السبت، 22 أكتوبر 2016

من يهدي الله فهو المهتدي

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون)  سورة اﻷعراف آية 178 (المهتدي) موضع وحيد في القرآن بزيادة الياء وفي اﻹسراء والكهف (المهتد) وقد جاء للتأكيد بأنه من يهديه الله فﻻ يستطيع بشر على وجه اﻷرض أن يضله  وقد جاء التأكيد في مكانه فقد جاءت اﻵية الكريمة بعد أشد أية على العلماء الذين يريدون بعلمهم الدنيا وشهوات النفس و يتبعون الهوى وهو قوله (وأتل عليهم نبأ الذي آتنيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) 175 اﻷعراف  وهذا رجل من علماء بني إسرائيل خصه الله بآياته وحكمته وعلمه اسمه  اﻷعظم وجعل دعائه مستجابا وكان من أعلم أهل زمانه ثم إنه اتبع هواه وركن إلى الدنيا ورضي بها عوضا عن اﻵخرة نزع منه ما كان أعطاه وانسلخ من الدين فخسر الدنيا واﻵخرة ومن الذي يسلم من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى إﻻ من عصمه الله بالورع وثبته بالعلم وبصره بعيوب نفسه  ، اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

 كلمة (المهتد) في سورتي اﻹسراء والكهف قرأها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر بإتبات الياء في الوصل ويعقوب في الحالين أي الوقف والوصل
 وقد سأل أحد اﻹخوة عن توجيه ذلك مع ماسبق من كلام على سورة اﻷعراف
 ونقول والله  أعلم بالصواب أن في سورة اﻷعراف كلمة (المهتدي) قرأها القراء العشرة بإتبات الياء في الوقف والوصل وهذا مناسب مع ماذكر من قصة عالم بني إسرائيل الذي أتاه الله أياته ومع ذلك باع دينه بدنياه فجاءت الياء تؤكد أن الهداية بيد الله وحده واختلاف القراء في موضعي اﻹسراء والكهف مناسب لسياق اﻵيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق