السبت، 5 أغسطس 2023

لماذا بدأ بذكر الإبل فى سورة الغاشية

 [٥/‏٨, ٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: لماذا بدأ بذكر الإبل فى سورة الغاشية قبل ذكر السماء  ؟

[٥/‏٨, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: بدأ بذكر اﻹبل في سورة الغاشية لأنها اﻷقرب واﻷلزم للعرب وهي من أنفس أموال العرب وهي معهم في أغلب أوقاتهم في سفرهم وحضرهم وفي مجالسهم وأشعارهم ومنها يأكلون ومنها يشربون وعليها يحملون فالعبرة فيها أكثر من غيرها بالنسبة للعرب وإليك بيان ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى (واﻷنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ) (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إﻻ بشق اﻷنفس إن ربكم لرءوف رحيم )اﻵيات 5/7 سورة النحل وقوله تعالى (وإن لكم في اﻷنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ) النحل 66  وقوله تعالى (وإن لكم في اﻷنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ) (وعليها وعلى الفلك تحملون )21/22 سورة المؤمنون  وقوله تعالى (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ) (وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ) (ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) 71/73 سورة يس  وقوله تعالى (الله الذي جعل لكم اﻷنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ) (ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون ) ( ويريكم آياته فأى آيات الله تنكرون ) 79/81 سورة غافر  . ومن استقراء اﻵيات السابقة تجد أن اﻹبل أعز مال العرب وأنفسه ويقوي هذا القول قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه (ﻹن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك  من حمر النعم ) ومن منافع اﻹبل أنها مع عظمها تلين للحمل الثقيل وتنقاد ﻹي أحد ولو كان طفلا صغيرا يأخذ بزمامها فيذهب بها حيث شاء وقد فضلت على جميع الحيوانات فهي زينة والركوب والحمل عليها وللإكل والشرب وﻻتوجد جميع هذه الخصال إﻻ في اﻹبل ولذلك بدأ بذكرها فهى من أعظم شئ عند العرب فينظرون إليها ليلا ونهارا ويصاحبونها في السفر والحضر وهي من أعجب الحيوانات عندهم  . ثم بعد ذلك بدأ بذكر السماء والجبال واﻷرض وهذا والله أعلم ترقي من اﻷعلى إلى اﻷدنى    هذا ماتيسر فهمه والله أعلم بالصواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق