الخميس، 1 يونيو 2023

يمحوا يمح . يعفوا يعف

[٢٥‏/١٠‏/٢٠٢١, ٤:٤٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) 

الرعد ( 39) 

وقوله تعالى : 

(أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلامته إنه عليم بذات الصدور ) الشورى ( 24 ) 

فى الرعد : ( ويمحوا ) 

فى الشورى ( ويمح ) 

فما سبب ذلك ؟

[٢٥‏/١٠‏/٢٠٢١, ٤:٤٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من خلال استعراض تفسير الآيتين يتضح الفرق بين الموضعين : 

جاء فى تفسير آية الرعد : أى ينسخ الله مايشاء نسخه من الشرائع والأحكام ، وصحف الملائكة الكرام ، ويثبت ما يشاء منها دون تغيير ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يبدل الله مايشاء فينسخه ، إلا (الموت والحياة ، والشقاء والسعادة ) فإنه قد فرغ منها ، ( وعنده أم الكتاب ) أى أصل كل كتاب وهو : ( اللوح المحفوظ ) الذى كتب الله فيه مقادير الأشياء كلها .

[٢٥‏/١٠‏/٢٠٢١, ٤:٤٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: جاء في إعراب سور القرآن : 

( ويعفوا ) : فعل مضارع مرفوع لأنه لم يسبقه ناصب ولا جازم وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل .

( ويعف ) : فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة لعطفه على يوبقهن وهو معطوف على الفعل يسكن وهو جواب الشرط في الآية السابقة . 


وهنا لفتة في الآيتين : الآية الأولى جاءت عامة جاء في تفسير اﻵية : أى وما أصابكم أ يها الناس من مصيبة من المصائب ، في النفس أو المال فإنما هى بسبب معاصيكم التى اكتسبتموها ، ويصفح عن كثير من الذنوب فلا يعاقبكم بها .

[٢٥‏/١٠‏/٢٠٢١, ٤:٤٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: الآية الثانية جاء في تفسيرها : ( ويمح الله الباطل ) أى يزيل الله الباطل بالكلية ( ويحق الحق بكلماته ) أى ويثبت الله الحق ويوضحه بكلامه المنزل ، قال ابن كثير : بكلماته أى بحججه الواضحة وبراهينه .

ألا ترى أن زيادة الواو فى ( يمحوا ) مناسبة مع عموم الآية وحذفها فى : ( يمح ) مناسب مع سرعة محوا الباطل وأنه مهما طال فيمحيه الله بسرعة. 


فسبحان من هذا كلامه !!!

[٢٥‏/١٠‏/٢٠٢١, ٤:٤٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : 

( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) الشورى (30) 


وقوله تعالى :  

( أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير ) الشورى ( 34 ) 

الموضع الأول ( ويعفوا ) 

الموضع الثاني : 

( ويعف )


فما سبب الإختلاف بين الموضعين ؟

[٢٥‏/١٠‏/٢٠٢١, ٤:٤٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: والآية الثانية خاصة بمن فى السفينة فى البحر جاء في تفسير اﻵية : أى وإن يشأ يجعل الرياح عواصف ، فيغرق هذه السفن وأهلها ، بسبب ما اقترفوا من جرائم ، ويتجاوز عن كثير من الذنوب فينجيهم الله من الهلاك .

إذا غرقت السفينة ألا ترى أن الناجين من الغرق قلة إذا ( ويعف ) بحذف الواو مناسبة مع قلة الناجين . 

( ويعفوا عن كثير ) زيادة الواو مناسبة مع عموم الآية . 

هذا ماتيسر فهمه والله أعلم بمراده . 


فسبحان من هذا كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق