظهر لهم يوم القيامة ما كانوا يخفون من عيوبهم وقبائحهم فتمنوا ذلك ، ولو ردوا - على سبيل الفرض - لأنه لا رجعة إلى الدنيا بعد الموت لعادوا إلى الكفر والضلال ، وإنهم لكاذبون فى وعدهم بالإيمان .

[٢/‏٢, ١١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة المؤمنون والجاثية ، فجاءت الآيتان فى سياق الحياة الدنيا ، ففى المؤمنون : 

( وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم فى الحياة الدنيا ماهذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ) ( ولئن أطعتم بشر مثلكم إنكم إذا لخاسرون ) 

فجاءت الآية فى سياق الدنيا ، وكذلك جاءت في سورة الجاثية 

فناسب قوله تعالى : 

( نموت ونحيا ) السورتين 

فجاءت كل كلمة مناسبة في موضعها.

فسبحان من هذا كلامه !!!

[٢/‏٢, ١١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: ثم جاءت اﻵية بعد الآيتين : ( وقالوا إن هى حياتنا الدنيا ومانحن بمبعوثين ) 

وبعدها جاء قوله تعالى : ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) ومعنى الآية : أى لو ترى حالهم إذ حبسوا للحساب أمام رب العالمين ، فجاءت الآية فى ثنايا آيات تتحدث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة ، ولا مجال هنا لنموت ونحيا فجاءت الآية دون ذكر : ( نموت ونحيا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق