الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

(إن الله بصير بالعباد)(والله بصير بالعباد)

 [٢١/‏١٢, ١٠:٣١ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (بلاغة اللفظ القرآنى)(التأكيد يأتى فى مكانه) قوله سبحانه  : (إن الله بصير بالعباد) جاء فى موضع وحيد فى القرآن فى سورة غافر فى قوله سبحانه :(فستذكرون ماأقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد)(44) ، وجاء قوله سبحانه : (والله بصير بالعباد) فى موضعين فى سورة آل عمران وذلك فى قوله تعالى : (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها اﻷنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد)(15)

[٢١/‏١٢, ١٠:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه : (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد)(20) . أما موضع غافر فكان كلام مؤمن آل فرعون الذى كان يكتم إيمانه وصدح بالحق دفاعا عن دين الله وعن نبى الله موسى وذلك حين عقد فرعون جلسة لاحقة جمع فيها وزراءه ومستشاريه يستشروهم فى قتل موسى وعندئذ قال رجل مؤمن من أعضاء مجلس المستشارين يخفى إيمانه منكرا عليهم : أتقتلون رجلا من أجل أن يقول ربى الله ؟

[٢١/‏١٢, ١٠:٥٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: واستمر فى جهره بالدعوة ولم يخف فى الله لومة لائم وقيل أنه ابن عم فرعون ومضى فى دعوته وقد جاء فى السورة هذا الأمر واضح جلى ومن ذلك قوله سبحانه : (وقال الذى آمن ياقوم إنى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب)(مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وماالله يريد ظلما للعباد)(وياقوم إنى أخاف عليكم يوم التناد)(يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد)(33:30)

[٢١/‏١٢, ١١:٠٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن ذلك قوله سبحانه : (وقال الذى آمن ياقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد)(ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار)(من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب)(وياقوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار)(تدعوننى لأكفر بالله وأشرك به ماليس به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار)(لاجرم أنما تدعوننى إليه ليس له دعوة فى الدنيا ولا فى الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار)(43:38)

[٢٢/‏١٢, ١١:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: ثم جاءت الآية التى نحن بصددها : (فستذكرون ماأقول لكم...الآية) أى : فستذكرون فى الدنيا قبل الآخرة ، ماأقول لكم بتكرار ناصحا وهاديا وذلك حينما ينزل بكم عذاب من الله يستأصلكم به مهلكا لكم وأرد أمرى إلى الله وأسأله الحماية والحفظ من مكر الأعداء وكيدهم  ، إن الله بصير بالعباد لايغيب عنه تدبير أعدائه فهو قادر على أن يحبط تدابيرهم وهو الذى يحفظ أولياءه فناسب التأكيد سياق الآية ، فجعل الله بين مؤمن آل فرعون وبين السيئات التى مكروها ضده وقاية فلم يصبه منها شيئ وأحاط العذاب السوء نازلا بآل فرعون بالغرق فى الدنيا والنار فى البرزخ والآخرة

[٢٣/‏١٢, ١٠:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع سورة آل عمران  الأول وهو قوله سبحانه : (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات...الآية) فقوله : (والله بصير بالعباد) فهو سبحانه عليم بأحوال العباد علم من يبصر ويرى ، فهو يعلم دقائق أحوالهم وخفى أمورهم وخلجات قلوبهم . فالأمر لايحتاج إلى تأكيد . وجاءت الآيات بعدها تفسيرا لمعنى العباد المستحقون للجنة  وذلك فى الآيات : (الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار)(الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار)(17:16)

[٢٤/‏١٢, ١٠:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: كذلك الموضع الثانى : (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد)(20) فجاءت خطاب للنبى صلى الله عليه وسلم إن خاصمك أهل الكتاب فقل لهم : أخلصت عبادتى لله وحده وكذلك من اتبعنى من المؤمنين وقل لهم وللمشركى العرب : أسلموا فإن أسلموا فقد سلكوا طريق الحق وإن تولوا فما عليك إلا تبليغ الرسالة والله سبحانه وتعالى عالم علم من يبصر بمن يؤمن وبمن لايؤمن ، لايخفى عليه من أمر عباده شيئ . فالأمر لايحتاج إلى تأكيد . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها .فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق