[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة هود فقد جاء قبل الآية :
( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) ( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ) (18: 19 )
فلا أحد أطغى ولاأظلم منهم فقد اختلقوا الكذب على الله بنسبة الشريك والولد إليه ، ويعرضون على خالقهم ومالكهم يوم القيامة ويقول الخلائق والملائكة الذين يشهدون على أعمالهم هؤلاء الذين كذبوا على ربهم
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : ( لاجرم أنهم فى الآخرة هم الأخسرون ) سورة هود ( 22 )
وقوله تعالى : ( لاجرم أنهم فى الآخرة هم الخاسرون ) سورة النحل ( 109)
قال فى هود ( الأخسرون )
وقال فى النحل( الخاسرون )
فما سبب ذلك ؟
السبب راجع إلى السياق الذى جاءت فيه الآيتين
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: قال المفسرون : وصفهم الله تعالى بست صفات هى : ( الغضب من الله ، والعذاب العظيم ، واختيارهم الدنيا على الآخرة ، وحرمانهم من الهدى ، والطبع على قلوبهم وجعلهم من الغافلين )
ومن خلال استعراض التفسير اتضح أنهم هنا أقل جرما مما فى هود فهم في الكفر سواء ولكن فى هود ضلوا وأضلوا غيرهم بصدهم عن سبيل الله فكانوا هم الأخسرين
فجاءت كل كلمة مناسبة في سياقها
فسبحان من هذا كلامه
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: والغرض فضيحتهم فى الدار الآخرة على رءوس الأشهاد والتشهير بهم خزيا ونكالا فقد كانوا يمنعون الناس عن اتباع الحق فأذاهم تعدى إلى غيرهم ويبغون أن يكون دين الله معوجا على حسب أهوائهم وهم جاحدون بالآخرة منكرون للبعث والنشور ومن أجل كل هذا هم ليسوا خاسرون بل هم الأخسرون فهم أخسر الناس .
لذلك ناسب ( الأخسرون ) سورة هود
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة النحل فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم )(ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لايهدى القوم الكافرين ) ( أؤلئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) ( 106: 108)
(ولكن من شرح بالكفر صدرا ) أى طابت نفسه بالكفر وانشرح صدره له فعليه غضب شديد بسبب أنه آثر الحياة الدنيا واختارها على الآخرة فختم الله على قلبه وسمعه وبصره
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقد جاءت كلمة : ( الأخسرون ) فى أكثر من موضع :
قوله تعالى :
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) ( الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) سورة الكهف( 103 : 104 )
فهؤلاء ذنبهم مضاعف فهو على ضلال ويظن أنه محسن فى عمله فهو أخسر الناس عند الله قال الضحاك : هم القسيسون والرهبان يتعبدون ويظنون أن عبادتهم تنفعهم وأنهم محسنون .
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه :
( وأرادوا به كيدا فجعلناهم اﻷخسرين ) سورة الأنبياء ( 70 )
وهم قوم إبراهيم لما أرادوا تحريقه بالنار فجعلهم الله أخسر الخلق وأخسر من كل شئ حيث كادوا لنبى الله ( إبراهيم ) فرد الله كيدهم فى نحورهم وقال يانار كونى بردا وسلاما على إبراهيم
فدلت المواضع السابقة على أن الأخسر ذنبه مضاعف لأنه أسرف فى الكفر والضلال وأذاه تعدى إلى غيره ولم يقتصر على نفسه
فجاءت الكلمة فى سياقها اللائق بها
فسبحان من هذا كلامه !!!
[٢٣/٥, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله تعالى :
( إن الذين لايؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون ) ( أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم فى الآخرة هم الأخسرون ) سورة النمل ( 4 : 5 )
فهؤلاء لا يصدقون بالبعث فزين لهم أعمالهم القبيحة حتى رأوها حسنة فهم فى ضلال أعمالهم القبيحة يترددون حيارى لايميزون بين القبيح والحسن فلهم أشد العذاب وهم الأخسرون فى الآخرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق