روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)(سورة البقرة 89)
وقوله تعالى : ( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون)(البقرة 101)
قال فى الأولى :( ولما جاءهم كتاب )
وقال فى الثانية : (ولما جاءهم رسول)
فما سبب ذلك؟!
ويتضح السبب من سياق الآيات:
الآية الأولى سبقها قوله تعالى : (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض...الآية)( جزء من الآية 85)
وقوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل...الآية(87)
ثم جاءت الآية : ( ولما جاءهم كتاب)
فناسبت الآية سياق الآيات قبلها
ومعنى الآية : ولما جاءهم كتاب وهو القرآن العظيم الذى أنزل على خاتم المرسلين مصدقا لما فى التوراة وقد كانوا قبل مجيئه يستنصرون به على أعدائهم ويقولون : اللهم انصرنا بالنبى المبعوث آخر الزمان الذى نجد نعمه فى التوراة فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به لأنه ليس منهم فلعنة الله على اليهود الذى كفروا بخاتم المرسلين
أما الآية الثانية فهى أيضا جاءت مناسبة مع سياق الآيات قبلها فقد جاء قبلها قوله سبحانه : (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)(94) والخطاب فى الآية للنبى صلى الله عليه وسلم وكذلك قوله تعالى : ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة...الآية)(96)
وكذلك قوله سبحانه : (قل من كان عدو لجبريل فإنه نزله على قلبك..الآية)(97)
وكذلك قوله سبحانه : ( ولقد أنزلنا إليك آيات بينات...الآية)(99)
فلما كان الخطاب فى الآيات السابقة للنبى صلى الله عليه وسلم ناسب قوله سبحانه ولما جاءهم رسول
فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق