[٢١/١٢, ٧:٠٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم)(115)(البقرة) انفردت الآية بقوله سبحانه :(إن الله واسع عليم) وجاءت ستة مواضع فى القرآن بدون تأكيد : (والله واسع عليم) وإليك بيانها : قوله سبحانه : (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا....الآية) جاء فى نهايتها : (والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم)(247)(البقرة) وقوله سبحانه فى نفس السورة : (مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)(261)
[٢١/١٢, ٧:٠٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء قوله تعالى فى نفس السورة : (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم منه مغفرة وفضلا والله واسع عليم)(268) وقوله سبحانه فى سورة آل عمران : (ولاتؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(73) وقوله سبحانه فى سورة المائدة : (ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولايخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)(54)
[٢١/١٢, ٧:٠٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: والموضع السادس فى سورة النور وذلك فى قوله تعالى : (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)(32) .
فلماذا انفردت الآية الأولى بالتأكيد : (إن الله واسع عليم) وبالرجوع إلى تفسير الآية يتبين الأمر .
جاء فى معنى واسع عليم : فى تفسير الطبري: قال أبو جعفر : يعنى جل ثناؤه بقوله:(واسع) يسع خلقه كلهم بالكفاية والإفضال والجود والتدبير . أما قوله : (عليم) فإنه يعنى أنه عليم بأفعالهم لايغيب عنه منها شيئ ولايعزب عن علمه بل هو بجميعها عليم .
[٢١/١٢, ٧:٠٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: والواسع : هو من أسماء الله الحسنى على وزن فاعل ومعناه : الذى لا حدود له ولمدلول أسمائه وصفاته ، لانهاية لسلطانه ، ولا حد لإحسانه ، محيط بكل خلقه ، واسع الصفات والنعوت ، وسع بعلمه جميع المعلومات ، وبقدرته جميع المقدورات ، فهو واسع العلم والرحمة والمغفرة والعظمة والغنى والسلطان والملك والفضل والقدرة والكرم والإحسان . فإذا أخبر عن نفسه أنه يؤتى ملكه من يشاء ، ويضاعف الأجر لمن يشاء ويؤتى فضله من يشاء من عباده ويتفضل بالغنى على من شاء من عباده ويغفر لمن يشاء من عباده تفضلا منه سبحانه كما جاء فى المواضع الست فالأمر لايحتاج إلى تأكيد فهو سبحانه المتفضل على عباده الممتن عليهم بفضله ورحمته وكرمه .
[٢١/١٢, ٧:٠٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء فى تفسير اﻵية : لله المشرق والمغرب ومابينهما خلقا وملكا وتدبيرا فأى جهة توجهتم إليها فى الصلاة فهناك قبلة الله التى وجهكم إليها ، فالأصل فى الجهات والأمكنة أنها سواء بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى وكلها صالحة لعبادة الله . وقد خص الله المشرق والمغرب بالذكر لأنهما محل الآيات العظيمة فى مطالع الأنوار ومغاربها ، فإذا كان مالكا لها كان مالكا لكل الجهات ،(فأينما تولوا) وجوهكم من الجهات إذا كان توليكم إياها بأمره
[٢١/١٢, ٧:٠٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاءت الآية ردا على اليهود والنصارى ومن أشبههم من المعترضين على أحكام الله وشرائعه وذلك أن المسلمين كانوا مأمورين باستقبال بيت المقدس مدة مقامهم بمكة ثم بعد الهجرة إلى المدينة نحو سنة ونصف ثم أمروا أن يستقبلوا الكعبة . فقالت اليهود والنصارى وأمثالهم من المنافقين وغيرهم : (ماولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها) فلما كانت ردا على هؤلاء جاء التأكيد فى قوله سبحانه : (إن الله واسع عليم) فى مكانه ليرد بقوة على قول السفهاء من اليهود والنصارى وأمثالهم . وأن الأمر أمر الله فالمشرق والمغرب كله ملكا لله فأينما أمر عباده أن يتوجهوا إلى أى جهة امتثلوا وخضعوا لخالقهم ، وفى كل الجهات هم متوجهون إلى الله .
فجاء التأكيد فى مكانه.فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق