من روائع البيان القرآني : قوله تعالى
( وهو بكل شيء عليم )
( وهو بكل خلق عليم )
جاء الأول في ثلاثة مواضع
وجاء الثاني في موضع وحيد في سورة يس
وإليك بيانها :
( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم ) البقرة 29
( بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ) الأنعام 101
( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ) الحديد 3
وجاء الثاني في سورة يس :
( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) يس 79
في المواضع الثلاثة كان الحديث فيها عن أشياء عامة فانتهت ( وهو بكل شئ عليم )
ففي الموضع الأول :
خلق لكم الأرض وما فيها لتنتفعوا بها ، وتعتبروا بأن الله هو الخالق الرازق ، وهو عالم بكل ما خلق وذرأ .
وفي الموضع الثاني في سورة الأنعام :
( بديع السموات والأرض... الآية
أي مبدعهما من غير مثال سابق ، كيف يكون له ولد وليس له زوجة ؟ والولد لايكون إلا من زوجة ، ومن شيء إلا هو خالقه والعالم به ، ومن كان كذلك كان غنيا عن كل شئ ، وهو بكل شيء عليم
الموضع الثالث في سورة الحديد :
( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )
أى ليس لوجوده بداية ، ولا لبقائه نهاية ، وهو الظاهر للعقول بالأدلة والبراهين الدالة على وجوده ، الباطن الذي لاتدركه الأبصار ، ولاتصل العقول إلى كنه ذاته وفي الحديث : ( أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شئ ) وهو تعالى عالم بكل ذرة في الكون .
أما موضع يس :
( وهو بكل خلق عليم )
فقد جاء بعد قوله سبحانه : ( وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحي العظام وهي رميم )
قال المفسرون : نزلت في (أبي بن خلف ) جاء بعظم رميم ، وفتته في وجه النبي الكريم وقال ساخرا : أتزعم يا محمد أن الله يحيينا بعد أن نصبح رفاتا مثل هذا ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : ( نعم يبعثك ويدخلك النار )
فكان الآيات تتحدث عن خلق الإنسان وبعثه بعد الموت ردا على هذا الكافر
فجاءت ( وهو بكل خلق عليم ) مناسبة مع السياق .
فسبحان من هذا كلامه!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق