الأحد، 27 أغسطس 2023

الإجمال والتفصيل

[٢٣/‏٨, ١١:١١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أمثلة على هذا : فى سورة المائدة فى آية(6) جاء تفصيل الوضوء فى قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه...الآية فلما فصل قال : (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه)

وزاد ( منه) عما جاء فى سورة النساء

[٢٣/‏٨, ١١:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: فى قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولاجنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم...الآية)(43) فإن فيها أمر للمؤمنين أن لايقربوا الصلاة وهم سكارى وذكر جزء من الطهارة وهو الغسل من الجنابة وكذلك التيمم فى حالة فقد الماء فلما كانت الآية مجملة قال:(فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) ففى المائدة جاء التفصيل للوضوء والاغتسال فناسبت الزيادة (منه) وفى النساء ناسب عدم ذكر منه

[٢٥/‏٨, ١٢:٣٧ ص] حسن أحمد حسن سليمان: فى قوله سبحانه : (فلما جاءهم نودى أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين)(8)(النمل)

(وألق عصاك.. الآية)(10)(النمل)

وقوله سبحانه : (فلما أتاها نودى من شاطئ الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إنى أنا الله رب العالمين)(وأن ألق عصاك...الآية)(31:30)(القصص)

جاء التفصيل فى سورة القصص والاجمال فى سورة النمل فما سبب ذلك ؟!

[٢٥/‏٨, ٥:٢٨ ص] حسن أحمد حسن سليمان: سبب التفصيل فى سورة القصص أن قصة موسى عليه السلام استغرقت أكثر السورة حيث بدأت القصة من الآية : (نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون)(3) إلى الآية : (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون...الآية)(82) فى قصة قارون فإنه كان من قوم موسى

[٢٥/‏٨, ٥:٣١ ص] حسن أحمد حسن سليمان: سبب التفصيل فى سورة القصص أن قصة موسى عليه السلام استغرقت أكثر السورة حيث بدأت القصة من الآية : (نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون)(3) إلى الآية : (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون...الآية)(82) فى قصة قارون فإنه كان من قوم موسى

أما فى سورة النمل جاءت القصة مجملة من الآية : (إذ قال موسى لأهله إنى آنست نار سآتيكم منها بخبر...الآية)(7)

[٢٥/‏٨, ٥:٣٥ ص] حسن أحمد حسن سليمان: إلى الآية : (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين)(14) 

فجاءت القصة فى سبع آيات وفى القصص فى تسع وسبعين آية فمع التفصيل زاد فى الألفاظ ومع الإجمال أجمل فى الألفاظ فناسب كل لفظ مكانه .فسبحان من هذا كلامه !!! 

لكى لايعلم بعد علم شيئا .من بعد علم شيئا

[١٩/‏٨, ١١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير)(النحل70)

وقوله سبحانه : (ياأيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة...الآية وفى آخرها ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم من بعد علم شيئا..الآية(الحج5)

[٢٠/‏٨, ١٢:٠٨ ص] حسن أحمد حسن سليمان: قال فى النحل : (لكى لا يعلم بعد علم شيئا)

وقال فى الحج : (لكى لا يعلم من بعد علم شيئا) فما سبب ذلك ؟! جاءت اﻵية فى النحل مجملة دون تفصيل فالله خلقكم ثم يتوفاكم عند إنقضاء آجالكم أما فى سورة الحج فجاءت الآية مفصلة لخلق الإنسان من نطفة أى جعلنا نسله من المني الذى ينطف من صلب الرجل ثم من الدم الجامد ثم من مضغة أى قطعة متجمدة مقدار مايمضغ

[٢٠/‏٨, ١٢:١٤ ص] حسن أحمد حسن سليمان: (مخلقة وغير مخلقة) أى مستبينة الخلق مصورة وغير مصورة قال ابن زيد : المخلقة التى خلق الله فيها الرأس واليدين والرجلين وغير مخلقة لم يخلق فيها شئ فلما جاء هذا التفصيل زاد (من بعد علم شيئا)

ولما جاء الإجمال فى النحل جاء : (بعد علم شيئا)

وهذا فى القرآن أمر جلي فمع التفصيل يزيد فى الألفاظ ومع الإجمال يجمل فى الألفاظ 

الخميس، 17 أغسطس 2023

فجعلناهم أحاديث. وجعلناهم أحاديث

من روائع البيان القرآني : قوله سبحانه :  

( ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون ) سورة المؤمنون 44


وقوله تعالى :   

( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) سورة سبأ 19 

جاء في المؤمنون ( وجعلناهم أحاديث ) 

وجاء في سبأ ( فجعلناهم أحاديث ) 

فما السبب في الإختلاف بين الموضعين ؟ 

يتضح ذلك من خلال استعراض تفسير الآيتين   

جاء في تفسير اﻵية الأولى ( ثم أرسلنا رسلنا تترا ) أى بعثنا الرسل متتالين واحدا بعد واحد ، قال ابن عباس : يتبع بعضهم بعضا ( كلما جاء أمة رسولها كذبوه ) أى أنهم سلكوا في تكذيب أنبيائهم مسلك من سبقهم من الضالين المكذبين ، ولهذا قال : ( فأتبعنا بعضهم بعضا ) أي ألحقنا بعضهم في إثر بعض بالهلاك والدمار فكانت الفاء في (فأتبعنا ) سببية ( وجعلناهم أحاديث ) أي أخبار تروى ، وأحاديث تذكر ، يتحدث الناس بما جرى عليهم تعجبا وتسلية .


الآية الثانية جاءت بعد قوله تعالى : 

( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى وأيام أمنين ) هذا تتمة ذكر ما أنعم الله به على سبأ أي وجعلنا بين (بلاد سبأ) وبين ( القرى الشامية ) التى باركنا فيها للعالمين قري متواصلة من اليمن إلى الشام ، يرى بعضها بعضها من بعض لتقاربها ، ظاهرة لأبناء السبيل ، وجعلنا السير بين قراهم وبين قرى الشام سيرا مقدرا من منزل إلى منزل ، ومن قرية إلى قرية ، وقلنا لهم سيروا بين هذه القرى متى شئتم ، لاتخافون في ليل ولا في نهار . 

( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) فقابلوا النعم بالكفران ، أي أنهم حين بطروا النعمة ، وملوا العافية ، وسئموا الراحة ، طلبوا من الله أن يباعد بين قراهم المتصلة ، ليمشوا في المفاوز ، ويتزودوا للأسفار ، فعجل الله إجابتهم ، بتخريب تلك القرى وجعلها مفاوز قفارا ( وظلموا أنفسهم ) أي وظلموا أنفسهم بكفرهم وجحودهم النعمة لذلك ( فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق) فجاءت الفاء سببية أي بسبب كفرهم النعمة جعلناهم أخبارا تروى للناس بعدهم وفرقناهم في البلاد .  

فجاء كل حرف في مكانه المناسب .  


فسبحان من هذا كلامه !!! 

السبت، 5 أغسطس 2023

ولو يؤاخذ الله بظلمهم

مع روائع البيان القرآني قوله تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم ﻻيستأخرون ساعة وﻻ يستقدمون ) سورة النحل آية 61 وقوله تعالى (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ماترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ) سورة فاطر آية 45 والفرق بين اﻵيتين أوﻻ تعلمنا من شيوخنا اﻷفاضل أن حرف الظاء تكرر في كل آية مرة واحدة فإذا قلنا بظلمهم قلنا عليها وإذا قلنا بما كسبوا قلنا على ظهرها وﻻيجتمع حرف الظاء مرتان قال في اﻷولى بظلمهم ﻷنه جاء قبلها ظلم كثير وذلك في قوله تعالى (ويجعلون لما ﻻ يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسئلن عما كنتم تفترون ) (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) (وإذا بشر أحدهم باﻷنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) ( يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أﻻساء مايحكمون ) 56/59 جاء في تفسير اﻵيات ومن قبيح أعمال المشركين أنهم يجعلون للإصنام التي اتخذوها آلهة وهي ﻻتعلم شيئا وﻻتنفع وﻻتضر جزءا من أموالهم التي رزقهم الله تقربا إليها وهذا من أبشع الظلم ويجعل الكفار لله البنات فيقولون الملائكة بنات الله تنزه الله عن قولهم وهذا أيضا من أبشع الظلم لذلك قال بظلمهم وعليها أعم من على ظهرها وهو مناسب مع بشاعة ظلمهم وأيضا نهاية اﻵية (فإذا جاء أجلهم ﻻيستأخرون ساعة وﻻ يستقدمون ) مناسب مع ظلمهم فإذا جاء أجلهم ﻻيتأخرون عنه وقتا يسيرا وﻻيتقدمون كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (مستريح ومستراح منه) ومستراح منه هو العبد الفاجر يستريح منه العباد والشجر والدواب أما في آية فاطر لم يسبقها كلام على الظلم فقال (بما كسبوا) وقال (على ظهرها ) وهو مناسب مع بما كسبوا جاء في تفسير اﻵية ولو يعاقب الله الناس بما عملوا من الذنوب والمعاصي ماترك على ظهر اﻷرض من دابة تدب عليها ولكن يمهلهم ويؤخر عقابهم إلى وقت معلوم عنده فإذا جاء وقت عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرا ﻻيخفى عليه أحد منهم وﻻ يعزب عنه علم شئ من أمورهم وسيجازيهم بما عملوا من خير أو شر ونهاية اﻵية مناسبة مع اﻵية . 

حول سورة ق

من روائع البيان القرآني : ومضات وانوار جلية من كلام رب البرية : مع سورة ق : هي سورة مكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية كغيرها من السور المكية ، ولكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع : ( البعث والنشور ) حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص ، والجو العام للسورة الكريمة وهذه السورة عظيمة ، شديدة الوقع على الحس ، تهز القلب هزا ، وترج النفس النفس رجا ، بما فيها من الترغيب والترهيب .  

 بدات السورة الكريمة بالقرآن وانتهت به :  

( ق والقرآن المجيد )  

( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) . 

تكرر فيها حرف القاف خمس وستون مرة ، وذكر في أربع وثلاثين من آيات السورة وآياتها خمس وأربعون آية


جاء فيها قوله تعالى : 

( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) آية 6  

قال ( فوقهم ) والمعروف فوقهم فلماذا في هذا الموضع من القرآن ذكر ( فوقهم) ، ربما جاءت للتأكيد ، لأن المقصود بالنظر نظر تفكر واعتبار وتأمل .   


السبب الآخر هو الآية التي قبلها : 

( بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج ) وهو تكذبوهم بالقرآن العظيم ، مع إعجاز بيانه ، وبلاغة كلامه ، فهم في أمر مريج أي مختلط مضطرب ، فتارة يقولون عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ساحر ، وتارة يقولون إنه شاعر ، وتارة يقولون إنه كاهن ، وهكذا قالوا أيضا عن القرآن إنه سحر أو شعر ، أو أساطير الأولين إلى غير ذلك ، وحال هذا المضطرب المختلط كحال المجنون أو السكران لا يعرف رأسه من قدمه ، ولا يعرف فوقه من تحته ، فلو قلت انظر إلى السماء يقول أين السماء ، فجاءت كلمة : ( فوقهم ) مناسبة لحاله 

وفى أموالهم حق معلوم

من روائع البيان القرآني في سورة المعارج أخبر سبحانه وتعالى عن طبيعة الإنسان وما جبل عليه من الحرص الشديد على جمع حطام الدنيا فقال سبحانه ( إن الإنسان خلق هلوعا ) أي إن الإنسان جبل على الضجر لايصبر على بلاء ولايشكر على نعماء, قال المفسرون الهلع شدة الحرص وقلة الصبر والمراد بالإنسان العموم بدليل الاستثناء منه والاستثناء هو معيار العموم ثم فسره تعالى بقوله ( إذا مسه الشر جزوعا ) أي إذا نزل به مكروه من فقر أو مرض أو خوف كان مبالغا في الجزع مكثرا منه واستولى عليه اليأس والقنوط, ( وإذا مسه الخير منوعا ) أي إذا أصابه خير من غنى وصحة وسعة رزق وكان مبالغا في المنع والإمساك فهو إذا أصابه فقر لم يصبر وإذا أغناه الله لم ينفق, ( إلا المصلين ) استثناء استثناهم من أفراد البشرالموصوفين بالهلع لأن صلاتهم تحملهم على قلة الاكتراث بالدنيا فلا يجزعون من شرها ومصائبها ولا يبخلون بخيرها ثم ذكرهم بصفات جاءت كلها بالتأكيد بضمير الفصل هم عدا آيتين هما ( والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم ) والآية ( والذين يصدقون بيوم الدين ) فلماذا لم يأت ضمير الفصل هم في الآيتين؟

في الآية الأولى جاءت بعد قوله تعالى ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) فضمير الفصل هم في هذه الآية للصلاة وهو أيضا للزكاة بطريقة الاقتران لأن الله قرن الصلاة والزكاة في ستة وعشرين موضعا في القرآن الكريم

أما الآية الثانية ( والذين يصدقون بيوم الدين ) فهم يؤمنون بيوم الحساب والجزاء يصدقون بمجيئه تصديقا جازما لايشوبه شك ولا ارتياب فيستعدون بالأعمال الصالحة ومعنى هذا أنهم من عذاب ربهم خائفون على أنفسهم راجون ثوابه فجاءت الآية بعدها ( والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ) فضمير الفصل هم لهذه الآية والتي قبلها لاقترانهم في المعنى والله اعلم.

وقد يسأل سائل ويقول في سورة المؤمنون جاء ضمير الفصل هم للصلاة والزكاة فقال تعالى ( قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون . والذين هم للزكاة فاعلون ) فكيف الجمع بينهما؟ والإجابة عن هذا السؤال كما يلي:

سورة المؤمنون ذكر الله فيها صفات عباده المؤمنين التي استحقوا بها الفردوس الأعلى من الجنة فقال تعالى ( أولئك هم الوارثون . الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) أي أعالي الجنة التي تتفجر منه أنهار الجنة وفي الحديث الذي رواه مسلم والترمذي ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها أوسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تتفجر أنهار الجنة ) لذلك اختلفت صفات المؤمنين في سورة المؤمنون عما جاء في سورة المعارج فهي في سورة المؤمنون أعلى من الصفات التي جاءت في سورة المعارج لذلك جاء ضمير الفصل هم في كل آياتها فقال تعالى في سورة المعارج ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) أي مواظبون على أداء الصلاة لايشغلهم عنها شاغل وقال تعالى في سورة المؤمنون (الذين هم في صلاتهم خاشعون ) قال ابن عباس خاشعون أي خائفون ساكنون أي هم خائفون متذللون في صلاتهم لجلال الله وعظمته لاستيلاء الهيبة على قلوبهم والخشوع في الصلاة هو حضور القلب بين يدي الله تعالى مستحضرا لقربه فيسكن لذلك قلبه تطمئن نفسه وتسكن حركاته والخشوع هو روح الصلاة وهو المقصود منها وهو الذي يكتب للعبد وهذا من تفسير السعدي رحمه الله

وقال تعالى في سورة المعارج ( والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم ) أي في أموالهم نصيب معين فرضه الله عليهم وهو الزكاة للسائل والمحروم وقال في سورة المؤمنون ( والذين هم للزكاة فاعلون ) أي يؤدون زكاة أموالهم للفقراء والمساكين طيبة بها نفوسهم طلبا لرضا الله عز وجل لذلك جاء ضمير الفصل هم الذي هو للتأكيد في كل صفات المؤمنين في سورة المؤمنون فسبحان من هذا كلامه 

وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو

[٥/‏٨, ٦:٠٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : 

( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) سورة الأنعام ( 17 ) 

وقوله تعالى في سورة يونس آية ( 107 ) : 

( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) 

قال فى الأنعام : 

( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) 

وقال فى يونس : ( وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) 

فما سبب ذلك ؟

[٥/‏٨, ٦:٠٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: السبب فى ذلك والله أعلم راجع إلى السياق في الآيتين في سورة يونس جاء قبل الآية قوله تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ) ( ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) ( 96 : 97 )

ومعنى الآيتين : أى إن الذين وجبت عليهم كلمة العذاب بإرادة الله الأزلية لايصدقون ولا يؤمنون أبدا ولو جاءتهم البراهين والمعجزات ، حتى يروا العذاب الأليم فحينئذ يؤمنون كما آمن فرعون ولكن لا ينفعهم الإيمان .

[٥/‏٨, ٦:٠٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله تعالى : 

( وماكان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) أى ماكان لأحد أن يؤمن إلا بإرادته تعالى وتوفيقه . 

( ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ) أى ويجعل العذاب على الذين لا يتدبرون آيات الله ، ولا يستعملون عقولهم فيما ينفع .

وواضح من سياق الآيات أنها تتحدث عن إرادة الله في عباده ، فناسب قوله تعالى : ( وإن يردك بخير فلا راد لفضله )

[٥/‏٨, ٦:٠٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله تعالى : ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) أى لو أراد الله لآمن الناس جميعا ، ولكن لم يشأ ذلك ، لكونه مخالفا للحكمة ، فإنه تعالى يريد من عباده إيمان الإختيار ، لا إيمان الإكراه والاضطرار .

( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) 

قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على إيمان جميع الناس ، فأخبره تعالى أنه لا يؤمن إلا من سبقت له السعادة في الذكر الأول ، ولايضل إلا من سبقت له الشقاوة في الذكر الأول وهو ( اللوح المحفوظ )

[٥/‏٨, ٦:٠٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: فناسب ذلك سياق الآيات ، وكانت نهاية كل آية مناسبة مع سياق الآيات ، في الآية الأولى : ( فهو على كل شيء قدير ) فهو سبحانه وحده القادر على إيصال الخير للعباده ، ولا يملك كشف الضر عن عباده إلا هو . 

والآية الثانية : 

( يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) أى يصيب بهذا الفضل والإحسان من شاء من عباده فهو أعلم بهم ( وهو الغفور الرحيم ) أى هو سبحانه الغفور لذنوب العباد ، الرحيم بأهل الرشاد . 

فجاءت كل كلمة مناسبة في موضعها . 

فسبحان من هذا كلامه !!! 

نادى الله عيسى فى القرآن ثلاث مرات


من روائع البيان القرآني : نادى الله عيسى عليه السلام في القرآن ثلاث مرات ؛ مرة في سورة آل عمران في قوله تعالي : 

( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) < 55 آل عمران > 


وقوله تعالى : ( إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا .....) الآية. المائدة 110 


وقوله تعالي : ( وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك مايكون لي أن أقول ماليس لي بحق ....) الآية. المائدة 116 


انفردت سورة آل عمران بنداء الله سبحانه لعيسى عليه السلام دون نسبته إلى أمه ؛ وفي موضعي المائدة ناداه الله سبحانه ونسبه إلى أمه ؛ 

فقال في آل عمران : ( ياعيسى) ؛ وفي موضعي المائدة : 

( ياعيسى ابن مريم )



فما السبب في ذلك ؟!! 


السبب في ذلك والله أعلم :  

في آل عمران لم يكن في الآية ذكر لإمه فقال تعالى : ( إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ...)  

لذلك ناداه دون نسبته إلى أمه .

أما في موضعي المائدة كان فيهما ذكر لإمه في قوله تعالى : ( اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ...) الآية 

.وقال : ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )

فلما كان في الآيتين ذكر لإمه ناداه ونسبه إلى أمه 

وفي آل عمران لم يكن ذكر لإمه فناداه دون نسبة إلى أمه . 

والله أعلم .

فسبحان من هذا كلامه !!! 

لماذا بدأ بذكر الإبل فى سورة الغاشية

 [٥/‏٨, ٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: لماذا بدأ بذكر الإبل فى سورة الغاشية قبل ذكر السماء  ؟

[٥/‏٨, ٦:٠٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: بدأ بذكر اﻹبل في سورة الغاشية لأنها اﻷقرب واﻷلزم للعرب وهي من أنفس أموال العرب وهي معهم في أغلب أوقاتهم في سفرهم وحضرهم وفي مجالسهم وأشعارهم ومنها يأكلون ومنها يشربون وعليها يحملون فالعبرة فيها أكثر من غيرها بالنسبة للعرب وإليك بيان ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى (واﻷنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ) (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إﻻ بشق اﻷنفس إن ربكم لرءوف رحيم )اﻵيات 5/7 سورة النحل وقوله تعالى (وإن لكم في اﻷنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ) النحل 66  وقوله تعالى (وإن لكم في اﻷنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ) (وعليها وعلى الفلك تحملون )21/22 سورة المؤمنون  وقوله تعالى (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ) (وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ) (ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) 71/73 سورة يس  وقوله تعالى (الله الذي جعل لكم اﻷنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ) (ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون ) ( ويريكم آياته فأى آيات الله تنكرون ) 79/81 سورة غافر  . ومن استقراء اﻵيات السابقة تجد أن اﻹبل أعز مال العرب وأنفسه ويقوي هذا القول قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه (ﻹن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك  من حمر النعم ) ومن منافع اﻹبل أنها مع عظمها تلين للحمل الثقيل وتنقاد ﻹي أحد ولو كان طفلا صغيرا يأخذ بزمامها فيذهب بها حيث شاء وقد فضلت على جميع الحيوانات فهي زينة والركوب والحمل عليها وللإكل والشرب وﻻتوجد جميع هذه الخصال إﻻ في اﻹبل ولذلك بدأ بذكرها فهى من أعظم شئ عند العرب فينظرون إليها ليلا ونهارا ويصاحبونها في السفر والحضر وهي من أعجب الحيوانات عندهم  . ثم بعد ذلك بدأ بذكر السماء والجبال واﻷرض وهذا والله أعلم ترقي من اﻷعلى إلى اﻷدنى    هذا ماتيسر فهمه والله أعلم بالصواب

الخميس، 3 أغسطس 2023

عالم الغيب

[١٩‏/١١‏/٢٠٢٢, ٤:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : ( عالم الغيب والشهادة ) 

جاء فى عشر ( 10) مواضع فى القرآن الكريم 

وجاء قوله سبحانه : ( عالم الغيب ) دون : ( والشهادة ) فى موضعين من القرآن الكريم 

وإليك بيانها : 

( عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير ) نهاية الآية ( 73 ) سورة الأنعام 

( ثم تردون إلى عالم والشهادة فينبئكم بماكنتم تعملون ) نهاية الآية( 94 )

سورة التوبة

[١٩‏/١١‏/٢٠٢٢, ٤:٣٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : ( وستردون إلى عالم والشهادة فينبئكم بماكنتم تعملون ) نهاية الآية(105 ) التوبة

( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) ( 9 ) الرعد 

( عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ) ( 92 ) المؤمنون 

( ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) ( 6 ) السجدة

( قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فى ما كانوا فيه يختلفون ) ( 46 ) الزمر

[١٩‏/١١‏/٢٠٢٢, ٤:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : ( هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ) ( 22 ) الحشر 

( قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم والشهادة فينبئكم بماكنتم تعملون ) ( 8 ) الجمعة 

( عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ) (18) التغابن

[١٩‏/١١‏/٢٠٢٢, ٤:٤٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الموضعين بدون : ( والشهادة ) 

قوله سبحانه : ( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربى لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين ) ( سبأ 3) 

( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ) ( الجن 26) 

فما الفرق بين الموضعين والمواضع العشر ؟

[١٩‏/١١‏/٢٠٢٢, ٤:٤٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: أولا معنى عالم الغيب والشهادة : قال ابن عباس رضي الله عنهما 

عالم السر والعلانية 

وقيل : ماكان ومايكون 

وقيل: عالم بالآخرة والدنيا 

وقيل الغيب ما لم يعلم العباد ولا عاينوه ، والشهادة ماعلموا وشاهدوا 

قال ابن كثير فى تفسيره : يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا ، والغائبات عنا فلا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء من جليل وحقير وصغير وكبير حتى الذر فى الظلمات .

[١٩‏/١١‏/٢٠٢٢, ٥:٠٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من خلال استعراض معنى : ( عالم الغيب والشهادة ) 

نجد انه عام ومقترن بعضه ببعض لذلك لذلك جاء فى عشر مواضع فالأصل مجيئه ملازم أحده للآخر 

أما الموضعين فى سورتى سبأ والجن فكان السياق على أمور غيبية فقط ولا مجال للشهادة 

ففى سبأ : ( وقال الذين كفروا لاتأتينا الساعة ) والساعة من أمر الغيب 

وفى سورة الجن كان حديث السورة عن الجن وهو من عالم الغيب الذى لانراه . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . 

فسبحان من هذا كلامه !!! 

الأربعاء، 2 أغسطس 2023

وهم بالآخرة

[٢٨‏/٩‏/٢٠٢٢, ٧:٢٣ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : ( وهم بالآخرة كافرون ) 

وقوله تعالى : 

( وهم بالآخرة هم كافرون ) 

وقوله تعالى : 

( وهم بذكر الرحمن هم كافرون ) 

أما الموضع الأول انفردت به سورة الأعراف ، والموضع الثانى جاء في سور : ( هود ويوسف وفصلت ) 

أما الموضع الثالث فقد جاء فى سورة الأنبياء . 

فما سبب انفراد سورة الأعراف بذكر الضمير ( هم ) مرة واحدة .

[٢٨‏/٩‏/٢٠٢٢, ٧:٢٣ ص] حسن أحمد حسن سليمان: موضع الأعراف : ( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون ) ( 54 )

( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ) هود ( 19 ) 

( قال لايأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمنى ربى إنى تركت ملة قوم لايؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون ) يوسف ( 37 ) 

( الذين لايؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ) فصلت ( 7 ) 

( وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذى يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون ) الأنبياء( 36 )

[٢٨‏/٩‏/٢٠٢٢, ٧:٢٣ ص] حسن أحمد حسن سليمان: بتتبع سياق الآيات التى تكرر فيها الضمير ( هم ) الذى هو للتأكيد نجدها كلها فى سياق الحياة الدنيا ، فتكرر الضمير ليبين إصرار الكفار على كفرهم بالله وجحودهم وإنكارهم الحساب فى الآخرة ، أما آية الأعراف فكانت فى سياق يوم القيامة بعد أن أصبح الأمر واضحا جليا ، كما قال تعالى : ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) سورة ق ( 22 )

[٢٨‏/٩‏/٢٠٢٢, ٧:٢٣ ص] حسن أحمد حسن سليمان: أى : فأزلنا عنك الحجاب الذى كان على قلبك وسمعك وبصرك فى الدنيا ، فبصرك اليوم قوى نافذ ترى به ماكان محجوبا عنك ، وقد جاء فى سورة الأعراف قبل الآية مايدل على أنها فى سياق الآخرة وذلك في قوله تعالى : 

( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ماوعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ماوعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) ( 44) 

وأهلها غافلون . مصلحون . ظالمون

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال فى الأنعام : 

( وأهلها غافلون ) 

وقال فى هود : 

( وأهلها مصلحون ) 

وقال فى القصص : 

( وأهلها ظالمون )  

فما سبب ذلك ؟

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : 

( ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) سورة الأنعام ( 131 ) 

وقوله تعالى : 

( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) سورة هود ( 117 ) 


وقوله تعالى : 

( وماكان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكى القرى إلا وأهلها ظالمون ) سورة القصص ( 59 )

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى سورة هود جاء قبل الآية قوله تعالى : 

( فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد فى الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ) ( 116 ) 

أى فهلا كان من الأمم الماضية قبلكم أولوا عقل وفضل ، وجماعة أخيار ، ينهون الأشرار عن الإفساد فى الأرض ، لكن قليلا منهم نهوا عن الفساد فنجوا ومن ينهى عن الفساد فهو مصلح فكانت ( وأهلها مصلحون ) مناسبة مع سياق سورة هود .

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى الأنعام فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : 

( يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ) ( 130) 

فقد ناداهم الله يوم القيامة ألم تأتكم الرسل يتلون عليكم آيات ربكم ويخوفونكم عذاب هذا اليوم الشديد ، قالوا بلى شهدنا على أنفسنا ، قال ابن عطية فى تفسيره : وهذا إقرار منهم بالكفر ، واعتراف على أنفسهم بالتقصير ، فكانت : (واهلها غافلون ) 

مناسبة في سورة الأنعام .

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة القصص فقد جاء قبل الآية قوله تعالى : 

( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين ) ( 58 )  

أى وكثير من أهل قرية طغت وكفرت نعمة الله ، فدمر الله عليهم وخرب ديارهم ، فتلك مساكنهم خاوية بما ظلموا ، فكانت : 

( وأهلها ظالمون ) مناسبة سياق السورة . 

فجاءت كل كلمة مناسبة في مكانها . 

فسبحان من هذا كلامه !!!

[٢٥‏/٩‏/٢٠٢٢, ١:٠١ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء في هود : 

( ليهلك ) 

وفى الأنعام والقصص ( مهلك ) 

فى هود ذكر أن الناهون عن الفساد كانوا قلة فجاء بالفعل(ليهلك ) لأن الفعل يدل على التجدد والتغير ، فعدم إهلاك القرية مرتبط بالنهى عن الفساد ، يعنى ليس دائما ، أما فى الأنعام والقصص فكانوا غافلين ظالمين فهم مصرون على غفلتهم وظلمهم فجاءت : ( مهلك ) بالاسم مناسبة مع سياق السورتين لأن الاسم يدل على الاستقرار والدوام . 

فسبحان من هذا كلامه !!! 

وهو بكل شيء عليم . بكل خلق عليم

[٢٦/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى الموضع الثاني فى سورة الأنعام : 

( بديع السموات والأرض...الآية 

أى مبدعهما من غير مثال سابق ، كيف له ولد وليس له زوجة ؟ والولد لايكون الإ من زوجة ، وما من شيء إلا هو خالقه والعالم به ، ومن كان كذلك كان غنيا عن كل شئ ، وهو بكل شئ عليم

الموضع الثالث : سورة الحديد 

( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم )

[٢٦/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : قوله تعالى : 

(وهو بكل شيء عليم ) 

( وهو بكل خلق عليم ) 

جاء الأول في ثلاثة مواضع 

وجاء الثاني في موضع وحيد في القرآن فى سورة يس 

( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم ) البقرة 29

( بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ) الأنعام 101

[٢٦/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: ففى الموضع الأول فى البقرة : ( هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء ) أى هو الذى 

خلق لكم الأرض وما فيها لتنتفعوا بها ، وتعتبروا بأن الله هو الخالق الرازق ، وهو عالم بكل ما خلق وذرأ  

فجاءت : ( وهو بكل شيء عليم ) 

مناسبة مع عموم الآية

[٢٦/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع يس : (وهو بكل خلق عليم )

فقد جاء بعد قوله تعالى : ( وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم )

قال المفسرون : نزلت في(أبي بن خلف ) جاء بعظم رميم ، وفتته فى وجه النبى الكريم وقال ساخرا : أتزعم يامحمد أن الله يحيينا بعد أن نصبح رفاتا مثل هذا ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: ( نعم يبعثك ويدخلك النار )

[٢٦/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى ليس لوجوده بداية ، ولا لبقائه نهاية ، وهو الظاهر للعقول بالأدلة والبراهين الدالة على وجوده ، الباطن الذى لاتدركه الأبصار ، ولاتصل العقول إلى كنه ذاته وفى الحديث : 

( أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ )

وهو تعالى عالم بكل ذرة فى الكون

[٢٦/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاءت الآيات تتحدث عن خلق الإنسان وبعثه بعد الموت ردا على هذا الكافر فجاءت : 


( وهو بكل خلق عليم ) مناسبة مع سياق الآيات 

حيث أنها تتحدث عن خلق الإنسان 

فجاءت كل كلمة مناسبة في موضعها فى المواضع الأربع 

فسبحان من هذا كلامه !!! 

يبسط الرزق

[٢/‏٨, ١١:١٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآني : اﻵيات التي أخبر الله فيها عن بسط الرزق لعباده ، جاءت جميعا بدون لفظ (عباده ويقدر له) ، ماعدا ثلاث مواضع ، جاء موضعان منهما بلفظ (عباده ويقدر له) ، والموضع الثالث (من عباده ويقدر) ، دون لفظ (له) ، في كل المواضع لم يؤكد وسبب ذلك والله أعلم أن بسط الرزق وتضييقه لم ينكره أحد حتى الكافر والمشرك ، قال تعالى 

(قل من يرزقكم من السماء واﻷرض أمن يملك السمع واﻷبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر اﻷمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) سورة يونس 31 . فلما كان هذا اﻷمر لم ينكره أحد حتى المشركين فلم يؤكد في أكثر مواضع القرآن ، أما المواضع التي جاءت مؤكدة بلفظ (عباده ويقدر له) ، فجاءت بسبب وهذا سنبينه إن شاء الله في الرسائل القادمة .

[٢/‏٨, ١١:٢٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: مع روائع البيان القرآني : مع الموضع اﻷول ، في سورة القصص قوله تعالى آية 82 

(وأصبح الذين تمنوا مكانه باﻷمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لوﻻ أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه ﻻيفلح الكافرون ) .

جاءت اﻵية في سياق قصة قارون ، لما قال ضعفاء اﻹيمان ، ممن خدعتهم الدنيا ببريقها وزخرفها وزينتها ، (ياليت لنا مثل ما أوتي قارون) ، فلماخسف الله به وبداره وكنوزه اﻷرض ، ندموا على ماقالوا وتمنوا ، وحمدوا الله أنه لم يخسف بهم ، وقالوا أعجبوا أيها القوم من صنع الله !! كيف أن الله يوسع الرزق لمن يشاء من عباده ، ﻻلكرامته عليه ، ويضيق على من يشاء - لحكمته وقضائه ابتلاء- ﻻلهوانه عليه !! .

لذلك جاءت اﻵية مؤكدة (من عباده ويقدر) .

الموضع الثاني قوله تعالى في سورة العنكبوت أﻵية 62

(الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شئ عليم) .جاءت اﻵية مؤكدة (من عباده ويقدر له) ، ﻷنها جاءت في سياق إقامة الحجة على المشركين وذلك في قوله تعالى : 

(ولئن سألتهم من خلق السموات واﻷرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون ) آية 61 ، وقوله تعالى : 

(ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به اﻷرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمدلله بل أكثرهم ﻻيعقلون ) آية 63 . 

ولذلك جاء التأكيد في اﻵية (من عباده ويقدر له) ، وأيضا جاء في اﻵية السابقة تأكيد آخر وهو قوله (فأحيا به اﻷرض من بعد موتها) ، فإن (من بعد موتها) ، موضع وحيد في القرآن ، فإن كل المواضع (فأحيا به اﻷرض بعد موتها) ، والتأكيد مناسب مع إقامة الحجة على المشركين . وقد جاء في اﻵيات تأكيد آخر وهو قوله تعالى 

(وكأين من دابة ﻻتحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) آية 60 ، وهي تضمن لجميع الخلق رزقهم ، وأن الله عز وجل تكفل برزق جميع الخلق ، حتى الحيوانات الضعيفة التي ﻻتقدر على كسب رزقها . 

الموضع الثالث قوله تعالى في سورة سبأ اﻵية 39 

(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وماأنقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) ، وقد جاءت اﻵية مؤكدة لما قبلها في قوله تعالى 

(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) آية 36 . وهذه اﻵية الكريمة جاءت ردا على المشركين لما قالوا (وقالوا نحن أكثر أمواﻻ وأوﻻدا ومانحن بمعذبين) آية 35 . أي أنهم قالوا إن الله ﻻيعذبنا ﻷنه راض عنا ، ولو لم يكن راضياعنا لما بسط لنا في الرزق ، وهو قياس فاسد ، قاسوا أمر الدنيا على اﻵخرة ، وظنوا أن الله كما أعطاهم اﻷموال واﻷوﻻد في الدنيا ، ﻻيعذبهم في اﻵخرة . 

فجاء التأكيد في المواضع الثﻻث في مكانه . فسبحان من هذا كلامه!!!

[٢/‏٨, ١١:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع القراني : أما المواضع التي لم تؤكد فهي قوله تعالى 

(الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وماالحياة الدنيا في اﻵخرة إﻻ متاع) سورة الرعد آية 26 

(إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا) سورة اﻹسراء آية 30 

(أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ﻵيات لقوم يؤمنون) سورة الروم آية 37 

(قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس ﻻيعلمون) سورة سبأ آية 36 

(أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك ﻵيات لقوم يؤمنون) سورة الزمر آية 52 

(له مقاليد السموات واﻷرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شئ عليم ) سورة الشورى آية 12 . 

فهذه ست مواضع جاءت بدون تأكيد ، كلها تدور على أن الله يوسع على من يشاء من عباده ، ويضيق على من يشاء ، حسب الحكمة والمصلحة ، وحيث أن هذا اﻷمر لم ينكره أحد كما ذكرنا ، فجاءت المواضع دون تأكيد بلفظ (عباده ويقدرله) .

فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!! 

لا يعقلون. يعلمون

 قوله تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماألفينا عليه آباءنا أولو كان آباءهم ﻻيعقلون شيئا وﻻيهتدون) البقرة 170   وقوله تعالى ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا  ما وجدنا عليه آباءنا أو لو آباءهم ﻻيعلمون شيئا وﻻيهتدون) المائدة 104  وﻻشك أن نفي العقل عنهم في آية البقرة أشد من نفي العلم عنهم في سورة المائدة والفرق بين اﻵيتين يظهر جلي بتتبع سياق اﻵيتين وماجاء قبلهما فقد قبل آية البقرة قوله تعالى  ( ومن الناس من يتخذ أندادا يحبونهم كحب الله  ........)اﻵية 165  وﻻشك أن اتخاذ اﻷنداد من دون الله من اﻷصنام والرؤساء وغيرهم يجعلها أشباها ونظراء مع الله كأنها تخلق وترزق وهى حجارة صماء بكماء فهذا من الجهالة وفقد العقل . وجاء قبل آية المائدة قوله تعالى (ما جعل الله من بحيرة وﻻسائبة وﻻوصيلة وﻻحام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم ﻻيعقلون ) وهذا كان عند أهل الجاهلية أذا أنتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكرا شقوا اذنها وحرموا ركوبها وهي البحيرة فاﻵية خاصة بأنواع من الحيوانات من اﻹبل وغيرها كانوا يحرمونها فلما جاء اﻹسﻻم أبطل هذه العادات كلها وهذا اﻷمر وهو تحريم هذه الحيوانات أقل جرما من اتخاذ اﻷنداد لذلك نفى عنهم العقل في اﻵية اﻷولى وفي الثانية العلم  والله أعلم