[١٦/٦, ٢:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون)(70) سورة المؤمنون
وقوله سبحانه : (لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون)(78)سورة الزخرف
قال فى الأولى :(وأكثرهم للحق كارهون)
قال فى الثانية : (ولكن أكثركم للحق كارهون)
فما سبب ذلك ؟!
[١٦/٦, ٢:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاءت اﻵية الأولى ضمن آيات تتحدث عن إعراض المشركين عن سماع القرآن وذلك فى قوله سبحانه : (قد كانت آياتى تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون)(مستكبرين به سامرا تهجرون)(أفلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأت آباءهم الأولين)(أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون)(69:66) فسبب دخولهم النار كانوا يسمعون القرآن فينفرون عن سماعه كما يذهب الناكص على عقبيه بالرجوع إلى ورائه
[١٦/٦, ٢:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: مستكبرين بسبب القرآن عن الإيمان قال ابن كثير : الضمير للقرآن كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالهجر(بضم الهاء) من الكلام يقولون: إنه سحر ، شعر ، كهانة إلى غير ذلك من أقوالهم الباطلة لذلك أكثرهم للحق كارهون لما فى قلوبهم من الزيغ والانحراف فجاءت :( وأكثرهم للحق كارهون) تعبر عن حالهم أما الآية الثانية فكانت فى سياق يوم القيامة
[١٦/٦, ٢:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: بعد دخول المجرمين النار وهم يائسون من كل خير ، يائسون من النجاة نادوا مالك(خازن النار) قائلين ليمتنا الله حتى نستريح من العذاب قال ابن كثير : أى ليقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه قال ابن عباس : فلم يجبهم إلا بعد ألف سنة (قال إنكم ماكثون) أى أجابهم إنكم مقيمون فى العذاب أبدا لاخلاص لكم منه بموت ولاغيره
[١٦/٦, ٢:٢١ م] حسن أحمد حسن سليمان: ثم قال لهم : (لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون) خطاب توبيخ وتقريع أى لقد جئناكم أيها الكفار بالحق الساطع المبين ولكنكم كنتم كارهين لدين الله لكونه مخالفا لأهوائكم وشهواتكم قال الرازى فى تفسيره : هذا كالعلة لما ذكر والمراد نفرتهم عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن القرآن وشدة بغضهم لقبول الدين الحق فجاءت الآية مناسبة للسياق
فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق