الخميس، 12 ديسمبر 2024

(روعة التقديم والتأخير)

 [٢٣/‏١١, ٩:١١ م] رقمى موبيلي: من روائع البيان القرآنى : (روعة التقديم والتأخير) : 

(غفور رحيم) تأتى دائما صفة الغفور قبل صفة الرحيم إلا فى موضعين فقط من مواضع القرآن وسبب تقديم الغفور على الرحيم : أن المغفرة سلامة من العذاب والرحمة غنيمة ولاريب أن السلامة مقدمة على الغنيمة أما الموضعان الذى تقدمت فيهما الرحمة على المغفرة فكان لهما سبب آخر وإليك بيان ذلك من خلال استعراض الآيات . قوله سبحانه فى سورة البقرة : (فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم)(182) وقوله سبحانه فى نفس السورة : (فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم)(192) وقوله سبحانه فى نفس السورة : (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)(199)

[٢٣/‏١١, ٩:١٣ م] رقمى موبيلي: والآيات فى تقديم صفة الغفور على صفة الرحيم كثيرة تجاوزت الخمسين آية اكتفينا بذكر بعضها أما الموضعان الذى تقدمت فيهما صفة الرحمة على صفة المغفرة فهو قوله سبحانه فى سورة الأعراف : (ولما سقط فى أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالو لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين)(149) وهم الذين عبدوا العجل من بنى إسرائيل فى غياب موسى ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين . وسبب تقديم الرحمة على المغفرة أنهم لما عبدوا العجل شملتهم الرحمة جميعا بعدم عذابهم أما المغفرة فتخص من تاب منهم فقدم العام على الخاص

[٢٣/‏١١, ٩:١٩ م] رقمى موبيلي: وقد جاء فى نفس السورة توبة آدم وزوجه وذلك فى قوله تعالى : (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)(23) وجاء فى آخر سورة البقرة قوله سبحانه : (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)(جزء من الآية 286) وهكذا توالت الآيات بتقديم المغفرة على الرحمة . أما الموضع الثانى بتقديم الرحمة على المغفرة وذلك فى قوله تعالى فى سورة سبأ : (يعلم مايلج فى الأرض ومايخرج منها وماينزل من السماء ومايعرج فيها وهو الرحيم الغفور)(2) ذكرت جميع الخلق مما يدخل فى جوف الأرض من الأموات والمطر والكنوز ومايخرج من الأرض وماينزل من السماء من الملائكة والمطر ومايصعد إليها الأعمال الصالحات والدعوات الزاكيات .

[٢٣/‏١١, ٩:٣٥ م] رقمى موبيلي: فلما ذكر جميع أنواع الخلق قدم الرحيم على الغفور لأنهم جميعا شملتهم رحمة الدنيا التى هى جزء من مائة جزء ، أما المغفرة تخص من آمن منهم وتاب من معاصيه فقدم العام على الخاص كما فى الموضع الأول فناسب تقديم صفة الرحمة على صفة المغفرة فى الموضعين من باب تقديم العام على الخاص . 

فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها .

فسبحان من هذا كلامه  !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق