من روائع البيان القرآني : قوله تعالى: ( وهم باﻵخرة كافرون ) ،
وقوله تعالى: ( وهم باﻵخرة هم كافرون )
وقوله تعالى: (وهم بذكر الرحمن هم كافرون)
أما الموضع اﻷول انفردت به سورة اﻷعراف .
وأما الموضع الثاني فقد جاء في سور : هود ويوسف وفصلت .
وأما الموضع الثالث فقد جاء في سورة اﻷنبياء .
فلماذا انفردت سورة اﻷعراف بذكر الضمير ( هم ) مرة واحدة .
إليك المواضع مع بيان ذكر سبب ذلك :
(الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم باﻵخرة كافرون ) آية 54 سورة اﻷعراف .
(الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم باﻵخرة هم كافرون) آية 19 سورة هود .
( قال ﻻ يأتيكما طعام ترزقانه إﻻ نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم ﻻيؤمنون بالله وهم باﻵخرة هم كافرون ) آية 37 سورة يوسف .
(الذين ﻻ يؤتون الزكاة وهم باﻵخرة هم كافرون) فصلت آية 7
( وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إﻻ هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون ) آية 36 سورة اﻷنبياء .
وبتتبع سياق اﻵيات الذي تكرر فيها الضمير (هم) ، الذي هو للتأكيد نجدها كلها في سياق الحياة الدنيا ، فتكرر الضمير ليبين إصرار الكفار على كفرهم بالله وجحودهم ، وإنكارهم الحساب في اﻵخرة ، أما آية اﻷعراف فكانت سياق يوم القيامة بعد أن أصبح اﻷمر واضحا جليا ، كما قال تعالى ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) سورة ق 22
أي فأزلنا عنك الحجاب ، الذي على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا فبصرك اليوم قوي نافذ ، ترى به ما كان محجوبا عنك .
وقد جاء في سورة اﻷعراف قبل اﻵية ما يدل على أنها في سياق اﻵخرة وذلك في قوله تعالى :
(ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) آية 44 .
وجاء في اﻷخرى ما يدل على أنها في سياق الحياة الدنيا ، ففي سورة هود، جاء قبل اﻵية قوله تعالى :
( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول اﻷشهاد هؤﻻء الذين كذبوا على ربهم أﻻ لعنة على الظالمين) آية 18
وكذلك في سورة يوسف جاءت في سياق حوار نبي الله يوسف مع صاحبي السجن .
وفي سورة فصلت جاء في نهاية اﻵية التي قبل اﻵية : (وويل للمشركين ) ( الذين ﻻيؤتون الزكاة وهم باﻵخرة هم كافرون ) .
كذلك جاءت اﻵية في سياق الحياة الدنيا ، وهو استهزاء وسخرية المشركين ، كأبي جهل وأشياعه بالنبي صلى الله عليه وسلم .
فجاء كل لفظ في مكانه
فسبحان من هذا كلامه !!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق