الخميس، 12 ديسمبر 2024

(إن المتقين فى جنات وعيون)(ونعيم)

 [٩/‏١١, ٦:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه : (إن المتقين فى جنات وعيون)(آخذين ماآتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك  محسنين)(16:15)(الذاريات) وقوله سبحانه : (إن المتقين فى جنات ونعيم)(فاكهين بماآتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم)(18:17)(الطور)  وبالرجوع إلى سياق الآيات وتفسيرها يتبين الفرق بين الموضعين . جاء فى تفسير موضع الذاريات : أى : إن المتقين فى بساتين فيها عيون جارية تجرى فيها على نهاية مايتنزه به راضين بماأعطاهم ربهم من الكرامة والنعيم فجاء الحديث عن الجنة مجمل دون تفصيل أما فى سورة الطور فجاء الحديث عن الجنة مفصلا لأنواع النعيم فى الجنة

[٩/‏١١, ٧:٠٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: فناسب قوله سبحانه : ( إن المتقين فى جنات ونعيم)(فاكهين بماآتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) سياق الآيات بعدها جاء فى تفسير الآيتين : أى : إن المتقين فى بساتين عظيمة ونعيم مقيم خالد متنعمين ومتلذذين بماأعطاهم ربهم من الخير والكرامة وأصناف الملاذ من مأكل ومشرب وملابس ومراكب وغير ذلك من ملاذ الجنة وقد نجاهم ربهم من عذاب جهنم وصرف عنهم أهوالها ، قال ابن كثير  : وتلك نعمة مستقلة بذاتها ، مع ماأضيف لها من دخول الجنة .

[٩/‏١١, ٧:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاءت الآيات بعدها تناسب معنى الآيتين وذلك فى قوله تعالى : (كلوا واشربوا هنيئا بماكنتم تعملون)(متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين)(20:19) أى : يقال لهم : كلوا واشربوا أكلا وشربا هنيئا لاتنغيص فيه ولاكدر بسبب ماقدمتم من صالح الأعمال ، جالسين على هيئة المضجع على سرر من ذهب مكللة بالدر والياقوت مصطفة بعضها إلى جانب بعض قال ابن كثير : وجوه بعضهم إلى بعض

[٩/‏١١, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: (وزوجناهم بحور عين)  أى وجعلنا لهم قرينات صالحات وزوجات حسانا من الحور العين وهن نساء بيض واسعات العيون من الحور وهو شدة البياض والعين بكسر العين جمع عيناء وهى كبيرة العين والبياض مع سعة العين نهاية الحسن والجمال . ومن النعيم : قوله سبحانه : (وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون)(22) أى : وزدناهم فوق مالهم من النعيم بفواكه ولحوم من أنواع شتى مما يستطاب ويشتهى .

[٩/‏١١, ١٠:٣٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن النعيم : قوله تعالى  : (يتنازعون فيها كأسا لالغو فيها ولاتأثيم)(ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون)(24:23) أى : يتعاطون فى الجنة كأسا من الخمر يتجاذبها بعضهم من بعض تلذذا وتأنسا قال الألوسى: أى يتجاذبونها تجاذب ملاعبة لشدة سرورهم ، ولايقع بينهم بسبب شربهم هذيان حتى يتكلموا بساقط الكلام ولايلحقهم إثم كما يلحق شارب الخمر فى الدنيا . قال قتادة : نزه الله خمر الآخرة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها ، فنفى عنها : صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل

[٩/‏١١, ١٠:٤٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: ويطوف عليهم للخدمة غلمان مماليك خصصهم الله لخدمتهم كأنهم فى الحسن والبياض والصفاء اللؤلؤ المصون فى الصدف قال القرطبى : وهؤلاء الغلمان قيل هم أولاد المشركين وهم خدم أهل الجنة وليس فى الجنة نصب ولاحاجة إلى خدمة ولكنه أخبر بأنهم على غاية النعيم وبعد استعراض تفسير الآيات تبين مناسبة كل كلمة فى مكانها المناسب بها فناسب قوله سبحانه :(إن المتقين فى جنات ونعيم)(فاكهين بماآتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) سياق الآيات فى سورة الطور كما تناسب قوله سبحانه : (إن المتقين فى جنات وعيون)(آخذين ماآتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين) سياق الآيات فى سورة الذاريات . فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق