السبت، 22 أكتوبر 2016

ترتيب القلب ، السمع ، البصر

قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
 قدم القلب على السمع والبصر ﻷن القلب أشرف اعضاء اﻹنسان فحواس اﻹنسان كلها في خدمة القلب وموصلة إليه.
 وفي الحديث  (إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله أﻻ وهي القلب ).
 والقلب محل اﻹيمان وقبول الحق قال تعالى (نزل به الروح اﻷمين على قلبك لتكون من المنذرين ) الشعراء 193 /194 .

أما في قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه) الجاثية 23،  فأخر القلب ﻷنه في أول السورة ذم الذي يسمع آيات الله ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وذلك في قوله تعالى (ويل لكل أفاك أثيم )(يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم )  الجاثية 7/8  لذلك قدم السمع على البصر لمناسبة السياق ،
 قال اﻷلوسي في تفسيره روح المعاني ( وإنما قدم سبحانه الختم على القلوب هنا ﻷن اﻵية تقرير لعدم اﻹيمان فناسب تقديم القلوب ﻷنها محل اﻹيمان والسمع واﻷبصار طرف وآﻻت له وهذا بخلاف قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه ) فالسياق لعدم المباﻻة بالمواعظ ولذا جاءت الفاصلة (نهاية اﻵية) (أفلا تذكرون) فكان مناسب تقديم السمع.

تقديم السمع على البصر ذهب جمهور المفسرين إلى تفضيل السمع على البصر وأن هذا التقديم للترقي ﻷن السمع أفضل من البصر وذلك أن السمع هو وسيلة الوحي تلقيا للرسول وسماعا للمرسل إليهم .
 وقد يكون التقديم لسبق الوجود ، أي أن اﻷذن تخلقت قبل العين
 أو سبق إدراك ووظيفة حيث إن إدراك المسموعات أسبق من إدراك المبصرات وثبت ذلك من الناحية الطبية ، حيث أن الجنين يسمع اﻷصوات وهو في رحم أمه ، وكذلك بعد الوﻻدة ﻻ يستطيع المولود أن يبصر شيئا عدة أيام بينما يسمع اﻷصوات التي حوله .
 يقول الطبيب اﻷمريكي المشهور (كيث) صاحب المرجع الطبي المعروف (النمو البشري) :
 تبدأ اﻷذن والعين في التكوين أثناء اﻷسبوع الرابع من الحمل ولكن وظفيتي السمع والبصر يتكونان في وقت ﻻحق ،
 حديثوا الوﻻدة ﻻيستطيعون الرؤية بوضوح في اﻷسابيع اﻷولى بعد الوﻻدة وذلك يرجع إلى عدم اكتمال تكون الجزء الحساس في شبكية العين المسئول عن حدة البصر .
وظيفة  السمع تسبق وظيفة البصر في التطور حيث أن الحنين في بطن أمه يستطيع السمع بعد انتهاء الشهر السادس من الحمل .
 توجد دﻻئل على قدرة الجنين على اختزان الخبرات الصوتية فيستطيع تمييز صوت أمه أو أبيه أو  بعض آيات القرآن التي استمعها وهو في بطن أمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق