الأربعاء، 2 أغسطس 2023

وأهلها غافلون . مصلحون . ظالمون

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال فى الأنعام : 

( وأهلها غافلون ) 

وقال فى هود : 

( وأهلها مصلحون ) 

وقال فى القصص : 

( وأهلها ظالمون )  

فما سبب ذلك ؟

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : 

( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) سورة الأنعام ( 131 ) 

وقوله تعالى : 

( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) سورة هود ( 117 ) 


وقوله تعالى : 

( وماكان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكى القرى إلا وأهلها ظالمون ) سورة القصص ( 59 )

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى سورة هود جاء قبل الآية قوله تعالى : 

( فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ) ( 116 ) 

أى فهلا كان من الأمم الماضية قبلكم أولوا عقل وفضل ، وجماعة أخيار ، ينهون الأشرار عن الإفساد فى الأرض ، لكن قليلا منهم نهوا عن الفساد فنجوا ومن ينهى عن الفساد فهو مصلح فكانت ( وأهلها مصلحون ) مناسبة مع سياق سورة هود .

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى الأنعام فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : 

( يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ) ( 130) 

فقد ناداهم الله يوم القيامة ألم تأتكم الرسل يتلون عليكم آيات ربكم ويخوفونكم عذاب هذا اليوم الشديد ، قالوا بلى شهدنا على أنفسنا ، قال ابن عطية فى تفسيره : وهذا إقرار منهم بالكفر ، واعتراف على أنفسهم بالتقصير ، فكانت : (واهلها غافلون ) 

مناسبة في سورة الأنعام .

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة القصص فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : 

( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين ) ( 58 )  

أى وكثير من أهل قرية طغت وكفرت نعمة الله ، فدمر الله عليهم وخرب ديارهم ، فتلك مساكنهم خاوية بما ظلموا ، فكانت : 

( وأهلها ظالمون ) مناسبة سياق السورة . 

فجاءت كل كلمة مناسبة في مكانها . 

فسبحان من هذا كلامه !!!

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء في هود : 

( ليهلك ) 

وفى الأنعام والقصص ( مهلك ) 

فى هود ذكر أن الناهون عن الفساد كانوا قلة فجاء بالفعل(ليهلك ) لأن الفعل يدل على التجدد والتغير ، فعدم إهلاك القرية مرتبط بالنهى عن الفساد ، يعنى ليس دائما ، أما فى الأنعام والقصص فكانوا غافلين ظالمين فهم مصرون على غفلتهم وظلمهم فجاءت : ( مهلك ) بالاسم مناسبة مع سياق السورتين لأن الاسم يدل على الاستقرار والدوام . 

فسبحان من هذا كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق