من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة العنكبوت آية 22
(وماأنتم بمعجزين في اﻷرض وﻻفي السماء وما لكم من دون الله ولي ولانصير) ، وقوله تعالى في سورة الشورى آية 31
(وما أنتم بمعجزين في اﻷرض وما لكم من دون من ولي وﻻ نصير) ،
زاد في العنكبوت (وﻻفي السماء) ، فما سبب ذلك ؟ أوﻻ جاء في تفسير أية العنكبوت ، أي ﻻتفوتون من عذاب الله ، وليس لكم مهرب في اﻷرض وﻻ في السماء !! قال القرطبي : والمعنى : لو كنتم في السماء ماأعجزتم الله . وجاء في تفسير آية الشورى ، أى ولستم أيها المشركون فائتين من عذاب الله ، وﻻهاربين من قضائه ، وإن هربتم من أقطارها كل مهرب . من خلال تفسير اﻵيتين تبين أن آية العنكبوت عامة ، وآية الشورى خاطبت مشركي العرب ، فقد جاءت اﻵية في سياق الحديث عن المشركين وذلك في قوله تعالى
(أم يقولون افترى على الله كذبا فإن الله يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلامته إنه عليم حبذات الصدور) آية 24
أما آية العنكبوت فقد جاءت في ثنايا قصة إبراهيم عليه السلام ، وما قرره قومه من إلقائه في النار ، فأنجاه الله منهم ومن مكرهم ، وجاء بعدها إهلاك اﻷمم المكذبة لرسلهم ، قوم لوط ، وقوم شعيب ، وقوم عاد ، وقوم صالح ، وكذلك قارون وفرعون وهامان ، وانتهى اﻷمر بهذه اﻵية الكريمة
(فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به اﻷرض ومنهم من أغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) آية 40 . فلهذا ناسبت الزيادة في العنكبوت (وﻻفي السماء) ، عن آية الشورى لأنها جاءت في سياق الحديث عن المشركين .
والعجيب في آية العنكبوت أنها خاطبت أهل الكفر أنكم ﻻتعجزوا الله حتى ولو صعدتم إلى السماء ، وفي عصرنا هذا صعدوا إلى السماء، بالوسائل الحديثة ، من الطائرات وغيرها .
فسبحان من هذا كلامه . !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق