[٢٥/١٠, ٢:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (كذلك نسلكه فى قلوب المجرمين)(لايؤمنون به وقد خلت سنة الأولين)(13:12)(الحجر) وقوله سبحانه : (كذلك سلكناه فى قلوب المجرمين)(لايؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم)(201:200)(الشعراء) فى الحجر قال :(نسلكه) بالفعل المضارع وفى الشعراء قال : (سلكناه) بالفعل الماضى وفى الحجر قال : (وقد خلت سنة الأولين) وفى الشعراء قال : (حتى يروا العذاب الأليم) فما سبب الاختلاف بين الموضعين وبالرجوع إلى تفسير الآيات يتبين السبب
[٢/١١, ٤:٢٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة الحجر فقد جاء قبل الآية قوله سبحانه :( ولقد أرسلنا من قبلك فى شيع الأولين)(ومايأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون)(11:10) أى : ولقد أرسلنا من قبلك يامحمد رسلا فى طوائف وفرق الأمم الأولين وماجاءهم رسول إلا سخروا منه واستهزءوا به.
(كذلك نسلكه فى قلوب المجرمين) أى كذلك نسلك الباطل والضلال والاستهزاء بأنبياء الله فى قلوب المجرمين فلما تكلم على الباطل والضلال جاء بالفعل المضارع الذى يفيد الاستمرار فسلوك الباطل والضلال فى قلوب المجرمين أهل الضلال المستهزءين بالرسل أمر دائم فى كل الأمم .
[٢/١١, ٤:٤١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة الشعراء فكان الحديث عن نزول القرآن وذلك فى الآيات : (وإنه لتنزيل رب العالمين)(نزل به الروح الأمين)(على قلبك لتكون من المنذرين)(بلسان عربى مبين)(195:192)
وأيضا قوله سبحانه : (ولونزلناه على بعض الأعجمين)(فقرأه عليهم ماكانوا به مؤمنين)(199:198) أى : وإن هذا القرآن المعجز لتنزيل رب العالمين نزل به أمين السماء-جبريل- عليه السلام على قلبك يامحمد لتحفظه وتنذر بآياته المكذبين بلسان عربى فصيح هو لسان قريش . قال ابن كثير : أنزلناه باللسان العربى الفصيح الكامل الشامل ليكون بينا واضحا قاطعا للعذر مقيما للحجة دليلا إلى المحجة .(مختصر ابن كثير 2 /659)
[٢/١١, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولو نزلنا هذا القرآن بنظمه الرائق المعجز على بعض الأعجمين الذين لايقدرون على التكلم بالعربية فقرأه على كفار مكة قراءة صحيحة فصيحة وانضم إعجاز القراءة إلى إعجاز المقروء ماآمنوا بالقرآن لفرط عنادهم واستكبارهم . (كذلك سلكناه فى قلوب المجرمين) أى كذلك أدخلنا القرآن فى قلوب المجرمين فسمعوه وفهموه وعرفوا فصاحته وبلاغته ثم لم يؤمنوا به وجحدوا به . فلما كان الكلام على القرآن ناسب قوله : (سلكناه) بالفعل الماضى سياق الآيات .
[٢/١١, ٥:١٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما قوله سبحانه : (لايؤمنون به وقد خلت سنة الأولين) أى لايؤمنون بهذا القرآن وقد مضت سنة الله بإهلاك الكفار فما أقرب هؤلاء من الهلاك والدمار ؟ فقد ناسب قوله سبحانه : (وقد خلت سنة الأولين) قوله سبحانه : (وماأهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم)(4) أى : وماأهلكنا أهل قرية من القرى الظالمة التى كذبت رسل الله إلا ولها أجل محدود لإهلاكها قال ابن كثير : وهذا تنبيه لأهل مكة وإرشاد لهم إلى الإقلاع عما هم عليه من العناد والإلحاد الذى يستحقون به الهلاك .
[٢/١١, ٩:٣١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة الشعراء : (لايؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم) أى : لايصدقون بالقرآن مع ظهور إعجازه حتى يشاهدوا عذاب الله المؤلم فيؤمنوا حيث لاينفع الإيمان فيأتيهم فجأة وهم لايعلمون بمجيئه ولايدرون وقد وافقت الآية قولهم فى سورة الأنفال : (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)(32) قالوا هذا تهكم منهم واستهزاء .
كما وافقت الآية سياق الآيات فى السورة فجاء قوله سبحانه : ( إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم)(135) على لسان هود عليه السلام .
[٢/١١, ٩:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى قصة صالح عليه السلام جاء قوله سبحانه : (ولاتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم)(فعقروها فأصبحوا نادمين)(فأخذهم العذاب إن فى ذلك لآية وماكان أكثرهم مؤمنين)(158:156) . وجاء فى قصة شعيب عليه السلام قوله سبحانه : (فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم)(189) فجاءت الآية متناسقة مع سياق الآيات فى السورة كما وافقت قول المشركين فى سورة الأنفال : (أو ائتنا بعذاب أليم)
فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها .
فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق