السبت، 29 أكتوبر 2016

الفرق بين (فاعبدون)،(فاتقون)

من روائع البيان القرآني
 قوله تعالى :
 (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) اﻷنبياء آية 92 ،
وقوله تعالى في سورة المؤمنون آية 52
(وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) ،
 الفرق بين (فاعبدون)،(فاتقون) ،
في سورة اﻷنبياء جاءت اﻵية بعد سرد قصص اﻷنبياء وما كانوا عليه من الطاعة والعبادة والخشوع لربهم
 وإليك بيان ذلك في قوله تعالى عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصﻻة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ) آية 73 ، وقوله تعالى عن دواد عليه السلام (وسخرنا مع دواد الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ) آية 79، وقوله تعالى عن أيوب عليه السلام (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) (فاستجبنا له وكشفنا مابه من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) 84/83 ، وكذلك ذكر عن إسماعيل وإدريس وذي الكفل عليهم السلام أنهم من الصابرين والصالحين في اﻵيتين 86/85 ، وكذلك يونس عليه السلام لما ذكر الله توبته وندائه في بطن الحوت ، وكذلك زكريا وزوجه وذكر عنهم (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) آية 90 .لذلك كان( فاعبدون) مناسبا مع سورة اﻷنبياء ، وقد تكرر لفظ العبادة في سورة اﻷنبياء (15مرة) وجاءت اﻵية 25 ( وماأرسلنا من قبلك من رسول إﻻ نوحي إليه أنه ﻻإله إﻻ أنا فاعبدون ) ، وأيضا قوله تعالى (إن  في هذا لبلاغا لقوم عابدين ) آية 106
أما في سورة المؤمنون جاءت اﻵية بعد إهلاك اﻷمم المكذبة لرسلهم فذكر إهلاك فرعون وقومه في قوله تعالى (فكذبوهما فكانوا من المهلكين ) آية 48 ، كذلك أغرق قوم نوح لما كذبوا نوحا (وﻻ تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) آية 27 ، وكذلك قوم هود جاء فيهم (فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين )آية 41 ،فكان مناسبا مع سورة المؤمنون (فاتقون) أي فخافون وقد تكرر لفظ التقوى في السورة (4مرات) .
ومن الملاحظ أن كلمة (فاتقون) في القرآن جاءت في مقام التخويف ، وكلمة (فاعبدون) جاءت في مقام العبادة.

قوله تعالى
 (وماأرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه ﻻ إله إﻻ أنا فاعبدون) اﻷنبياء 25 ،
وقوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) اﻷنبياء 92 ،
 وقوله تعالى (ياعبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) العنكبوت آية 56.
 أما (فاتقون) جاءت في 4 مواضع كلها في مقام اﻹنذار والتخويف وذلك في
 قوله تعالى (وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم وﻻتكونوا أول كافر به وﻻتشتروا بآياتي ثمنا قليﻻ وإياي فاتقون ) البقرة آية 41
 أما الموضع الثاني (ينزل المﻻئكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه ﻻإله إﻻ أنا فاتقون) النحل آية 2 ﻻحظ قوله (أن أنذروا) ،
 الموضع الثالث هو موضع سورة المؤمنون الذي نحن في صدد الكلام عنه وهو قوله تعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) آية 52 ،
الموضع الرابع (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك الذي يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون) الزمر آية 16 !!! فسبحان من هذا كلامه .

الخميس، 27 أكتوبر 2016

رقائق - أحوال مع القرآن


🌟ما رأيتُ تاليًا للقرآن ... إلا رقَّ طبعُه

ومن حفظه ... رفع الله قدره
ومن عمل به ... صلح حاله
وما تلاه محزونٌ ... إلا انشرح صدره
ومن تعلق به ... كُفي همه وغمه

🌟 إذا دخل القرآن قلبًا :

خرجت الدنيا من ذلك القلب ،
وحَطت السعادة رِحالُها ،
ووضعت البركة أغصانها في ذلك القلب ..


فهنيئًا لقلوب امتلأت وتشبعت ..
       ✨ بكلام الله ✨

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما)

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما) 
 في سورتي هود ويوسف ومتى تأتي بالواو ومتى تأتي بالفاء .

 الواو والفاء من حروف العطف وكذلك ثم .

الواو : معناها وهي لمطلق الجمع فتأتي بمعنى الواو وبمعنى الفاء وبمعنى ثم.

 فإذا كان اﻷمر غير معروف متى حدث جاء بالواو .

الفاء: تفيد  الترتيب والتعقيب أي تفيد السرعة .

ثم :  تفيدالترتيب والتراخي .
 مثال من القرأن في قوله تعالى في سورة عبس 22/17
(قتل اﻹنسان ماأكفره)
(من أي شئ خلقه)
(من نطفة خلقه فقدره)
(ثم السبيل يسره)
(ثم أماته فأقبره)
(ثم إذا شاء أنشره)
                     
 في سورة هود:
 جاءت (ولما ) 3 مرات
(فلما) 4 مرات
وإليك بيانها :
 (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه برحمة منا ونجيانهم من عذاب غليظ) آية 58
 (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب) آية 77
( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ... ) أية 94 .
 هذه مواضع (ولما )
ومواضع (فلما) :
(فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ...) آية 66
(فلما رأى أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة....)    أية 70
(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى .......) آية 74
(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) آية 82 .

قصة هود وقصة شعيب (ولما جاء أمرنا) ،
 قصة صالح ولوط (فلما جاء أمرنا ) ،

 في قصة هود جاء قبل (ولما جاء أمرنا ) قوله تعالى :
(فإن تولوا فقد أبلغتكم ماأرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم.)57
وﻻدليل متى يأتي العذاب فجاء بالواو فقال ( ولما جاء أمرنا ) ،

 وكذلك في قصة شعيب جاء قوله:
 ( وياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب)93
 وﻻدليل متى يأتي العذاب حيث قال (وارتقبوا إني معكم رقيب) فقال (ولما جاء أمرنا ) ،

 أما في قصة صالح جاء قوله تعالى (وياقوم هذه ناقة الله لكم آية وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب )
 (فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ،
فقد حدد الموعد بقوله(عذاب قريب) وبقوله(ثلاثة أيام)
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا) ،
 وكذلك في قصة لوط جاء قوله تعالى في آخر اﻵية 81  (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا )

في قصة إبراهيم لما ذهبت إليه الملائكة وقدم إليهم الطعام ﻻحظ بسرعة انهم ﻻيأكلون
 فجاء قوله تعالى ( فلما رءا أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ..)آية 70 ،
فلما أخبروه بأمرهم ذهب عنه الروع بسرعة فجاء قوله تعالى (فلما ذهب عن إبراهيم الروع ....) آية 75 ،
وبعد الحوار الذي دار بين إبراهيم والملائكة ذهبوا إلى لوط وﻻدليل في أي وقت ذهبوا إليه
 لذلك جاء قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) آية 77 فجاء بالواو

(ولما جاءت) في سورة يوسف
 جاءت (ولما) في 6 مواضع
وجاءت (فلما) في 9 مواضع
 وجاءت (فلما)  في 3 مواضع في وسط اﻵيات
 المجموع 18 موضع
 6 مواضع (ولما)
و
12 موضع (فلما)
 وإليك بيانها :
نذكر مواضع (ولما)
(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ..) آية 59
( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ...) آية 65
( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ........) آية 68
( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك....) آية 69
(ولما فصلت العير قال أبوهم إني ﻷجد ريح يوسف....) آية 94 .
وماعدا هذه المواضع (فلما) وهي الباقية وعددها 12 موضع .

 مواضع (ولما) :
موضع أول السورة (ولما بلغ أشده) آية 22 ،
 وموضع آخر السورة (ولما فصلت العير) آية 94 ،
 والمواضع اﻷربع الباقية كلها في ربع ( وماأبرئ نفسي) .

(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب ....) آية 15
أرادوا أن يتخلصوا منه بسرعة فجاءت (فلما) ،
 (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
حين بلغ منتهى شبابه وشدة قوته آتيناه فقها وعلما وحيث أنه غير معلوم متى بلغ أشده جاء (ولما)

(فلما رأى قميصه قد من دبر .....) آية 28 .
 بعد ماسمع العزيز كلام الشاهد نظر بسرعة إلى قميص يوسف فجاءت (فلما ) .
(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا ...) آية 31 ،
 لما سمعت امرأة العزيز كلام النسوة أرسلت إليهن بسرعة لتثبت لهن أنها معذورة فيما فعلت .
(وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول ....) آية 50
 ذهب إليه الرسول بسرعة ليأتي به إلى الملك فجاءت ( فلما) .
(وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له  منكرون )
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ  لكم من أبيكم ...) 59/58 ،
لما دخلوا على يوسف حدث بينهم حوار وأخبروه أن لهم أخ من أبيهم غير واضح متى أعد لهم جهازهم فجاءت (ولما) .
ولما  أمرهم يوسف بإحضار  أخيهم وإن لم يأتوابه فلا كيل لهم وﻻيأتوا إليه رجعوا بسرعة إلى أبيهم
فجاءت (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل ...) آية 63 .
فلما رجعوا إلى أبيهم دار بينهم حوار فمتى فتحوا المتاع غير واضح
فجاءت (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم....) آية 65

 لما قال يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي ...) آية 93
 فمتى رجعوا إلى أبيهم غير واضح ﻻسيما بعد أن عرفوا أن أمرهم سيفتضح فجاءت (ولما فصلت العير قال أبوهم ...) آية 94.

أما لما جاء البشير بالقميص جاء بسرعة فجاء (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجه فارتد بصيرا ..) آية 96 .

لماذا قال (فلما أن جاء ) ولم يقل (فلما جاء) وما فائدة (أن) ؟

فائدة (أن) تعبر وتحمل الزمن الطويل الذي صبره يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وماتحمله من ابتلاءت خلال هذه الفترة العصيبة من حياته لذلك قال (فصبر جميل) . فلما علم يعقوب بأن يوسف حي فذهب إليه بسرعة
 فجاء قوله تعالى : (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ..) آية 99 .
 وقس على ماسبق باقي المواضع في السورة وكذلك في سائر القرآن .
 هذا ماتيسر ذكره

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما)

من روائع البيان القرآني مع (ولما) (فلما) 
 في سورتي هود ويوسف ومتى تأتي بالواو ومتى تأتي بالفاء .

 الواو والفاء من حروف العطف وكذلك ثم .

الواو : معناها وهي لمطلق الجمع فتأتي بمعنى الواو وبمعنى الفاء وبمعنى ثم.

 فإذا كان اﻷمر غير معروف متى حدث جاء بالواو .

الفاء: تفيد  الترتيب والتعقيب أي تفيد السرعة .

ثم :  تفيدالترتيب والتراخي .
 مثال من القرأن في قوله تعالى في سورة عبس 22/17
(قتل اﻹنسان ماأكفره)
(من أي شئ خلقه)
(من نطفة خلقه فقدره)
(ثم السبيل يسره)
(ثم أماته فأقبره)
(ثم إذا شاء أنشره)
                     
 في سورة هود:
 جاءت (ولما ) 3 مرات
(فلما) 4 مرات
وإليك بيانها :
 (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه برحمة منا ونجيانهم من عذاب غليظ) آية 58
 (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب) آية 77
( ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ... ) أية 94 .
 هذه مواضع (ولما )
ومواضع (فلما) :
(فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ...) آية 66
(فلما رأى أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة....)    أية 70
(فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى .......) آية 74
(فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) آية 82 .

قصة هود وقصة شعيب (ولما جاء أمرنا) ،
 قصة صالح ولوط (فلما جاء أمرنا ) ،

 في قصة هود جاء قبل (ولما جاء أمرنا ) قوله تعالى :
(فإن تولوا فقد أبلغتكم ماأرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم.)57
وﻻدليل متى يأتي العذاب فجاء بالواو فقال ( ولما جاء أمرنا ) ،

 وكذلك في قصة شعيب جاء قوله:
 ( وياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب)93
 وﻻدليل متى يأتي العذاب حيث قال (وارتقبوا إني معكم رقيب) فقال (ولما جاء أمرنا ) ،

 أما في قصة صالح جاء قوله تعالى (وياقوم هذه ناقة الله لكم آية وﻻتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب )
 (فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ،
فقد حدد الموعد بقوله(عذاب قريب) وبقوله(ثلاثة أيام)
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا) ،
 وكذلك في قصة لوط جاء قوله تعالى في آخر اﻵية 81  (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
لذلك جاء بالفاء (فلما جاء أمرنا )

في قصة إبراهيم لما ذهبت إليه الملائكة وقدم إليهم الطعام ﻻحظ بسرعة انهم ﻻيأكلون
 فجاء قوله تعالى ( فلما رءا أيديهم ﻻتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ..)آية 70 ،
فلما أخبروه بأمرهم ذهب عنه الروع بسرعة فجاء قوله تعالى (فلما ذهب عن إبراهيم الروع ....) آية 75 ،
وبعد الحوار الذي دار بين إبراهيم والملائكة ذهبوا إلى لوط وﻻدليل في أي وقت ذهبوا إليه
 لذلك جاء قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) آية 77 فجاء بالواو

(ولما جاءت) في سورة يوسف
 جاءت (ولما) في 6 مواضع
وجاءت (فلما) في 9 مواضع
 وجاءت (فلما)  في 3 مواضع في وسط اﻵيات
 المجموع 18 موضع
 6 مواضع (ولما)
و
12 موضع (فلما)
 وإليك بيانها :
نذكر مواضع (ولما)
(ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ..) آية 59
( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ...) آية 65
( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ........) آية 68
( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك....) آية 69
(ولما فصلت العير قال أبوهم إني ﻷجد ريح يوسف....) آية 94 .
وماعدا هذه المواضع (فلما) وهي الباقية وعددها 12 موضع .

 مواضع (ولما) :
موضع أول السورة (ولما بلغ أشده) آية 22 ،
 وموضع آخر السورة (ولما فصلت العير) آية 94 ،
 والمواضع اﻷربع الباقية كلها في ربع ( وماأبرئ نفسي) .

(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب ....) آية 15
أرادوا أن يتخلصوا منه بسرعة فجاءت (فلما) ،
 (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) آية 22
حين بلغ منتهى شبابه وشدة قوته آتيناه فقها وعلما وحيث أنه غير معلوم متى بلغ أشده جاء (ولما)

(فلما رأى قميصه قد من دبر .....) آية 28 .
 بعد ماسمع العزيز كلام الشاهد نظر بسرعة إلى قميص يوسف فجاءت (فلما ) .
(فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا ...) آية 31 ،
 لما سمعت امرأة العزيز كلام النسوة أرسلت إليهن بسرعة لتثبت لهن أنها معذورة فيما فعلت .
(وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول ....) آية 50
 ذهب إليه الرسول بسرعة ليأتي به إلى الملك فجاءت ( فلما) .
(وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له  منكرون )
(ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ  لكم من أبيكم ...) 59/58 ،
لما دخلوا على يوسف حدث بينهم حوار وأخبروه أن لهم أخ من أبيهم غير واضح متى أعد لهم جهازهم فجاءت (ولما) .
ولما  أمرهم يوسف بإحضار  أخيهم وإن لم يأتوابه فلا كيل لهم وﻻيأتوا إليه رجعوا بسرعة إلى أبيهم
فجاءت (فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل ...) آية 63 .
فلما رجعوا إلى أبيهم دار بينهم حوار فمتى فتحوا المتاع غير واضح
فجاءت (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم....) آية 65

 لما قال يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي ...) آية 93
 فمتى رجعوا إلى أبيهم غير واضح ﻻسيما بعد أن عرفوا أن أمرهم سيفتضح فجاءت (ولما فصلت العير قال أبوهم ...) آية 94.

أما لما جاء البشير بالقميص جاء بسرعة فجاء (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجه فارتد بصيرا ..) آية 96 .

لماذا قال (فلما أن جاء ) ولم يقل (فلما جاء) وما فائدة (أن) ؟

فائدة (أن) تعبر وتحمل الزمن الطويل الذي صبره يعقوب عليه السلام على فراق يوسف وماتحمله من ابتلاءت خلال هذه الفترة العصيبة من حياته لذلك قال (فصبر جميل) . فلما علم يعقوب بأن يوسف حي فذهب إليه بسرعة
 فجاء قوله تعالى : (فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ..) آية 99 .
 وقس على ماسبق باقي المواضع في السورة وكذلك في سائر القرآن .
 هذا ماتيسر ذكره

السبت، 22 أكتوبر 2016

سورة البقرة

سورة البقرة
أطول سور القرآن على اﻹطلاق
 وهي من السور المدنية التي تهتم بجانب التشريع شأنها كشأن السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم اﻻجتماعية .
وقد اشتملت هذه السورة على معظم اﻷحكام التشريعية في العقائد والعبادات والمعاملات واﻷخلاق وفي أمور الزواج والطلاق والعدة وغيرها من اﻷحكام الشرعية ، وتحدثت السورة عن بدء الخليقة فذكرت قصة أبي البشر (آدم)
 ثم تناولت السورة الحديث عن أهل الكتاب وبوجه خاص بني إسرائيل (اليهود) ﻷنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة فنبهت المؤمنين إلى خبثهم ومكرهم وماتنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق وقد تناول الحديث عنهم مايزيد على نصف السورة.

بدأت السورة الكريمة بالحروف المقطعة (الم)
وقد بدأت خمس سور غير البقرة ب (الم) وهي أل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة
 ولقد تصدرت تسع وعشرون سورة من القرآن باﻷحرف المقطعة
 فلماذا تقدمت هذه اﻷحرف المقطعة التسع وعشرين سورة ؟ 
قال المراغي في تفسيره (فحسن من الحكيم الخبير أن يقدم على المقصود حروفا هي كالمنبهات ﻻيفهم منها معنى ، لتكون أتم في إفادة التنبيه ، ﻷنه إذا كان المقدم قوﻻ مفهوما فربما ظن السامع أنه هو المقصود وﻻكلام للمتكلم بعد ذلك ليصغى إليه ،
 أما إذاسمع صوتا ﻻ معنى له جزم أن هناك كلاما آخر سيرد بعد فيقبل إليه تمام اﻹقبال ويرهف السمع إلى ما سيأتي ) انتهى .
وفي هذه الحروف  تنبيه على ( إعجاز القرآن ) فإن هذا الكتاب منظوم من نفس الحروف التي تنظمون منها كلامكم
ومع ذلك عجزتم أن تأتوا بمثله ،  قال ابن كثير في تفسيره : إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور بيانا ﻹعجاز القرآن وان الخلق عاجزون عن معارضته بمثله مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها .
وقد ﻻحظ العلماء  أن السور التي بدأت بالحروف المفردة بنيت على ذلك الحرف فإن الكلمات القافية ترددت في سورة (ق) كثيرا والكلمات الصادية ترددت في سورة (ص) كثيرا وهكذا ،
و انتبهوا إلى شئ آخر وهو أن هذه الحروف أربعة عشر حرفا أي بمقدار نصف حروف المعجم ترددت في تسع وعشرين سورة على عدد حروف المعجم ثم إذا نظرت في هذه اﻷربعة عشر حرفا وجدتها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف وبيان ذلك أن فيها من الحروف المهموسة نصفها ،  ومن المجهورة نصفها ، ومن الشديدة نصفها ، و من الرخوة نصفها ، ومن المطبقة نصفها ، ومن المنفتحة نصفها ،  ومن المستعلية نصفها ، ومن المستفلة نصفها ومن حروف القلقلة نصفها . فسبحان من هذا كلامه.

ترتيب القلب ، السمع ، البصر

قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
 قدم القلب على السمع والبصر ﻷن القلب أشرف اعضاء اﻹنسان فحواس اﻹنسان كلها في خدمة القلب وموصلة إليه.
 وفي الحديث  (إن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله أﻻ وهي القلب ).
 والقلب محل اﻹيمان وقبول الحق قال تعالى (نزل به الروح اﻷمين على قلبك لتكون من المنذرين ) الشعراء 193 /194 .

أما في قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه) الجاثية 23،  فأخر القلب ﻷنه في أول السورة ذم الذي يسمع آيات الله ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وذلك في قوله تعالى (ويل لكل أفاك أثيم )(يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم )  الجاثية 7/8  لذلك قدم السمع على البصر لمناسبة السياق ،
 قال اﻷلوسي في تفسيره روح المعاني ( وإنما قدم سبحانه الختم على القلوب هنا ﻷن اﻵية تقرير لعدم اﻹيمان فناسب تقديم القلوب ﻷنها محل اﻹيمان والسمع واﻷبصار طرف وآﻻت له وهذا بخلاف قوله تعالى (وختم على سمعه وقلبه ) فالسياق لعدم المباﻻة بالمواعظ ولذا جاءت الفاصلة (نهاية اﻵية) (أفلا تذكرون) فكان مناسب تقديم السمع.

تقديم السمع على البصر ذهب جمهور المفسرين إلى تفضيل السمع على البصر وأن هذا التقديم للترقي ﻷن السمع أفضل من البصر وذلك أن السمع هو وسيلة الوحي تلقيا للرسول وسماعا للمرسل إليهم .
 وقد يكون التقديم لسبق الوجود ، أي أن اﻷذن تخلقت قبل العين
 أو سبق إدراك ووظيفة حيث إن إدراك المسموعات أسبق من إدراك المبصرات وثبت ذلك من الناحية الطبية ، حيث أن الجنين يسمع اﻷصوات وهو في رحم أمه ، وكذلك بعد الوﻻدة ﻻ يستطيع المولود أن يبصر شيئا عدة أيام بينما يسمع اﻷصوات التي حوله .
 يقول الطبيب اﻷمريكي المشهور (كيث) صاحب المرجع الطبي المعروف (النمو البشري) :
 تبدأ اﻷذن والعين في التكوين أثناء اﻷسبوع الرابع من الحمل ولكن وظفيتي السمع والبصر يتكونان في وقت ﻻحق ،
 حديثوا الوﻻدة ﻻيستطيعون الرؤية بوضوح في اﻷسابيع اﻷولى بعد الوﻻدة وذلك يرجع إلى عدم اكتمال تكون الجزء الحساس في شبكية العين المسئول عن حدة البصر .
وظيفة  السمع تسبق وظيفة البصر في التطور حيث أن الحنين في بطن أمه يستطيع السمع بعد انتهاء الشهر السادس من الحمل .
 توجد دﻻئل على قدرة الجنين على اختزان الخبرات الصوتية فيستطيع تمييز صوت أمه أو أبيه أو  بعض آيات القرآن التي استمعها وهو في بطن أمه.

وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا

من روائع البيان القرآني:
 قوله تعالى في سورة المائدة آية 92  
 (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البﻻغ المبين)
وقوله تعالى في سورة التغابن آية 12
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البﻻغ المبين)
زاد في آية المائدة (واحذروا )
وزاد (فاعلموا)
وسبب ذلك ماجاء قبلها
(ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واﻷنصاب واﻷزﻻم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) آية 90
وهو التحريم النهائى للخمر وهو أمر عظيم على الناس وتركه صعب فأمرهم الله باجتنابه وهو نص في التحريم ولكنه أبلغ في النهي والتحريم من لفظ حرم ﻷن معناه البعد عنه بالكلية أى اتركوه وكونوا في جانب آخر فكان مناسبا زيادة (واحذروا) و(فاعلموا)
عن أية التغابن فقدأمرهم الله بطاعة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم  وأن يحذروا مخالفتهما قال الطبري : وهذا من الله وعيد لمن تولى عن أمره ونهيه يقول تعالى لهم: فإن توليتم عن أمري ونهيى فتوقعوا عقابي واحذروا سخطي ومما أكد الله به قوله (فهل أنتم منتهون) واﻹستفهام يراد به اﻷمر أى انتهوا وهو من أبلغ ماينهى به  ولذلك قال عمر رضي الله عنه : انتهينا ربنا انتهينا

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين

من روائع البيان القرآني قوله تعالى: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)
تكرر ذكره 6 مرات في سور يونس اﻷنبياء النمل يس سبأ  الملك ،
وانفردت سورة السجدة بقوله تعالى(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين)  أية 28
 والسبب في ذلك والله أعلم
 سياق اﻵيات في المواضع الستة سبق الكلام على يوم القيامة والثواب والعقاب فقالوا على سبيل اﻹنكار واﻹستهزاء (متى هذا الوعد)
 أما في سورة السجدة فقد جاء قبل اﻵية (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) آية 25
أي إن ربك يامحمد يقضي ويحكم بين المؤمنين والكفار فيميز بين المحق والمبطل يوم القيامة ،
قال الطبري : فيما كانوا فيه يختلفون من أمور الدين والبعث والثواب والعقاب  فلما قال الله ذلك قالوا على سبيل التكذيب واﻹستهزاء متى هذا الفتح فإن الفتح بمعنى الفصل والحكم والقضاء مثل قوله تعالى (ربنا افتح بيننا وبين قومنا وأنت خير الفاتحين) أي احكم وافصل واقض بيننا وبين قومنا ،
جاء في تفسير اﻵية كان المسلمون يقولون : إن الله سيفتح لنا على المشركين ويفصل بيننا وبينهم وكان أهل مكة إذا سمعوهم يقولون بطريق اﻹستعجال تكذيبا واستهزاء متى هذا الفتح والنصر ؟ إن كنتم صادقين في دعواكم فنزلت (قل يوم الفتح ﻻينفع الذين كفروا إيمانهم وﻻهم ينظرون) أي قل لهم يامحمد توبيخا وتبكيتا : إن يوم القيامة هو يوم النصر الحقيقي الذي يفصل تعالى فيه بيننا وبينكم قال البيضاوي : ويوم الفتح هو يوم القيامة فإنه يوم نصر المؤمنين على الكافرين والفصل بينهم (تفسير البيضاوي 2 /113)

لخلق السموات واﻷرض أكبر من خلق الناس

من روائع البيان القرآني قوله تعالى في سورة غافر آية  57              (لخلق السموات واﻷرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون)  وقوله تعالى (ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ) النازعات 27 جاءت اﻵيتان بعد قصة موسى مع فرعون الذي قال (أنا ربكم اﻷعلى)  بينما قالت السموات واﻷرض (أتينا طائعين) وذلك في قوله تعالى        (ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها ولﻹرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) سورة فصلت آية 11 . فكأن في ذلك رسالة إلى فرعون وكل متكبر على الله (( ما حجمك أيها اﻹنسان بالنسبة لحجم السموات واﻷرض ؟!!! (ﻻشئ) )) فأولك نطفة قذرة وآخرك جيفة نتنة وأنت بينهما تحمل العذرة فأنت قلت (أنا ربكم اﻷعلى) وقالت السموات واﻷرض (أتينا طائعين) ، روي عن ابن عباس قال : قال الله تعالى للسماء : أطلعي شمسك وقمرك ونجومك وقال لﻹرض : شققي أنهارك وأخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين (قالتا أتينا طائعين) واختاره ابن جرير الطبري . فالسموات واﻷرض طائعين لله خاضعين له مسبحين بحمده ذاكرين له (تسبح له السموات السبع واﻷرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن ﻻتفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا)  سورة اﻹسراء 44

خالدا فيها

جاءت كلمة خالدا في القرآن في ثلاث مواضع واقترنت بالعذاب وأهل النار وذلك لكونها عذابا فوق العذاب فهو عذاب النار وعذاب الانفراد
وأما أهل الجنة ( نسأل الله أن نكون منهم ) فلم يأت لفظ خالدا معهم بل كله خالدين وذلك لزيادة النعيم في الجنة بالأنس مع الناس

(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[سورة النساء 14]

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)
[سورة النساء 93]

(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ)
[سورة التوبة 63]

مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه

من روائع البيان القرآني وجميل الخطاب وروعته وحسنه وقل ماشئت من ألفاظ فلن تعطي الكلام حقه وهو مخاطبة رب العزة لصفيه من خلقه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فما خاطبه في القرآن باسمه مجردا
 فقال(ياأيها النبي) (ياأيها الرسول)(ياأيها المزمل) (ياأيها المدثر) ولما خاطب اﻷنبياء قال (ياآدم) (ياعيسى) (ياموسى) (يادواد)
ومن جميل خطابه سبحانه لصفيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم لما أخبره أنه أرسله الى الناس في اﻵيات التي تحدثت عن ذلك وهي 9 مواضع دائما يقدم بشيرا على نذيرا أو مبشرا على نذيرا وهذا من روعة وجميل الخطاب ومن هذه اﻵيات قوله تعالى (وماأرسلناك إﻻ مبشرا ونذيرا)الفرقان 56  وقوله تعالى( ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) سورة اﻷحزاب 45 وهكذا كل المواضع . أما لما أخبر النبي عن نفسه قدم نذير على بشير وذلك في موضعين في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى   ( قل ﻻأملك لنفسي نفعا وﻻضرا إﻻ ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب ﻻستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إﻻ نذير وبشير لقوم يؤمنون )  سورة اﻷعراف آية 188 والموضع الثاني قوله تعالى          (أﻻ تعبدوا إﻻ الله إنني لكم منه نذير وبشير) سورة هود أية 2  وهو في ذلك صلى الله عليه وسلم  مطيع وممتثل ﻹمر ربه فقد أمره الله وأوحى إليه بذلك فقال (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) سورة يونس آية 2 وحيث  أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الى قوم على الشرك والكفر فكان مناسبا تقديم  نذير على بشير فسبحان من هذا كلامه !!!!

إن الله غفور رحيم ، والله غفور

قوله تعالى
(فكلوا مما غنتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم)
وقوله تعالى
(ياآيها النبي قل لمن في أيديكم من اﻷسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم)
من خلال اﻵيتين نقول
التأكيد يأتى في مكانه وعدم التأكيد يأتي في مكانه
اﻵية اﻷولى بعد قضية أسرى بدر وعتاب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في أخذ الفداء من اﻷسرى ومعناها كلوا يا معشر المجاهدين مما أصبتم من أعدائكم من الغنائم في الحرب فلما كان اﻷمر يخص الصحابة أكد اﻵية(إن الله غفور رحيم)   واﻵية الثانية تخص المشركين فلم يؤكدها فقال (والله غفور رحيم)
ومثل هذا في سورة الممتحنة(عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم)  وقوله تعالى في آخر السورة (ياآيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن ﻻ يشركن بالله شيئا  ............. اﻵية)   فإنه قال آخرها (إن الله غفور رحيم)       . وباستقراء اﻵيات في كتاب الله نجد هذا جلى مع أسباب اخري     . مثل قوله تعالى(أفﻻ يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم)(المائدة74) فإنها دعوة ﻹهل الكتاب الذين قالوا (إن الله ثالت ثﻻثة)  و(إن الله هو المسيح ابن مريم) أن يتوبوا من قولهم هذا ويؤمنوابالله .  ومثل هذا قوله سبحانه(ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم)(التوبة27) أي يتوب على من يشاء فيوفقه للإسﻻم وقد ذكر المفسرون أنه إشارة الى إسﻻم هوزان وهذا بعد غزوة حنين   .           وهناك سبب آخر لعدم تأكيد المغفرة يرجع لعدم الذنوب أو قلتها ومن النوع اﻷول قوله تعالى(ياآيها النبي لم تحرم ماأحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم) (التحريم1) وهذا في حق النبي وقد غفر له ماتقدم من ذنبه

 ومن النوع الثاني قلة الذنوب قوله تعالى(وﻻيأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا أﻻ تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)(النور22) فقد  نزلت في أفضل الصحابة الصديق رضي الله عنه لما حلف أﻻ ينفق على مسطح لما خاض مع من خاض في حادثة اﻷفك وقد روى أن أبا بكر لما سمع اﻵية قال :بلى أحب أن يغفر الله لى وأعاد النفقة على مسطح وكفر عن يمنيه  وقال:والله ﻻأنزعها منه أبدا واﻵية دليل على فضل أبي بكر فإن الله مدحه بقوله:(وﻻيأتل أولوا الفضل)                                ومثل ذلك قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم)(البقرة218) فهم تركوا اﻷوطان وفارقوا اﻷهل واﻷحباب وجاهدوا ﻹعﻻء كلمة الله ودينه فهل يبقى بعد هذا ذنب؟؟        ومثل ذلك قوله تعالى(ليس على الضعفاء وﻻعلى المرضى وﻻعلى الذين ﻻيجدون ماينفقون حرج............ والله غفور رحيم)(التوبة91)   ومثله قوله تعالى(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم والله غفور رحيم)(آل عمران31) فحب الله واتباع النبي يغفر الذنوب .

ومن هذا النوع قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم)(الحديد28) فمن آمن بالله واتقاه أعطاه الله ضعفين من رحمته وجعل له نورا في الدنيا يفرق به بين الحق والباطل والطيب والخبيث والهدى والضلال وهو نور اﻹيمان يقذفه الله في قلب عبده المؤمن ويجعل له نورا في اﻵخرة يمشي به على الصراط فهل بعد هذا النور يبقى ذنب؟؟     ومثل ذلك قوله سبحانه(ومن لم يستطع منكم طوﻻ أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم .......) اﻵية النساء25  أي يباح لكم نكاح اﻹماء لمن من لم يستطع نكاح الحرائر وصبركم وتعففكم عن نكاحهن أفضل لئلا يصير الولد رقيقا وإن فعلتم فالله غفور رحيم
والتأكيد يأتى في مكانه قوله تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)(البقرة199) وهذا في الحج وبعد الدفع من عرفة وقد غفرالله ﻹهل الموقف وأفاض عليهم من رحمته وفضله وكرمه وقد قال صلى الله عليه وسلم(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) وقال(الحج المبرورليس له جزاءاﻹ الجنة)

قوله تعالى(إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل به لغير الله فمن اضطرغير باغ وﻻ عاد فﻻإثم عليه إن الله غفوررحيم)(البقرة173)  فمن ألجأته الضرورة إلى أكل شئ من المحرمات فﻻ عقوبة عليه فﻷنه كان في حالة ضرورة فأكد له المغفرة والرحمة فهو أرحم الراحمين بعباده

قوله تعالى(فمن خاف من موص جنفا أو إثم فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)(البقرة182)
أى فمن علم من أو ظن من الموصي ميﻻ عن الحق بالخطأ أو ميلا عن الحق عمدا فأصلح بينهم بين الموصي والموصى له فلا ذنب عليه بهذا التبديل وأكد المغفرة للدعوة إلى اﻹصﻻح بين الناس
قوله تعالى(فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فﻻإثم عليه إن الله غفور رحيم)(المائدة39) دعوة لكل عاصي إلى التوبة النصوح وعدم قنوطه من رحمة الله فقد  جاءت اﻵية الكريمة بعد حد السرقة أى فمن رجع عن السرقة وأصلح سيرته وعمله فإن الله يقبل توبته  فﻻ يعذبه في اﻵخرة       . قوله تعالى(فإذا انسلخ اﻷشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصﻻة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)(التوبة5)  دعوة ورحمة من أرحم الراحمين إلى كل مشرك ومعادي لدين الله أن يتوب إلى الله ويقيم الصﻻة ويؤتي الزكاة فإن فعل ذلك فقد وعده الرحيم بواسع المغفرة(إن الله غفور رحيم) إلهي وسيدي ومولاى ماأرحمك فقد قلت لموسى اذهب إلى فرعون إنه طغى فقوﻻ له قوﻻ لينا لعله يتذكر أو يخشى فهذا لطفك ورحمتك بمن قال أنا ربكم اﻷعلى فكيف لطفك ورحمتك بمن قال سبحان ربي اﻷعلى؟؟!!
قوله سبحانه (ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻإنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم)(التوبة99) بعد أن ذكر اﻷعراب وأنهم أشد كفرا ونفاقا لجفائهم وقسوة قلوبهم ذكر النوع الثاني من أمن بالله واليوم اﻵخر وبالبعث بعد الموت ويتخذ ماينفق في سبيل الله مايقربه من رضا الله ومحبته ودعاء الرسول واستغفاره لهم ﻹجل هذا أكد لهم المغفرة(إن الله غفور رحيم) .                                                 قوله تعالى(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمﻻ صالحا وأخر سيئا عسى  الله أن يتوب عليهم إن الله غفوررحيم)(التوبة102) قال الرازى هم قوم من المسلمين تخلفواعن غزوة تبوك ﻻلنفاقهم بل لكسلهم ثم ندموا على مافعلوا وتابوا وﻻشك أنهم من الصحابة لذلك جاء التأكيد بالمغفرة .          قوله تعالى(إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه.........) اﻵية النور62   قال المفسرون :نزلت هذه اﻵية في وقت حفر الخندق فإن بعض المؤمنين من الصحابة كانوا يستأذنون في اﻹنصراف لضرورة وكان المنافقون يذهبون بغير استئذان فنزلت تمدح المؤمنين.

فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا

مع روائع البيان القرآني قوله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم ﻻيستأخرون ساعة وﻻ يستقدمون ) سورة النحل آية 61  وقوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) سورة فاطر آية 45 والفرق بين اﻵيتين  أوﻻ تعلمنا من شيوخنا اﻷفاضل أن حرف الظاء تكرر في كل آية مرة واحدة فإذا قلنا بظلمهم قلنا عليها وإذا قلنا بما كسبوا قلنا على ظهرها وﻻيجتمع حرف الظاء مرتان قال في اﻷولى بظلمهم ﻷنه جاء قبلها ظلم كثير وذلك في قوله تعالى (ويجعلون لما ﻻ يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسئلن عما كنتم تفترون ) (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) (وإذا بشر أحدهم باﻷنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) ( يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أﻻساء مايحكمون )  56/59  جاء في تفسير اﻵيات ومن قبيح أعمال المشركين أنهم يجعلون لﻷصنام التي اتخذوها آلهة وهي ﻻتعلم شيئا وﻻتنفع وﻻتضر جزءا من أموالهم التي رزقهم الله تقربا إليها وهذا من أبشع الظلم  ويجعل الكفار لله البنات فيقولون المﻻئكة بنات الله تنزه الله عن قولهم وهذا أيضا من أبشع الظلم لذلك قال بظلمهم وعليها أعم من على ظهرها وهو مناسب مع بشاعة ظلمهم وأيضا نهاية اﻵية (فإذا جاء أجلهم ﻻيستأخرون ساعة وﻻ يستقدمون ) مناسب مع ظلمهم فإذا جاء أجلهم ﻻيتأخرون عنه وقتا يسيرا وﻻيتقدمون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (مستريح ومستراح منه)  ومستراح منه هو العبد الفاجر يستريح منه العباد والشجر والدواب  أما في آية فاطر لم يسبقها كﻻم على الظلم فقال (بما كسبوا) وقال (على ظهرها ) وهو مناسب مع مع بما كسبوا جاء في تفسير اﻵية ولو يعاقب الله الناس بما عملوا من الذنوب والمعاصي ماترك على ظهر اﻷرض من دابة تدب عليها ولكن يمهلهم ويؤخر عقابهم إلى وقت معلوم عنده فإذا جاء وقت عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا ﻻيخفى عليه أحد منهم وﻻ يعزب عنه علم شئ من أمورهم وسيجازيهم بما عملوا من خير أو شر ونهاية اﻵية مناسبة مع اﻵية .

وإن الله لسميع عليم

فى سورة اﻻنفال :(فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم)وقوله تعالى(إذ أنتم بالعدوة الدنيا...........وإن الله لسميع عليم)وقوله سبحانه(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها علي قوم حتى يغيروا مابأنفسهم وأن  الله سميع عليم)وقوله تعالى(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)وقد أكد  الله في اية42 وإن الله لسميع عليم باﻻم لانها كانت تصوير دقيق للمعركة وقد تكرر صفتي السميع العليم في السورة 4 مرات وصفتي العزيز الحكيم وكذلك صفة البصير بما يشعر بالطمأنينة والسكينة في قلوب النبي واصحابه ذهاب الخوف من قلوبهم والثقة بنصر الله لهم فهم لم يخرجو للقتال

سورة اﻻنفال

سورة اﻻنفال
 سورة مدنية وقد نزلت في اعقاب غزوة بدر حتى سماها بعض الصحابة سورة بدر وفي مناسبة اﻻنفال مع اﻻعراف ان سورة اﻻعراف تحدثت عن قصص اﻻنبياء السابقين مع اممهم ناسب ان تاتي اﻻنفال لتذكر قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه وايضا فى اواخر اﻻعراف بين الله تعالى السبل الكفيلة لسد باب الخﻻف وبيان مايحدث به اﻻئتﻻف (خذ العفو وأمر بالعرف،،،،،،، )اﻻية وفي بداية اﻻنفال امر بإصﻻح ذات البين وفي نهاية اﻻعراف امر بالإنصات للقران ثم اﻻمر بذكره(واذكر ربك في نفسك ،،،،،،،،)الاية وفي بداية اﻻنفال الثناء على اهل الذكر واهل اﻻستماع للذكر (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)ونهاية اﻻعراف الثناء على اهل العبادة والسجود(إن الذين عند ربك ﻻيستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)

تضمنت سورة اﻻنفال ست نداءات لاهل اﻹيمان
 النداء اﻻول فقد جاء فيه التحذير من الفرار من المعركة(يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا فلا تولوهم اﻷدبار) النداء الثاني جاء فيه السمع والطاعة لأمر الله وأمر رسوله وهو مناسب مع ماقبله(ياايها الذين امنوا أطيعوا الله ورسوله وﻻتولوا عنه وأنتم تسمعون)  ومن أطاع الله ورسوله  فهذا فيه عزته وحياته وسعادته وحياته
وبهذا جاء النداء الثالت(ياأيها الذين امنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)ومن طاعة الله ورسوله عدم إفشاء أسرار اﻻمة اﻻسلامية لاعدائها وهذا خيانة لله ورسوله وبهذا جاء النداء الرابع(ياأيها الذين امنوا ﻻتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)ومن ثمرات الطاعة التقوى وهى تؤدي الى نور ربانى يقذفه الله في قلب عبده المؤمن يفرق به بين الحق والباطل والطيب والخبيث وايضا تكون سبب في محو السيئات والذنوب
 وبهذا جاء النداء الخامس(ياأيها الذين امنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم)واما النداء اﻻخير فهو أشمل النداءات وهو خير ختام فقد وضح لهم طريق العزة وأسس النصر وذلك بالثبات أمام اﻷعداء والصبر عند اللقاء واﻻستعانة بالمدد الروحي الذي هو سر نصر المؤمنين وحياة قلوبهم وابدانهم اﻻ وهو ذكر الله قال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي ﻻيذكره كمثل الحي والميت)
النداء اﻻخير الجامع الشامل(ياأيها الذين امنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) فما اروع هذا الكلام واعظم هذا الترتيب

ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا

قوله تعالى(ياآيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم)
جاء في تفسير السعدي ان من اتقى الله حصل له اربعة اشياء كل منها خير من الدنيا ومافيها : الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الحق والباطل والحﻻل والحرام الثاني:تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وكل واحد منهما داخل في الثاني عند اﻻطﻻق وعند اﻻجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر ثم اﻻجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه واثر رضاه على هوى نفسه ومثل هذه اﻻية وغيرها إما ان تنهي ب غفور رحيم او غيرها من صفات الله فإذا كانت اﻻية فيها اكثر من امر مثل التي معنا انتهت بصفة تشمل كل ما جاءت بها اﻻية واليك امثلة على ذلك حتى يتبين لك اﻻمر قوله تعالى(يوم ﻻيخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير)التحريم8 فهو سبحانه قادر على اتمام النور للنبي والمؤمنين وقادر على مغفرة الذنوب  . قوله تعالى(ربنا ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم)فأنت سبحانك عزيز حكيم في أن ﻻتجعلنا فتنة للذين كفروا وان تغفر لنا ذنوبنا ، قوله تعالى في سورة التوبة(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصﻻة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أؤلئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)اﻻ ترى ان اﻻمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيه عز ورفعة للاسﻻم وكذلك طاعة الله ورسوله،  وقوله سبحانه في سورة التوبة الذي يشبه هذه ولكنه اشتمل على أمر واحد لذلك انتهت اﻻية(إن الله غفور رحيم)وهو قوله عز وجل(ومن اﻷعراب من يؤمن بالله واليوم اﻵخر ويتخذ ماينفق قربات عند الله وصلوات الرسول اﻻ إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم).   وقوله تعالى في سورة البقرة(لله ما في السموات واﻷرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير) فمن تمام قدرته سبحانه أن يحاسبنا على مافي أنفسنا سواء أبديناه أو أخفيناه قادر أن يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والحمد لله فقد عفا عنا بما جاء بعدها من اﻻيات ،وأيضا ﻻتنتهي اﻵية بالمغفرة إذا بدأت بالعذاب امثلة ذلك قوله تعالى في سورة المائدة(هو موضع وحيد في القرآن)(ألم تعلم أن الله له ملك السموات واﻷرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير)وﻻيصلح أن تنهى اﻵية ب(غفور رحيم)لانها بدأت بالعذاب وسبب ذلك ما سبقها من ايات فقد تحدثت عن حد السارق والسارقة بقطع أيديهما وعن حد الحرابة فناسب ذلك البدء بالعذاب. وقوله سبحانه في آخر المائدة على لسان عيسى عليه السﻻم(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).    وقوله تعالى في سورة التوبة(وآخرون مرجون ﻹمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم) وفي غير ماذكرنا تنتهي ب(غفور رحيم)

قاعدة في فقه اﻻسماء الحسنى

قاعدة في فقه اﻻسماء الحسنى :
من الملاحظ اقتران أسماء  الله في مواضع عديدة من القران و السنة بعضها ببعض نحو
 (السميع العليم)
(الغفور الرحيم)
واذا اردت ان تعرف بما تنتهي به اﻻيات من اسماء الله فحاول أن تفهم سياق اﻻيات وبما تتحدث عنه.
أمثلة ذلك:
ختم الله سبحانه أمره باﻻستعاذة من الشيطان بالجمع بين (السميع العليم)في قوله تعالى(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)(فصلت36)
بينما جاء اﻻمر باﻻستعاذة من شر اﻻنس مختوما ب(السميع البصير)في قوله سبحانه(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إﻻ كبر ماهم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير)(غافر56)
فختم اﻻستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولانراه ب(السميع العليم) وختم اﻻستعاذة من شر اﻻنس الذين نراهم ب(السميع البصير)ﻻن افعال هؤﻻء نراها بالابصار واما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم -وقوله تعالى(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إﻻ من ظلم وكان الله سميعا عليما)ففيه مناسبة صفتي السميع العليم مع القول -وقوله سبحانه(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم)فهو سبحانه غني عن صدقتك حليم على أذاك-وقوله سبحانه(ﻻيؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم) فهو سبحانه يغفر اليمين اللغو حليم ﻻيعاجل بالعقوبة على كثرة الحلف باسمه سبحانه وهذا باب واسع جدا فقس على اﻻمثلة التي ذكرتها

صم بكم عمى فهم ﻻيرجعون

قوله تعالى (صم بكم عمى فهم ﻻيرجعون) آية 18 سورة البقرة  وقوله تعالى في نفس السورة أية 171 (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما ﻻيسمع اﻹ دعاء ونداء صم بكم فهم ﻻيعقلون)  وكل أية مناسبة في مكانها وتوضيح ذلك اﻵية 18 فهم ﻻيرجعون جاء قبلها قوله تعالى (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات ﻻيبصرون) فهذا مثل ضربه الله للمنافقين بشخص أضاء نارا ليستدفئ بها فلما أضاءت وأنارت المكان الذي حوله فأبصر وأمن أطفأها الله بالكلية وتركهم في ظلمات ﻻيبصرون فلم يستطيعوا الرجوع لذلك قال (فهم ﻻيرجعون)  وكذلك جاء بعدها قوله تعالى (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ) (يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير) والشاهد في اﻵية (وإذا أظلم عليهم قاموا)  وإذا  اختفى البرق وفتر لمعانه وقفوا عن السير وثبتوا في مكانهم ولم يستطيعوا الرجوع  وهو مناسب لقوله (فهم ﻻيرجعون)  أما قوله  (صم بكم فهم ﻻيعقلون ) فهو مناسب في موضعه وتوضيح ذلك جاء في تفسير اﻵية اي ومثل الكفار في عدم انتفاعهم بالقرآن كمثل الراعي الذي يصيح بغنمه ويزجرها فهى تسمع النداء والصوت دون أن تفهم الكﻻم فكان مناسب (فهم ﻻيعقلون) فسبحان من هذا كلامه

وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خيرا لمن آمن وعمل صالحا وﻻيلقاها إﻻ الصابرون) آية 80 سورة القصص
  وقوله تعالى في سورة الروم آية 56  (وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كتتم ﻻ تعلمون)  في سورة القصص قال (وقال الذين أوتوا العلم) وفي سورة الروم (وقال الذين أوتوا العلم واﻹيمان) ولو تأملت اﻵيتين لوجدت عجبا فإن اﻷولى في قصة قارون أى في الحياة الدنيا فالذي تكلم العقلاء من أهل العلم والفهم واﻹستقامة  أما اﻵية الثانية فكانت في سياق يوم القيامة وﻻيتكلم في هذا اليوم إﻻ العقلاء من أهل العلم واﻹيمان أما في الدنيا فليس كل من أوتي علما عنده إيمان كذلك يتفاوت اﻹيمان بين الناس في الدنيا

قد نرى تقلب وجهك في السماء

من جميل الخطاب وروعته وحسنه خطاب الله لنبيه وصفيه وخيرة خلقه في قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء....) اﻵية 144 البقرة أي كثرة تردده في جميع جهاته شوقا وانتظارا لنزول الوحي باستقبال الكعبة وقال :(وجهك) ولم يقل بصرك لزيادة اهتمامه ، وﻷن تقليب الوجه مستلزم لتقليب البصر . وفيها أيضا أدب امتثاله صلى الله عليه وسلم ﻹمر ربه فهو يقلب وجهه في السماء دون أن يتكلم وقد ظل يصلي إلى بيت المقدس نحو سنة ونصف حتى جاءه اﻷمر باستقبال الكعبةفي قوله(فلنولينك قبلة ترضاها )أي تحبها وهي الكعبة وفي هذا بيان لفضله وشرفه صلى الله عليه وسلم حيث إن الله تعالى يسارع في رضاه

والله بصير بما تعملون

(والله بصير بما تعملون) موضع وحيد آخر آية في سورة الحجرات  وذلك في قوله تعالى (إن الله يعلم غيب السموات واﻷرض والله بصير بما تعملون )  آية 18 سورة الحجرات  وباقي المواضع  (والله بصير بما يعملون)   وذلك في قوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ) البقرة 96   وقوله تعالى (هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون )  آل عمران  163  وقوله تعالى ( وحسبوا أﻻ تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون ) المائدة 71  وسبب يعملون أن الخطاب في اﻵيات بصيغة الغيبة وتعملون جاء الخطاب بصيغة  الخطاب فقد قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل ﻻتمنوا علي إسﻻمكم بل الله يمن عليكم أن هداكم لﻹيمان إن كنتم صادقين )آية 17 الحجرات

فأتبعهم فرعون بجنوده

من روائع البيان القرآني في قصة غرق فرعون وجنوده في سورة يونس جاء قوله تعالى (فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا....) آية 90 وفي سورة طه قوله (فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ماغشيهم) 78     الفرق بين الموضعين في سورة يونس تحدثت اﻵيات عن غرق فرعون ولم تتحدث عن غرق الجنود فجاءت الواو مناسبة للسياق فإن معنى الواو معناها مطلق الجمع فهي احتمالية المعنى فتأتي بمعنى الواو وتأتي بمعنى ثم أو الفاء فمكان الجنود قديكون بجوار فرعون او قريب منه اوبعيد عنه لذلك تحدثت اﻵيات عن غرق فرعون أما في سورة طه ذكرت اﻵيات غرق فرعون وجنوده (فغشيهم من اليم ماغشيهم) فجاءت الباء مناسبة للمقام (بجنوده) فإن المعنى اﻷساسي للباء اﻹلصاق فلما كان فرعون وجنوده في مكان واحد في البحر ملاصقين غرقوا جميعا فجاء كل  لفظ في مكانه المناسب. فسبحان من هذا كلامه !!!!!!

وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم

من روائع البيان البيان القرآني قوله تعالى
 في سورة النمل آية 80  
 (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إﻻ من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون) وقوله تعالى في سورة الروم آية 53 (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إﻻ من يؤمن بأياتنا فهم مسلمون)
 في سورة النمل قال (بهادي) وفي الروم قال (بهاد) فزاد الياء في النمل وحذفها في الروم وباستقراء السورتين تعرف سبب زيادة الياء في سورة النمل فقد جاء قبلها قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )  76/77 جاء في تفسير اﻵيتين إن هذا القرآن المنزل على خاتم الرسل لهو الكتاب الحق الذي يبين ﻷهل الكتاب مااختلفوا فيه من أمر الدين ومن جملته اختﻻفهم في أمر المسيح وتفرقهم فيه فرق كثيرة حتي لعن بعضهم بعضا فلو كانوا منصفين ﻷسلموا ﻷن القرآن جاءهم بالرأي الساطع والخبر القاطع وبعد هذا البيان (وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم) فزاد الياء للتأكيد .
وفي سورة الروم لم يأت قبل اﻵية مثلما جاء في سورة النمل فجاءت (بهاد) بدون الياء ؛ كما أن سورة النمل هي إحدى سور ثﻻث نزلت متتالية ووضعت في المصحف متتالية وهي: (الشعراء ،النمل ، القصص) ويكاد يكون منهاجها واحدا في سلوك مسلك الموعظة والعبرة عن طريق قصص الغابرين واهﻻك اﻷمم المكذبة للرسلهم فقد ذكرت باﻹجمال قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط ومانال أقوامهم من العذاب والنكال بسب إعراضهم عن دعوة الله وهذا لم يأت في سورة الروم فكان مناسبا زيادة الياء في سورة النمل وحذفها من سورة الروم

فكيدوني جميعا ثم ﻻ تنظرون

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من دونه فكيدوني جميعا ثم ﻻ تنظرون ) سورة هود 55  (فكيدوني) بزيادة الياء موضع وحيد في القرآن  وموضعين جاءت (كيدون) بدون ياء
سورة اﻷعراف آية 195 وسورة المرسلات (فإن كان لكم كيد فكيدون) آية 39
 ونرجع لسورة هود جاءت الياء للتأكيد وهى ياء التحدي وفيها معجزة هود عليه السلام  فقد تحداهم رغم بطشهم وقوتهم (وقالوا من أشد منا قوة) أن يمسوه بسوء جاء في تفسير اﻵية أي فاحتالوا في هﻻكي أنتم وآلهتكم ثم ﻻتمهلوني طرفة عين قال أبو السعود في تفسيره : وهذا من  أعظم المعجزات فإنه عليه السلام كان رجلا مفردا بين الجم الغفير من عتاة عاد الغلاظ الشداد وقد حقرهم وهيجهم بانتقاص آلهتهم وحثهم على التصدي له فلم يقدروا على مباشرة شئ وظهر عجزهم عن ذلك ظهورا بينا . انتهى كلامه

من يهدي الله فهو المهتدي

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون)  سورة اﻷعراف آية 178 (المهتدي) موضع وحيد في القرآن بزيادة الياء وفي اﻹسراء والكهف (المهتد) وقد جاء للتأكيد بأنه من يهديه الله فﻻ يستطيع بشر على وجه اﻷرض أن يضله  وقد جاء التأكيد في مكانه فقد جاءت اﻵية الكريمة بعد أشد أية على العلماء الذين يريدون بعلمهم الدنيا وشهوات النفس و يتبعون الهوى وهو قوله (وأتل عليهم نبأ الذي آتنيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) 175 اﻷعراف  وهذا رجل من علماء بني إسرائيل خصه الله بآياته وحكمته وعلمه اسمه  اﻷعظم وجعل دعائه مستجابا وكان من أعلم أهل زمانه ثم إنه اتبع هواه وركن إلى الدنيا ورضي بها عوضا عن اﻵخرة نزع منه ما كان أعطاه وانسلخ من الدين فخسر الدنيا واﻵخرة ومن الذي يسلم من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى إﻻ من عصمه الله بالورع وثبته بالعلم وبصره بعيوب نفسه  ، اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

 كلمة (المهتد) في سورتي اﻹسراء والكهف قرأها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر بإتبات الياء في الوصل ويعقوب في الحالين أي الوقف والوصل
 وقد سأل أحد اﻹخوة عن توجيه ذلك مع ماسبق من كلام على سورة اﻷعراف
 ونقول والله  أعلم بالصواب أن في سورة اﻷعراف كلمة (المهتدي) قرأها القراء العشرة بإتبات الياء في الوقف والوصل وهذا مناسب مع ماذكر من قصة عالم بني إسرائيل الذي أتاه الله أياته ومع ذلك باع دينه بدنياه فجاءت الياء تؤكد أن الهداية بيد الله وحده واختلاف القراء في موضعي اﻹسراء والكهف مناسب لسياق اﻵيات

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

إليه ، إلى الله مرجعكم جميعا

قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله وﻻتتبع أهوائهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) سورة المائدة 48                           وقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ﻻيضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) المائدة 105 انفردت اﻵيتان بلفظ (جميعا)  وانفردت سورة يونس بقوله تعالى (إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا  وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ) آية 4    وماعدا هذه المواضع لم يأت لفظ جميعا وهم في القرآن 11 موضعا  وسبب ذلك والله أعلم  اﻵية اﻵولى في المائدة سبق قبلها الكﻻم على ثﻻث فرق فرقة على الحق وهم المؤمنون وفرقتان على  الباطل وهم اليهود والنصارى فجاء لفظ (جميعا) مناسبا وكذلك (تختلفون) فبين الحق والباطل خﻻف  أما اﻵية الثانية  فذكرت صنفين من الناس (ﻻيضركم من ضل إذا اهتديتم ) فكان لفظ (جميعا ) مناسبا وكذلك (تعملون) ﻷن الضال والمهتد كل يعمل وكذلك آية سورة يونس ذكرت جزاء المؤمنين والكافرين  فكان لفظ (جميعا) مناسبا  صدق ملك الملوك (قل لئن اجتمعت اﻹنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ﻻيأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) اﻹسراء 88

خلق السموات واﻷرض واختلاف الليل والنهار

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (إن في خلق السموات واﻷرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر ......... اﻵية ) البقرة 164  وقوله تعالى (إن في خلق السموات واﻷرض واختﻻف الليل والنهار ﻵيات ﻷولي اﻷلباب ) آل عمران 190  وقوله تعالى        (إن في اختﻻف الليل والنهار وما خلق الله في السموات واﻷرض ﻵيات لقوم يتقون ) سورة يونس آية 6  في سورة البقرة وآل عمران قدم خلق السموات واﻷرض على اختﻻف الليل والنهار وفي سورة يونس قدم اختلاف الليل والنهار ولو تأملت في البقرة وآل عمران لوجدت أن الله عز وجل بدأ باﻷعلى  أو باﻷكبر فلا ريب أن أيات خلق السموات واﻷرض أكبر من آية اختلاف الليل والنهار وهذا تقديم طبيعي وهو الترتيب من اﻷعلى إلى اﻷدنى وهذا كثير في القرآن وأما آية سورة يونس فقد جاء قبلها (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إﻻ بالحق يفصل اﻵيات لقوم يعلمون) آية 5  والشمس تدل على النهار والقمر يدل على الليل فكان مناسبا تقديم آية اختلاف الليل والنهار مع ماقبلها  فسبحان من هذا كلامه !!!!!

(ابن-أم) ، (يبنؤم )

من روائع البيان القرآني الفرق بين (ابن-أم) وبين (يبنؤم ) اﻷولى جاءت في سورة اﻷعراف آية 150 والثانية جاءت في سورة طه أية94 جاءت في سورة اﻷعراف مفصولة وفي طه موصولة وبها حرف النداء يا في سورة طه قال هارون (يبنؤم ﻻتأخذ بلحيتي وﻻبرأسي) قال ابن عباس : أخذ شعر رأسه بيمنيه ، ولحيته بشماله من شدة غيظه وفرط غضبه انتهى كﻻمه . فهو ماسك بهارون ملتصق به يجره إليه وهارون يطلب منه أن يتركه فجاءت(يبنؤم) متصلة وبها حرف النداء (يا) وهو ومناسب مع ماقبله أيضا في قوله(يا هارون ) فجاء النداء مناسب مع      (يبنؤم ) وجاءت (يبنؤم) أيضا مناسبة مع اﻵية في قول هارون             (إني خشيت أن تقول فرقت بين إسرائيل ولم ترقب قولي) أي إني خشيت زجرتهم بالقوة أن يقع قتال بينهم فتلومني وتقول لي لقد أشعلت الفتنة بينهم وفرقتهم .
أما في سورة اﻷعراف فقد اختلف كﻻم هارون عما في سورة طه قال هارون (إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فﻻ تشمت بي اﻷعداء ) أي فﻻ تسئ إلي حتى يسر اﻷعداء بي ويشمتوا بإهانتك إلي وﻻتبعدني عنك وﻻ تجعلني في عداد الظالمين الذين عبدوا العجل فجاءت (ابن ام) مفصولة مناسبة مع السياق . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

أنزلناه قرأنا ، جعلناه قرأنا

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) آية 2 سورة يوسف  وقوله تعالى في سورة الزخرف آية 3    (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)  فما الفرق بين أنزلناه و جعلناه  يقول العﻻمة أحمد بن ابراهيم الغرناطي في كتابه مﻻك التأويل (إنا أنزلناه) ليعلم العرب وأهل الكتاب أن ذلك منزل من عند الله لموافقته ما عند أهل الكتاب ولقطع العرب والجميع أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يتلق ذلك القصص من أحد من العرب وﻻرحل إلى في تعرفه إلى أحد وأما أية الزخرف فلم على أخبار فقال (جعلناه) انتهى كﻻمه رحمه الله  وفي سورة يوسف قال بعدها (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) أية3  أى نحن نحدثك يا محمد ونروي لك أخبار اﻷمم السابقة بأصدق كﻻم وأحسن بيان وقد كنت من قبل أن نوحي إليك هذا القرآن لمن الغافلين عن هذه القصة لم تخطر ببالك ولم تقرع سمعك ومن تناسق القرآن وروعة بﻻغته في سورة الزخرف تكرر الفعل (جعل) 11 مرة فكان مناسبا (إنا جعلناه) في السورة فسبحان من هذا كلامه

وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة

من روائع البيان القرأني قوله تعالى (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا  بالصبر وتواصوا بالمرحمة) سورة البلد آية 17 وقوله تعالى في سورة العصر (إﻻ الذين آمنوا وعملوا  الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )  وما الفرق بين اﻵيتين في سورة البلد جاء قبلها (أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) (يتيما ذا مقربة) (أو مسكينا ذا متربة) جاء في التفسير أي أو أن يطعم الفقير في يوم عصيب ذي مجاعة قال الصاوي : وقيد اﻹطعام بيوم المجاعة ﻷن إخراج المال فيه أشد على النفس أو أطعم اليتيم الذي بينه وبينه قرابة أو المسكين الفقير البائس الذي قد لصق بالتراب من  فقره وضره وهو كناية عن شدة الفقر والبؤس فجاءت (وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) مناسبة للسياق فالصبر لمن ابتلى بالمجاعة والفقر والمسكنة فيوصي بعضهم بعضا بالصبر على أقدار الله المؤلمة (وتواصوا بالمرحمة) ﻹصحاب اﻷموال برحمتهم لهؤﻻء المبتلين من إعطاء محتاجهم والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه وفي سورة العصر جاء مناسبا مع السياق فقد أقسم الله بالعصر الذي هو الليل والنهار محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر إﻻ من اتصف بأربعة صفات اﻹيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق الذي هو اﻹيمان والعمل الصالح أي يوصي بعضهم بعضا بذلك والتواصي بالصبر على طاعة الله . من تفسير الشيخ السعدي بتصرف . فجاء كل مناسبا مع سياق اﻵيات فسبحان من هذا كلامه !!!!!

نداء أهل الإيمان في القرآن

من روائع البيان القرآني
جاء النداء ﻹهل اﻹيمان (ياأيها الذين آمنوا)  في 89 موضعا في كتاب الله
أول نداء جاء في سورة البقرة
في قوله تعالى(ياأيها الذين آمنوا ﻻتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) آية 104
وهذا النداء مناسب أن يكون أول نداء فقد نهى الله المؤمنين عن مخاطبة النبي بلفظ راعنا مخالفة لليهود وقطعا ﻷلسنتهم حتى ﻻيتخذوها ذريعة إلى سبه صلى الله عليه وسلم فقد نهانا الله عن اتباع أهل الكتاب حتى في الكلام وهذه اﻵية أصل في سد الذرائع إذ أن الذرائع أو الوسائل تأخذ حكم ماتؤدي إليه فهذا النداء مناسب أن يكون النداء اﻷول ﻹهل اﻹيمان.

جاء النداء للمؤمنين في سورة البقرة في 11 موضعا وهي من أوائل مانزل وهي من أطول سور القرأن على اﻹطﻻق وهي من السور المدنية التي تهتم بجانب التشريع وقد اشتملت على معظم اﻷحكام التشريعية وقد جاءت فيها أركان الدين كلها وهي اﻹسﻻم واﻹيمان واﻹحسان وجاء فيها المعامﻻت واﻷخلاق وفي أمور الزواج والطﻻق والعدة وغيرها من اﻷحكام الشرعية لذلك كثر فيها النداء للمؤمنين . وأكثر سورة جاء فيها النداء للمؤمنين سورة المائدة تكرر فيها 16مرة وسبب ذلك أنها من آخر مانزل من القرآن قال أبو ميسرة : ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة (تفسير القرطبي 30/6 )  نزلت السورة والرسول صلى الله عليه وسلم منصرف من الحديبية وجماعها يتناول اﻷحكام الشرعية ،ﻷن الدولة اﻹسﻻمية كانت في بداية تكوينها ،وهي بحاجة إلى( المنهج الرباني ) الذي يعصمها من الزلل ، ويرسم لها طريق البناء واﻹستقرار لذلك هي أكثر السور نداء للمؤمنين وقد بدأت السورة به .

 تأتي سورة النساء بعد المائدة والبقرة في النداء للمؤمنين فقد جاء فيها النداء  9 مرات والسورة إحدى السور المدنية الطويلة وهي مليئة باﻷحكام الشرعية وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت واﻷسرة ولكن معظم اﻷحكام التي وردت فيها حول موضوع النساء كما تحدثت عن أحكام المواريث وعن اﻷحكام الشرعية التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين لذلك كثر فيها النداء للمؤمنين . واﻷحكام الشرعية من الله أساسها العلم والحكمة لذلك جاء في السورة (وكان الله عليما حكيما ) 5مرات (إن الله كان عليما حكيما)   مرتان .
سورة الممتحنة بدأت بالنداء للمؤمنين وانتهت بالنداء وهي أصل في الوﻻء والبراء فقد ابتدأت بالتحذير من موﻻة أعداء الله الذين آذوا المؤمنين حتي اضطروهم إلى الهجرة وترك الديار واﻷوطان وختمت السورة بتحذير المؤمنين من موﻻة الكفرة المجرمين من اليهود والنصارى وكفار قريش .

أما النداء اﻷخير وقبل اﻷخير فهما من روائع البيان القرآني وهما من أنسب ما يكون الختام للنداء ﻹهل اﻹيمان وكأنهما اﻹنذار اﻷخير ﻹهل اﻹيمان
وهو قوله تعالى
 (ياأيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) والتوبة النصوح هي التوبة الصادقة الخالصة سئل عمر عن التوبة النصوح ؟ فقال: هي أن يتوب ثم ﻻيعود إلى الذنب كما ﻻيعود اللبن إلى الضرع .
 والنداء قبل اﻷخير قوله تعالى في نفس السورة (التحريم) (ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
 فما أروع البداية وماأروع الختام .فسبحان من هذا كلامه !!!!!!

هو الغفور الرحيم ، هو الفوز العظيم

مع اﻵية الرابعة ( تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض أﻻ إن الله هو الغفور الرحيم) الشورى 5 أكد المغفرة والرحمة ب أﻻ للتنبيه وإن وضمير الفصل هو وجاءت اﻵية بإﻻسم الظاهر (الله) واﻵيات السابقة جاءت بالضمير (إنه هو الغفور الرحيم )  وجاءت التأكيدات هنا أكثر ﻷنه دعاء حملة العرش ومن حوله من أشراف الملائكة وأكابرهم  المقربين ممن ﻻيحصى عددهم  إﻻ الله يدعون لمن  يدعون لمن ؟؟؟ لعباد الله المؤمنين  تعالو ا نتأمل هذا الدعاء  ونسأل الله أن نكون منهم  ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا  ربنا وسعت كل شئ  رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) (ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ) ( وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ) سورة غافر اﻵيات 7 :9  أعلى وأشرف أصناف المﻻئكة حملة العرش يدعون للمؤمنين ويقدمون بين يدي الدعاء حسن اﻷدب مع الله بالثناء عليه ويستمطرون إحسانه وفضله وإنعامه  وقد انتهت اﻵيات بتأكيد آخر وهو قوله ( وذلك هو الفوز العظيم) بزيادة الواو وضمير الفصل هو  ولم يتكرر هذا في القرآن إﻻ في موضعين هنا وفي سورة التوبة في قوله تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقلتون وعدا عليه حقا في التوراة واﻹنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )  سورة التوبة 112  فإن الله اشترى أموال المؤمنين وأنفسهم بأن لهم الجنة وهو تمثيل في ذروة البﻻغة والبيان ﻹجر المجاهدين مثل جزاءهم بالجنة على بذلهم اﻷموال واﻷنفس في سبيله بصورة عقد فيه بيع وشراء قال الحسن البصري بايعهم فأغلى لهم الثمن وانظروا الى عظيم كرم الله  أنفسا هو خلقها وهو مالكها وأمواﻻ هو رزقها ثم وهبها لهم ثم اشتراها منهم لكل هذا الكرم والفضل  والجود انتهت اﻵية ( وذلك هو الفوز العظيم ) وهما كما ذكرنا موضعين فقط في القرآن فسبحان من هذا كلامه

إنه هو الغفور الرحيم

من روائع البيان  القرآني  (قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) سورة يوسف آية 98            (قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي  فغفر له إنه هو الغفور الرحيم )  سورة القصص 16          (قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم ﻻتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب إنه هو الغفور الرحيم )  سورة الزمر آية  53               (تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والمﻻئكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض أﻻ إن الله هو الغفور الرحيم) الشورى  5    هذه اﻵيات العظيمة أربعة ﻻخامس  لها في القرأن  فقد أكد سبحانه المغفرة والرحمة بأن وضمير الفصل هو  وكما قلنا من قبل أن التأكيد يأتي في مكانه ولتوضيح الكﻻم نرجع الى اﻵيات  فإن اﻵية اﻷولى جاءت على لسان نبي كريم وهو يعقوب عليه السﻻم لما طلب منه أبنائه أن يستغفر لهم لما فعلوه مع أخيهم يوسف عليه السﻻم فوعدهم بذلك  وأما اﻵية الثانية فجاءت على لسان كليم الله أحد أولي العزم من الرسل موسى عليه السﻻم لما قتل الرجل الذي وصفه القرآن أنه من عدوه  وأما اﻵية الثالثة قال عنها المفسرون أنها أرجى أية في كتاب الله فقد فتحت الباب على مصراعيه لكل مذنب ان يتوب قبل فوات اوان التوبة  فنادى فيها الملك سبحانه عباده جميعا الذين أسرفوا على أنفسهم  في ارتكاب الذنوب ان ﻻ يقنطوا من رحمته ﻻنه يغفر الذنوب جميعا  فهو الملك الرحيم الودود  (إن ربي رحيم ودود)

و ما النصر إﻻمن عند الله إن الله عزيز حكيم

قوله تعالى(وماجعله الله إﻻبشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إﻻمن عند الله إن الله عزيز حكيم)
وفي ال عمران(وماجعله الله إﻻبشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وماالنصر إﻻ من عند الله العزيز الحكيم) في ال عمران بشر الله نبيه بإنزال ثلاثة اﻻف من الملائكة ثم خمسة اﻻف فأطمأنت القلوب فقال قلوبكم به وفي اﻻنفال كانوا في حالة خوف (إذ تستغيثون ربكم.....) وسقط رداء النبي وهو يستغيث ربه فلما تعلقت القلوب بالنصر وانتظار الفرج والنصر قال(به قلوبكم) وقال في ال عمران (بشرى لكم) فقد تقدم فيها(ويأتوكم من فورهم هذا)فأختلط ذكر الطائفتين فقال لكم لتخص البشرى المؤمنين وقد قال شيخ اﻻسلام ابن تيمية ان لكم في ال عمران تخص النبي واصحابه في العدد5000من الملائكة وفي اﻻنفال تخص كل فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله الى يوم القيامة يمدها الله بالف من الملائكة تقاتل معها وايضا في اﻻنفال تقدم قوله تعالى(وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم)فقال لكم فلم يكررها وفي اﻻنفال قال (إن الله عزيز حكيم) بالتأكيد لان سبق مبشرات لم تأت في ال عمران(وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين)وقال(ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين)ثم قال(ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)لذا ناسبها التأكيد(إن الله عزيز حكيم)
عز فحكم فهزم المشركين سبحانه جل شأنه وجلت حكمته

إن الله عليم حكيم

مع روائع البيان القرآني  قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم) سورة التوبة 28
 (إن الله عليم حكيم )
موضع وحيد في القرآن وباقي المواضع
(والله عليم حكيم )  وهم 13 موضع  واﻵية فيها أمر شديد على المؤمنين وهو منع المشركين من دخول مكة بعد العام التاسع من الهجرة ومعنى ذلك انقطاع أسباب الرزق والتجارات التى كانوا يأتون بها لذلك قال تعالى (وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) أى وإن خفتم فقرا وحاجة من منع المشركين من دخول الحرم فسوف يغنيكم الله من فضله وقوله (إن شاء ) تعليق لﻹغتاء بالمشيئة ﻷن الغنى في الدنيا ليس من لوازم اﻹيمان وﻻيدل على محبة الله للعبد فإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن ﻻيحب وﻻيعطي اﻹيمان والدين اﻹ لمن يحب لذلك جاء التأكيد في مكانه (إن الله عليم حكيم)  أي علمه واسع يعلم من يليق به الغنى ومن ﻻيليق ويضع اﻷشياء مواضعها وينزلها منازلها فسبحانه العليم الحكيم

متنا ، متم، ترابا ، عظاما

[10/9, 11:05 PM] الشيخ حسن سليمان: مع روائع البيان القرآني اﻵيات التي تحدثت عن نهاية اﻹنسان ذكر فيها جميعا لفظ (العظام) ماعدا ثﻻث آيات وإليك بيانها اﻷولى في سورة الرعد قوله تعالى (وإن تعجب فعجب قولهم أءذا كنا ترابا أءنا لفي خلق جديد ......) اﻵية 5الرعد  اﻵية الثانية في سورة النمل قوله تعالى  (وقال الذين كفروا أءذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون )أية 67  اﻵية الثالثة في سورة ق (أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ) آية 3 وماعدا هذه السور الثﻻث في القرآن يوجد لفظ (عظاما) والسؤال لماذا لم يذكر لفظ (عظاما) في هذه اﻵيات الثﻻث ؟ وللإجابة على السؤال نعرف أوﻻ مراحل نهاية اﻹنسان : بعد تحلل الجسم تبقى العظام - تبدأ العظام في التحلل ابتداء بمرحلة الرفات وهي تكسر العظام وتفرقها - بعد مرور الزمن وتصبح العظام بالية تبدأ في المرحلة اﻷخيرة من التحلل وهي مرحلة الرميم وهو العظم البالي ثم يصير ترابا وهي المرحلة اﻷخيرة وهي اﻷعجب بالنسبة لﻹنسان وهذا هو الرابط بين اﻵيات الثﻻث وهو العجب ففي الرعد (وإن تعجب فعجب قولهم ) وفي النمل العجب الذي ذكروه أنهم يصيروا ترابا وأباؤهم يعني هم وأباؤهم فهذا من العجب وفي سورة ق اﻵية السابقة (بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شئ عجيب ) آية 2  (أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد)3  وقد جمع أحد الطﻻب في الحلقة هذه السور في كلمة (عنق) فالعين اشارة لسورة الرعد والنون لسورة النمل والقاف لسورة ق فسبحان من هذا كﻻمه !!!!!!!! اللهم ارزقنا اﻹخﻻص في القول والعمل
[10/9, 11:06 PM] الشيخ حسن سليمان: مع روائع البيان القرآني إضافة للرسالة السابقة اﻵيات التي جاء فيها لفظ (متنا) وهي قوله تعالى (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ) سورة المؤمنون آية 35  وقوله تعالى أيضا في المؤمنون آية 83 (قالوا أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون )  قوله تعالى (أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون) الصافات 16     قوله تعالى (أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءتا لمدينون ) الصافات 53     قوله تعالى (أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ) سورة ق آية 3  قوله تعالى (وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون ) الواقعة 74 . فهذه ست آيات جاء فيها لفظ (متنا ) أو (متم) ولو دققت النظر تجد عجبا فهو كﻻم أحكم الحاكمين إذا ذكر متنا جاء معه ترابا         وعظاما وذلك في كل اﻵيات ماعدا موضع سورة ق   وبعد موت اﻹنسان يصل إلى المرحلة اﻷخيرة وهي التراب ولذلك قدمها على العظام فلما ذكر متنا أعقبها بالمرحلة اﻷخيرة التراب وهذا سبب التقديم والتأخير بين المرحلتين فإنه كما ذكرنا مرحلة العظام قبل مرحلة التراب فلما ذكر الموت بدأ بالتراب  . في سورة اﻹسراء قوله تعالى ( وقالوا أءذا كنا عظاما ورفاتا أءنا لمبعوثون خلقا جديدا ) آية 49  فلما لم يذكر متنا لم يأتي بترابا . هذا ماتيسر من فهم والله أعلم بالصواب

إن الله لا يهدي القوم الفاسقين

[10/9, 2:39 PM] الشيخ حسن سليمان: قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) سورة المنافقون اية 6                (إن الله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) موضع وحيد في القرآن  وباقي المواضع (والله ﻻيهدي القوم الفاسقين)  والتأكيد بإن في مكانه حيث أن هذا باب مغلق ومن لطف الله وكرامته لرسوله صلى الله عليه وسلم أنهم أى المنافقون لم يأتوا إليه فيستغفر لهم فقد جاء قبل هذه اﻵية قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون)  ولن يغفر الله لهم ﻷنهم قوم فاسقون خارجون عن طاعة الله مؤثرون الكفر على اﻹيمان
[10/9, 2:39 PM] الشيخ حسن سليمان: وقد تكرر (والله ﻻيهدي القوم الفاسقين ) في القرآن في 4 مواضع
[10/9, 2:54 PM] الشيخ حسن سليمان: (ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
[سورة المائدة 108]

(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
[سورة التوبة 24]

(اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
[سورة التوبة 80]

(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
[سورة الصف 5]

إن الله واسع عليم

قوله سبحانه (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم) البقرة 115  إن الله واسع عليم موضع وحيد في القران وبقية المواضع  والله واسع عليم  وهومناسب فان التوكيد ياتي في مكانه فان اﻻية معناها كبير  (فأيتما تولوا فثم  وجه الله) جاء في تفسير اﻻية له المشرق والمغرب خلقا وملكا وتصرفا يوجه عباده إلى الوجهة التي يشاؤها شرقا أو غربا فﻻ اعتراض عليه وﻻإنكار وأن الله تعالى محيط بالكائنات فحيثما توجه العبد في صﻻته فهو متوجه إلى الله تعالى ومبتغى وجه لم يخرج عن ملكه وطاعته إن الله واسع الرحمةوالفضل بعباده عليم بأفعالهم ﻻيغيب عنه منها شئ

لسريع العقاب ، سريع العقاب

 من روائع البيان القرآني قوله تعالى آخر آية في سورة اﻷنعام آية 165(وهو الذي جعلكم خلائف اﻷرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) وقوله تعالى (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) اﻷعراف آية167 أوﻻ من رحمة بعباده تأكيد المغفرة في الموضعين (وإنه لغفور رحيم) أما تأكيد العقاب فقد جاء في آية اﻷعراف وله سبب فقد جاء في تفسير اﻵية أي واذكر ياأيها الرسول حين أعلم ربك إعﻻما واضحا ليسلطن على اليهود إلى قيام الساعة من يذيقهم أسوأ العذاب بسبب عصيانهم ومخالفتهم أمر الله واحتيالهم على المحارم وأيضا جاء في السورة قصص اﻷنبياء قوم نوح وهود وصالح وشعيب وانتهت كل قصة بنجاة المؤمنين واهلاك المكذبين الكافرين وأيضا بدأت السورة باﻻهﻻك وهو قوله تعالى (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون) آية 4 فكان مناسبا قوله (إن ربك لسريع العقاب ) بزيادة اللام . فسبحان من هذا كلامه !!!!!

ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات

من روائع البيان القرآني قوله تعالى (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) آية9 التغابن وقوله تعالى( رسوﻻ يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبدا قدأحسن الله له رزقا) سورة الطﻻق آية 11  زاد في التغابن (يكفر عنه سيئاته )  وسبب ذلك والله أعلم ماجاء قبلها من اﻵيات قوله تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير ) آية 2 وقوله تعالى (ألم يأتكم نبؤا الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم)أية 5 وقوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتبنؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) آية 7 ثم دعاهم إلى اﻹيمان بالله ورسوله بقوله تعالى (فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير ) آية 8 فمن استجاب منهم وآمن أوﻻ يكفر عنه سيئاته ثم يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار فناسب زيادة (يكفر عنه سيئاته ) أما في سورة الطﻻق فقد قال (ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) فهم مؤمنون فناسب قوله (يدخله جنات تجري من تحتها اﻷنهار) دون الزيادة التي في التغابن (يكفر عنه سيئاته ) فسبحان من هذا كلامه

فجعلناهم الاخسرين ، فجعلناهم الاسفلين

قوله تعالى في سورة اﻷنبياء آية 69 (وأرادوا به كيدا فجعلناهم اﻷخسرين ) وقوله عز وجل في سورة الصافات آية 98 (فأرادوا به كيد فجعلناهم اﻷسفلين) كل موضع جاء مناسب في مكانه فإن الجزاء من جنس العمل وتوضيح ذلك في سورة اﻷنبياء جاء قبل اﻵية  قوله (قالوا حرقوه وانصروا آلهلتكم إن كنتم فاعلين)  فرد الله عليهم انهم اﻷخسرين ﻻتهم قالوا وانصروا آلهتكم  أما في سورة الصافات فقدجاء قبل اﻵية قوله (قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم)  واﻹلقاء يكون من أعلى الى أسفل ويكون بسرعة فأنت لو ألقيت حجرا من مكان عال ينحدر بسرعة  فرد الله عليهم أنهم هم اﻷسفلين وجاء بالفاء التى تدل على السرعة (فأرادوا) فالجزاء من جنس العمل

الخميس، 20 أكتوبر 2016

شروط مد التعظيم


 شروط مد التعظيم  في (ﻻ إله إﻻ الله) وذلك لمن قرأ بقصر المد المنفصل  مثل (وفي أنفسكم)  وسبب المد هو سبب معنوي وليس لفظي وهو الهمزة والمعنوي هو المبالغة في نفي اﻷلوهية عما سوى الله  والشروط هى مد المتصل 6 حركات  وابقاء الغنة مع الﻻم والراء يعنى ادغام الﻻم والراء مع الغنة  والصاد في ويبصط وبصطة وبمصيطر والسين في المسيطرون  واظهار اركب معنا ويس والقرآن ون والقلم وادغام يلهث ذلك  وعدم السكت على عوجا واخواتها وفتح ضاد ضعفا وضعف بالروم وحذف الياء وقفا في  فما آتان بالنمل واثبات اﻷلف وقفا في سﻻسﻻ باﻹنسان ويمتنع معه قصر (عين) بمريم والشورى و لما صعب اﻹلتزام بهذه الشروط فاﻷولى عدم مد التعظيم  ويقول علماء التجويد أن السبب المعنوي أضعف من السبب اللفظي والله أعلم هذه الشروط منقولة من كتاب طرق حفص بن سليمان

ولبئس المهاد


 قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ) (وإذا تولى سعى في اﻷرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله ﻻيحب الفساد ) (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة باﻹثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )  سورة البقرة اﻵيات  204 :206  (ولبئس المهاد)  موضع وحيد في القرآن وهو مناسب  لكثرة صفات المنافق التى ذكرها الله في اﻵيات لذلك اكدها باللام  وقد روى أن اﻷخنس بن شريق أتى النبي صلى الله عليه وسلم  فأظهر له اﻹسﻻم وحلف أنه يحبه وكان منافق حسن العﻻنية خبيث الباطن ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وقتل الحمر فأنزل الله تعالى فيه هذه اﻵيات

ويكون الدين لله

قوله تعالى(وقاتلوهم حتى ﻻتكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير)     وفي سورة البقرة(وقاتلوهم حتى ﻻتكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فﻻ عدوان اﻹ على الظالمين)  في اﻻنفال زاد(كله) ﻻن  السياق على قتال الكفار عامة والدليل ماقبلها من اﻵيات(إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله....) وقوله تعالى(قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفروا لهم ما قد سلف.... ) أما في البقرة فكان  الكﻻم على مشركوا العرب والدليل قوله سبحانه(واقتلوهم حيث ثقفتوهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل وﻻتقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه........)

عليم بذات الصدور


 قوله تعالى : (إذ يريكهم الله في منامك قليلا ،،،،،،،،إنه عليم بذات الصدور)

(إنه عليم بذات الصدور)  تكرر في القران في 6مواضع:
 في سورة هود (اﻻ إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه .....)
وفي فاطر (إن الله عالم غيب السموات واﻷرض إنه عليم بذات الصدور)
وفي الزمر(إن تكفروا فإن الله الله غني عنكم.......)
وفي الشورى(أم يقولون افترى على الله كذبا....... )
وفي الملك(وأسروا قولكم أو اجهروا به  إنه عليم بذات الصدور)

وسبب انتهاء الايات ب(إنه عليم بذات الصدور)
يرجع إلي أمرين:
 اﻻول :  ذكر لفظ الجلالة في اﻻية فعاد الضمير عليه كما في اﻻنفال وفاطر والزمر والشورى
 واﻻمر الثانى : بناء اﻻية كلها علي الضمير كما في هود والملك.
 (إن الله عليم بذات الصدور)
جاءت في3مواضع:
 في ال عمران(هآنتم أوﻻء تحبونهم وﻻيحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم اﻷنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور)ولشدة مكرهم وعداوتهم للمؤمنين جاءت اﻻية مؤكدة بإن وحيث انه لم يذكر لفظ الجلالة في ثنايا اﻻية جاء صريح في اخرها(إن الله عليم بذات الصدور)
وفي المائدة(واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقاكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور)وحيث انكم قلتم سمعنا واطعنا فﻻ بد ان يظهر ذلك في افعالكم بتقوي الله واعلموا ان الله يعلم مافي صدوركم فﻻ بد ان يوافق القول الفعل .
وفي لقمان(ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا  مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور)
وحيث انه لم يذكر لفظ الجلالة في ثنايا اﻻية جاء صريح في اخرها وجاء مؤكد بأن لان النبأ يوم القيامة على كل صغيرة وكبيرة.


 والله عليم بذات الصدور
في موضعين
 في ال عمران(ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم.........)
وحيث ان اﻻية تحدثت عن غزوة احد وعن صنفين المؤمنين وعن المنافقين واخفاه المنافقين  في صدورهم من نفاقهم ختمها (والله عليم بذات الصدور)والجدير بالذكر ان هذه اﻻية واخر اية في سورة الفتح(محمد رسول الله ......)قد حوت جميع حروف اللغة العربية .
الموضع الثاني في التغابن (يعلم ما في السموات واﻷرض ويعلم ماتسرون وماتعلنون والله عليم بذات الصدور)
وحيث انه لم يذكر لفظ الجﻻلة في ثنايا الاية جاء صريح في اخرها

(وهو عليم بذات الصدور) جاء مرة واحدة في القران في سورة الحديد
(يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور)وجاء الضمير هو مناسب مع نسق السورة فهو عند اﻻية تكرر ست مرات وفي كلها 8مرات وهذا مشاهد كثيرا في القران وحيث انه بدأ بالليل فقال سبحانه(يولج الليل.....)واكثر مايتم من المكائد وفعل الشر والمعاصي يتم في جنح الليل ختمها (وهو عليم بذات الصدور)

لا يعقلون شيئا ولا يهتدون

قوله تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماألفينا عليه آباءنا أولو كان آباءهم ﻻيعقلون شيئا وﻻيهتدون) البقرة 170
وقوله تعالى ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا  ما وجدنا عليه آباءنا أو لو آباءهم ﻻيعلمون شيئا وﻻيهتدون) المائدة 104
وﻻشك أن نفي العقل عنهم في آية البقرة أشد من نفي العلم عنهم في سورة المائدة
والفرق بين اﻵيتين يظهر جلي بتتبع سياق اﻵيتين وماجاء قبلهما فقد قبل آية البقرة قوله تعالى  ( ومن الناس من يتخذ أندادا يحبونهم كحب الله  ........)اﻵية 165
وﻻشك أن اتخاذ اﻷنداد من دون الله من اﻷصنام والرؤساء وغيرهم يجعلها أشباها ونظراء مع الله كأنها تخلق وترزق وهى حجارة صماء بكماء فهذا من الجهالة وفقد العقل . وجاء قبل آية المائدة قوله تعالى (ما جعل الله من بحيرة وﻻسائبة وﻻوصيلة وﻻحام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم ﻻيعقلون ) وهذا كان عند أهل الجاهلية أذا أنتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكرا شقوا اذنها وحرموا ركوبها وهي البحيرة فاﻵية خاصة بأنواع من الحيوانات من اﻹبل وغيرها كانوا يحرمونها فلما جاء اﻹسﻻم أبطل هذه العادات كلها وهذا اﻷمر وهو تحريم هذه الحيوانات أقل جرما من اتخاذ اﻷنداد لذلك نفى عنهم العقل في اﻵية اﻷولى وفي الثانية العلم  والله أعلم