مع روائع البيان القرآني :
لطائف وإشارات من الأسماء والصفات في الآيات المبينات من كلام رب البريات: ( 2 )
قوله تعالى :
( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم ) سورة النور آية 60
جاء هذا الحكم في سورة النور ، من ضمن أحكام كثيرة جاءت في السورة الكريمة ، تعالج ناحية من أخطر النواحي الإجتماعية هي (مسألة الأسرة ) ، ولهذا كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة يقول لهم : علموا نساءكم سورة النور .
والحكم يخص النساء العجائز اللاتي قعدن عن الاستمتاع والشهوة، ولا يطمعن في النكاح ، وذلك لكبر سنهن ، وقد تشعر أن نهاية الآية
( والله عليم حكيم ) كمثلها مما جاء في السورة من الأحكام ، فقد تكرر قوله تعالى( والله عليم حكيم ) في السورة ثلاث مرات ، وهذا أمر جلي في كتاب الله ، فهو سبحانه عليم بخلقه ، حكيم في تشريعه ، فلماذا انتهت الآية بقوله سبحانه ( والله سميع عليم)
الإشارة في هذا : تنبيه للمرأة ان لا تلين بالقول عند الرجال الأجانب عنها ، حتى ولو كانت عجوزا لا يرجى نكاحها ، كما قال تعالى : ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) سورة الأحزاب آية 32 .
لذلك كان قوله سبحانه : ( والله سميع عليم ) مناسب مع سياق الآية ، فهو سبحانه سميع لجميع الأصوات ، عليم بالنيات والمقاصد ، فليحذرن من كل قول وقصد فاسد ، ويعلمن إن الله يجازي على ذلك .
فسبحان من هذا كلامه
فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق