السبت، 13 مايو 2023

تلاملات سورة ق

   [١٣/‏٥, ١١:١٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : ومضات وانوار جلية من كلام رب البرية : مع سورة ق : هي سورة مكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية كغيرها من السور المكية ، ولكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع : ( البعث والنشور ) حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص ، والجو العام للسورة الكريمة وهذه السورة عظيمة ، شديدة الوقع على الحس ، تهز القلب هزا ، وترج النفس رجا ، بما فيها من الترغيب والترهيب .

[١٣/‏٥, ١١:١٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فيها قوله تعالى : 

( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) آية 6  

قال ( فوقهم ) والمعروف أن السماء فوقهم فلماذا في هذا الموضع من القرآن ذكر ( فوقهم) ، ربما جاءت للتأكيد ، لأن المقصود بالنظر نظر تفكر واعتبار وتأمل  

السبب الآخر هو الآية الذى جاءت قبلها

[١٣/‏٥, ١١:١٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: ( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج ) وهو تكذبوهم بالقرآن العظيم ، مع إعجاز بيانه ، وبلاغة كلامه ، فهم في أمر مريج أي مختلط مضطرب ، فتارة يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ساحر ، وتارة يقولون إنه شاعر ، وتارة يقولون إنه كاهن ، وهكذا قالوا أيضا عن القرآن إنه سحر أو شعر ، أو أساطير الأولين إلى غير ذلك .

[١٣/‏٥, ١١:١٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وحال هذا المضطرب المختلط كحال المجنون أو السكران لا يعرف رأسه من قدمه ، ولا يعرف فوقه من تحته ، فلو قلت انظر إلى السماء يقول أين السماء ؟ فجاءت كلمة : ( فوقهم ) مناسبة لحالهم 

فجاءت كلمة (فوقهم ) مناسبة فى موضعها ، وقد بدأت السورة بالقرآن (ق والقرآن المجيد)

وانتهت به(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)

فسبحان من هذا كلامه

[١٣/‏٥, ١٠:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : ( ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد)(9) 

انفردت الآية بوصف الماء بالبركة فلم يأت فى القرآن وصف الماء بالبركة إلا فى هذه الآية وسبب ذلك أنه عدد منافع الماء فى أكثر من آية وإليك بيان ذلك جاء قبل الآية قوله سبحانه : (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج)(7)

[١٣/‏٥, ١٠:٢١ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومعنى الآية : أى والأرض بسطناها ووسعناها وجعلنا فيها جبالا ثوابت تمنعها من الاضطراب بسكانها وأنبتنا فيها من كل نوع من النبات حسن المنظر ويسر الناظر إليه

وجاء بعد الآية : ( فأنبتنا به جنات وحب الحصيد)(والنخل باسقات لها طلع نضيد)(رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج)(11:9)

[١٣/‏٥, ١٠:٢٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومعنى الآيات : أى فأخرجنا بهذا الماء البساتين الناضرة والأشجار المثمرة وحب الزرع المحصود كالحنطة والشعير وسائر الحبوب التى تحصد وشجر النخيل طوالا مستويات لها طلع منضود منظم بعضه فوق بعض قال أبو حيان : يريد كثرة الطلع وتراكمه وكثرة مافيه من الثمر

[١٣/‏٥, ١٠:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وأول ظهور الثمر يكون منضدا كحب الرمان فما دام ملتصقا بعضه ببعض فهو نضيد فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد(البحر المحيط 122/8)

(رزقا للعباد) : أى أنبتنا كل ذلك رزقا للخلق لينتفعوا به (وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج) أى وأحيينا بذلك الماء أرضا جدبة لاماء فيها ولازرع فأنبتنا فيها الكلأ والعشب

[١٣/‏٥, ١٠:٤٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال ابن كثير : وهذه الأرض الميتة كانت هامدة فلما نزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج من أزاهير وغير ذلك مما يحار الطرف فى حسنها وذلك بعد ماكان لانبات فيها فأصبحت تهتز خضراء 

فلما عدد منافع الماء ناسب لفظ:(مباركا) سياق الآيات فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق