من روائع البيان القرآني : ومضات وانوار جلية من كلام رب البرية : مع سورة ق : هي سورة مكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية كغيرها من السور المكية ، ولكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع : ( البعث والنشور ) حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص ، والجو العام للسورة الكريمة وهذه السورة عظيمة ، شديدة الوقع على الحس ، تهز القلب هزا ، وترج النفس النفس رجا ، بما فيها من الترغيب والترهيب .
بدات السورة الكريمة بالقرآن وانتهت به :
( ق والقرآن المجيد )
( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) .
تكرر فيها حرف القاف خمس وستون مرة ، وذكر في أربع وثلاثين من آيات السورة وآياتها خمس وأربعون آية
جاء فيها قوله تعالى :
( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) آية 6
قال ( فوقهم ) والمعروف فوقهم فلماذا في هذا الموضع من القرآن ذكر ( فوقهم) ، ربما جاءت للتأكيد ، لأن المقصود بالنظر نظر تفكر واعتبار وتأمل .
السبب الآخر هو الآية التي قبلها :
( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج ) وهو تكذبوهم بالقرآن العظيم ، مع إعجاز بيانه ، وبلاغة كلامه ، فهم في أمر مريج أي مختلط مضطرب ، فتارة يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ساحر ، وتارة يقولون إنه شاعر ، وتارة يقولون إنه كاهن ، وهكذا قالوا أيضا عن القرآن إنه سحر أو شعر ، أو أساطير الأولين إلى غير ذلك ، وحال هذا المضطرب المختلط كحال المجنون أو السكران لا يعرف رأسه من قدمه ، ولا يعرف فوقه من تحته ، فلو قلت انظر إلى السماء يقول أين السماء ، فجاءت كلمة : ( فوقهم ) مناسبة لحاله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق