[٢٥/٦, ٤:٤٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : من الآيات المتشابهات التى يحصل فيها الخلط بينها من الحفاظ : قوله سبحانه : (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم)(58)(النحل) وقوله سبحانه : (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم)(17)(الزخرف) فى النحل : (بشر أحدهم بالأنثى)
وفى الزخرف : (بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) فما سبب الاختلاف بين الموضعين ؟ !
[٢٥/٦, ٤:٥٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى موضع النحل فقد جاء قبل الآية قوله سبحانه : (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم مايشتهون)(57) فجاء اسم البنات صريح فى الآية أى : ويجعل الكفار لله البنات فيقولون : الملائكة بنات الله تنزه الله عن قولهم ويجعلون لأنفسهم مايحبون من البنين وإذا جاء من يخبره بولادة أنثى اسود وجهه كراهية لما سمع وامتلأ غما وجاء قوله سبحانه بعد الآية مؤكدا للمعنى : (يتوارى من القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون)(59)
[٢٥/٦, ٤:٥٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى يستخفى من قومه كراهة أن يلقاهم متلبسا بما ساءه من الحزن والعار بسبب البنت التى ولدت له ومتحيرا فى أمر هذه المولودة : أيبقيها حية على ذل وهوان أم يدفنها حية فى التراب ؟ ألا بئس الحكم الذى حكموه من جعل البنات لله والذكور لهم فكان الخطاب كله فى سياق الآيات على الأنثى فناسب قوله تعالى : (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم) سياق الآيات حيث كان الحديث فيها عن ولادة الأنثى وحال أبيها لما جاءه الخبر بولادتها
[٢٥/٦, ٥:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة الزخرف فكان الحديث عن الملائكة وإدعاء المشركين أن الملائكة بنات الله وذلك فى قوله سبحانه : (وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين)(15) أى : وجعل هؤلاء المشركون لله من خلقه نصيبا وذلك قولهم للملائكة : بنات الله. إن الإنسان لجحود لنعم ربه التى أنعم بها عليه مظهر لجحوده وكفره يعدد المصائب وينسى النعم . وكذلك الآية بعدها : (أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين) أى : بل أتزعمون -أيها الجاهلون- أن ربكم اتخذ مما يخلق بنات وأنتم لاترضون ذلك لأنفسكم وخصكم بالبنين فجعلهم لكم ؟ وفى هذا توبيخ لهم .
[٢٥/٦, ٥:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وكذلك قوله سبحانه : (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسئلون)(19) أى : وجعل هؤلاء المشركون بالله الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أحضروا حالة خلقهم حتى يحكموا بأنهم إناث ؟ ستكتب شهادتهم ويسألون عنها فى الآخرة . وقد قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو البصرى : (عباد الرحمن) وقرأ الباقون وهم : نافع وأبو جعفر المدنيان وابن كثير المكى وابن عامر الشامى ويعقوب البصرى : (عند الرحمن) . فلما كان الخطاب على الملائكة ناسب قوله : (بما ضرب للرحمن مثلا) سياق الآيات فجاء كل لفظ مناسب فى مكانه فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق