[٢/٨, ١١:١٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : اﻵيات التي أخبر الله فيها عن بسط الرزق لعباده ، جاءت جميعا بدون لفظ (عباده ويقدر له) ، ماعدا ثلاث مواضع ، جاء موضعان منهما بلفظ (عباده ويقدر له) ، والموضع الثالث (من عباده ويقدر) ، دون لفظ (له) ، في كل المواضع لم يؤكد وسبب ذلك والله أعلم أن بسط الرزق وتضييقه لم ينكره أحد حتى الكافر والمشرك ، قال تعالى
(قل من يرزقكم من السماء واﻷرض أمن يملك السمع واﻷبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر اﻷمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) سورة يونس 31 . فلما كان هذا اﻷمر لم ينكره أحد حتى المشركين فلم يؤكد في أكثر مواضع القرآن ، أما المواضع التي جاءت مؤكدة بلفظ (عباده ويقدر له) ، فجاءت بسبب وهذا سنبينه إن شاء الله في الرسائل القادمة .
[٢/٨, ١١:٢٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: مع روائع البيان القرآني : مع الموضع اﻷول ، في سورة القصص قوله تعالى آية 82
(وأصبح الذين تمنوا مكانه باﻷمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لوﻻ أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه ﻻيفلح الكافرون ) .
جاءت اﻵية في سياق قصة قارون ، لما قال ضعفاء اﻹيمان ، ممن خدعتهم الدنيا ببريقها وزخرفها وزينتها ، (ياليت لنا مثل ما أوتي قارون) ، فلماخسف الله به وبداره وكنوزه اﻷرض ، ندموا على ماقالوا وتمنوا ، وحمدوا الله أنه لم يخسف بهم ، وقالوا أعجبوا أيها القوم من صنع الله !! كيف أن الله يوسع الرزق لمن يشاء من عباده ، ﻻلكرامته عليه ، ويضيق على من يشاء - لحكمته وقضائه ابتلاء- ﻻلهوانه عليه !! .
لذلك جاءت اﻵية مؤكدة (من عباده ويقدر) .
الموضع الثاني قوله تعالى في سورة العنكبوت أﻵية 62
(الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم) .جاءت اﻵية مؤكدة (من عباده ويقدر له) ، ﻷنها جاءت في سياق إقامة الحجة على المشركين وذلك في قوله تعالى :
(ولئن سألتهم من خلق السموات واﻷرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) آية 61 ، وقوله تعالى :
(ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به اﻷرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمدلله بل أكثرهم ﻻيعقلون ) آية 63 .
ولذلك جاء التأكيد في اﻵية (من عباده ويقدر له) ، وأيضا جاء في اﻵية السابقة تأكيد آخر وهو قوله (فأحيا به اﻷرض من بعد موتها) ، فإن (من بعد موتها) ، موضع وحيد في القرآن ، فإن كل المواضع (فأحيا به اﻷرض بعد موتها) ، والتأكيد مناسب مع إقامة الحجة على المشركين . وقد جاء في اﻵيات تأكيد آخر وهو قوله تعالى
(وكأين من دابة ﻻتحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) آية 60 ، وهي تضمن لجميع الخلق رزقهم ، وأن الله عز وجل تكفل برزق جميع الخلق ، حتى الحيوانات الضعيفة التي ﻻتقدر على كسب رزقها .
الموضع الثالث قوله تعالى في سورة سبأ اﻵية 39
(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وماأنقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) ، وقد جاءت اﻵية مؤكدة لما قبلها في قوله تعالى
(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) آية 36 . وهذه اﻵية الكريمة جاءت ردا على المشركين لما قالوا (وقالوا نحن أكثر أمواﻻ وأوﻻدا ومانحن بمعذبين) آية 35 . أي أنهم قالوا إن الله ﻻيعذبنا ﻷنه راض عنا ، ولو لم يكن راضياعنا لما بسط لنا في الرزق ، وهو قياس فاسد ، قاسوا أمر الدنيا على اﻵخرة ، وظنوا أن الله كما أعطاهم اﻷموال واﻷوﻻد في الدنيا ، ﻻيعذبهم في اﻵخرة .
فجاء التأكيد في المواضع الثﻻث في مكانه . فسبحان من هذا كلامه!!!
[٢/٨, ١١:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع القراني : أما المواضع التي لم تؤكد فهي قوله تعالى
(الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وماالحياة الدنيا في اﻵخرة إﻻ متاع) سورة الرعد آية 26
(إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) سورة اﻹسراء آية 30
(أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ﻵيات لقوم يؤمنون) سورة الروم آية 37
(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) سورة سبأ آية 36
(أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ﻵيات لقوم يؤمنون) سورة الزمر آية 52
(له مقاليد السموات واﻷرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شئ عليم ) سورة الشورى آية 12 .
فهذه ست مواضع جاءت بدون تأكيد ، كلها تدور على أن الله يوسع على من يشاء من عباده ، ويضيق على من يشاء ، حسب الحكمة والمصلحة ، وحيث أن هذا اﻷمر لم ينكره أحد كما ذكرنا ، فجاءت المواضع دون تأكيد بلفظ (عباده ويقدرله) .
فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق