الجمعة، 21 أكتوبر 2016

نداء أهل الإيمان في القرآن

من روائع البيان القرآني
جاء النداء ﻹهل اﻹيمان (ياأيها الذين آمنوا)  في 89 موضعا في كتاب الله
أول نداء جاء في سورة البقرة
في قوله تعالى(ياأيها الذين آمنوا ﻻتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) آية 104
وهذا النداء مناسب أن يكون أول نداء فقد نهى الله المؤمنين عن مخاطبة النبي بلفظ راعنا مخالفة لليهود وقطعا ﻷلسنتهم حتى ﻻيتخذوها ذريعة إلى سبه صلى الله عليه وسلم فقد نهانا الله عن اتباع أهل الكتاب حتى في الكلام وهذه اﻵية أصل في سد الذرائع إذ أن الذرائع أو الوسائل تأخذ حكم ماتؤدي إليه فهذا النداء مناسب أن يكون النداء اﻷول ﻹهل اﻹيمان.

جاء النداء للمؤمنين في سورة البقرة في 11 موضعا وهي من أوائل مانزل وهي من أطول سور القرأن على اﻹطﻻق وهي من السور المدنية التي تهتم بجانب التشريع وقد اشتملت على معظم اﻷحكام التشريعية وقد جاءت فيها أركان الدين كلها وهي اﻹسﻻم واﻹيمان واﻹحسان وجاء فيها المعامﻻت واﻷخلاق وفي أمور الزواج والطﻻق والعدة وغيرها من اﻷحكام الشرعية لذلك كثر فيها النداء للمؤمنين . وأكثر سورة جاء فيها النداء للمؤمنين سورة المائدة تكرر فيها 16مرة وسبب ذلك أنها من آخر مانزل من القرآن قال أبو ميسرة : ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة (تفسير القرطبي 30/6 )  نزلت السورة والرسول صلى الله عليه وسلم منصرف من الحديبية وجماعها يتناول اﻷحكام الشرعية ،ﻷن الدولة اﻹسﻻمية كانت في بداية تكوينها ،وهي بحاجة إلى( المنهج الرباني ) الذي يعصمها من الزلل ، ويرسم لها طريق البناء واﻹستقرار لذلك هي أكثر السور نداء للمؤمنين وقد بدأت السورة به .

 تأتي سورة النساء بعد المائدة والبقرة في النداء للمؤمنين فقد جاء فيها النداء  9 مرات والسورة إحدى السور المدنية الطويلة وهي مليئة باﻷحكام الشرعية وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت واﻷسرة ولكن معظم اﻷحكام التي وردت فيها حول موضوع النساء كما تحدثت عن أحكام المواريث وعن اﻷحكام الشرعية التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين لذلك كثر فيها النداء للمؤمنين . واﻷحكام الشرعية من الله أساسها العلم والحكمة لذلك جاء في السورة (وكان الله عليما حكيما ) 5مرات (إن الله كان عليما حكيما)   مرتان .
سورة الممتحنة بدأت بالنداء للمؤمنين وانتهت بالنداء وهي أصل في الوﻻء والبراء فقد ابتدأت بالتحذير من موﻻة أعداء الله الذين آذوا المؤمنين حتي اضطروهم إلى الهجرة وترك الديار واﻷوطان وختمت السورة بتحذير المؤمنين من موﻻة الكفرة المجرمين من اليهود والنصارى وكفار قريش .

أما النداء اﻷخير وقبل اﻷخير فهما من روائع البيان القرآني وهما من أنسب ما يكون الختام للنداء ﻹهل اﻹيمان وكأنهما اﻹنذار اﻷخير ﻹهل اﻹيمان
وهو قوله تعالى
 (ياأيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) والتوبة النصوح هي التوبة الصادقة الخالصة سئل عمر عن التوبة النصوح ؟ فقال: هي أن يتوب ثم ﻻيعود إلى الذنب كما ﻻيعود اللبن إلى الضرع .
 والنداء قبل اﻷخير قوله تعالى في نفس السورة (التحريم) (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
 فما أروع البداية وماأروع الختام .فسبحان من هذا كلامه !!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق