السبت، 11 أكتوبر 2025

(القوم الكافرين)(القوم الظالمين)(القوم الفاسقين)

 [١٩/‏٩, ٤:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى: 

(بلاغة اللفظ القرآنى) : (القوم الكافرين)(القوم الظالمين)(القوم الفاسقين) ، تكرر فى القرآن  فى مواضع مختلفة ، كل موضع جاء فى سياقه المناسب به ، وإليك بيانها من خلال استعراض الآيات التى جاء بها ، (والله لا يهدى القوم الكافرين) ، تكرر فى موضعين : قوله سبحانه فى سورة البقرة : (ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولايؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لايقدرون على شيئ مما كسبوا والله لايهدى القوم الكافرين)(264) .قوله سبحانه فى سورة التوبة : (إنما النسيئ زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله فيحلوا ماحرم الله زين لهم سوء عملهم والله لايهدى القوم الكافرين)(37) .

[١٩/‏٩, ٤:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: (إن الله لايهدى القوم الكافرين) ، جاء فى موضع وحيد فى القرآن فى سورة المائدة : قوله سبحانه : (ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدى القوم الكافرين)(67) . وجاء فى سورة النحل قوله سبحانه : (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لايهدى القوم الكافرين)(107) ، موضع وحيد فى القرآن بهمزة مفتوحة . وبالرجوع إلى تفسير الآيات يتبين مناسبة لفظ (الكافرين) لسياق الآيات .

[١٩/‏٩, ٥:٣٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير اﻵية الأولى : (ياأيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى...الآية) : يامن آمنتم بالله واليوم الآخر لاتذهبوا ثواب ماتتصدقون به بالمن والأذى كالذى ينفق ماله ليراه الناس ، فيثنوا عليه ، وهو لايؤمن بالله ولايوقن باليوم الآخر ، فمثل ذلك مثل حجر أملس عليه تراب هطل عليه مطر غزير فأزاح عنه التراب ، فتركه أملس لاشئ عليه ، فكذلك هؤلاء المراؤون تضمحل أعمالهم عند الله ، ولايجدون شيئا من الثواب على ماأنفقوه . والله لايوفق الكافرين لإصابة الحق فى نفقاتهم وغيرها . ومن خلال استعراض تفسير الآية تبين مناسبة لفظ : (الكافرين) لسياق الآية .

[١٩/‏٩, ٧:٣٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثانى : قوله سبحانه : (إنما النسئ زيادة فى الكفر...الآية) أى : إن الذى كانت تفعله العرب فى الجاهلية من تحريم أربعة أشهر من السنة عددا لا تحديدا بأسماء الأشهر التى حرمها الله ، فيؤخرون بعضها أو يقدمونه ويجعلون مكانه من أشهر الحل ماأرادوا حسب حاجتهم للقتال ، إن ذلك زيادة فى الكفر ، يضل الشيطان به الذين كفروا ، يحلون الذى أخروا تحريمه من الأشهر الأربعة عاما ، ويحرمونه عاما ؛ ليوافقوا عدد الشهور الأربعة ، فيحلوا ماحرم الله منها . زين لهم الشيطان الأعمال السيئة.  والله لايوفق القوم الكافرين إلى الحق والصواب . وتبين بعد استعراض تفسير الآية مناسبة لفظ : (القوم الكافرين) لسياق الآية .

[١٩/‏٩, ١٠:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثالث : قوله سبحانه : (ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لايهدى القوم الكافرين)(67)  أى : ياأيها الرسول بلغ وحى الله الذى أنزل إليك من ربك ، وإن قصرت فى البلاغ فكتمت منه شيئا، فإنك لم تبلغ رسالة ربك ، وقد بلغ صلى الله عليه وسلم رسالة ربه كاملة ، فمن زعم أنه كتم شيئا مما أنزل عليه ، فقد أعظم على الله ورسوله الفرية. والله تعالى حافظك وناصرك على أعدائك ، فليس عليك إلا البلاغ . إن الله لا يوفق للرشد من حاد عن سبيل الحق ، وجحد ماجئت به من عند الله .

[١٩/‏٩, ١٠:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وهذه الآية سماها المفسرون : آية رفع الحرس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، فقد تكفل الله وحده بحفظه : ( والله يعصمك من الناس) ، وبتبلغيه رسالات ربه تعرض للأذى من المشركين ، فحفظه ربه من كيدهم ومكرهم . لذلك جاء التأكيد بأن ، كما ناسب لفظ : ( الكافرين ) سياق الآية . وكما ذكرنا من قبل :(إن الله لايهدى القوم الكافرين) هو موضع وحيد فى القرآن . فناسب التأكيد ولفظ الكافرين سياق الآية .

[١٩/‏٩, ١١:٣٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الأخير فى سورة النحل : ( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لايهدى القوم الكافرين)(107) ، وهو موضع وحيد فى القرآن بهمزة مفتوحة : (وأن الله لايهدى القوم الكافرين) ، جاءت الآية مفسرة للآية التى قبلها فى قوله تعالى : (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)(ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لايهدى القوم الكافرين)(107:106) .

[١٩/‏٩, ١١:٤٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير الآيتين : إنما يفترى الكذب من نطق بكلمة الكفر وارتد بعد إيمانه ، فعليهم غضب من الله ، إلا من أرغم على النطق بالكفر ،  فنطق به خوفا من الهلاك وقلبه ثابت على الإيمان ، فلا لوم عليه ، لكن من نطق بالكفر واطمأن قلبه إليه ، فعليهم غضب شديد من الله ، ولهم عذاب عظيم  ؛ وذلك بسبب إيثارهم الدنيا وزينتها ، وتفضيلهم إياها على الآخرة وثوابها ، وأن الله لايهدى الكافرين ، ولايوفقهم للحق والصواب ، ووضح من خلال استعراض تفسير الآيتين مناسبة قوله سبحانه : ( وأن الله لايهدى القوم الكافرين) لسياق الآية  .

[٢٠/‏٩, ٢:٣٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: (والله لايهدى القوم الظالمين)(إن الله لايهدى القوم الظالمين) ، تكرر الأول : ست مرات (6) ، وتكرر الثانى : أربع مرات( 4) . وهو أكثر ماتكرر فى القرآن ، وذلك لأن معنى الظلم  : تجاوز الحد فهو عام ، يدخل فيه الكفر :(والكافرون هم الظالمون) ، ويدخل فيه الشرك (يابنى لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) ، ويدخل فيه ظلم النفس ، وظلم الغير . وهذا سبب تكرره فى القرآن ، وإليك بيان المواضع الذى جاء فيها ، قوله سبحانه فى سورة البقرة : (ألم تر إلى حاج إبراهيم فى ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت قال أنا أحى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لايهدى القوم الظالمين)(258) .

[٢٠/‏٩, ٢:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: فهذه ملك تجبر لما آتاه الملك ، وسأل إبراهيم من ربك ؟ فقال عليه السلام : ربى الذى يحيى الخلائق فتحيا ، ويسلبها الحياة فتموت ، فهو المتفرد بالإحياء والإماتة ، قال : أنا أحيى وأميت ، أى أقتل من أردت قتله ، واستبقى من أردت استبقاءه ، فلما وجده إبراهيم غبى لايفهم ، نقله إلى آية أكبر ، فقال له إبراهيم : إن الله الذى أعبده يأتى بالشمس من المشرق ، فهل تستطيع تغيير هذه السنة الإلهية بأن تجعلها تأتى من المغرب ؛ فتحير هذا الكافر وانقطعت حجته ، شأنه شأن الظالمين لايهديهم الله إلى الحق والصواب ، وهو بادعائه الألوهية تجاوز الحد فى الكفر ، فناسب قوله : (والله لايهدى القوم الظالمين) سياق الآية.

[٢٠/‏٩, ٣:٠٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثانى : قوله سبحانه فى سورة آل عمران : (كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لايهدى القوم الظالمين)(86) أى : كيف يوفق الله للإيمان به وبرسوله قوما جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم  بعد إيمانهم به ، وشهدوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم حق وماجاء به هو الحق ، وجاءهم الحجج من عند الله والدلائل بصحة ذلك ؟ فهو بذلك قد تجاوز الحد ، فقد كان مومنا ، ثم كفر وارتد . فناسب قوله : (والله لايهدى القوم الظالمين) سياق الآية .

[٢٠/‏٩, ٣:٥٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثالث فى سورة التوبة : قوله سبحانه : (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله لايستوون عند الله والله لايهدى القوم الظالمين)(19) أى : أجعلتم - أيها القوم - ماتقومون به من سقى الحجيج وعمارة المسجد الحرام  كإيمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله ؟ لا تتساوى حال المؤمنين وحال الكافرين عند الله ، لأن الله لايقبل عملا بغير الإيمان . فهذه المساوة من الظلم وتجاوز الحد ، والله سبحانه لايوفق لأعمال الخير القوم الظالمين لأنفسهم بالكفر . فناسب قوله : (والله لايهدى القوم الظالمين) سياق الآية .

[٢٠/‏٩, ٥:١٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الرابع فى سورة التوبة : (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم  من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لايهدى القوم الظالمين)(109) الآية خاصة بمسجد الضرار الذى بناه المنافقون ، مضارة للمؤمنين ، وكفرا بالله وتفريقا بين المؤمنين ، ليصلى فيه بعضهم ويترك مسجد (قباء) الذى يصلى فيه المسلمون ، فيختلف المسلمون ويتفرقوا بسبب ذلك ، وانتظارا لمن حارب الله ورسوله من قبل - وهو أبو عامر الراهب الفاسق - ليكون مكانا للكيد للمسلمين . وهذا من أبشع الظلم ، وتجاوز الحد . وتبين مناسبة قوله : (والله لايهدى القوم الظالمين)  لسياق الآية .

[٢٠/‏٩, ٥:٣١ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الخامس فى سورة الصف قوله سبحانه : ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لايهدى القوم الظالمين)(7) أى : ولا أحد أشد ظلما وعدوانا ممن اختلق على الله الكذب ، وجعل له شركاء فى عبادته ، وهو يدعى إلى الدخول فى الإسلام وإخلاص العبادة لله وحده . والله لايوفق الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك ، إلى مافيه فلاحهم . ووضح من سياق الآية مناسبة قوله تعالى : (والله لايهدى القوم الظالمين)  لسياق الآية ، وأوضح مافى الآية قوله سبحانه : (ومن أظلم) .

[٢٠/‏٩, ٦:٠٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع السادس والأخير فى سورة الجمعة قوله سبحانه : (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدى القوم الظالمين)( 5 ) شبه اليهود الذين كلفوا العمل بالتوراة ثم لم يعملوا بها ، كشبه الحمار الذى يحمل كتبا لايدري مافيها ، قبح مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ، ولم ينتفعوا بها ، وهذا من الظلم الواضح ، وتجاوز الحد ، والله لا يوفق القوم الظالمين الذين يتجاوزون حدوده ، ويخرجون عن طاعته . والأمر جلى فى مناسبة قوله تعالى : (والله لايهدى القوم الظالمين) لسياق الآية .

[٢٠/‏٩, ٨:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: ( إن الله لايهدى القوم الظالمين) : جاء الموضع الأول فى سورة المائدة فى قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين)(51) أى ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى حلفاء وأنصارا على أهل الإيمان ؛ ذلك أنهم لايوادون المؤمنين ، فاليهود يوالى بعضهم بعضا ، وكذلك النصارى ، وكلا الفريقين يجتمع على عدواتكم  . ومن يتولهم منكم فإنه يصير من جملتهم . وليس اتخاذهم أولياء مرتبة واحدة بين الناس ، ولكنه درجات متفاوتة ، فكل بحسب اتخاذه ، لذلك : (القوم الظالمين ) شملت الجميع كل بحسب اتخاذه . ولما كان الأمر خطير ، جاء التأكيد بأن مناسب مع معنى الآية .

[٢٠/‏٩, ٩:١٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثانى فى سورة الأنعام فى قوله سبحانه : (ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أم اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى القوم الظالمين)(144) وحديث الآية يدور حول تحريم المشركين للإبل ، لايأكلها إلا لمن يأذنون له - حسب ادعاءهم - من سدنة الأوثان وغيرهم ، وهذه إبل حرمت ظهورها ، فلا يحل ركوبها والحمل عليها بحال من الاحوال . وهذه إبل لايذكرون اسم الله عليها فى أى شأن من شئونها. فعلوا ذلك كذبا منهم على الله . فلا أحد أشد ظلما ممن اختلق على الله الكذب ؛ ليصرف الناس بجهله عن طريق الهدى. إن الله لايوفق للرشد من تجاوز حده ، فكذب على ربه ، وأضل الناس . والأمر جلى لتناسب نهاية الآية مع معنى الآية، وكذلك التأكيد (بأن ) .

[٢٠/‏٩, ١٠:٠٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثالث فى سورة القصص فى قوله سبحانه : (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لايهدى القوم الظالمين)(50) ارتبطت الآية بما قبلها وذلك فى قوله تعالى : (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ماأوتى موسى أو لم يكفروا بماأوتى موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون)(قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين)(49:48) ولأنهم كاذبون لن يستطيعوا ذلك ولم يستجيبوا لك - أيها الرسول- بالإتيان بالكتاب ، ولم يبق لهم حجة ، فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ، ولاأحد أكثر ضلالا ممن اتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لايوفق لإصابة الحق القوم الظالمين الذين خالفوا أمر الله ، وتجاوزوا حدوده .

[٢٠/‏٩, ١٠:١٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الرابع والأخير فى سورة الأحقاف فى قوله تعالى : (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لايهدى القوم الظالمين)(10) أى : قل - أيها الرسول- لمشركى قومك : أخبرونى إن كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به ، وشهد شاهد من بنى إسرائيل كعبدالله بن سلام على مثل هذا القرآن ، وهو مافى التوراة من التصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فصدق وعمل بما جاء فى القرآن ، وجحدتم ذلك استكبارا ، فهل هذا إلا أعظم الظلم وأشد الكفر ؟ إن الله لايوفق إلى الإسلام وإصابة الحق القوم الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله . والأمر جلى فى مناسبة نهاية الآية مع معناها ، وكذلك التأكيد( بأن) .

[٢٠/‏٩, ١١:٠٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: ( والله لايهدى القوم الفاسقين) ( أربع مواضع ) ، الموضع الأول فى سورة المائدة فى قوله سبحانه : (ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لايهدى القوم الفاسقين)(108) والآية مفسرة لما قبلها التى تتحدث عن إذا قرب الموت من أحد المؤمنين ، فليشهد على وصيته اثنين أمينين من المسلمين أو آخرين من غير المسلمين عند الحاجة . فإن اطلع أولياء الميت على أن الشاهدين المذكورين قد أثما بالخيانة فى الشهادة ، فليقم مقامهما فى الشهادة اثنان من أولياء الميت ، ذلك الحكم عند الارتياب فى الشاهدين من الحلف بعد الصلاة وعدم قبول شهادتهما ، أقرب إلى أن يأتوا بالشهادة على حقيقتها خوفا من عذاب الآخرة .

[٢٠/‏٩, ١١:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: أو خشية من أن ترد اليمين الكاذبة من قبل أصحاب الحق بعد حلفهم ، فيفتضح الكاذب الذى ردت يمينه فى الدنيا وقت ظهور خيانته . وخافوا الله - أيها الناس - وراقبوه أن تحلفوا كذبا ، وأن تقتطعوا بأيمانكم مالا حراما ، واسمعوا ماتوعظون به . والله لايهدى القوم الفاسقين الخارجين عن طاعته . واتضح من تفسير الآيات أن الفسق فسق معصية وليس خروج من الملة . فمعنى الفسق : الخروج عن الطاعة ، من قولهم فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرها . فيحكم على المعنى من سياق الآية ومعناها ، وعن من تتحدث .

[٢٠/‏٩, ١١:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثانى فى سورة التوبة فى قوله سبحانه : (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين)(24) والآية تتحدث عن المؤمنين ، أى : قل -ياأيها الرسول - للمؤمنين  : إن فضلتم الآباء والأبناء والإخوان والزوجات والقرابات والأموال التى جمعتموها والتجارة التى تخافون عدم رواجها والبيوت الفارهة التى أقمتم فيها ، إن فضلتم ذلك على حب الله ورسوله والجهاد فى سبيله فانتظروا عقاب الله ونكاله بكم . والله لايوفق الخارجين عن طاعته . إذا الفسق فسق معصية .

[٢٢/‏٩, ٢:٤٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثالث فى سورة التوبة فى قوله سبحانه  : (استغفر لهم أو لاتستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لايهدى القوم الفاسقين)  نزلت الآية فى شأن المنافقين ، استغفر - ايها الرسول- للمنافقين أو لاتستغفر لهم ، فلن يغفر الله لهم ، مهما كثر استغفارك لهم ، والعدد يراد به المبالغة ، فهو لامفهوم له ، فهم كفروا بالله ورسوله . قال الضحاك : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد رخص لى فلأزيدن على السبعين لعل الله أن يغفر لهم ، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم : (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لايهدى القوم الفاسقين) ، ويؤخذ من الآية الكريمة شدة شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته.

[٢٢/‏٩, ٢:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الرابع والأخير فى سورة الصف قوله سبحانه : (وإذ قال موسى لقومه ياقوم لم تؤذوننى وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لايهدى القوم الفاسقين)(5) أى : واذكر لقومك- أيها الرسول- حين قال نبى الله موسى عليه السلام لقومه : لم تؤذوننى بالقول والفعل ، ومن الأذى قولهم : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، وقولهم فاذهب أنت وربك فقاتلا ، وقولهم : إنك قتلت هارون . وقد تعلمون أنى رسول الله إليكم ، فلما مالوا عن الحق ، أمال الله قلوبهم عن الهدى وصرفها عن قبول الهداية . والله لايهدى القوم الخارجين عن طاعته ومنهاج الحق .

[٢٢/‏٩, ٣:٠٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: (إن الله لايهدى القوم الفاسقين) موضع وحيد فى القرآن جاء فى سورة المنافقون قوله سبحانه : (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لايهدى القوم الفاسقين)( 6) ، ذكرنا من قبل قول الضحاك : لما قال النبى صلى الله عليه وسلم : إن الله قد رخص لى فلأزيدن على السبعين لعل الله أن يغفر لهم ، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الآية . فإن الله لن يصفح عن ذنوبهم أبدا ؛ لإصرارهم على الفسق ورسوخهم فى الكفر . إن الله لايوفق للإيمان القوم الكافرين به ، الخارجين عن طاعته . فناسب التأكيد سياق الآية (إن الله لايهدى القوم الفاسقين) .

فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق