السبت، 17 يونيو 2023

أفرءيت من اتخذ إلهه هواه

[١٧/‏٦, ٢:٠٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (أرءيت من اتخذ إلهه هواه أفانت أنت تكون عليه وكيلا)(الفرقان43) 

وقوله سبحانه :(أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)(الجاثية23)

قال فى الأولى : (أرءيت)

وقال فى الثانية :(أفرءيت) 

فما سبب ذلك ؟

[١٧/‏٦, ٢:١٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: والمعروف عند أهل اللغة : أن الزيادة فى المبنى زيادة فى المعنى ويتضح ذلك من خلال تفسير الآيتين جاء فى تفسير الآية الأولى: (أرءيت من اتخذ إلهه هواه) تعجيب من ضلال المشركين أى أرءيت من جعل هواه إلها له ؟ كيف يكون حاله؟ قال ابن عباس : كان الرجل من المشركين يعبد حجرا فإذا رأى حجرا أحسن منه رماه وأخذ الثانى فعبده

[١٧/‏٦, ٢:٢٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: (أفأنت تكون عليه وكيلا) أى هل ستكون حافظا تحفظه من اتباع هواه ؟ ليس الأمر لك قال أبو حيان فى تفسيره(6 /501) : وهذا تيئيس من إيمانهم وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يتأسف عليهم وإعلام أنهم فى الجهل بالمنافع وقلة النظر فى العواقب مثل البهائم وجاءت الآية بعدها تؤكد هذا المعنى وهى قوله سبحانه : (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا)(44)

[١٧/‏٦, ٢:٣٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الثانية : (أفرءيت من اتخذ إلهه هواه) أى أخبرنى يامحمد عن حال من ترك عبادة الله وعبد هواه!! قال ابن عباس : ذلك الكافر اتخذ دينه مايهواه فلا يهوى شيئا إلا ركبه( فعله) (وأضله الله على علم) أى وأضل الله ذلك الشقى فى حال كونه عالما بالحق غير جاهل به كاليهود فهو أشد قبحا ممن يضل عن جهل كالنصارى لأنه يعرض عن الحق عنادا

[١٧/‏٦, ٣:١٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: (وختم على سمعه وقلبه) أى وطبع على سمعه وقلبه بحيث لا يتأثر بالمواعظ ولايتفكر فى الآيات والنذر (وجعل على بصره غشاوة) أى وجعل على بصره غطاء حتى لايبصر الرشد ولايرى حجة يتستضئ بها (فمن يهديه من بعد الله) أى فمن يستطيع أن يهديه بعد أن أضله الله؟ لاأحد يقدر على ذلك إلا الله (أفلا تذكرون) أى أفلا تعتبرون أيها الناس وتتعظون

[١٧/‏٦, ٣:٢٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى (ختم على سمعه وقلبه) لفتة حيث هو الموضع الوحيد الذى قدم فيه السمع على القلب وذلك وافق سياق السورة حيث قال سبحانه : (ويل لكل أفاك أثيم)(يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم)(وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)(9:7) قال الرازى : وهذا وعيد عظيم والأفاك الكذاب والأثيم المبالغ فى اقتراف الآثام ويسمع آيات القرآن تقرأ عليه وهى فى غاية الوضوح والبيان ثم يدوم على حاله من الكفر ويتمادى فى غيه وضلاله مستكبرا عن الإيمان بالآيات كأنه لم يسمعها

[١٧/‏٦, ٣:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى الآية :(أفرءيت من اتخذ إلهه هواه..الآية) قال الصاوى فى حاشيته على الجلالين(4 /67) : وصف تعالى الكفار بأربعة أوصاف : 

الأول : عبادة الهوى الثانى: ضلالهم على علم الثالث : الطبع على أسماعهم وقلوبهم الرابع : جعل الغشاوة على أبصارهم وكل وصف منها مقتض للضلالة فلايمكن إيصال الهدى إليهم بوجه من الوجوه . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق