الاثنين، 19 ديسمبر 2016

بقادر- قادر

أما في سورة اﻷحقاف فجاءت (بقادر) بزيادة الباء ردا على من أنكر الحياة بعد الموت وذلك في قوله تعالى(والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله يلك آمن إن وعد الله حق فيقول ماهذا إﻻأساطير اﻷولين) أية17 ومعنى(أخرج) أي من قبري حيا لذلك جاء الرد (بقادر على أن يحى الموتي) ،

أما في اﻹسراء ويس كان إنكارا للبعث بعد الموت وذلك في قوله تعالى (ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا) آية 89 ،
وفي يس (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم) ، ل
ذلك جاء في السورتين (على أن يخلق مثلهم) أي أو ليس الذي خلق السموات واﻷرض مع كبر جرمهما وعظم شأنهما ؟ قادر على أن يخلق أجساد بني آدم بعد فنائها بلى فهو الخلاق المبدع في الخلق والتكوين . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة اﻹسراء آية 98 (أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات واﻷرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا  ﻻريب فيه فأبى الظالمون إﻻ كفورا ) ، وقوله تعالى (أو ليس الذي خلق السموات واﻷرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) سورة يس آية 81 ، وقوله تعالى (أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات واﻷرض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحى الموتى بلى إنه على كل شئ قدير) سورة اﻷحقاف آية 33 ، قال في اﻹسراء (قادر) ، وقال في يس واﻷحقاف (بقادر) بزيادة الباء ، وقال في اﻹسراء ويس (على أن يخلق مثلهم) ، وقال في اﻷحقاف (على أن يحى الموتي) ، أما زيادة الباء في موضعي يس واﻷحقاف فإن ذلك راجع إلى سياق اﻵيات في السورتين ، أما في سورة يس فقد جاء قوله (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم) ، قال المفسرون نزلت في (أبي بن خلف) جاء بعظم رميم ، وفتته في وجه النبي الكريم وقال ساخرا : أتزعم يامحمد أن الله يحيينا بعد أن نصبح رفاتا مثل هذا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم له : (نعم يبعثك ويدخلك النار) لذلك جاء (بقادر) بزيادة الباء للرد على هذا الكافر

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

بما كانوا يفعلون

أية سورة هود (فلا  تبتئس بما كانوا يفعلون) الخطاب لنوح عليه السلام أى فلا تحزن بسبب كفر قومك وتكذبيهم لك فإني مهلكهم فالكلام على قوم كافرين فقال(بما كانوا يفعلون) سواء فعلوا ذلك بعلم أو بغير علم فهم كاﻷنعام فقال(يفعلون) احتقارا لشأنهم أما آية سورة يوسف الكلام ليوسف عليه السلام مخاطبا أخاه بنيامين فلا تحزن بما فعلوا بنا فيما مضى أى مافعلوه عن عمد وعلى قول بعض المفسرين أن إخوة يوسف كانوا أنبياء وهم (اﻷسباط) فيعملون  مناسب معهم . والله أعلم

والله بصير بما تعملون - والله بصير بما يعملون

(والله بصير بما تعملون) موضع وحيد آخر آية في سورة الحجرات  وذلك في قوله تعالى (إن الله يعلم غيب السموات واﻷرض والله بصير بما تعملون )  آية 18 سورة الحجرات  وباقي المواضع  (والله بصير بما يعملون)   وذلك في قوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ) البقرة 96   وقوله تعالى (هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون )  آل عمران  163  وقوله تعالى ( وحسبوا أﻻ تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ) المائدة 71  وسبب يعملون أن الخطاب في اﻵيات بصيغة الغيبة وتعملون جاء الخطاب بصيغة  الخطاب فقد قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل ﻻتمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين )آية 17 الحجرات

بما كانوا يفعلون - بما كانوا يعملون

الفرق بين قوله تعالى في سورة هود آية 36 (فلا تبتئس بما كانوا يفعلون)
 وبين قوله تعالى في سورة يوسف آية 69(فلا تبتئس بما كانوا يعملون)
جاء في مفردات ألفاظ القرأن للعلامة اﻷصفهاني :فعل الفعل وهو عام لما كان بإجادة أو غير إجادة ولما كان بعلم أو بغير علم أو بقصد أو بغير قصد ولما كان من اﻹنسان والحيوان والجمادات . عمل :  كل فعل بقصد والعمل يستعمل في اﻷعمال الصالحة والسيئة وهو أخص من الفعل . انتهى كلامه والدليل على كلام اﻷصفهاني قوله تعالى(ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) سورة الزمر آية 70 أي جوزي كل إنسان بما عمل متعمدا من خير أو شر والله أعلم بكل مافعل

وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة - وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر

من روائع البيان القرأني قوله تعالى ( ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا  بالصبر وتواصوا بالمرحمة) سورة البلد آية 17
 وقوله تعالى في سورة العصر (إﻻ الذين آمنوا وعملوا  الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
وما الفرق بين اﻵيتين في سورة البلد جاء قبلها (أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) (يتيما ذا مقربة) (أو مسكينا ذا متربة) جاء في التفسير أي أو أن يطعم الفقير في يوم عصيب ذي مجاعة قال الصاوي : وقيد اﻹطعام بيوم المجاعة ﻷن إخراج المال فيه أشد على النفس أو أطعم اليتيم الذي بينه وبينه قرابة أو المسكين الفقير البائس الذي قد لصق بالتراب من  فقره وضره وهو كناية عن شدة الفقر والبؤس فجاءت (وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) مناسبة للسياق فالصبر لمن ابتلى بالمجاعة والفقر والمسكنة فيوصي بعضهم بعضا بالصبر على أقدار الله المؤلمة (وتواصوا بالمرحمة) ﻹصحاب اﻷموال برحمتهم لهؤﻻء المبتلين من إعطاء محتاجهم والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه وفي سورة العصر جاء مناسبا مع السياق فقد أقسم الله بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر إﻻ من اتصف بأربعة صفات اﻹيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق الذي هو اﻹيمان والعمل الصالح أي يوصي بعضهم بعضا بذلك والتواصي بالصبر على طاعة الله . من تفسير الشيخ السعدي بتصرف . فجاء كل مناسبا مع سياق اﻵيات فسبحان من هذا كلامه !!!!!

واحذروا فإن توليتم فاعلموا - فإن توليتم

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة المائدة آية 92 (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين)  وقوله تعالى في سورة التغابن آية 12 (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين)  زاد في آية المائدة (واحذروا ) وزاد (فاعلموا) وسبب ذلك ماجاء قبلها (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واﻷنصاب واﻷزﻻم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) آية 90 وهو التحريم النهائى للخمر وهو أمر عظيم على الناس وتركه صعب فأمرهم الله باجتنابه وهو نص في التحريم ولكنه أبلغ في النهي والتحريم من لفظ حرم ﻷن معناه البعد عنه بالكلية أى اتركوه وكونوا في جانب آخر فكان مناسبا زيادة (واحذروا) و(فاعلموا) عن أية التغابن فقدأمرهم الله بطاعة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم  وأن يحذروا مخالفتهما قال الطبري : وهذا من الله وعيد لمن تولى عن أمره ونهيه يقول تعالى لهم: فإن توليتم عن أمري ونهيى فتوقعوا عقابي واحذروا سخطي ومما أكد الله به قوله (فهل أنتم منتهون) واﻹستفهام يراد به اﻷمر أى انتهوا وهو من أبلغ ماينهى به  ولذلك قال عمر رضي الله عنه : انتهينا ربنا انتهينا

مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم

من روائع البيان القرآني وجميل الخطاب وروعته وحسنه وقل ماشئت من ألفاظ فلن تعطي الكلام حقه وهو مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فما خاطبه في القرآن باسمه مجردا فقال (ياأيها النبي) (ياأيها الرسول)(ياأيها المزمل) (ياأيها المدثر) ولما خاطب اﻷنبياء قال (ياآدم) (ياعيسى) (ياموسى) (يادواد) ومن جميل خطابه سبحانه لصفيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم لما أخبره أنه أرسله الى الناس في اﻵيات التي تحدثت عن ذلك وهي 9 مواضع دائما يقدم بشيرا على نذيرا أو مبشرا على نذيرا وهذا من روعة وجميل الخطاب ومن هذه اﻵيات قوله تعالى (وماأرسلناك إﻻ مبشرا ونذيرا)الفرقان 56  وقوله تعالى( ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) سورة اﻷحزاب 45 وهكذا كل المواضع .
أما لما أخبر النبي عن نفسه قدم نذير على بشير وذلك في موضعين في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى   ( قل ﻻأملك لنفسي نفعا وﻻضرا إﻻ ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب ﻻستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إﻻ نذير وبشير لقوم يؤمنون )  سورة اﻷعراف آية 188
والموضع الثاني قوله تعالى (أﻻ تعبدوا إﻻ الله إنني لكم منه نذير وبشير) سورة هود أية 2  وهو في ذلك صلى الله عليه وسلم  مطيع وممتثل ﻹمر ربه فقد أمره الله وأوحى إليه بذلك فقال (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) سورة يونس آية 2 وحيث  أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الى قوم على الشرك والكفر فكان مناسبا تقديم  نذير على بشير فسبحان من هذا كلامه !!!!

تقدم خلق السموات واﻷرض على اختلاف الليل والنهار

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (إن في خلق السموات واﻷرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ......... اﻵية ) البقرة 164
وقوله تعالى (إن في خلق السموات واﻷرض واختلاف الليل والنهار ﻵيات ﻷولي اﻷلباب ) آل عمران 190
وقوله تعالى (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات واﻷرض ﻵيات لقوم يتقون ) سورة يونس آية 6
 في سورة البقرة وآل عمران قدم خلق السموات واﻷرض على اختلاف الليل والنهار
وفي سورة يونس قدم اختلاف الليل والنهار ولو تأملت في البقرة وآل عمران لوجدت أن الله عز وجل بدأ باﻷعلى  أو باﻷكبر
 فلا ريب أن أيات خلق السموات واﻷرض أكبر من آية اختلاف الليل والنهار وهذا تقديم طبيعي وهو الترتيب من اﻷعلى إلى اﻷدنى وهذا كثير في القرآن وأما آية سورة يونس فقد جاء قبلها (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إﻻ بالحق يفصل اﻵيات لقوم يعلمون) آية 5
 والشمس تدل على النهار والقمر يدل على الليل فكان مناسبا تقديم آية اختلاف الليل والنهار مع ماقبلها  فسبحان من هذا كلامه !!!!!

إنا أنزلناه قرآنا عربيا - إنا جعلناه قرآنا عربيا

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) آية 2 سورة يوسف
 وقوله تعالى في سورة الزخرف آية 3 (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
فما الفرق بين أنزلناه و جعلناه  يقول العلامة أحمد بن ابراهيم الغرناطي في كتابه ملاك التأويل (إنا أنزلناه) ليعلم العرب وأهل الكتاب أن ذلك منزل من عند الله لموافقته ما عند أهل الكتاب ولقطع العرب والجميع أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يتلق ذلك القصص من أحد من العرب وﻻرحل إلى في تعرفه إلى أحد وأما أية الزخرف فلم على أخبار فقال (جعلناه) انتهى كلامه رحمه الله  وفي سورة يوسف قال بعدها (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أية3
 أى نحن نحدثك يا محمد ونروي لك أخبار اﻷمم السابقة بأصدق كلام وأحسن بيان وقد كنت من قبل أن نوحي إليك هذا القرآن لمن الغافلين عن هذه القصة لم تخطر ببالك ولم تقرع سمعك ومن تناسق القرآن وروعة بلاغته في سورة الزخرف تكرر الفعل (جعل) 11 مرة فكان مناسبا (إنا جعلناه) في السورة فسبحان من هذا كلامه

سورة اﻻنفال

سورة اﻻنفال سورة مدنية وقد نزلت في اعقاب غزوة بدر حتى سماها بعض الصحابة سورة بدر وفي مناسبة اﻻنفال مع اﻻعراف ان سورة اﻻعراف تحدثت عن قصص اﻻنبياء السابقين مع اممهم ناسب ان تاتي اﻻنفال لتذكر قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه وايضا فى اواخر اﻻعراف بين الله تعالى السبل الكفيلة لسد باب الخلاف وبيان مايحدث به اﻻئتلاف (خذ العفو وأمر بالعرف،،،،،،، )اﻻية وفي بداية اﻻنفال امر بإصلاح ذات البين وفي نهاية اﻻعراف امر بالإنصات للقران ثم اﻻمر بذكره (واذكر ربك في نفسك ،،،،،،،،)الاية وفي بداية اﻻنفال الثناء على اهل الذكر واهل اﻻستماع للذكر (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)ونهاية اﻻعراف الثناء على اهل العبادة والسجود(إن الذين عند ربك ﻻيستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)

تضمنت سورة اﻻنفال ست نداءات لاهل اﻹيمان:
 النداء اﻻول : فقد جاء فيه التحذير من الفرار من المعركة (يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا فﻻ تولوهم اﻷدبار)
النداء الثاني : جاء فيه السمع والطاعة لأمر الله وأمر رسوله وهو مناسب مع ماقبله (ياايها الذين امنوا أطيعوا الله ورسوله وﻻتولوا عنه وأنتم تسمعون)  ومن أطاع الله ورسوله  فهذا فيه عزته وحياته وسعادته وحياته وبهذا جاء
النداء الثالت : (ياأيها الذين امنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)ومن طاعة الله ورسوله عدم إفشاء أسرار اﻻمة اﻻسلامية لاعدائها وهذا خيانة لله ورسوله
وبهذا جاء النداء الرابع : (ياأيها الذين امنوا ﻻتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) ومن ثمرات الطاعة التقوى وهى تؤدي الى نور ربانى يقذفه الله في قلب عبده المؤمن يفرق به بين الحق والباطل والطيب والخبيث وايضا تكون سبب في محو السيئات والذنوب
 وبهذا جاء النداء الخامس :(ياأيها الذين امنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم)
واما النداء اﻻخير فهو أشمل النداءات وهو خير ختام فقد وضح لهم طريق العزة وأسس النصر وذلك بالثبات أمام اﻷعداء والصبر عند اللقاء واﻻستعانة بالمدد الروحي الذي هو سر نصر المؤمنين وحياة قلوبهم وابدانهم اﻻ وهو ذكر الله قال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي ﻻيذكره كمثل الحي والميت)النداء اﻻخير الجامع الشامل(ياأيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) فما اروع هذا الكلام واعظم هذا الترتيب

يكفر عنه سيئاته

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) آية9 التغابن
 وقوله تعالى( رسوﻻ يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) سورة الطلاق آية 11
 زاد في التغابن (يكفر عنه سيئاته )  وسبب ذلك والله أعلم ماجاء قبلها من اﻵيات قوله تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ) آية 2
وقوله تعالى (ألم يأتكم نبؤا الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم)أية 5
وقوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتبنؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) آية 7
ثم دعاهم إلى اﻹيمان بالله ورسوله بقوله تعالى (فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير ) آية 8
فمن استجاب منهم وآمن أوﻻ يكفر عنه سيئاته ثم يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار فناسب زيادة (يكفر عنه سيئاته ) أما في سورة الطﻻق فقد قال (ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) فهم مؤمنون فناسب قوله (يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار) دون الزيادة التي في التغابن (يكفر عنه سيئاته ) فسبحان من هذا كلامه

من المهتدين - من المفلحين

قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم اﻵخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إﻻ الله فعسى أؤلئك أن يكونوا من المهتدين ) سورة التوبة آية 18
 وقوله تعالى (فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين ) سورة القصص آية 67
بعض الطلاب يخلط بين (من المهتدين) وبين (من المفلحين) وبتأمل اﻵيتين لوجدت أن إقام الصلاة وإيتاء الزكاة واﻹيمان بالله ربا ويؤدي اﻹيمان به إلى خشيته وحده كل ذلك من أسباب الهداية فقال في آخر اﻷية (من المهتدين) وأما من تاب من الشرك والمعاصي وآمن بالله فعبده وآمن برسله فصدقهم وعمل صالحا متبعا فيه للرسل فكل من جمع هذه الخصال يكون من المفلحين فلا سبيل إلى الفلاح بدون هذه اﻷمور

ابن السبيل

آية البقرة (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل  .........) اﻵية فلو ﻻحظت أنها تخص بني إسرائيل فلعل ابن السبيل ليس  في شرعهم وابن السبيل تدل المودة والرحمة بين الناس وهم أي بني إسرائيل قتلوا إخوانهم في الدين وطردهم من دياريهم من غير التفات إلى العهد الوثيق الذي عاهدوا عليهم ربهم ويتعاونوا على إخوانهم بالمعصية والظلم فهل يكون عند هؤﻻء ابن السبيل ولو ﻻحظت كل اﻵيات التي فيها ابن السبيل تجدها  تخص المسلمين وهذا يدلك على رحمة اﻹسلام وعظمته أما الذين كانوا يقتلون اﻷنبياء كيف يكون عندهم ابن السبيل ؟ والله أعلم بالصواب

لعلكم تفلحون - لعلكم ترحمون

قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا ﻻتأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمران 130  وقوله تعالى (وأطيعوا الله والرسول  لعلكم ترحمون) آل عمران 132  كثيرا ما يخلط الطلاب بين (لعلكم تفلحون) وبين (لعلكم ترحمون )  ولو تأملت اﻵيتين لوجدت أن ترك الربا من موجبات الفلاح للأمة اﻹسلامية وطاعة الله ورسوله من أسباب حصول الرحمة

متى هذا الوعد - متى هذا الفتح

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) تكرر ذكره 6 مرات في سور يونس اﻷنبياء النمل يس سبأ  الملك ،
وانفردت سورة السجدة بقوله تعالى(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين)  أية 28 والسبب في ذلك والله أعلم  سياق اﻵيات في المواضع الستة سبق الكلام على يوم القيامة والثواب والعقاب فقالوا على سبيل اﻹنكار واﻹستهزاء (متى هذا الوعد) أما في سورة السجدة فقد جاء قبل اﻵية (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) آية 25 أي إن ربك يامحمد يقضي ويحكم بين المؤمنين والكفار فيميز بين المحق والمبطل يوم القيامة قال الطبري : فيما كانوا فيه يختلفون من أمور الدين والبعث والثواب والعقاب  فلما قال الله ذلك قالوا على سبيل التكذيب واﻹستهزاء متى هذا الفتح فإن الفتح بمعنى الفصل والحكم والقضاء مثل قوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا وأنت خير الفاتحين) أي احكم وافصل واقض بيننا وبين قومنا
جاء في تفسير اﻵية كان المسلمون يقولون : إن الله سيفتح لنا على المشركين ويفصل بيننا وبينهم وكان أهل مكة إذا سمعوهم يقولون بطريق اﻹستعجال تكذيبا واستهزاء متى هذا الفتح والنصر ؟ إن كنتم صادقين في دعواكم فنزلت (قل يوم الفتح ﻻينفع الذين كفروا إيمانهم وﻻهم ينظرون) أي قل لهم يامحمد توبيخا وتبكيتا : إن يوم القيامة هو يوم النصر الحقيقي الذي يفصل تعالى فيه بيننا وبينكم قال البيضاوي : ويوم الفتح هو يوم القيامة فإنه يوم نصر المؤمنين على الكافرين والفصل بينهم (تفسير البيضاوي 2 /113)

أوتوا العلم - أوتوا العلم والإيمان

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خيرا لمن آمن وعمل صالحا وﻻيلقاها إﻻ الصابرون) آية 80 سورة القصص
وقوله تعالى في سورة الروم آية 56 (وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كتتم ﻻ تعلمون)
في سورة القصص قال (وقال الذين أوتوا العلم) وفي سورة الروم (وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان) ولو تأملت اﻵياتين لوجدت عجبا فإن اﻷولى في قصة قارون أى في الحياة الدنيا فالذي تكلم العقلاء من أهل العلم والفهم واﻹستقامة
 أما اﻵية الثانية فكانت في سياق يوم القيامة وﻻيتكلم في هذا اليوم إﻻ العقلاء من أهل العلم واﻹيمان أما في الدنيا فليس كل من أوتي علما عنده إيمان كذلك يتفاوت اﻹيمان بين الناس في الدنيا

الاثنين، 28 نوفمبر 2016

المؤمن - الكافر

قوله تعالى (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث ﻻيخرج إﻻ نكدا كذلك نصرف اﻵيات لقوم يشكرون) سورة اﻷعراف آية 58            
قال المفسرون هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر فشبه المؤمن باﻷرض الحرة الطيبة وشبه نزول القرآن على قلب المؤمن بنزول المطر على اﻷرض الطيبة فإذا نزل المطر أخرجت أنواع اﻷزهار والثمار وكذلك المؤمن إذا سمع القرأن آمن به وانتفع به وظهرت منه الطاعات والعبادات وأنواع اﻷخلاق الحميدة وشبه الكافر باﻷرض الرديئة الغليظة السبخة التي ﻻينتفع بها وإن أصابها المطر فكذلك الكافر إذا سمع القرآن ﻻينتفع به وﻻيصدقه وﻻيزيده اﻹ عتوا وكفرا وإن عمل الكافر حسنة في الدنيا كانت بمشقة وكلفة وﻻينتفع بها في اﻵخرة . قال ابن عباس رضي الله عنهما : هذا مثل ضربه الله للمؤمن يقول هو طيب وعمله طيب كما أن البلد الطيب ثمره طيب ثم ضرب مثل الكافر كالبلدة السبخة المالحة التي خرجت منها البركة فالكافر خبيث وعمله خبيث . وقال مجاهد : هذا مثل ضربه الله تعالى ﻵدم وذريته كلهم منهم خبيث وطيب

المهتد - المهتدي

كلمة (المهتد) في سورتي اﻹسراء والكهف قرأها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر بإتبات الياء في الوصل ويعقوب في الحالين أي الوقف والوصل وقد سأل أحد اﻹخوة عن توجيه ذلك مع ماسبق من كلام على سورة اﻷعراف ونقول والله  أعلم بالصواب أن في سورة اﻷعراف كلمة (المهتدي) قرأها القراء العشرة بإتبات الياء في الوقف والوصل وهذا مناسب مع ماذكر من قصة عالم بني إسرائيل الذي أتاه الله أياته ومع ذلك باع دينه بدنياه فجاءت الياء تؤكد أن الهداية بيد الله وحده واختلاف القراء في موضعي اﻹسراء والكهف مناسب لسياق اﻵيات
من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون)  سورة اﻷعراف آية 178 (المهتدي) موضع وحيد في القرآن بزيادة الياء وفي اﻹسراء والكهف (المهتد) وقد جاء للتأكيد بأنه من يهديه الله فلا يستطيع بشر على وجه اﻷرض أن يضله  وقد جاء التأكيد في مكانه فقد جاءت اﻵية الكريمة بعد أشد أية على العلماء الذين يريدون بعلمهم الدنيا وشهوات النفس و يتبعون الهوى وهو قوله (وأتل عليهم نبأ الذي آتنيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) 175 اﻷعراف  وهذا رجل من علماء بني إسرائيل خصه الله بآياته وحكمته وعلمه اسمه  اﻷعظم وجعل دعائه مستجابا وكان من أعلم أهل زمانه ثم إنه اتبع هواه وركن إلى الدنيا ورضي بها عوضا عن اﻵخرة نزع منه ما كان أعطاه وانسلخ من الدين فخسر الدنيا واﻵخرة ومن الذي يسلم من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى إﻻ من عصمه الله بالورع وثبته بالعلم وبصره بعيوب نفسه  ، اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

فكيدوني - كيدون

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من دونه فكيدوني جميعا ثم ﻻ تنظرون ) سورة هود 55  (فكيدوني) بزيادة الياء موضع وحيد في القرآن  وموضعين جاءت (كيدون) بدون ياء سورة اﻷعراف آية 195 وسورة المرسلات (فإن كان كيد فكيدون) آية 39  ونرجع لسورة هود جاءت الياء للتأكيد وهى ياء التحدي وفيها معجزة هود عليه السلام  فقد تحداهم رغم بطشهم وقوتهم (وقالوا من أشد منا قوة) أن يمسوه بسوء جاء في تفسير اﻵية أي فاحتالوا في هلاكي أنتم وآلهتكم ثم ﻻتمهلوني طرفة عين قال أبو السعود في تفسيره : وهذا من  أعظم المعجزات فإنه عليه السلام كان رجلا مفردا بين الجم الغفير من عتاة عاد الغلاظ الشداد وقد حقرهم وهيجهم بانتقاص آلهتهم وحثهم على التصدي له فلم يقدروا على مباشرة شئ وظهر عجزهم عن ذلك ظهورا بينا . انتهى كلامه

فبئس المصير- وبئس المصير

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة المجادلة آية  8 (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا ويتناجون باﻹثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لوﻻ يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير )   (فبئس المصير)  موضع وحيد في القرآن وباقي المواضع (وبئس المصير) وعددها 9 مواضع والفاء تدل على السرعة وجاءت ردا على اليهود والمنافقين جاء في تفسير اﻵية وإذا جاءك يارسول الله المنافقون حيوك بغير التحية التي جعلها الله لك فقالوا كما تعلموا من اليهود (السام عليك) أى الموت لك ويقولون إذا من عندك في أنفسهم : لو كان نبيا حقا لعذبنا الله بما نقول له لكنه ليس رسولا وغفل هؤﻻء المنافقون عن سنته سبحانه أنه يمهل وﻻيعجل لعباده العقاب وأن الحياة الدنيا مرحلة امتحان ﻻمرحلة جزاء واﻷمر ليس بعيدا فإذا مات هذا المنافق الذي يقول هذا تكفيه جهنم فبئس المرجع والمآل  . فسبحان من هذا كلامه

إن الله ﻻيهدي - والله ﻻيهدي

قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) سورة المنافقون اية 6                (إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) موضع وحيد في القرآن  وباقي المواضع (والله ﻻيهدي القوم الفاسقين) وقد تكررت فى القرآن في 4 مواضع  والتأكيد بإن في مكانه حيث أن هذا باب مغلق ومن لطف الله وكرامته لرسوله صلى الله عليه وسلم أنهم أى المنافقون لم يأتوا إليه فيستغفر لهم فقد جاء قبل هذه اﻵية قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون)  ولن يغفر الله لهم ﻷنهم قوم فاسقون خارجون عن طاعة الله مؤثرون الكفر على اﻹيمان

إن الله عليم حكيم - والله عليم حكيم

مع روائع البيان القرآني  قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) سورة التوبة 28        
(إن الله عليم حكيم ) موضع وحيد في القرآن وباقي المواضع  (والله عليم حكيم )  وهم 13 موضع  واﻵية فيها أمر شديد على المؤمنين وهو منع المشركين من دخول مكة بعد العام التاسع من الهجرة ومعنى ذلك انقطاع أسباب الرزق والتجارات التى كانوا يأتون بها لذلك قال تعالى (وإن عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) أى وإن خفتم فقرا وحاجة من منع المشركين من دخول الحرم فسوف يغنيكم الله من فضله وقوله (إن شاء ) تعليق للإغتاء بالمشيئة ﻷن الغنى في الدنيا ليس من لوازم اﻹيمان وﻻيدل على محبة الله للعبد فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن ﻻيحب وﻻيعطي اﻹيمان والدين اﻹ لمن يحب لذلك جاء التأكيد في مكانه (إن الله عليم حكيم)  أي علمه واسع يعلم من يليق به الغنى ومن ﻻيليق ويضع اﻷشياء مواضعها وينزلها منازلها فسبحانه العليم الحكيم

إلى الله مرجعكم جميعا - إليه مرجعكم

قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله وﻻتتبع أهوائهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) سورة المائدة 50                      
 وقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ﻻيضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) المائدة 105 انفردت اﻵيتان بلفظ (جميعا)  وانفردت سورة يونس بقوله تعالى (إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا  وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) آية 4    وماعدا هذه المواضع لم يأت لفظ جميعا وهم في القرآن 11 موضعا  وسبب ذلك والله أعلم  اﻵية اﻵولى في المائدة سبق قبلها الكلام على ثلاث فرق فرقة على الحق وهم المؤمنون وفرقتان على  الباطل وهم اليهود والنصارى فجاء لفظ (جميعا) مناسبا وكذلك (تختلفون) فبين الحق والباطل خلاف  أما اﻵية الثانية  فذكرت صنفين من الناس (ﻻيضركم من ضل إذا اهتديتم ) فكان لفظ (جميعا ) مناسبا وكذلك (تعملون) ﻷن الضال والمهتد كل يعمل وكذلك آية سورة يونس ذكرت جزاء المؤمنين والكافرين  فكان لفظ (جميعا) مناسبا  صدق ملك الملوك (قل لئن اجتمعت اﻹنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ﻻيأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) اﻹسراء 88

نعم المولى - فنعم المولى

قوله تعالى(وإن تولوا فاعلموا أن الله موﻻكم نعم المولى ونعم النصير)  وفي آخر آية في سورة الحج في آخرها(واعتصموا بالله هو موﻻكم فنعم المولى ونعم النصير) في الحج(فنعم) واﻻنفال (نعم) وسبب ذلك في اﻷنفال جاء قبلها (فاعلموا فلم تتكرر الفاء ) وفي الحج لم تأتي الفاء قبلها فجاءت(فنعم)  ومثل ذلك في سورة النمل(فتوكل على الله إنك على الحق المبين) جاء بعدها(إنك ﻻتسمع الموتى وﻻتسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) فجاءت الفاء في (فتوكل) فلم تتكرر في(إنك)  وفي سورة الروم(فإنك ﻻتسمع الموتى وﻻتسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين) فإن الفاء لم تأت قبلها فجاءت(فإنك)

والله على كل شئ قدير- إن الله غفور رحيم

قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم) جاء في تفسير السعدي ان من اتقى الله حصل له اربعة اشياء كل منها خير من الدنيا ومافيها : الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الحق والباطل والحلال والحرام  الثاني:تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وكل واحد منهما داخل في الثاني عند اﻻطلاق وعند اﻻجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر ثم اﻻجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه واثر رضاه على هوى نفسه ومثل هذه اﻻية وغيرها إما ان تنهي ب غفور رحيم او غيرها من صفات الله فإذا كانت اﻻية فيها اكثر من امر مثل التي معنا انتهت بصفة تشمل كل ما جاءت بها اﻻية واليك امثلة على ذلك حتى يتبين لك اﻻمر قوله تعالى(يوم ﻻيخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير)التحريم8 فهو سبحانه قادر على اتمام النور للنبي والمؤمنين وقادر على مغفرة الذنوب  . قوله تعالى(ربنا ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)فأنت سبحانك عزيز حكيم في أن ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا وان تغفر لنا ذنوبنا ، قوله تعالى في سورة التوبة(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أؤلئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)اﻻ ترى ان اﻻمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيه عز ورفعة للاسلام وكذلك طاعة الله ورسوله،  وقوله سبحانه في سورة التوبة الذي يشبه هذه ولكنه اشتمل على أمر واحد لذلك انتهت اﻻية(إن الله غفور رحيم)وهو قوله عز وجل(ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻ إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم).   وقوله تعالى في سورة البقرة(لله ما في السموات واﻷرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) فمن تمام قدرته سبحانه أن يحاسبنا على مافي أنفسنا سواء أبديناه أو أخفيناه قادر أن يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والحمد لله فقد عفا عنا بما جاء بعدها من اﻻيات ،وأيضا ﻻتنتهي اﻵية بالمغفرة إذا بدأت بالعذاب امثلة ذلك قوله تعالى في سورة المائدة(هو موضع وحيد في القرآن)(ألم تعلم أن الله له ملك السموات واﻷرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير)وﻻيصلح أن تنهى اﻵية ب(غفور رحيم)لانها بدأت بالعذاب وسبب ذلك ما سبقها من ايات فقد تحدثت عن حد السارق والسارقة بقطع أيديهما وعن حد الحرابة فناسب ذلك البدء بالعذاب. وقوله سبحانه في آخر المائدة على لسان عيسى عليه السﻻم(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).    وقوله تعالى في سورة التوبة(وآخرون مرجون ﻹمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم) وفي غير ماذكرنا تنتهي ب(غفور رحيم)

والله بصير بما تعملون - والله بصير بما يعملون

(والله بصير بما تعملون) موضع وحيد آخر آية في سورة الحجرات  وذلك في قوله تعالى (إن الله يعلم غيب السموات واﻷرض والله بصير بما تعملون )  آية 18 سورة الحجرات  وباقي المواضع  (والله بصير بما يعملون)   وذلك في قوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ) البقرة 96   وقوله تعالى (هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون )  آل عمران  163  وقوله تعالى ( وحسبوا أﻻ تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ) المائدة 71  وسبب يعملون أن الخطاب في اﻵيات بصيغة الغيبة وتعملون جاء الخطاب بصيغة  الخطاب فقد قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل ﻻتمنوا علي إسﻻمكم بل الله يمن عليكم أن هداكم لﻹيمان إن كنتم صادقين )آية 17 الحجرات

ومالله بغافل عما يعملون - وما الله بغافل عما تعملون

(ومالله بغافل عما يعملون) موضع وحيد في القرآن سورة البقرة آية 144 كذلك (وماربك بغافل عما يعملون ) سورة اﻷنعام آية 133  وماعدا هذا بالتاء في باقي المواضع وإليك التفاصيل   (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه اﻷنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ) البقرة 74  
(ثم أنتم هؤﻻء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم باﻹثم  والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إﻻ خزى في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وماالله بغافل عما تعملون ) البقرة 85     ( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واﻷسباط كانوا هودا أو نصارى قل ءأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وماالله بغافل عما تعملون) البقرة 140    ( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من وماالله بغافل عما تعملون) البقرة 149     (قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وماالله بغافل عما تعملون ) آل عمران 99      (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ) البقرة 144 ( موضع وحيد بالياء ) وسبب الياء وسبب التاء تعرفه من سياق اﻵيات  فإن اﻷولى جاءت بصيغة الخطاب فجاءت بالتاء مثل قوله تعالى (وإنه للحق من ربك وماالله  بغافل عما تعملون) اﻵية 149 وهكذا باقى المواضع أما اﻵية الوحيدة بالياء فقد جاءت بصيغة الغيبة ( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وماالله بغافل عما يعملون)
(ولله غيب السموات واﻷرض وإليه يرجع اﻷمر كله فاعبده وتوكل عليه وماربك بغافل عما تعملون) 133 أخر آية من سورة هود    (وقل الحمدلله سيريكم آياته فتعرفونها وماالله بغافل عما تعملون ) 93 آخر آية من سورة النمل     ( ولكل درجات مما عملوا وماربك بغافل عما يعملون ) اﻷنعام آية 133  موضع وحيد  والسبب في التاء والياء مثل ماذكرنا سابقا  أن سبب الياء أن اﻵية جاءت بصيغة الغيبة وسبب التاء أن اﻵيتين جاءتا بصيغة الخطاب

ولبئس المهاد

قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ) (وإذا تولى سعى في اﻷرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله ﻻيحب الفساد ) (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة باﻹثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )  سورة البقرة اﻵيات  204 :206  (ولبئس المهاد)  موضع وحيد في القرآن وهو مناسب  لكثرة صفات المنافق التى ذكرها الله في اﻵيات لذلك اكدها باللام  وقد روى أن اﻷخنس بن شريق أتى النبي صلى الله عليه وسلم  فأظهر له اﻹسلام وحلف أنه يحبه وكان منافق حسن العلانية خبيث الباطن ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وقتل الحمر فأنزل الله تعالى فيه هذه اﻵيات

يكون الدين كله لله - يكون الدين لله

قوله تعالى (وقاتلوهم حتى ﻻ تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير)  
 وفي سورة البقرة (وقاتلوهم حتى ﻻ تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان اﻹ على الظالمين)  في اﻻنفال زاد(كله) ﻻن  السياق على قتال الكفار عامة والدليل ماقبلها من اﻵيات (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله....)
وقوله تعالى(قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفروا لهم ما قد سلف.... ) أما في البقرة فكان  الكلام على مشركوا العرب والدليل قوله سبحانه(واقتلوهم حيث ثقفتوهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل وﻻتقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه........)

آياتنا بينات - آياتنا

قوله تعالى (وإذا تتلى  عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إﻻ أساطير اﻷولين)
إنفردت اﻵية بكلمة آياتنا بدون بينات وقد وردت (آياتنا بينات في7مواضع) :
 قوله تعالى في سورة يونس (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين ﻻيرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله)آية15
وقوله تعالى في سورة مريم(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا)(73)
 وقوله عز وجل(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر ......)(الحج72)
وقوله تعالى(فلما جاءهم موسى بآياتنا  بينات قالوا ماهذا إﻻ  سحر مفترى وماسمعنا بهذافي آبائنا اﻷولين)(القصص36)
وقوله تعالى(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ماهذا إﻻ رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آبائكم........)(سبأ43)
وقوله تعالى(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إﻻ أن قالوا ائتوا بأبائنا إن كنتم صادقين)(الجاثية25)
وقوله سبحانه(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين)(اﻷحقاف7) وعن سبب انفراد سورة اﻷنفال بآيتنا بدون بينات بحثت في أكثر من كتاب فلم أجدها فلعل ذلك لسرعة تكذبيهم فبمجرد سماعهم للآيات كذبوها سواء واضحة أم غير واضحة وقد صرحوا بأنهم سمعوا والحقيقة أنهم لم يسمعوا إنما هو الكبر والعناد ودليل ذلك في نفس السورة(ياآيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله وﻻتولوا عنه وأنتم تسمعون وﻻتكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم ﻻيسمعون)
(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ولو علم الله فيهم خيرا ﻷسمعهم ولوأسمعهم لتولوا وهم معرضون) .
والجدير بالذكر جاء في القران(آيات مبينات) وقد جاءت في 3 مواضع
موضعين في سورة النور(و لقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين)(34)
 وقوله تعالى(لقد أنزلنا آيات مبيات والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم)(46) وجاءت بالميم وهي أوسع في المعنى من بينات
فكلما زاد المبنى زاد المعنى وذلك ﻻنها جاءت في  مقام نزول اﻵيات وقد جاء الموضعين في سورة النور فنزول القرآن على النبي نور للأمة اﻹسلامية والله عز جل نور السموات واﻷرض ورسوله صلى الله عليه وسلم نور(وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) نور على نور (ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور) .
الموضع الثالث في سورة الطلاق (قد أنزل الله إليكم ذكرا)(رسوﻻ يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا من الظلمات إلى النور) جاءت أيضا في مقام نزول الذكر لذلك جاءت بالميم التي هى أوسع  في المعنى من بينات

ولكن لا يشعرون - ولكن لا يعلمون

قوله تعالى (وإذا قيل لهم ﻻتفسدوا في اﻷرض قالوا إنما نحن مصلحون)  (أﻻ إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)
 آية 10: 11 سورة البقرة   وقوله (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء أﻻ إنهم هم السفهاء ولكن  ﻻيعلمون ) آية 12 سورة البقرة  والفرق بين ولكن ﻻيشعرون وبين ولكن ﻻيعلمون والشعور هو اﻻحساس مأخوذ من الشعار وهو مما يلي الجسد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رداءه لأم عطية لما كانت تغسل ابنته زينب وقال اشعرنها اياه  فالشعور هو ادنى العلم فيدرك ويحس بدون الحاجة إلى فكر وتدبر فيشترك في هذا العاقل وغير العاقل وهذا حال المفسد في اﻷرض في كل زمان  مكان يفسد  في اﻷرض وﻻيشعر أنه مفسد قال تعالى (إن فرعون علا في اﻷرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين) القصص 3 ومع هذا اﻹجرام قال فرعون على كليم الله موسى انه مفسد في اﻷرض قال تعالى (وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في اﻷرض الفساد) غافر 26  أما ولكن ﻻيعلمون فقد نفى المنافقون العلم عن المؤمنين ونسبوهم إلى السفه فرد الله عليهم ونفي عنهم العلم  وحال المنافقين هذا بينه الله لنا في  قوله (أفمن زين له سوء عمله فراءه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء    ،،،،،، ) اﻵية سورة فاطر 8

فهم لا يرجعون - فهم لايعقلون

قوله تعالى (صم بكم عمى فهم ﻻيرجعون) آية 18 سورة البقرة  وقوله تعالى في نفس السورة أية 171 (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما ﻻيسمع اﻹ دعاء ونداء صم بكم فهم ﻻيعقلون)  وكل أية مناسبة في مكانها وتوضيح ذلك اﻵية 18 فهم ﻻيرجعون جاء قبلها قوله تعالى (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات ﻻيبصرون) فهذا مثل ضربه الله للمنافقين بشخص أضاء نارا ليستدفئ بها فلما أضاءت وأنارت المكان الذي حوله فأبصر وأمن أطفأها الله بالكلية وتركهم في ظلمات ﻻيبصرون فلم يستطيعوا الرجوع
 لذلك قال (فهم ﻻيرجعون)  وكذلك جاء بعدها قوله تعالى (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ) (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير) والشاهد في اﻵية (وإذا أظلم عليهم قاموا)  وإذا  اختفى البرق وفتر لمعانه وقفوا عن السير وثبتوا في مكانهم ولم يستطيعوا الرجوع  وهو مناسب لقوله (فهم ﻻيرجعون)  أما قوله  (صم بكم فهم ﻻيعقلون ) فهو مناسب في موضعه وتوضيح ذلك جاء في تفسير اﻵية اي ومثل الكفار في عدم انتفاعهم بالقرآن كمثل الراعي الذي يصيح بغنمه ويزجرها فهى تسمع النداء والصوت دون أن تفهم الكلام فكان مناسب (فهم ﻻيعقلون) فسبحان من هذا كلامه

إن الله واسع عليم

 قوله سبحانه (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم) البقرة 115
  إن الله واسع عليم موضع وحيد في القران
 وبقية المواضع  والله واسع عليم
 وهومناسب فان التوكيد ياتي في مكانه فان اﻻية معناها كبير  (فأيتما تولوا فثم  وجه الله) جاء في تفسير اﻻية له المشرق والمغرب خلقا وملكا وتصرفا يوجه عباده إلى الوجهة التي يشاؤها شرقا أو غربا فلا اعتراض عليه وﻻإنكار وأن الله تعالى محيط بالكائنات فحيثما توجه العبد في صلاته فهو متوجه إلى الله تعالى ومبتغى وجهه، لم يخرج عن ملكه وطاعته إن الله واسع الرحمة والفضل بعباده عليم بأفعالهم ﻻيغيب عنه منها شئ
واﻵية رد على اليهود لما تكلموا على تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة

السبت، 5 نوفمبر 2016

واشهد بأنا مسلمون - واشهد بأننا مسلمون

من روائع البيان القرآني
قوله تعالى في سورة آل عمران آية 52
(فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) ،
وقوله تعالى في سورة المائدة
( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية 111 ،

 في آل عمران قالوا (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) ، وفي المائدة قالوا (آمنا واشهد بأننا مسلمون) ،

فلماذا جاءت بالتأكيد في المائدة (بأننا)؟ 

وإذا تأملت وجدت عجبا فإن الذي دعاهم إلى اﻹيمان في آل عمران هو عيسى عليه السلام ،
أما الذي دعاهم إلى اﻹيمان في المائدة هو رب العالمين فقد ألهمهم وألقى في قلوبهم أن آمنوا بي وصدقوا بواحدنيتي ،
 وبنبوة رسولي عيسى قالوا: صدقنا ياربنا واشهد  بأننا منقادون ﻷمرك وخاضعون لك .

وأي شرف هذا ، وأي تكريم هذا أن يوحي رب العالمين إلى الحوارين وهم أصفياء عيسى وخاصته ،
 والوحي هنا هو اﻹلهام كقوله تعالى (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضيعه) آية 7 سورة القصص ،
 ومثل قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) آية 68 سورة النحل .

 وقد أوحى الله إلى الحوارين أن آمنوا بي وبرسولي فجاء الرد من الحوراين( آمنا واشهد بأننا مسلمون) بالتأكيد
 فسبحان من هذا كلامه !!!!!

ﻷواه حليم - لحليم أواه

من روائع البيان القرآني
 قوله تعالى في سورة التوبة آية 114
(وماكان استغفار إبراهيم ﻷبيه إﻻ عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم ﻷواه حليم) ،
وقوله تعالى في سورة هود
 (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) آية75 ،

 في سورة التوبة قدم أواه على حليم ، وفي سورة هود قدم حليم على أواه ،

أما في سورة التوبة :
فكان طلب إبراهيم عليه السلام المغفرة من الله ﻹبيه بعد موعدة وعدها إياه أن يستغفر له رجاء إسلامه لذلك قدم أواه على حليم
فمعنى أواه كثير الحزن والتوجع من أجل أبيه وقومه ،

 أما في سورة هود:
فكان إبراهيم عليه السلام يجادل الملائكة في قوم لوط لرفع العذاب عنهم ، وعدم إهلاكهم ولو إلى حين
وهذا من حلمه وخوفه على قوم لوط وشفقته عليهم لذلك قدم حليم على أواه ﻷن السياق يقتضيه . فسبحان من هذا كلامه !!!!

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

واخفض جناحك ( لمن اتبعك من المؤمنين - للمؤمنين )

من روائع البيان القرآني
قوله تعالى(وﻻ تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين) آية 88 سورة الحجر

 وقوله تعالى( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) آية 215 سورة الشعراء

 فما الفرق بين اﻵيتين ؟

في سورة الشعراء قال (لمن اتبعك من المؤمنين) حيث جاء قبلها قوله (وأنذر عشيرتك اﻷقربين)
 فقام النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة عشيرته فمنهم من آمن ومنهم من كفر
 لذلك جاء قوله (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) أي من آمن منهم

أما في سورة الحجر لم يأتي قبل اﻵية مثل سورة الشعراء فجاء قوله (واخفض جناحك للمؤمنين)  مناسب مع سياق السورة .

وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب (أليم - قريب - عظيم)

من  روائع البيان القرآني:

جاء في قصة ناقة صالح في سورة اﻷعراف (وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ) آية 73
 وفي سورة هود جاء (وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب) آية 64
 وفي سورة الشعراء (وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم) آية 156
 ،فما الفرق بين الثلاثة ؟
أما في سورة اﻷعراف فهذا أول ذكر للقصة فقال (عذاب أليم)
وكل عذاب ﻻبد أن يكون مؤلم أو فيه شئ من اﻷلم .

 وأما في سورة هود فقال (عذاب قريب)
ﻷنه  جاء بعدها تحديد العذاب بقوله (فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب)

أما في سورة الشعراء ﻷنه جاء قبلها (قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم)
 فقد ذكر (يوم) ، كما جاء في السورة في موضعين في قصة هود قوله (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) آية 135
 وفي قصة شعيب جاء (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم)آية 189

وقد تكرر لفظ اليوم في السورة (9مرات) . فسبحان من هذا كلامه !!!

السبت، 29 أكتوبر 2016

الفرق بين (فاعبدون)،(فاتقون)

من روائع البيان القرآني
 قوله تعالى :
 (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) اﻷنبياء آية 92 ،
وقوله تعالى في سورة المؤمنون آية 52
(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) ،
 الفرق بين (فاعبدون)،(فاتقون) ،
في سورة اﻷنبياء جاءت اﻵية بعد سرد قصص اﻷنبياء وما كانوا عليه من الطاعة والعبادة والخشوع لربهم
 وإليك بيان ذلك في قوله تعالى عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصﻻة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) آية 73 ، وقوله تعالى عن دواد عليه السلام (وسخرنا مع دواد الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ) آية 79، وقوله تعالى عن أيوب عليه السلام (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) (فاستجبنا له وكشفنا مابه من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) 84/83 ، وكذلك ذكر عن إسماعيل وإدريس وذي الكفل عليهم السلام أنهم من الصابرين والصالحين في اﻵيتين 86/85 ، وكذلك يونس عليه السلام لما ذكر الله توبته وندائه في بطن الحوت ، وكذلك زكريا وزوجه وذكر عنهم (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) آية 90 .لذلك كان( فاعبدون) مناسبا مع سورة اﻷنبياء ، وقد تكرر لفظ العبادة في سورة اﻷنبياء (15مرة) وجاءت اﻵية 25 ( وماأرسلنا من قبلك من رسول إﻻ نوحي إليه أنه ﻻإله إﻻ أنا فاعبدون ) ، وأيضا قوله تعالى (إن  في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) آية 106
أما في سورة المؤمنون جاءت اﻵية بعد إهلاك اﻷمم المكذبة لرسلهم فذكر إهلاك فرعون وقومه في قوله تعالى (فكذبوهما فكانوا من المهلكين ) آية 48 ، كذلك أغرق قوم نوح لما كذبوا نوحا (وﻻ تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) آية 27 ، وكذلك قوم هود جاء فيهم (فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين )آية 41 ،فكان مناسبا مع سورة المؤمنون (فاتقون) أي فخافون وقد تكرر لفظ التقوى في السورة (4مرات) .
ومن الملاحظ أن كلمة (فاتقون) في القرآن جاءت في مقام التخويف ، وكلمة (فاعبدون) جاءت في مقام العبادة.

قوله تعالى
 (وماأرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه ﻻ إله إﻻ أنا فاعبدون) اﻷنبياء 25 ،
وقوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) اﻷنبياء 92 ،
 وقوله تعالى (ياعبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) العنكبوت آية 56.
 أما (فاتقون) جاءت في 4 مواضع كلها في مقام اﻹنذار والتخويف وذلك في
 قوله تعالى (وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم وﻻتكونوا أول كافر به وﻻتشتروا بآياتي ثمنا قليﻻ وإياي فاتقون ) البقرة آية 41
 أما الموضع الثاني (ينزل المﻻئكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ﻻإله إﻻ أنا فاتقون) النحل آية 2 ﻻحظ قوله (أن أنذروا) ،
 الموضع الثالث هو موضع سورة المؤمنون الذي نحن في صدد الكلام عنه وهو قوله تعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) آية 52 ،
الموضع الرابع (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون) الزمر آية 16 !!! فسبحان من هذا كلامه .

الخميس، 27 أكتوبر 2016

رقائق - أحوال مع القرآن


🌟ما رأيتُ تاليًا للقرآن ... إلا رقَّ طبعُه

ومن حفظه ... رفع الله قدره
ومن عمل به ... صلح حاله
وما تلاه محزونٌ ... إلا انشرح صدره
ومن تعلق به ... كُفي همه وغمه

🌟 إذا دخل القرآن قلبًا :

خرجت الدنيا من ذلك القلب ،
وحَطت السعادة رِحالُها ،
ووضعت البركة أغصانها في ذلك القلب ..


فهنيئًا لقلوب امتلأت وتشبعت ..
       ✨ بكلام الله ✨

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما)

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما) 
 في سورتي هود ويوسف ومتى تأتي بالواو ومتى تأتي بالفاء .

 الواو والفاء من حروف العطف وكذلك ثم .

الواو : معناها وهي لمطلق الجمع فتأتي بمعنى الواو وبمعنى الفاء وبمعنى ثم.

 فإذا كان اﻷمر غير معروف متى حدث جاء بالواو .

الفاء: تفيد  الترتيب والتعقيب أي تفيد السرعة .

ثم :  تفيدالترتيب والتراخي .
 مثال من القرأن في قوله تعالى في سورة عبس 22/17
(قتل اﻹنسان ماأكفره)
(من أي شئ خلقه)
(من نطفة خلقه فقدره)
(ثم السبيل يسره)
(ثم أماته فأقبره)
(ثم إذا شاء أنشره)
                     
 في سورة هود:
 جاءت (ولما ) 3 مرات
(فلما) 4 مرات
وإليك بيانها :
 (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه برحمة منا ونجيانهم من عذاب غليظ) آية 58
 (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب) آية 77
( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ... ) أية 94 .
 هذه مواضع (ولما )
ومواضع (فلما) :
(فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ...) آية 66
(فلما رأى أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة....)    أية 70
(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى .......) آية 74
(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) آية 82 .

قصة هود وقصة شعيب (ولما جاء أمرنا) ،
 قصة صالح ولوط (فلما جاء أمرنا ) ،

 في قصة هود جاء قبل (ولما جاء أمرنا ) قوله تعالى :
(فإن تولوا فقد أبلغتكم ماأرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم.)57
وﻻدليل متى يأتي العذاب فجاء بالواو فقال ( ولما جاء أمرنا ) ،

 وكذلك في قصة شعيب جاء قوله:
 ( وياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب)93
 وﻻدليل متى يأتي العذاب حيث قال (وارتقبوا إني معكم رقيب) فقال (ولما جاء أمرنا ) ،

 أما في قصة صالح جاء قوله تعالى (وياقوم هذه ناقة الله لكم آية وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب )
 (فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ،
فقد حدد الموعد بقوله(عذاب قريب) وبقوله(ثلاثة أيام)
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا) ،
 وكذلك في قصة لوط جاء قوله تعالى في آخر اﻵية 81  (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا )

في قصة إبراهيم لما ذهبت إليه الملائكة وقدم إليهم الطعام ﻻحظ بسرعة انهم ﻻيأكلون
 فجاء قوله تعالى ( فلما رءا أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ..)آية 70 ،
فلما أخبروه بأمرهم ذهب عنه الروع بسرعة فجاء قوله تعالى (فلما ذهب عن إبراهيم الروع ....) آية 75 ،
وبعد الحوار الذي دار بين إبراهيم والملائكة ذهبوا إلى لوط وﻻدليل في أي وقت ذهبوا إليه
 لذلك جاء قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) آية 77 فجاء بالواو

(ولما جاءت) في سورة يوسف
 جاءت (ولما) في 6 مواضع
وجاءت (فلما) في 9 مواضع
 وجاءت (فلما)  في 3 مواضع في وسط اﻵيات
 المجموع 18 موضع
 6 مواضع (ولما)
و
12 موضع (فلما)
 وإليك بيانها :
نذكر مواضع (ولما)
(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ..) آية 59
( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ...) آية 65
( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ........) آية 68
( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك....) آية 69
(ولما فصلت العير قال أبوهم إني ﻷجد ريح يوسف....) آية 94 .
وماعدا هذه المواضع (فلما) وهي الباقية وعددها 12 موضع .

 مواضع (ولما) :
موضع أول السورة (ولما بلغ أشده) آية 22 ،
 وموضع آخر السورة (ولما فصلت العير) آية 94 ،
 والمواضع اﻷربع الباقية كلها في ربع ( وماأبرئ نفسي) .

(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب ....) آية 15
أرادوا أن يتخلصوا منه بسرعة فجاءت (فلما) ،
 (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
حين بلغ منتهى شبابه وشدة قوته آتيناه فقها وعلما وحيث أنه غير معلوم متى بلغ أشده جاء (ولما)

(فلما رأى قميصه قد من دبر .....) آية 28 .
 بعد ماسمع العزيز كلام الشاهد نظر بسرعة إلى قميص يوسف فجاءت (فلما ) .
(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا ...) آية 31 ،
 لما سمعت امرأة العزيز كلام النسوة أرسلت إليهن بسرعة لتثبت لهن أنها معذورة فيما فعلت .
(وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول ....) آية 50
 ذهب إليه الرسول بسرعة ليأتي به إلى الملك فجاءت ( فلما) .
(وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له  منكرون )
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ  لكم من أبيكم ...) 59/58 ،
لما دخلوا على يوسف حدث بينهم حوار وأخبروه أن لهم أخ من أبيهم غير واضح متى أعد لهم جهازهم فجاءت (ولما) .
ولما  أمرهم يوسف بإحضار  أخيهم وإن لم يأتوابه فلا كيل لهم وﻻيأتوا إليه رجعوا بسرعة إلى أبيهم
فجاءت (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل ...) آية 63 .
فلما رجعوا إلى أبيهم دار بينهم حوار فمتى فتحوا المتاع غير واضح
فجاءت (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم....) آية 65

 لما قال يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي ...) آية 93
 فمتى رجعوا إلى أبيهم غير واضح ﻻسيما بعد أن عرفوا أن أمرهم سيفتضح فجاءت (ولما فصلت العير قال أبوهم ...) آية 94.

أما لما جاء البشير بالقميص جاء بسرعة فجاء (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجه فارتد بصيرا ..) آية 96 .

لماذا قال (فلما أن جاء ) ولم يقل (فلما جاء) وما فائدة (أن) ؟

فائدة (أن) تعبر وتحمل الزمن الطويل الذي صبره يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وماتحمله من ابتلاءت خلال هذه الفترة العصيبة من حياته لذلك قال (فصبر جميل) . فلما علم يعقوب بأن يوسف حي فذهب إليه بسرعة
 فجاء قوله تعالى : (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ..) آية 99 .
 وقس على ماسبق باقي المواضع في السورة وكذلك في سائر القرآن .
 هذا ماتيسر ذكره

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما)

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما) 
 في سورتي هود ويوسف ومتى تأتي بالواو ومتى تأتي بالفاء .

 الواو والفاء من حروف العطف وكذلك ثم .

الواو : معناها وهي لمطلق الجمع فتأتي بمعنى الواو وبمعنى الفاء وبمعنى ثم.

 فإذا كان اﻷمر غير معروف متى حدث جاء بالواو .

الفاء: تفيد  الترتيب والتعقيب أي تفيد السرعة .

ثم :  تفيدالترتيب والتراخي .
 مثال من القرأن في قوله تعالى في سورة عبس 22/17
(قتل اﻹنسان ماأكفره)
(من أي شئ خلقه)
(من نطفة خلقه فقدره)
(ثم السبيل يسره)
(ثم أماته فأقبره)
(ثم إذا شاء أنشره)
                     
 في سورة هود:
 جاءت (ولما ) 3 مرات
(فلما) 4 مرات
وإليك بيانها :
 (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه برحمة منا ونجيانهم من عذاب غليظ) آية 58
 (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب) آية 77
( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ... ) أية 94 .
 هذه مواضع (ولما )
ومواضع (فلما) :
(فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ...) آية 66
(فلما رأى أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة....)    أية 70
(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى .......) آية 74
(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) آية 82 .

قصة هود وقصة شعيب (ولما جاء أمرنا) ،
 قصة صالح ولوط (فلما جاء أمرنا ) ،

 في قصة هود جاء قبل (ولما جاء أمرنا ) قوله تعالى :
(فإن تولوا فقد أبلغتكم ماأرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم.)57
وﻻدليل متى يأتي العذاب فجاء بالواو فقال ( ولما جاء أمرنا ) ،

 وكذلك في قصة شعيب جاء قوله:
 ( وياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب)93
 وﻻدليل متى يأتي العذاب حيث قال (وارتقبوا إني معكم رقيب) فقال (ولما جاء أمرنا ) ،

 أما في قصة صالح جاء قوله تعالى (وياقوم هذه ناقة الله لكم آية وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب )
 (فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ،
فقد حدد الموعد بقوله(عذاب قريب) وبقوله(ثلاثة أيام)
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا) ،
 وكذلك في قصة لوط جاء قوله تعالى في آخر اﻵية 81  (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا )

في قصة إبراهيم لما ذهبت إليه الملائكة وقدم إليهم الطعام ﻻحظ بسرعة انهم ﻻيأكلون
 فجاء قوله تعالى ( فلما رءا أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ..)آية 70 ،
فلما أخبروه بأمرهم ذهب عنه الروع بسرعة فجاء قوله تعالى (فلما ذهب عن إبراهيم الروع ....) آية 75 ،
وبعد الحوار الذي دار بين إبراهيم والملائكة ذهبوا إلى لوط وﻻدليل في أي وقت ذهبوا إليه
 لذلك جاء قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) آية 77 فجاء بالواو

(ولما جاءت) في سورة يوسف
 جاءت (ولما) في 6 مواضع
وجاءت (فلما) في 9 مواضع
 وجاءت (فلما)  في 3 مواضع في وسط اﻵيات
 المجموع 18 موضع
 6 مواضع (ولما)
و
12 موضع (فلما)
 وإليك بيانها :
نذكر مواضع (ولما)
(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ..) آية 59
( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ...) آية 65
( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ........) آية 68
( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك....) آية 69
(ولما فصلت العير قال أبوهم إني ﻷجد ريح يوسف....) آية 94 .
وماعدا هذه المواضع (فلما) وهي الباقية وعددها 12 موضع .

 مواضع (ولما) :
موضع أول السورة (ولما بلغ أشده) آية 22 ،
 وموضع آخر السورة (ولما فصلت العير) آية 94 ،
 والمواضع اﻷربع الباقية كلها في ربع ( وماأبرئ نفسي) .

(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب ....) آية 15
أرادوا أن يتخلصوا منه بسرعة فجاءت (فلما) ،
 (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
حين بلغ منتهى شبابه وشدة قوته آتيناه فقها وعلما وحيث أنه غير معلوم متى بلغ أشده جاء (ولما)

(فلما رأى قميصه قد من دبر .....) آية 28 .
 بعد ماسمع العزيز كلام الشاهد نظر بسرعة إلى قميص يوسف فجاءت (فلما ) .
(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا ...) آية 31 ،
 لما سمعت امرأة العزيز كلام النسوة أرسلت إليهن بسرعة لتثبت لهن أنها معذورة فيما فعلت .
(وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول ....) آية 50
 ذهب إليه الرسول بسرعة ليأتي به إلى الملك فجاءت ( فلما) .
(وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له  منكرون )
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ  لكم من أبيكم ...) 59/58 ،
لما دخلوا على يوسف حدث بينهم حوار وأخبروه أن لهم أخ من أبيهم غير واضح متى أعد لهم جهازهم فجاءت (ولما) .
ولما  أمرهم يوسف بإحضار  أخيهم وإن لم يأتوابه فلا كيل لهم وﻻيأتوا إليه رجعوا بسرعة إلى أبيهم
فجاءت (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل ...) آية 63 .
فلما رجعوا إلى أبيهم دار بينهم حوار فمتى فتحوا المتاع غير واضح
فجاءت (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم....) آية 65

 لما قال يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي ...) آية 93
 فمتى رجعوا إلى أبيهم غير واضح ﻻسيما بعد أن عرفوا أن أمرهم سيفتضح فجاءت (ولما فصلت العير قال أبوهم ...) آية 94.

أما لما جاء البشير بالقميص جاء بسرعة فجاء (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجه فارتد بصيرا ..) آية 96 .

لماذا قال (فلما أن جاء ) ولم يقل (فلما جاء) وما فائدة (أن) ؟

فائدة (أن) تعبر وتحمل الزمن الطويل الذي صبره يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وماتحمله من ابتلاءت خلال هذه الفترة العصيبة من حياته لذلك قال (فصبر جميل) . فلما علم يعقوب بأن يوسف حي فذهب إليه بسرعة
 فجاء قوله تعالى : (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ..) آية 99 .
 وقس على ماسبق باقي المواضع في السورة وكذلك في سائر القرآن .
 هذا ماتيسر ذكره

السبت، 22 أكتوبر 2016

سورة البقرة

سورة البقرة
أطول سور القرآن على اﻹطلاق
 وهي من السور المدنية التي تهتم بجانب التشريع شأنها كشأن السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم اﻻجتماعية .
وقد اشتملت هذه السورة على معظم اﻷحكام التشريعية في العقائد والعبادات والمعاملات واﻷخلاق وفي أمور الزواج والطلاق والعدة وغيرها من اﻷحكام الشرعية ، وتحدثت السورة عن بدء الخليقة فذكرت قصة أبي البشر (آدم)
 ثم تناولت السورة الحديث عن أهل الكتاب وبوجه خاص بني إسرائيل (اليهود) ﻷنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم وماتنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق وقد تناول الحديث عنهم مايزيد على نصف السورة.

بدأت السورة الكريمة بالحروف المقطعة (الم)
وقد بدأت خمس سور غير البقرة ب (الم) وهي أل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة
 ولقد تصدرت تسع وعشرون سورة من القرآن باﻷحرف المقطعة
 فلماذا تقدمت هذه اﻷحرف المقطعة التسع وعشرين سورة ؟ 
قال المراغي في تفسيره (فحسن من الحكيم الخبير أن يقدم على المقصود حروفا هي كالمنبهات ﻻيفهم منها معنى ، لتكون أتم في إفادة التنبيه ، ﻷنه إذا كان المقدم قوﻻ مفهوما فربما ظن السامع أنه هو المقصود وﻻكلام للمتكلم بعد ذلك ليصغى إليه ،
 أما إذاسمع صوتا ﻻ معنى له جزم أن هناك كلاما آخر سيرد بعد فيقبل إليه تمام اﻹقبال ويرهف السمع إلى ما سيأتي ) انتهى .
وفي هذه الحروف  تنبيه على ( إعجاز القرآن ) فإن هذا الكتاب منظوم من نفس الحروف التي تنظمون منها كلامكم
ومع ذلك عجزتم أن تأتوا بمثله ،  قال ابن كثير في تفسيره : إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور بيانا ﻹعجاز القرآن وان الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها .
وقد ﻻحظ العلماء  أن السور التي بدأت بالحروف المفردة بنيت على ذلك الحرف فإن الكلمات القافية ترددت في سورة (ق) كثيرا والكلمات الصادية ترددت في سورة (ص) كثيرا وهكذا ،
و انتبهوا إلى شئ آخر وهو أن هذه الحروف أربعة عشر حرفا أي بمقدار نصف حروف المعجم ترددت في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم ثم إذا نظرت في هذه اﻷربعة عشر حرفا وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف وبيان ذلك أن فيها من الحروف المهموسة نصفها ،  ومن المجهورة نصفها ، ومن الشديدة نصفها ، و من الرخوة نصفها ، ومن المطبقة نصفها ، ومن المنفتحة نصفها ،  ومن المستعلية نصفها ، ومن المستفلة نصفها ومن حروف القلقلة نصفها . فسبحان من هذا كلامه.

ترتيب القلب ، السمع ، البصر

قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
 قدم القلب على السمع والبصر ﻷن القلب أشرف اعضاء اﻹنسان فحواس اﻹنسان كلها في خدمة القلب وموصلة إليه.
 وفي الحديث  (إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله أﻻ وهي القلب ).
 والقلب محل اﻹيمان وقبول الحق قال تعالى (نزل به الروح اﻷمين على قلبك لتكون من المنذرين ) الشعراء 193 /194 .

أما في قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه) الجاثية 23،  فأخر القلب ﻷنه في أول السورة ذم الذي يسمع آيات الله ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وذلك في قوله تعالى (ويل لكل أفاك أثيم )(يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم )  الجاثية 7/8  لذلك قدم السمع على البصر لمناسبة السياق ،
 قال اﻷلوسي في تفسيره روح المعاني ( وإنما قدم سبحانه الختم على القلوب هنا ﻷن اﻵية تقرير لعدم اﻹيمان فناسب تقديم القلوب ﻷنها محل اﻹيمان والسمع واﻷبصار طرف وآﻻت له وهذا بخلاف قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه ) فالسياق لعدم المباﻻة بالمواعظ ولذا جاءت الفاصلة (نهاية اﻵية) (أفلا تذكرون) فكان مناسب تقديم السمع.

تقديم السمع على البصر ذهب جمهور المفسرين إلى تفضيل السمع على البصر وأن هذا التقديم للترقي ﻷن السمع أفضل من البصر وذلك أن السمع هو وسيلة الوحي تلقيا للرسول وسماعا للمرسل إليهم .
 وقد يكون التقديم لسبق الوجود ، أي أن اﻷذن تخلقت قبل العين
 أو سبق إدراك ووظيفة حيث إن إدراك المسموعات أسبق من إدراك المبصرات وثبت ذلك من الناحية الطبية ، حيث أن الجنين يسمع اﻷصوات وهو في رحم أمه ، وكذلك بعد الوﻻدة ﻻ يستطيع المولود أن يبصر شيئا عدة أيام بينما يسمع اﻷصوات التي حوله .
 يقول الطبيب اﻷمريكي المشهور (كيث) صاحب المرجع الطبي المعروف (النمو البشري) :
 تبدأ اﻷذن والعين في التكوين أثناء اﻷسبوع الرابع من الحمل ولكن وظفيتي السمع والبصر يتكونان في وقت ﻻحق ،
 حديثوا الوﻻدة ﻻيستطيعون الرؤية بوضوح في اﻷسابيع اﻷولى بعد الوﻻدة وذلك يرجع إلى عدم اكتمال تكون الجزء الحساس في شبكية العين المسئول عن حدة البصر .
وظيفة  السمع تسبق وظيفة البصر في التطور حيث أن الحنين في بطن أمه يستطيع السمع بعد انتهاء الشهر السادس من الحمل .
 توجد دﻻئل على قدرة الجنين على اختزان الخبرات الصوتية فيستطيع تمييز صوت أمه أو أبيه أو  بعض آيات القرآن التي استمعها وهو في بطن أمه.

وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا

من روائع البيان القرآني:
 قوله تعالى في سورة المائدة آية 92  
 (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البﻻغ المبين)
وقوله تعالى في سورة التغابن آية 12
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البﻻغ المبين)
زاد في آية المائدة (واحذروا )
وزاد (فاعلموا)
وسبب ذلك ماجاء قبلها
(ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واﻷنصاب واﻷزﻻم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) آية 90
وهو التحريم النهائى للخمر وهو أمر عظيم على الناس وتركه صعب فأمرهم الله باجتنابه وهو نص في التحريم ولكنه أبلغ في النهي والتحريم من لفظ حرم ﻷن معناه البعد عنه بالكلية أى اتركوه وكونوا في جانب آخر فكان مناسبا زيادة (واحذروا) و(فاعلموا)
عن أية التغابن فقدأمرهم الله بطاعة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم  وأن يحذروا مخالفتهما قال الطبري : وهذا من الله وعيد لمن تولى عن أمره ونهيه يقول تعالى لهم: فإن توليتم عن أمري ونهيى فتوقعوا عقابي واحذروا سخطي ومما أكد الله به قوله (فهل أنتم منتهون) واﻹستفهام يراد به اﻷمر أى انتهوا وهو من أبلغ ماينهى به  ولذلك قال عمر رضي الله عنه : انتهينا ربنا انتهينا

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

من روائع البيان القرآني قوله تعالى: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)
تكرر ذكره 6 مرات في سور يونس اﻷنبياء النمل يس سبأ  الملك ،
وانفردت سورة السجدة بقوله تعالى(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين)  أية 28
 والسبب في ذلك والله أعلم
 سياق اﻵيات في المواضع الستة سبق الكلام على يوم القيامة والثواب والعقاب فقالوا على سبيل اﻹنكار واﻹستهزاء (متى هذا الوعد)
 أما في سورة السجدة فقد جاء قبل اﻵية (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) آية 25
أي إن ربك يامحمد يقضي ويحكم بين المؤمنين والكفار فيميز بين المحق والمبطل يوم القيامة ،
قال الطبري : فيما كانوا فيه يختلفون من أمور الدين والبعث والثواب والعقاب  فلما قال الله ذلك قالوا على سبيل التكذيب واﻹستهزاء متى هذا الفتح فإن الفتح بمعنى الفصل والحكم والقضاء مثل قوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا وأنت خير الفاتحين) أي احكم وافصل واقض بيننا وبين قومنا ،
جاء في تفسير اﻵية كان المسلمون يقولون : إن الله سيفتح لنا على المشركين ويفصل بيننا وبينهم وكان أهل مكة إذا سمعوهم يقولون بطريق اﻹستعجال تكذيبا واستهزاء متى هذا الفتح والنصر ؟ إن كنتم صادقين في دعواكم فنزلت (قل يوم الفتح ﻻينفع الذين كفروا إيمانهم وﻻهم ينظرون) أي قل لهم يامحمد توبيخا وتبكيتا : إن يوم القيامة هو يوم النصر الحقيقي الذي يفصل تعالى فيه بيننا وبينكم قال البيضاوي : ويوم الفتح هو يوم القيامة فإنه يوم نصر المؤمنين على الكافرين والفصل بينهم (تفسير البيضاوي 2 /113)

لخلق السموات واﻷرض أكبر من خلق الناس

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة غافر آية  57              (لخلق السموات واﻷرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون)  وقوله تعالى (ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ) النازعات 27 جاءت اﻵيتان بعد قصة موسى مع فرعون الذي قال (أنا ربكم اﻷعلى)  بينما قالت السموات واﻷرض (أتينا طائعين) وذلك في قوله تعالى        (ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها ولﻹرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) سورة فصلت آية 11 . فكأن في ذلك رسالة إلى فرعون وكل متكبر على الله (( ما حجمك أيها اﻹنسان بالنسبة لحجم السموات واﻷرض ؟!!! (ﻻشئ) )) فأولك نطفة قذرة وآخرك جيفة نتنة وأنت بينهما تحمل العذرة فأنت قلت (أنا ربكم اﻷعلى) وقالت السموات واﻷرض (أتينا طائعين) ، روي عن ابن عباس قال : قال الله تعالى للسماء : أطلعي شمسك وقمرك ونجومك وقال لﻹرض : شققي أنهارك وأخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين (قالتا أتينا طائعين) واختاره ابن جرير الطبري . فالسموات واﻷرض طائعين لله خاضعين له مسبحين بحمده ذاكرين له (تسبح له السموات السبع واﻷرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن ﻻتفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا)  سورة اﻹسراء 44

خالدا فيها

جاءت كلمة خالدا في القرآن في ثلاث مواضع واقترنت بالعذاب وأهل النار وذلك لكونها عذابا فوق العذاب فهو عذاب النار وعذاب الانفراد
وأما أهل الجنة ( نسأل الله أن نكون منهم ) فلم يأت لفظ خالدا معهم بل كله خالدين وذلك لزيادة النعيم في الجنة بالأنس مع الناس

(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة النساء 14]

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
[سورة النساء 93]

(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ)
[سورة التوبة 63]

مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه

من روائع البيان القرآني وجميل الخطاب وروعته وحسنه وقل ماشئت من ألفاظ فلن تعطي الكلام حقه وهو مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فما خاطبه في القرآن باسمه مجردا
 فقال(ياأيها النبي) (ياأيها الرسول)(ياأيها المزمل) (ياأيها المدثر) ولما خاطب اﻷنبياء قال (ياآدم) (ياعيسى) (ياموسى) (يادواد)
ومن جميل خطابه سبحانه لصفيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم لما أخبره أنه أرسله الى الناس في اﻵيات التي تحدثت عن ذلك وهي 9 مواضع دائما يقدم بشيرا على نذيرا أو مبشرا على نذيرا وهذا من روعة وجميل الخطاب ومن هذه اﻵيات قوله تعالى (وماأرسلناك إﻻ مبشرا ونذيرا)الفرقان 56  وقوله تعالى( ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) سورة اﻷحزاب 45 وهكذا كل المواضع . أما لما أخبر النبي عن نفسه قدم نذير على بشير وذلك في موضعين في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى   ( قل ﻻأملك لنفسي نفعا وﻻضرا إﻻ ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب ﻻستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إﻻ نذير وبشير لقوم يؤمنون )  سورة اﻷعراف آية 188 والموضع الثاني قوله تعالى          (أﻻ تعبدوا إﻻ الله إنني لكم منه نذير وبشير) سورة هود أية 2  وهو في ذلك صلى الله عليه وسلم  مطيع وممتثل ﻹمر ربه فقد أمره الله وأوحى إليه بذلك فقال (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) سورة يونس آية 2 وحيث  أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الى قوم على الشرك والكفر فكان مناسبا تقديم  نذير على بشير فسبحان من هذا كلامه !!!!

إن الله غفور رحيم ، والله غفور

قوله تعالى
(فكلوا مما غنتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم)
وقوله تعالى
(ياآيها النبي قل لمن في أيديكم من اﻷسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم)
من خلال اﻵيتين نقول
التأكيد يأتى في مكانه وعدم التأكيد يأتي في مكانه
اﻵية اﻷولى بعد قضية أسرى بدر وعتاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في أخذ الفداء من اﻷسرى ومعناها كلوا يا معشر المجاهدين مما أصبتم من أعدائكم من الغنائم في الحرب فلما كان اﻷمر يخص الصحابة أكد اﻵية(إن الله غفور رحيم)   واﻵية الثانية تخص المشركين فلم يؤكدها فقال (والله غفور رحيم)
ومثل هذا في سورة الممتحنة(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم)  وقوله تعالى في آخر السورة (ياآيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن ﻻ يشركن بالله شيئا  ............. اﻵية)   فإنه قال آخرها (إن الله غفور رحيم)       . وباستقراء اﻵيات في كتاب الله نجد هذا جلى مع أسباب اخري     . مثل قوله تعالى(أفﻻ يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم)(المائدة74) فإنها دعوة ﻹهل الكتاب الذين قالوا (إن الله ثالت ثﻻثة)  و(إن الله هو المسيح ابن مريم) أن يتوبوا من قولهم هذا ويؤمنوابالله .  ومثل هذا قوله سبحانه(ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم)(التوبة27) أي يتوب على من يشاء فيوفقه للإسﻻم وقد ذكر المفسرون أنه إشارة الى إسﻻم هوزان وهذا بعد غزوة حنين   .           وهناك سبب آخر لعدم تأكيد المغفرة يرجع لعدم الذنوب أو قلتها ومن النوع اﻷول قوله تعالى(ياآيها النبي لم تحرم ماأحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم) (التحريم1) وهذا في حق النبي وقد غفر له ماتقدم من ذنبه

 ومن النوع الثاني قلة الذنوب قوله تعالى(وﻻيأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا أﻻ تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)(النور22) فقد  نزلت في أفضل الصحابة الصديق رضي الله عنه لما حلف أﻻ ينفق على مسطح لما خاض مع من خاض في حادثة اﻷفك وقد روى أن أبا بكر لما سمع اﻵية قال :بلى أحب أن يغفر الله لى وأعاد النفقة على مسطح وكفر عن يمنيه  وقال:والله ﻻأنزعها منه أبدا واﻵية دليل على فضل أبي بكر فإن الله مدحه بقوله:(وﻻيأتل أولوا الفضل)                                ومثل ذلك قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم)(البقرة218) فهم تركوا اﻷوطان وفارقوا اﻷهل واﻷحباب وجاهدوا ﻹعﻻء كلمة الله ودينه فهل يبقى بعد هذا ذنب؟؟        ومثل ذلك قوله تعالى(ليس على الضعفاء وﻻعلى المرضى وﻻعلى الذين ﻻيجدون ماينفقون حرج............ والله غفور رحيم)(التوبة91)   ومثله قوله تعالى(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم والله غفور رحيم)(آل عمران31) فحب الله واتباع النبي يغفر الذنوب .

ومن هذا النوع قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم)(الحديد28) فمن آمن بالله واتقاه أعطاه الله ضعفين من رحمته وجعل له نورا في الدنيا يفرق به بين الحق والباطل والطيب والخبيث والهدى والضلال وهو نور اﻹيمان يقذفه الله في قلب عبده المؤمن ويجعل له نورا في اﻵخرة يمشي به على الصراط فهل بعد هذا النور يبقى ذنب؟؟     ومثل ذلك قوله سبحانه(ومن لم يستطع منكم طوﻻ أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم .......) اﻵية النساء25  أي يباح لكم نكاح اﻹماء لمن من لم يستطع نكاح الحرائر وصبركم وتعففكم عن نكاحهن أفضل لئلا يصير الولد رقيقا وإن فعلتم فالله غفور رحيم
والتأكيد يأتى في مكانه قوله تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)(البقرة199) وهذا في الحج وبعد الدفع من عرفة وقد غفرالله ﻹهل الموقف وأفاض عليهم من رحمته وفضله وكرمه وقد قال صلى الله عليه وسلم(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) وقال(الحج المبرورليس له جزاءاﻹ الجنة)

قوله تعالى(إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل به لغير الله فمن اضطرغير باغ وﻻ عاد فﻻإثم عليه إن الله غفوررحيم)(البقرة173)  فمن ألجأته الضرورة إلى أكل شئ من المحرمات فﻻ عقوبة عليه فﻷنه كان في حالة ضرورة فأكد له المغفرة والرحمة فهو أرحم الراحمين بعباده

قوله تعالى(فمن خاف من موص جنفا أو إثم فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)(البقرة182)
أى فمن علم من أو ظن من الموصي ميﻻ عن الحق بالخطأ أو ميلا عن الحق عمدا فأصلح بينهم بين الموصي والموصى له فلا ذنب عليه بهذا التبديل وأكد المغفرة للدعوة إلى اﻹصﻻح بين الناس
قوله تعالى(فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فﻻإثم عليه إن الله غفور رحيم)(المائدة39) دعوة لكل عاصي إلى التوبة النصوح وعدم قنوطه من رحمة الله فقد  جاءت اﻵية الكريمة بعد حد السرقة أى فمن رجع عن السرقة وأصلح سيرته وعمله فإن الله يقبل توبته  فﻻ يعذبه في اﻵخرة       . قوله تعالى(فإذا انسلخ اﻷشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصﻻة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)(التوبة5)  دعوة ورحمة من أرحم الراحمين إلى كل مشرك ومعادي لدين الله أن يتوب إلى الله ويقيم الصﻻة ويؤتي الزكاة فإن فعل ذلك فقد وعده الرحيم بواسع المغفرة(إن الله غفور رحيم) إلهي وسيدي ومولاى ماأرحمك فقد قلت لموسى اذهب إلى فرعون إنه طغى فقوﻻ له قوﻻ لينا لعله يتذكر أو يخشى فهذا لطفك ورحمتك بمن قال أنا ربكم اﻷعلى فكيف لطفك ورحمتك بمن قال سبحان ربي اﻷعلى؟؟!!
قوله سبحانه (ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻإنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم)(التوبة99) بعد أن ذكر اﻷعراب وأنهم أشد كفرا ونفاقا لجفائهم وقسوة قلوبهم ذكر النوع الثاني من أمن بالله واليوم اﻵخر وبالبعث بعد الموت ويتخذ ماينفق في سبيل الله مايقربه من رضا الله ومحبته ودعاء الرسول واستغفاره لهم ﻹجل هذا أكد لهم المغفرة(إن الله غفور رحيم) .                                                 قوله تعالى(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمﻻ صالحا وأخر سيئا عسى  الله أن يتوب عليهم إن الله غفوررحيم)(التوبة102) قال الرازى هم قوم من المسلمين تخلفواعن غزوة تبوك ﻻلنفاقهم بل لكسلهم ثم ندموا على مافعلوا وتابوا وﻻشك أنهم من الصحابة لذلك جاء التأكيد بالمغفرة .          قوله تعالى(إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه.........) اﻵية النور62   قال المفسرون :نزلت هذه اﻵية في وقت حفر الخندق فإن بعض المؤمنين من الصحابة كانوا يستأذنون في اﻹنصراف لضرورة وكان المنافقون يذهبون بغير استئذان فنزلت تمدح المؤمنين.

فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا

مع روائع البيان القرآني قوله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم ﻻيستأخرون ساعة وﻻ يستقدمون ) سورة النحل آية 61  وقوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) سورة فاطر آية 45 والفرق بين اﻵيتين  أوﻻ تعلمنا من شيوخنا اﻷفاضل أن حرف الظاء تكرر في كل آية مرة واحدة فإذا قلنا بظلمهم قلنا عليها وإذا قلنا بما كسبوا قلنا على ظهرها وﻻيجتمع حرف الظاء مرتان قال في اﻷولى بظلمهم ﻷنه جاء قبلها ظلم كثير وذلك في قوله تعالى (ويجعلون لما ﻻ يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسئلن عما كنتم تفترون ) (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) (وإذا بشر أحدهم باﻷنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) ( يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أﻻساء مايحكمون )  56/59  جاء في تفسير اﻵيات ومن قبيح أعمال المشركين أنهم يجعلون لﻷصنام التي اتخذوها آلهة وهي ﻻتعلم شيئا وﻻتنفع وﻻتضر جزءا من أموالهم التي رزقهم الله تقربا إليها وهذا من أبشع الظلم  ويجعل الكفار لله البنات فيقولون المﻻئكة بنات الله تنزه الله عن قولهم وهذا أيضا من أبشع الظلم لذلك قال بظلمهم وعليها أعم من على ظهرها وهو مناسب مع بشاعة ظلمهم وأيضا نهاية اﻵية (فإذا جاء أجلهم ﻻيستأخرون ساعة وﻻ يستقدمون ) مناسب مع ظلمهم فإذا جاء أجلهم ﻻيتأخرون عنه وقتا يسيرا وﻻيتقدمون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (مستريح ومستراح منه)  ومستراح منه هو العبد الفاجر يستريح منه العباد والشجر والدواب  أما في آية فاطر لم يسبقها كﻻم على الظلم فقال (بما كسبوا) وقال (على ظهرها ) وهو مناسب مع مع بما كسبوا جاء في تفسير اﻵية ولو يعاقب الله الناس بما عملوا من الذنوب والمعاصي ماترك على ظهر اﻷرض من دابة تدب عليها ولكن يمهلهم ويؤخر عقابهم إلى وقت معلوم عنده فإذا جاء وقت عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا ﻻيخفى عليه أحد منهم وﻻ يعزب عنه علم شئ من أمورهم وسيجازيهم بما عملوا من خير أو شر ونهاية اﻵية مناسبة مع اﻵية .

وإن الله لسميع عليم

فى سورة اﻻنفال :(فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم)وقوله تعالى(إذ أنتم بالعدوة الدنيا...........وإن الله لسميع عليم)وقوله سبحانه(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها علي قوم حتى يغيروا مابأنفسهم وأن  الله سميع عليم)وقوله تعالى(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)وقد أكد  الله في اية42 وإن الله لسميع عليم باﻻم لانها كانت تصوير دقيق للمعركة وقد تكرر صفتي السميع العليم في السورة 4 مرات وصفتي العزيز الحكيم وكذلك صفة البصير بما يشعر بالطمأنينة والسكينة في قلوب النبي واصحابه ذهاب الخوف من قلوبهم والثقة بنصر الله لهم فهم لم يخرجو للقتال

سورة اﻻنفال

سورة اﻻنفال
 سورة مدنية وقد نزلت في اعقاب غزوة بدر حتى سماها بعض الصحابة سورة بدر وفي مناسبة اﻻنفال مع اﻻعراف ان سورة اﻻعراف تحدثت عن قصص اﻻنبياء السابقين مع اممهم ناسب ان تاتي اﻻنفال لتذكر قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه وايضا فى اواخر اﻻعراف بين الله تعالى السبل الكفيلة لسد باب الخﻻف وبيان مايحدث به اﻻئتﻻف (خذ العفو وأمر بالعرف،،،،،،، )اﻻية وفي بداية اﻻنفال امر بإصﻻح ذات البين وفي نهاية اﻻعراف امر بالإنصات للقران ثم اﻻمر بذكره(واذكر ربك في نفسك ،،،،،،،،)الاية وفي بداية اﻻنفال الثناء على اهل الذكر واهل اﻻستماع للذكر (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)ونهاية اﻻعراف الثناء على اهل العبادة والسجود(إن الذين عند ربك ﻻيستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)

تضمنت سورة اﻻنفال ست نداءات لاهل اﻹيمان
 النداء اﻻول فقد جاء فيه التحذير من الفرار من المعركة(يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا فلا تولوهم اﻷدبار) النداء الثاني جاء فيه السمع والطاعة لأمر الله وأمر رسوله وهو مناسب مع ماقبله(ياايها الذين امنوا أطيعوا الله ورسوله وﻻتولوا عنه وأنتم تسمعون)  ومن أطاع الله ورسوله  فهذا فيه عزته وحياته وسعادته وحياته
وبهذا جاء النداء الثالت(ياأيها الذين امنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)ومن طاعة الله ورسوله عدم إفشاء أسرار اﻻمة اﻻسلامية لاعدائها وهذا خيانة لله ورسوله وبهذا جاء النداء الرابع(ياأيها الذين امنوا ﻻتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)ومن ثمرات الطاعة التقوى وهى تؤدي الى نور ربانى يقذفه الله في قلب عبده المؤمن يفرق به بين الحق والباطل والطيب والخبيث وايضا تكون سبب في محو السيئات والذنوب
 وبهذا جاء النداء الخامس(ياأيها الذين امنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم)واما النداء اﻻخير فهو أشمل النداءات وهو خير ختام فقد وضح لهم طريق العزة وأسس النصر وذلك بالثبات أمام اﻷعداء والصبر عند اللقاء واﻻستعانة بالمدد الروحي الذي هو سر نصر المؤمنين وحياة قلوبهم وابدانهم اﻻ وهو ذكر الله قال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي ﻻيذكره كمثل الحي والميت)
النداء اﻻخير الجامع الشامل(ياأيها الذين امنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) فما اروع هذا الكلام واعظم هذا الترتيب

ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا

قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم)
جاء في تفسير السعدي ان من اتقى الله حصل له اربعة اشياء كل منها خير من الدنيا ومافيها : الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الحق والباطل والحﻻل والحرام الثاني:تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وكل واحد منهما داخل في الثاني عند اﻻطﻻق وعند اﻻجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر ثم اﻻجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه واثر رضاه على هوى نفسه ومثل هذه اﻻية وغيرها إما ان تنهي ب غفور رحيم او غيرها من صفات الله فإذا كانت اﻻية فيها اكثر من امر مثل التي معنا انتهت بصفة تشمل كل ما جاءت بها اﻻية واليك امثلة على ذلك حتى يتبين لك اﻻمر قوله تعالى(يوم ﻻيخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير)التحريم8 فهو سبحانه قادر على اتمام النور للنبي والمؤمنين وقادر على مغفرة الذنوب  . قوله تعالى(ربنا ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)فأنت سبحانك عزيز حكيم في أن ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا وان تغفر لنا ذنوبنا ، قوله تعالى في سورة التوبة(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصﻻة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أؤلئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)اﻻ ترى ان اﻻمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيه عز ورفعة للاسﻻم وكذلك طاعة الله ورسوله،  وقوله سبحانه في سورة التوبة الذي يشبه هذه ولكنه اشتمل على أمر واحد لذلك انتهت اﻻية(إن الله غفور رحيم)وهو قوله عز وجل(ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻ إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم).   وقوله تعالى في سورة البقرة(لله ما في السموات واﻷرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) فمن تمام قدرته سبحانه أن يحاسبنا على مافي أنفسنا سواء أبديناه أو أخفيناه قادر أن يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والحمد لله فقد عفا عنا بما جاء بعدها من اﻻيات ،وأيضا ﻻتنتهي اﻵية بالمغفرة إذا بدأت بالعذاب امثلة ذلك قوله تعالى في سورة المائدة(هو موضع وحيد في القرآن)(ألم تعلم أن الله له ملك السموات واﻷرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير)وﻻيصلح أن تنهى اﻵية ب(غفور رحيم)لانها بدأت بالعذاب وسبب ذلك ما سبقها من ايات فقد تحدثت عن حد السارق والسارقة بقطع أيديهما وعن حد الحرابة فناسب ذلك البدء بالعذاب. وقوله سبحانه في آخر المائدة على لسان عيسى عليه السﻻم(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).    وقوله تعالى في سورة التوبة(وآخرون مرجون ﻹمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم) وفي غير ماذكرنا تنتهي ب(غفور رحيم)

قاعدة في فقه اﻻسماء الحسنى

قاعدة في فقه اﻻسماء الحسنى :
من الملاحظ اقتران أسماء  الله في مواضع عديدة من القران و السنة بعضها ببعض نحو
 (السميع العليم)
(الغفور الرحيم)
واذا اردت ان تعرف بما تنتهي به اﻻيات من اسماء الله فحاول أن تفهم سياق اﻻيات وبما تتحدث عنه.
أمثلة ذلك:
ختم الله سبحانه أمره باﻻستعاذة من الشيطان بالجمع بين (السميع العليم)في قوله تعالى(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)(فصلت36)
بينما جاء اﻻمر باﻻستعاذة من شر اﻻنس مختوما ب(السميع البصير)في قوله سبحانه(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إﻻ كبر ماهم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير)(غافر56)
فختم اﻻستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولانراه ب(السميع العليم) وختم اﻻستعاذة من شر اﻻنس الذين نراهم ب(السميع البصير)ﻻن افعال هؤﻻء نراها بالابصار واما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم -وقوله تعالى(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إﻻ من ظلم وكان الله سميعا عليما)ففيه مناسبة صفتي السميع العليم مع القول -وقوله سبحانه(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم)فهو سبحانه غني عن صدقتك حليم على أذاك-وقوله سبحانه(ﻻيؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم) فهو سبحانه يغفر اليمين اللغو حليم ﻻيعاجل بالعقوبة على كثرة الحلف باسمه سبحانه وهذا باب واسع جدا فقس على اﻻمثلة التي ذكرتها

صم بكم عمى فهم ﻻيرجعون

قوله تعالى (صم بكم عمى فهم ﻻيرجعون) آية 18 سورة البقرة  وقوله تعالى في نفس السورة أية 171 (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما ﻻيسمع اﻹ دعاء ونداء صم بكم فهم ﻻيعقلون)  وكل أية مناسبة في مكانها وتوضيح ذلك اﻵية 18 فهم ﻻيرجعون جاء قبلها قوله تعالى (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات ﻻيبصرون) فهذا مثل ضربه الله للمنافقين بشخص أضاء نارا ليستدفئ بها فلما أضاءت وأنارت المكان الذي حوله فأبصر وأمن أطفأها الله بالكلية وتركهم في ظلمات ﻻيبصرون فلم يستطيعوا الرجوع لذلك قال (فهم ﻻيرجعون)  وكذلك جاء بعدها قوله تعالى (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ) (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير) والشاهد في اﻵية (وإذا أظلم عليهم قاموا)  وإذا  اختفى البرق وفتر لمعانه وقفوا عن السير وثبتوا في مكانهم ولم يستطيعوا الرجوع  وهو مناسب لقوله (فهم ﻻيرجعون)  أما قوله  (صم بكم فهم ﻻيعقلون ) فهو مناسب في موضعه وتوضيح ذلك جاء في تفسير اﻵية اي ومثل الكفار في عدم انتفاعهم بالقرآن كمثل الراعي الذي يصيح بغنمه ويزجرها فهى تسمع النداء والصوت دون أن تفهم الكﻻم فكان مناسب (فهم ﻻيعقلون) فسبحان من هذا كلامه

وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خيرا لمن آمن وعمل صالحا وﻻيلقاها إﻻ الصابرون) آية 80 سورة القصص
  وقوله تعالى في سورة الروم آية 56  (وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كتتم ﻻ تعلمون)  في سورة القصص قال (وقال الذين أوتوا العلم) وفي سورة الروم (وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان) ولو تأملت اﻵيتين لوجدت عجبا فإن اﻷولى في قصة قارون أى في الحياة الدنيا فالذي تكلم العقلاء من أهل العلم والفهم واﻹستقامة  أما اﻵية الثانية فكانت في سياق يوم القيامة وﻻيتكلم في هذا اليوم إﻻ العقلاء من أهل العلم واﻹيمان أما في الدنيا فليس كل من أوتي علما عنده إيمان كذلك يتفاوت اﻹيمان بين الناس في الدنيا

قد نرى تقلب وجهك في السماء

من جميل الخطاب وروعته وحسنه خطاب الله لنبيه وصفيه وخيرة خلقه في قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء....) اﻵية 144 البقرة أي كثرة تردده في جميع جهاته شوقا وانتظارا لنزول الوحي باستقبال الكعبة وقال :(وجهك) ولم يقل بصرك لزيادة اهتمامه ، وﻷن تقليب الوجه مستلزم لتقليب البصر . وفيها أيضا أدب امتثاله صلى الله عليه وسلم ﻹمر ربه فهو يقلب وجهه في السماء دون أن يتكلم وقد ظل يصلي إلى بيت المقدس نحو سنة ونصف حتى جاءه اﻷمر باستقبال الكعبةفي قوله(فلنولينك قبلة ترضاها )أي تحبها وهي الكعبة وفي هذا بيان لفضله وشرفه صلى الله عليه وسلم حيث إن الله تعالى يسارع في رضاه

والله بصير بما تعملون

(والله بصير بما تعملون) موضع وحيد آخر آية في سورة الحجرات  وذلك في قوله تعالى (إن الله يعلم غيب السموات واﻷرض والله بصير بما تعملون )  آية 18 سورة الحجرات  وباقي المواضع  (والله بصير بما يعملون)   وذلك في قوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ) البقرة 96   وقوله تعالى (هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون )  آل عمران  163  وقوله تعالى ( وحسبوا أﻻ تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ) المائدة 71  وسبب يعملون أن الخطاب في اﻵيات بصيغة الغيبة وتعملون جاء الخطاب بصيغة  الخطاب فقد قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل ﻻتمنوا علي إسﻻمكم بل الله يمن عليكم أن هداكم لﻹيمان إن كنتم صادقين )آية 17 الحجرات

فأتبعهم فرعون بجنوده

من روائع البيان القرآني في قصة غرق فرعون وجنوده في سورة يونس جاء قوله تعالى (فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا....) آية 90 وفي سورة طه قوله (فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ماغشيهم) 78     الفرق بين الموضعين في سورة يونس تحدثت اﻵيات عن غرق فرعون ولم تتحدث عن غرق الجنود فجاءت الواو مناسبة للسياق فإن معنى الواو معناها مطلق الجمع فهي احتمالية المعنى فتأتي بمعنى الواو وتأتي بمعنى ثم أو الفاء فمكان الجنود قديكون بجوار فرعون او قريب منه اوبعيد عنه لذلك تحدثت اﻵيات عن غرق فرعون أما في سورة طه ذكرت اﻵيات غرق فرعون وجنوده (فغشيهم من اليم ماغشيهم) فجاءت الباء مناسبة للمقام (بجنوده) فإن المعنى اﻷساسي للباء اﻹلصاق فلما كان فرعون وجنوده في مكان واحد في البحر ملاصقين غرقوا جميعا فجاء كل  لفظ في مكانه المناسب. فسبحان من هذا كلامه !!!!!!

وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم

من روائع البيان البيان القرآني قوله تعالى
 في سورة النمل آية 80  
 (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إﻻ من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون) وقوله تعالى في سورة الروم آية 53 (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إﻻ من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون)
 في سورة النمل قال (بهادي) وفي الروم قال (بهاد) فزاد الياء في النمل وحذفها في الروم وباستقراء السورتين تعرف سبب زيادة الياء في سورة النمل فقد جاء قبلها قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )  76/77 جاء في تفسير اﻵيتين إن هذا القرآن المنزل على خاتم الرسل لهو الكتاب الحق الذي يبين ﻷهل الكتاب مااختلفوا فيه من أمر الدين ومن جملته اختﻻفهم في أمر المسيح وتفرقهم فيه فرق كثيرة حتي لعن بعضهم بعضا فلو كانوا منصفين ﻷسلموا ﻷن القرآن جاءهم بالرأي الساطع والخبر القاطع وبعد هذا البيان (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم) فزاد الياء للتأكيد .
وفي سورة الروم لم يأت قبل اﻵية مثلما جاء في سورة النمل فجاءت (بهاد) بدون الياء ؛ كما أن سورة النمل هي إحدى سور ثﻻث نزلت متتالية ووضعت في المصحف متتالية وهي: (الشعراء ،النمل ، القصص) ويكاد يكون منهاجها واحدا في سلوك مسلك الموعظة والعبرة عن طريق قصص الغابرين واهﻻك اﻷمم المكذبة للرسلهم فقد ذكرت باﻹجمال قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط ومانال أقوامهم من العذاب والنكال بسب إعراضهم عن دعوة الله وهذا لم يأت في سورة الروم فكان مناسبا زيادة الياء في سورة النمل وحذفها من سورة الروم

فكيدوني جميعا ثم ﻻ تنظرون

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من دونه فكيدوني جميعا ثم ﻻ تنظرون ) سورة هود 55  (فكيدوني) بزيادة الياء موضع وحيد في القرآن  وموضعين جاءت (كيدون) بدون ياء
سورة اﻷعراف آية 195 وسورة المرسلات (فإن كان لكم كيد فكيدون) آية 39
 ونرجع لسورة هود جاءت الياء للتأكيد وهى ياء التحدي وفيها معجزة هود عليه السلام  فقد تحداهم رغم بطشهم وقوتهم (وقالوا من أشد منا قوة) أن يمسوه بسوء جاء في تفسير اﻵية أي فاحتالوا في هﻻكي أنتم وآلهتكم ثم ﻻتمهلوني طرفة عين قال أبو السعود في تفسيره : وهذا من  أعظم المعجزات فإنه عليه السلام كان رجلا مفردا بين الجم الغفير من عتاة عاد الغلاظ الشداد وقد حقرهم وهيجهم بانتقاص آلهتهم وحثهم على التصدي له فلم يقدروا على مباشرة شئ وظهر عجزهم عن ذلك ظهورا بينا . انتهى كلامه

من يهدي الله فهو المهتدي

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون)  سورة اﻷعراف آية 178 (المهتدي) موضع وحيد في القرآن بزيادة الياء وفي اﻹسراء والكهف (المهتد) وقد جاء للتأكيد بأنه من يهديه الله فﻻ يستطيع بشر على وجه اﻷرض أن يضله  وقد جاء التأكيد في مكانه فقد جاءت اﻵية الكريمة بعد أشد أية على العلماء الذين يريدون بعلمهم الدنيا وشهوات النفس و يتبعون الهوى وهو قوله (وأتل عليهم نبأ الذي آتنيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) 175 اﻷعراف  وهذا رجل من علماء بني إسرائيل خصه الله بآياته وحكمته وعلمه اسمه  اﻷعظم وجعل دعائه مستجابا وكان من أعلم أهل زمانه ثم إنه اتبع هواه وركن إلى الدنيا ورضي بها عوضا عن اﻵخرة نزع منه ما كان أعطاه وانسلخ من الدين فخسر الدنيا واﻵخرة ومن الذي يسلم من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى إﻻ من عصمه الله بالورع وثبته بالعلم وبصره بعيوب نفسه  ، اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

 كلمة (المهتد) في سورتي اﻹسراء والكهف قرأها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر بإتبات الياء في الوصل ويعقوب في الحالين أي الوقف والوصل
 وقد سأل أحد اﻹخوة عن توجيه ذلك مع ماسبق من كلام على سورة اﻷعراف
 ونقول والله  أعلم بالصواب أن في سورة اﻷعراف كلمة (المهتدي) قرأها القراء العشرة بإتبات الياء في الوقف والوصل وهذا مناسب مع ماذكر من قصة عالم بني إسرائيل الذي أتاه الله أياته ومع ذلك باع دينه بدنياه فجاءت الياء تؤكد أن الهداية بيد الله وحده واختلاف القراء في موضعي اﻹسراء والكهف مناسب لسياق اﻵيات

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

إليه ، إلى الله مرجعكم جميعا

قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله وﻻتتبع أهوائهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) سورة المائدة 48                           وقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ﻻيضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) المائدة 105 انفردت اﻵيتان بلفظ (جميعا)  وانفردت سورة يونس بقوله تعالى (إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا  وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) آية 4    وماعدا هذه المواضع لم يأت لفظ جميعا وهم في القرآن 11 موضعا  وسبب ذلك والله أعلم  اﻵية اﻵولى في المائدة سبق قبلها الكﻻم على ثﻻث فرق فرقة على الحق وهم المؤمنون وفرقتان على  الباطل وهم اليهود والنصارى فجاء لفظ (جميعا) مناسبا وكذلك (تختلفون) فبين الحق والباطل خﻻف  أما اﻵية الثانية  فذكرت صنفين من الناس (ﻻيضركم من ضل إذا اهتديتم ) فكان لفظ (جميعا ) مناسبا وكذلك (تعملون) ﻷن الضال والمهتد كل يعمل وكذلك آية سورة يونس ذكرت جزاء المؤمنين والكافرين  فكان لفظ (جميعا) مناسبا  صدق ملك الملوك (قل لئن اجتمعت اﻹنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ﻻيأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) اﻹسراء 88

خلق السموات واﻷرض واختلاف الليل والنهار

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (إن في خلق السموات واﻷرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ......... اﻵية ) البقرة 164  وقوله تعالى (إن في خلق السموات واﻷرض واختﻻف الليل والنهار ﻵيات ﻷولي اﻷلباب ) آل عمران 190  وقوله تعالى        (إن في اختﻻف الليل والنهار وما خلق الله في السموات واﻷرض ﻵيات لقوم يتقون ) سورة يونس آية 6  في سورة البقرة وآل عمران قدم خلق السموات واﻷرض على اختﻻف الليل والنهار وفي سورة يونس قدم اختلاف الليل والنهار ولو تأملت في البقرة وآل عمران لوجدت أن الله عز وجل بدأ باﻷعلى  أو باﻷكبر فلا ريب أن أيات خلق السموات واﻷرض أكبر من آية اختلاف الليل والنهار وهذا تقديم طبيعي وهو الترتيب من اﻷعلى إلى اﻷدنى وهذا كثير في القرآن وأما آية سورة يونس فقد جاء قبلها (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إﻻ بالحق يفصل اﻵيات لقوم يعلمون) آية 5  والشمس تدل على النهار والقمر يدل على الليل فكان مناسبا تقديم آية اختلاف الليل والنهار مع ماقبلها  فسبحان من هذا كلامه !!!!!

(ابن-أم) ، (يبنؤم )

من روائع البيان القرآني الفرق بين (ابن-أم) وبين (يبنؤم ) اﻷولى جاءت في سورة اﻷعراف آية 150 والثانية جاءت في سورة طه أية94 جاءت في سورة اﻷعراف مفصولة وفي طه موصولة وبها حرف النداء يا في سورة طه قال هارون (يبنؤم ﻻتأخذ بلحيتي وﻻبرأسي) قال ابن عباس : أخذ شعر رأسه بيمنيه ، ولحيته بشماله من شدة غيظه وفرط غضبه انتهى كﻻمه . فهو ماسك بهارون ملتصق به يجره إليه وهارون يطلب منه أن يتركه فجاءت(يبنؤم) متصلة وبها حرف النداء (يا) وهو ومناسب مع ماقبله أيضا في قوله(يا هارون ) فجاء النداء مناسب مع      (يبنؤم ) وجاءت (يبنؤم) أيضا مناسبة مع اﻵية في قول هارون             (إني خشيت أن تقول فرقت بين إسرائيل ولم ترقب قولي) أي إني خشيت زجرتهم بالقوة أن يقع قتال بينهم فتلومني وتقول لي لقد أشعلت الفتنة بينهم وفرقتهم .
أما في سورة اﻷعراف فقد اختلف كﻻم هارون عما في سورة طه قال هارون (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فﻻ تشمت بي اﻷعداء ) أي فﻻ تسئ إلي حتى يسر اﻷعداء بي ويشمتوا بإهانتك إلي وﻻتبعدني عنك وﻻ تجعلني في عداد الظالمين الذين عبدوا العجل فجاءت (ابن ام) مفصولة مناسبة مع السياق . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

أنزلناه قرأنا ، جعلناه قرأنا

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) آية 2 سورة يوسف  وقوله تعالى في سورة الزخرف آية 3    (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)  فما الفرق بين أنزلناه و جعلناه  يقول العﻻمة أحمد بن ابراهيم الغرناطي في كتابه مﻻك التأويل (إنا أنزلناه) ليعلم العرب وأهل الكتاب أن ذلك منزل من عند الله لموافقته ما عند أهل الكتاب ولقطع العرب والجميع أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يتلق ذلك القصص من أحد من العرب وﻻرحل إلى في تعرفه إلى أحد وأما أية الزخرف فلم على أخبار فقال (جعلناه) انتهى كﻻمه رحمه الله  وفي سورة يوسف قال بعدها (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أية3  أى نحن نحدثك يا محمد ونروي لك أخبار اﻷمم السابقة بأصدق كﻻم وأحسن بيان وقد كنت من قبل أن نوحي إليك هذا القرآن لمن الغافلين عن هذه القصة لم تخطر ببالك ولم تقرع سمعك ومن تناسق القرآن وروعة بﻻغته في سورة الزخرف تكرر الفعل (جعل) 11 مرة فكان مناسبا (إنا جعلناه) في السورة فسبحان من هذا كلامه

وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة

من روائع البيان القرأني قوله تعالى (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا  بالصبر وتواصوا بالمرحمة) سورة البلد آية 17 وقوله تعالى في سورة العصر (إﻻ الذين آمنوا وعملوا  الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )  وما الفرق بين اﻵيتين في سورة البلد جاء قبلها (أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) (يتيما ذا مقربة) (أو مسكينا ذا متربة) جاء في التفسير أي أو أن يطعم الفقير في يوم عصيب ذي مجاعة قال الصاوي : وقيد اﻹطعام بيوم المجاعة ﻷن إخراج المال فيه أشد على النفس أو أطعم اليتيم الذي بينه وبينه قرابة أو المسكين الفقير البائس الذي قد لصق بالتراب من  فقره وضره وهو كناية عن شدة الفقر والبؤس فجاءت (وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) مناسبة للسياق فالصبر لمن ابتلى بالمجاعة والفقر والمسكنة فيوصي بعضهم بعضا بالصبر على أقدار الله المؤلمة (وتواصوا بالمرحمة) ﻹصحاب اﻷموال برحمتهم لهؤﻻء المبتلين من إعطاء محتاجهم والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه وفي سورة العصر جاء مناسبا مع السياق فقد أقسم الله بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر إﻻ من اتصف بأربعة صفات اﻹيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق الذي هو اﻹيمان والعمل الصالح أي يوصي بعضهم بعضا بذلك والتواصي بالصبر على طاعة الله . من تفسير الشيخ السعدي بتصرف . فجاء كل مناسبا مع سياق اﻵيات فسبحان من هذا كلامه !!!!!