[٢/١١, ١٠:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (التقديم والتأخير) : قوله سبحانه : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم النبييون....الآية)(44)(المائدة) وقوله سبحانه فى نفس السورة : (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور...الآية)(46) وقوله سبحانه فى سورة الأنعام :(وماقدروا الله حق قدره إذ قالوا ماأنزل الله على بشر من شيئ قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس...الآية)(91) فى موضعى المائدة قدم الهدى على النور وفى الأنعام قدم النور على الهدى فما سبب ذلك ؟
[٣/١١, ١٠:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: النور أعم من الهدى فهو يؤدى إلى الهدى فجاء قوله سبحانه : (الله نور السموات والأرض) فهو سبحانه نور السموات والأرض يدبر الأمر فيهما ويهدى أهلهما فهو -سبحانه- نور وحجابه نور به استنارت السموات والأرض ومافيهما وكتاب الله وهدايته نور منه سبحانه فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض والنور هو الإيمان والقرآن فى قلب المؤمن . وقد وصف الله كتابه فى أكثر من موضع بالنور فى قوله سبحانه : (ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا)(النساء 174) والبرهان هو النبى صلى الله عليه وسلم وجاء بالنور وهو القرآن الذى يشهد بصدق النبى صلى الله عليه وسلم ورسالته
[٣/١١, ١١:٢٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه : (ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)(يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)(16:15)(المائدة) أى : ياأهل الكتاب من اليهود والنصارى قد جاءكم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفونه عن الناس مما فى التوراة والإنجيل ويترك بيان مالا تقتضيه الحكمة. قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وهو : القرآن الكريم
[٣/١١, ١١:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون)(جزء من الآية157)(الأعراف)
وقوله سبحانه : (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد)(1)(إبراهيم) وقوله سبحانه : (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم)(52)(الشورى) وفى الآية الكريمة سمى الله القرآن روحا ونورا فبدون الروح يموت الإنسان وبدون نور القرآن يتخبط فى الجهل والكفر
[٤/١١, ١٠:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه : (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا والله بما تعملون خبير)(8)(التغابن) وقال عن التوراة والإنجيل فيهما هدى ونور فالقرآن كله نور وسماه الله بالنور كما ذكرنا الآيات الدالة على ذلك . وهو حاكما على ماقبله من الكتب رقيبا على سائر الكتب لأنه يشهد لها بالصحة والثبات كما قال سبحانه : (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه...الآية)(48)(المائدة) قال ابن كثير : اسم المهيمن يتضمن ذلك فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله جمع الله فيه محاسن ماقبله وزاده من الكمالات ماليس فى غيره .
[٤/١١, ١٠:٣٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقد وصف الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالسراج المنير وذلك فى قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (ياأيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)(وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)(46:45) أى مبشرا للمؤمنين بجنات النعيم ومنذرا للكافرين من عذاب الجحيم وداعيا الخلق إلى توحيد الله وطاعته وعبادته بأمره جل وعلا وليس من تلقاء نفسك وأنت يامحمد كالسراج الوهاج المضئ للناس قال ابن كثير : أى أنت يامحمد كالشمس فى إشراقها وإضاءتها لايجحدها إلا معاند
[٤/١١, ١٠:٤٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقد شبهه الله بالسراج المنير لأن الله جلا وعلا جلى به ظلمات الشرك واهتدى به الضالون كما يجلى ظلام الليل بالسراج المنير ويهتدى به . فالله نور السموات والأرض وكتابه وصفه بالنور ونبيه صلى الله عليه وسلم هو السراج المنير كما وصفه الله بذلك وتبين لنا من خلال استعراض الآيات أن النور أعم من الهدى وهذا هو سبب التقديم والتأخير فى الآيات السابقة كما نبين ذلك فى الرسالة القادمة .
[٥/١١, ٩:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبييون...الآية(44)(المائدة) أى : إنا أنزلنا التوراة فيها إرشاد من الضلالة وبيان للأحكام . فقدم الهدى على النور أى الخاص على العام لأنه ذكر التوراة وكذلك فى قوله سبحانه : (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور...الآية(47)(المائدة) فلما ذكر الإنجيل قدم الهدى على النور أى الخاص على العام . أما فى سورة الأنعام فقدم النور على الهدى : (وماقدروا الله حق قدره إذ قالوا ماأنزل الله على بشر من شيئ قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس..الآية)(91)
[٥/١١, ١٠:٠٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى وماعظم هؤلاء المشركين الله حق تعظيمه إذ أنكروا أن يكون الله تعالى قد أنزل على أحد من البشر شيئا من وحيه قل لهم- أيها الرسول- : إذا كان الأمر كما تزعمون فمن الذى أنزل الكتاب الذى جاء به موسى عليه السلام إلى قومه نورا للناس وهداية لهم . فذكر لفظ الكتاب وهو اسم جنس لكل كتاب نزل من السماء فهو عام لذلك قدم النور على الهدى أى العام على الخاص وأيضا الرد على المشركين فى قولهم : (ماأنزل الله على بشر من شيئ) فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق