[٩/١١, ٢:٣٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه : (إنما توعدون لصادق)(وإن الدين لواقع)(6:5)(الذاريات) وقوله سبحانه : (إنما توعدون لواقع)(7)(المرسلات) الخلط يحصل بين : (إنما توعدون لصادق) و (إنما توعدون لواقع) وبالرجوع إلى سياق الآيات وتفسيرها يتبين الفرق بين الموضعين . فى سورة ق قبل الذاريات جاء قوله سبحانه : (واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب)(يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج)(إنا نحن نحيى ونميت وإلينا المصير)(يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير)(نحن أعلم بما يقولون وماأنت عليهم بجبار)(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)(45:41)
[٩/١١, ٣:٠٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وافقت الآيات فى سورة ق قوله سبحانه فى الذاريات : (إنما توعدون لصادق) فجاء فى تفسير اﻵية : أى إن الذى توعدون به أيها الناس من البعث والحساب لكائن حق يقين وإن الحساب والثواب على الأعمال لكائن لامحالة وهذا ماجاء وصفه فى سورة ق (إنا نحيى ونميت وإلينا المصير)(يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير) أى : إنا نحن نحيى الخلق ونميتهم فى الدنيا وإلينا مصيرهم جميعا يوم القيامة للحساب والجزاء يوم تتصدع الأرض عن الموتى المقبورين بها فيخرجون مسرعين إلى الداعى ذلك الجمع فى موقف الحساب علينا سهل يسير .
[٩/١١, ٣:١٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: كما وافقت الآية ماجاء بعدها من الآيات وذلك فى قوله تعالى : (قتل الخراصون)(الذين هم فى غمرة ساهون)(يسئلون أيان يوم الدين )(يوم هم على النار يفتنون)(ذوقوا فتنتكم هذا الذى كنتم به تستعجلون)(14:10) فالخراصون هم الكذابون فناسب قوله إنما توعدون لصادق الرد عليهم جاء فى تفسير الآيات : أى لعن الكذابون الظانون غير الحق الذين هم فى لجة من الكفر والضلالة غافلون متمادون يسأل هؤلاء الكذابون سؤال استبعاد وتكذيب : متى يوم الحساب والجزاء فيوم الجزاء يعذبون بالإحراق بالنار ويقال لهم : ذوقوا عذابكم الذى كنتم به تستعجلون فى الدنيا.
[٩/١١, ٤:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع سورة المرسلات : (إنما توعدون لواقع) أى : إن الذى توعدون به من أمر يوم القيامة ومافيه من حساب وجزاء من جنة ونار لنازل بكم لامحالة وقد وافق هذا المعنى ماقبل سورة المرسلات فى سورة الإنسان حيث تحدثت السورة عن مآل الكافرين ومآل المؤمنين فى آياتها : (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا)(إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)(5:4) وتوالت الآيات تتحدث عن نعيم أهل الجنة وانتهت السورة بقوله سبحانه : (يدخل من يشاء فى رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما)(31) فوافقت الآية ماقبلها من الآيات فى سورة الإنسان
[٩/١١, ٤:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: وذكر بعد الآية علامات قيام الساعة وذلك فى الآيات :(فإذا النجوم طمست)(وإذاالسماءفرجت)(وإذا الجبال نسفت)(وإذا الرسل أقتت)(لأى يوم أجلت)(ليوم الفصل)(وماادراك مايوم الفصل)(ويل يومئذ للمكذبين)(ألم نهلك الأولين)(ثم نتبعهم الآخرين)(كذلك نفعل بالمجرمين)(18:8) فوافقت الآية الآيات بعدها فيسبق وقوع الساعة علاماتها فإذا النجوم وذهب ضياؤها وإذا السماء تصدعت وإذا الجبال تطايرت وتناثرت وصارت هباء تذروه الرياح
[٩/١١, ٤:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وإذا الرسل عين لهم وقت وأجل للفصل بينهم وبين الأمم يقال: لأى يوم عظيم أخرت الرسل ؟ أخرت ليوم القضاء والفصل بين الخلائق وماأعلمك-أيها الإنسان- أى شئ هو يوم الفصل وشدته وهوله؟ هلاك عظيم للمكذبين بهذا اليوم الموعود ثم جاء بدليل على وقوع الحساب فقد أهلك الله الأمم الماضية بتكذبيهم للرسل كقوم نوح وعاد وثمود ثم يلحق بهم المتأخرين ممن مثلهم فى التكذيب والعصيان كذلك يفعل الله بهؤلاء المجرمين من كفار مكة لتكذبيهم الرسول صلى الله عليه وسلم . فناسبت الآية ماقبلها فى سورة الإنسان ومابعدها فى آيات السورة . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق