[٢٣/٩, ٤:٥٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها)(حقا على المتقين)(حقا على المحسنين) . جاء الأول فى موضعين من سورة البقرة ، وجاء الثانى فى موضع وحيد فى القرآن من سورة البقرة أيضا .وإليك بيانها : قوله سبحانه : (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين)(180) ، وقوله سبحانه : (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين)(241) ، وقوله سبحانه (لاجناح عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاع بالمعروف حقا على المحسنين)(236) .
[٢٣/٩, ٥:٢٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الموضع الأول جاء فى تفسيره : فرض الله عليكم أيها المؤمنون ؛ إذا قرب أحدكم من الموت وظهرت عليه آثاره - إن ترك مالا حلالا كثيرا - الوصية بجزء من ماله للوالدين والأقربين الذين تدنوا قرابتهم أكثر من غيرهم ، بالمعروف الذى لاتستنكره العقول، ولايستنكر فى العرف والعادات ، ولايزيد على الثلث ، وهو حق ثابت على المؤمنين الذين يتقون الشرك والمعاصى ، وكان فرض الإيصاء فى بدء الإسلام للوالدين والأقربين ، ثم نسخ بآيات المواريث . وهو مذهب جمهور الأئمة.
[٢٣/٩, ٧:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير الموضع الثانى : (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) أى : للمطلقات عموما المدخول بهن وغير المدخول بهن حقا ثابتا على المؤمنين الذين يخافون الله ؛ من كسوة ونفقة على الوجه المعروف المستحسن شرعا وعقلا . وذلك من خصال التقوى الواجبة أو المستحبة ، فإن كانت المرأة مسمى لها صداق فمتاعها نصف المسمى ، وإن كانت مدخول بها صارت المتعة مستحبة فى قول جمهور العلماء ، ومن العلماء من أوجب ذلك استدلالا بقوله سبحانه : (حقا على المتقين)
[٢٣/٩, ٩:٢١ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثالث : قوله سبحانه : (لاجناح عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاع بالمعروف حقا على المحسنين) أى: ليس عليكم - يامعشر الأزواج - جناح وإثم بتطليق النساء قبل المسيس وفرض المهر ، وإن كان فى ذلك كسر لها فإنه ينجبر بالمتعة فعليكم أن تمتعون؛ بأن تعطوهن شيئا من المال جبرا لخواطرهن ، كل بحسب قدرته ، على الغنى قدره ، وعلى الفقير قدره ، كل بحسب حاله . وذلك جبرا لهن ، ودفعا لوحشة الطلاق ، وازالة للأحقاد .
[٢٣/٩, ٩:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وذلك التمتع حق واجب ثابت على المحسنين إلى أنفسهم بطاعة الله ، فكما أحسن إلى نفسه بطاعة الله ، يحسن إلى المرأة بإعطائها ماتطيب به نفسها ، من مال ، وفى لفظ : (المحسنين) إشارة جلية للرجل بإعطاء المطلقة على قدر الإحسان ، الذى هو أعلى الدرجات ، كما جاء فى قوله سبحانه : (إن المتقين فى جنات وعيون)(آخذين ماآتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين)(16:15)(الذاريات) . وقد وصف الله عز وجل نبيه يوسف فى سورة يوسف ، خمس مرات بأنه من : (المحسنين) . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق