قوله تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماألفينا عليه آباءنا أولو كان آباءهم ﻻيعقلون شيئا وﻻيهتدون) البقرة 170 وقوله تعالى ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو آباءهم ﻻيعلمون شيئا وﻻيهتدون) المائدة 104 وﻻشك أن نفي العقل عنهم في آية البقرة أشد من نفي العلم عنهم في سورة المائدة والفرق بين اﻵيتين يظهر جلي بتتبع سياق اﻵيتين وماجاء قبلهما فقد قبل آية البقرة قوله تعالى ( ومن الناس من يتخذ أندادا يحبونهم كحب الله ........)اﻵية 165 وﻻشك أن اتخاذ اﻷنداد من دون الله من اﻷصنام والرؤساء وغيرهم يجعلها أشباها ونظراء مع الله كأنها تخلق وترزق وهى حجارة صماء بكماء فهذا من الجهالة وفقد العقل . وجاء قبل آية المائدة قوله تعالى (ما جعل الله من بحيرة وﻻسائبة وﻻوصيلة وﻻحام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم ﻻيعقلون ) وهذا كان عند أهل الجاهلية أذا أنتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكرا شقوا اذنها وحرموا ركوبها وهي البحيرة فاﻵية خاصة بأنواع من الحيوانات من اﻹبل وغيرها كانوا يحرمونها فلما جاء اﻹسﻻم أبطل هذه العادات كلها وهذا اﻷمر وهو تحريم هذه الحيوانات أقل جرما من اتخاذ اﻷنداد لذلك نفى عنهم العقل في اﻵية اﻷولى وفي الثانية العلم والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق