الاثنين، 24 أكتوبر 2016

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما)

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما) 
 في سورتي هود ويوسف ومتى تأتي بالواو ومتى تأتي بالفاء .

 الواو والفاء من حروف العطف وكذلك ثم .

الواو : معناها وهي لمطلق الجمع فتأتي بمعنى الواو وبمعنى الفاء وبمعنى ثم.

 فإذا كان اﻷمر غير معروف متى حدث جاء بالواو .

الفاء: تفيد  الترتيب والتعقيب أي تفيد السرعة .

ثم :  تفيدالترتيب والتراخي .
 مثال من القرأن في قوله تعالى في سورة عبس 22/17
(قتل اﻹنسان ماأكفره)
(من أي شئ خلقه)
(من نطفة خلقه فقدره)
(ثم السبيل يسره)
(ثم أماته فأقبره)
(ثم إذا شاء أنشره)
                     
 في سورة هود:
 جاءت (ولما ) 3 مرات
(فلما) 4 مرات
وإليك بيانها :
 (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه برحمة منا ونجيانهم من عذاب غليظ) آية 58
 (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب) آية 77
( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ... ) أية 94 .
 هذه مواضع (ولما )
ومواضع (فلما) :
(فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ...) آية 66
(فلما رأى أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة....)    أية 70
(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى .......) آية 74
(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) آية 82 .

قصة هود وقصة شعيب (ولما جاء أمرنا) ،
 قصة صالح ولوط (فلما جاء أمرنا ) ،

 في قصة هود جاء قبل (ولما جاء أمرنا ) قوله تعالى :
(فإن تولوا فقد أبلغتكم ماأرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم.)57
وﻻدليل متى يأتي العذاب فجاء بالواو فقال ( ولما جاء أمرنا ) ،

 وكذلك في قصة شعيب جاء قوله:
 ( وياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب)93
 وﻻدليل متى يأتي العذاب حيث قال (وارتقبوا إني معكم رقيب) فقال (ولما جاء أمرنا ) ،

 أما في قصة صالح جاء قوله تعالى (وياقوم هذه ناقة الله لكم آية وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب )
 (فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ،
فقد حدد الموعد بقوله(عذاب قريب) وبقوله(ثلاثة أيام)
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا) ،
 وكذلك في قصة لوط جاء قوله تعالى في آخر اﻵية 81  (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا )

في قصة إبراهيم لما ذهبت إليه الملائكة وقدم إليهم الطعام ﻻحظ بسرعة انهم ﻻيأكلون
 فجاء قوله تعالى ( فلما رءا أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ..)آية 70 ،
فلما أخبروه بأمرهم ذهب عنه الروع بسرعة فجاء قوله تعالى (فلما ذهب عن إبراهيم الروع ....) آية 75 ،
وبعد الحوار الذي دار بين إبراهيم والملائكة ذهبوا إلى لوط وﻻدليل في أي وقت ذهبوا إليه
 لذلك جاء قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) آية 77 فجاء بالواو

(ولما جاءت) في سورة يوسف
 جاءت (ولما) في 6 مواضع
وجاءت (فلما) في 9 مواضع
 وجاءت (فلما)  في 3 مواضع في وسط اﻵيات
 المجموع 18 موضع
 6 مواضع (ولما)
و
12 موضع (فلما)
 وإليك بيانها :
نذكر مواضع (ولما)
(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ..) آية 59
( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ...) آية 65
( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ........) آية 68
( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك....) آية 69
(ولما فصلت العير قال أبوهم إني ﻷجد ريح يوسف....) آية 94 .
وماعدا هذه المواضع (فلما) وهي الباقية وعددها 12 موضع .

 مواضع (ولما) :
موضع أول السورة (ولما بلغ أشده) آية 22 ،
 وموضع آخر السورة (ولما فصلت العير) آية 94 ،
 والمواضع اﻷربع الباقية كلها في ربع ( وماأبرئ نفسي) .

(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب ....) آية 15
أرادوا أن يتخلصوا منه بسرعة فجاءت (فلما) ،
 (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
حين بلغ منتهى شبابه وشدة قوته آتيناه فقها وعلما وحيث أنه غير معلوم متى بلغ أشده جاء (ولما)

(فلما رأى قميصه قد من دبر .....) آية 28 .
 بعد ماسمع العزيز كلام الشاهد نظر بسرعة إلى قميص يوسف فجاءت (فلما ) .
(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا ...) آية 31 ،
 لما سمعت امرأة العزيز كلام النسوة أرسلت إليهن بسرعة لتثبت لهن أنها معذورة فيما فعلت .
(وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول ....) آية 50
 ذهب إليه الرسول بسرعة ليأتي به إلى الملك فجاءت ( فلما) .
(وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له  منكرون )
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ  لكم من أبيكم ...) 59/58 ،
لما دخلوا على يوسف حدث بينهم حوار وأخبروه أن لهم أخ من أبيهم غير واضح متى أعد لهم جهازهم فجاءت (ولما) .
ولما  أمرهم يوسف بإحضار  أخيهم وإن لم يأتوابه فلا كيل لهم وﻻيأتوا إليه رجعوا بسرعة إلى أبيهم
فجاءت (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل ...) آية 63 .
فلما رجعوا إلى أبيهم دار بينهم حوار فمتى فتحوا المتاع غير واضح
فجاءت (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم....) آية 65

 لما قال يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي ...) آية 93
 فمتى رجعوا إلى أبيهم غير واضح ﻻسيما بعد أن عرفوا أن أمرهم سيفتضح فجاءت (ولما فصلت العير قال أبوهم ...) آية 94.

أما لما جاء البشير بالقميص جاء بسرعة فجاء (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجه فارتد بصيرا ..) آية 96 .

لماذا قال (فلما أن جاء ) ولم يقل (فلما جاء) وما فائدة (أن) ؟

فائدة (أن) تعبر وتحمل الزمن الطويل الذي صبره يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وماتحمله من ابتلاءت خلال هذه الفترة العصيبة من حياته لذلك قال (فصبر جميل) . فلما علم يعقوب بأن يوسف حي فذهب إليه بسرعة
 فجاء قوله تعالى : (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ..) آية 99 .
 وقس على ماسبق باقي المواضع في السورة وكذلك في سائر القرآن .
 هذا ماتيسر ذكره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق