من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة آل عمران
(قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) آية 15
وقوله تعالى في سورة التوبة آية 72
(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) .
قال في آل عمران (ورضوان من الله) ، وفي التوبة(ورضوان من الله أكبر) ، زاد في التوبة (أكبر) ، فما سبب هذه الزيادة ؟!!!
في آل عمران جاءت اﻵية بعد ذكر متاع الحياة الدنيا الزائل ، من حب النساء واﻷموال واﻷوﻻد وغيرها من متاع الدنيا ، فجاءت اﻵية مقارنة بين متاع الدنيا الزائل وبين ماأعده الله لعباده المتقين في الجنة ، من جنات فسيحة ، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة ، والحور العين ، وفوق ذلك رضوان الله .
وأما في التوبة قال(وعد الله المؤمنين والمؤمنات) ، ومن أوفى بوعده من الله -ﻻأحد - (ومن أصدق من حديثا)، (ومن أصدق من الله قيلا) ، (ومن أوفى بعده من الله) . لذلك كان مناسبا زيادة (ورضوان من أكبر) ،
وأيضا جاء في السورة (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم )(خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجرعظيم) 22/21
وأيضا جاء في السورة قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة واﻹنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) آية 111 .
وهو تمثيل في ذروة البﻻغة والبيان ﻷجر المجاهدين ، مثل تعالى جزاءهم بالجنة على بذلهم اﻷموال واﻷنفس في سبيله ، بصورة عقد فيه بيع وشراء ، وانظروا الى كرم الله ، أنفس هو خلقها ، وأمواﻻ هو رزقها ، ثم وهبها لهم ، ثم اشتراها منهم بهذا الثمن الغالى (الجنة) . وقال بعض العلماء : ناهيك عن بيع البائع فيه المؤمن ، والمشتري فيه رب العزة ، والثمن فيه الجنة ، والصك فيه الكتب السماوية ، والواسطة فيه محمد صلى الله عليه وسلم .
فكانت زيادة (ورضوان من الله أكبر) في التوبة مناسبة عن آل عمران.
فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق