الأحد، 28 مايو 2023

ذو فضل

 [٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله تعالى : ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) ( آل عمران 174) 

قال فى الأولى:( ذو فضل على العالمين )

وقال فى الثانية: (ذو فضل على المؤمنين ) 

وقال فى الثالثة:( ذو فضل عظيم )

فما سبب الاختلاف ؟

[٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الأولى : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) أى لولا أن الله يدفع شر الأشرار بجهاد الأخيار لفسدت الحياة لأن الشر إن غلب كان الخراب والدمار وهذا الأمر يعم فضله على جميع الناس مؤمنهم وكافرهم فجاءت :(ذو فضل على العالمين ) مناسبة مع سياق الآية

[٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)(البقرة251) 

وقوله تعالى : (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم من بعد ماأراكم ماتحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين)(آل عمران 152)

[٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: يقول العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى : ومن فوائد الآية : إثبات حكمة الله حيث جعل الناس يدفع بعضهم بعضا ويقابل بعضهم بعضا لأنه لو جعل السلطة لقوم معينين لأفسدوا الأرض لأنه لامعارض لهم وهذا الأمر يستفيد منه حتى الكفار لكن فضل الله على الكفار فضل خاص فى الدنيا فقط أما الفضل على المؤمنين فى الدنيا والآخرة

[٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الثانية : (ولقد صدقكم الله وعده) : ( فكانت فى غزوة أحد) أى وفى الله لكم ماوعدكم به من النصر على عدوكم لكن لما خالف الرماة أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالنزول من الجبل من أجل الغنيمة لما رأوا هزيمة المشركين وجاء المشركون من خلف الجبل ونزلوا على المسلمين بسيوفهم من خلف ظهورهم فانقلب النصر إلى هزيمة المسلمين

[٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: ولقد عفا الله عنكم مع العصيان وفيه إعلام بأن الذنب كان يستحق أكثر مما نزل بهم لولا عفو الله عنهم لذلك ناسب قوله ( والله ذو فضل على المؤمنين ) سياق الآية

أما الآية الثالثة فهى تابعة للثانية : قال ابن كثير : وهذا كان يوم ( حمراء الأسد) وذلك أن المشركين لما أصابوا ماأصابوا من المسلمين كروا راجعين إلى بلادهم ندموا أنهم لم يهجموا على أهل المدينة ويجعلوها الفيصلة

[٢٨/‏٣, ٢:٠٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: فلما بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ندب المسلمين إلى الذهاب وراءهم ليرعبهم ويريهم أن بهم قوة وجلدا فرجعوا بنعمة السلامة وفضل الأجر والثواب لم ينلهم مكروه أو أذى ونالوا رضوان الله الذى هو سبيل السعادة فى الدارين لذلك ناسب قوله سبحانه : ( والله ذو فضل عظيم) سياق الآية 

فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق