السبت، 18 أكتوبر 2025

(الجن والإنس)(الإنس والجن)

 [١٧/‏١٠, ٨:٥١ م] رقمى موبيلي: من روائع البيان القرآنى :

(بلاغة اللفظ القرآنى)

(التقديم والتأخير) : (الجن والإنس)(الإنس والجن) ، جاء الأول فى تسع مواضع من القرآن الكريم (9 مواضع) ، وجاء الثانى فى ثلاث مواضع من القرآن العظيم . والأصل تقديم الجن على الإنس ، لأنهم خلقوا قبل الإنس ، فهو تقديم زمن ، وهو من أنواع التقديم فى القرآن ، وذلك مثل قوله تعالى فى سورة آل عمران : (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين)(68) فتقديم أتباع إبراهيم على النبى صلى الله عليه وسلم تقديم زمن .

[١٧/‏١٠, ٩:١٩ م] رقمى موبيلي: ومثل قوله سبحانه فى سورة التوبة : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذين بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)(111) فتقديم التوراة والإنجيل على القرآن الكريم تقديم زمن . والمواضع الثلاث الذى تقدم فيها الإنس على الجن ، من خلال استعراض تفسير الآيات يمكن معرفة سبب التقديم . وإليك بيان المواضع التسع : قوله سبحانه فى سورة الأنعام : (يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى...الآية)(130) .

[١٨/‏١٠, ٦:٤٠ م] رقمى موبيلي: قوله سبحانه فى سورة الأعراف : (قال ادخلوا فى أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس فى النار...الآية)(38) ، وقوله سبحانه فى نفس السورة : (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس...الآية)(179) ، وقوله سبحانه فى سورة النمل : (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون)(17) ، وقوله سبحانه فى سورة فصلت : (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم مابين أيديهم وماخلفهم وحق عليهم القول فى أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين)(25) ، وقوله سبحانه فى نفس السورة : ( وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين)(29) .

[١٨/‏١٠, ٦:٤٧ م] رقمى موبيلي: وقوله سبحانه فى سورة الأحقاف : ( أولئك الذين حق عليهم القول فى أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين)(18) ، وقوله سبحانه فى سورة الذاريات : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)(56) ، وقوله سبحانه فى سورة الرحمن : (يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان)(33) . فهذه تسع مواضع ( 9 مواضع) ، تقدم فيها ذكر الجن على الإنس . أما المواضع الثلاث الذى تقدم فيها الإنس على الجن فهى قوله سبحانه فى سورة الأنعام : ( وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم زخرف القول غرورا ولو شاء ربك مافعلوه فذرهم ومايفترون)(112) .

[١٨/‏١٠, ٨:٥٩ م] رقمى موبيلي: وقوله سبحانه فى سورة الإسراء : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)(88) ، وقوله سبحانه فى سورة الجن : ( وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على كذبا)(5) . جاء فى تفسير آية الأنعام : أى كما جعلنا هؤلاء المشركين أعداءك ، يعادونك ويخالفونك ، كذلك جعلنا لمن قبلك من الأنبياء أعداء من شياطين الإنس والجن ، فاصبر على الأذى كما صبروا ، قال ابن الجوزى : أى كما ابتليناك بالأعداء، ابتلينا من قبلك من الأنبياء، ليعظم الثواب عند الصبر على الأذى . (زاد المسير 3 / 108)

[١٨/‏١٠, ٩:٠٥ م] رقمى موبيلي: قال مقاتل : وكل إبليس بالإنس شياطين يضلونهم ، فإذا التقى شيطان الإنس بشيطان الجن ، قال أحدهما لصاحبه : إنى أضللت صاحبى بكذا وكذا ، فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا ، فذلك وحى بعضهم إلى بعض . ( تفسير ابن الجوزى 3 / 109) . ولاريب أن مكر شيطان الإنس كمكر وعدواة المشركين للنبى صلى الله عليه وسلم كعدواة ومكر أبى جهل وأبى لهب ، أشد من مكر شيطان الجن فإنه مهما مكر فهو ضعيف : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)(76)(النساء) . فكان هذا سبب تقديم الإنس على الجن  فى هذا الموضع ، (وهو شدة المكر) .

[١٨/‏١٠, ٩:٣٠ م] رقمى موبيلي: موضع سورة الإسراء : (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) أى : قل- يارسول الله- لأئمة المشركين الذين توهموا أن القرآن من صنعك . كما جاء فى سورة يونس : (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لايرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل مايكون لى أن أبدله من تلقائ نفسى إن أتبع إلا مايوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم)(قل لو شاء الله ماتلوته عليكم ولاأدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون)(16:15) .

[١٨/‏١٠, ٩:٥٦ م] رقمى موبيلي: قل لهم : لئن اجتمعت الإنس والجن ، واتفقوا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فى إعجازه البيانى ، والعلمي ، والتشريعى، وفى سائر وجوه إعجازه ، لايقدرون على  ذلك ، ولو كان بعضهم لبعض معينا . ومن خلال تفسير اﻵية تبين أن التحدى ابتداءا هو للإنس ، لأنهم هم الذين ادعوا أن القرآن من عند النبى صلى الله عليه وسلم ، أما الجن لما سمعوا القرآن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، وذلك فى قوله تعالى فى سورة الجن : ( قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا)(يهدى إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)(2:1)

[١٨/‏١٠, ١٠:٠٥ م] رقمى موبيلي: وكما جاء فى سورة الأحقاف : (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين)(قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم)(ياقومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم)(ومن لا يجب داعى الله فليس بمعجز فى الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك فى ضلالا مبين)(32:29) . فهذا حال الجن لما استمعوا القرآن ، سارعوا إلى الإيمان به ودعوا قومهم إلى الإيمان به .

[١٨/‏١٠, ١٠:١٩ م] رقمى موبيلي: فلذلك قدم الإنس على الجن ، لأنهم هم الذين ادعوا أن القرآن من عند النبى صلى الله عليه وسلم ، فكان التحدى لهم ابتداءا ، فضلا أنهم من فصحاء اللغة ، وفيهم أهل الشعر ، وهم أفهم لما جاء فى القرآن من غيرهم من العجم ، وهذا قول الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن من النبى صلى الله عليه وسلم : (والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر،  وإن أسفله لمغدق ومايقول هذا بشر) ، وقال لقومه : والله مافيكم رجل أعلم بالأشعار منى ، ولاأعلم برجزه ولابقصيدته منى ، ولابأشعار الجن ، والله مايشبه هذا الذى يقول شيئا من هذا .

[١٨/‏١٠, ١٠:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: موضع سورة الجن : (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا) أى : وأنا كنا نظن ظنا توهميا أن الإنس والجن صادقون فى قولهم : أن لله صاحبة وولدا ، وأنهم لايكذبون على الله فى ذلك ، فلما سمعنا القرآن علمنا أنا كنا مخدوعين بأقوالهم الكفرية الكاذبة الباطلة . فإنه تعالى جلال ربنا وعظم قدره ، عن أن يتخذ زوجة أو ولدا ، والإنس ادعوا أن لله ولدا ، على عيسى عليه السلام ، لأن الله خلقه بلا أب ، كما ادعى المشركون أن الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا . فكان الكلام ابتداءا من الإنس، وهذا سبب تقديم الإنس على الجن فى الآية . فسبحان من هذا كلامه!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق