الثلاثاء، 18 يونيو 2024

(أصناف الناس فى الحج)

 [١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (بل من أروع البيان القرآنى)  فى سياق الآيات التى تحدثت  عن (الحج) فى سورة البقرة ذكرت الآيات أصناف من الناس وكذلك سورة الحج ذكرت فى سياقها أصناف من الناس وإليك بيان ذلك من بداية قوله تعالى : (وأتموا الحج والعمرة لله...الآية)(196) والآية : (الحج أشهر معلومات...الآية)(197) حتى قوله سبحانه : (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا وماله فى الآخرة من خلاق)(200)

[١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: (ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)(أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب)(202:201) الصنف الأول : أى من الناس من تكون الدنيا همه فيقول  : اللهم اجعل عطائى ومنحتى فى الدنيا خاصة وماله فى الآخرة من حظ ولانصيب . والصنف الثانى : أى ومنهم من يطلب خيرى الدنيا والآخرة وهو المؤمن العاقل وقد جمعت هذه الدعوة كل خير وصرفت عنه كل شر فالحسنة فى الدنيا تشمل الصحة والعافية والدار الرحبة والزوجة الحسنة والرزق الواسع والحسنة فى الآخرة تشمل الأمن من الفزع الأكبر وتيسير الحساب ودخول الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم

[١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: الصنف الثالث : جاء فى قوله سبحانه : (ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على مافى قلبه وهو ألد الخصام)(204) أى : ومن الناس فريق يروقك كلامه يامحمد ويثير إعجابك بحلاوة لسانه وقوة بيانه ولكنه منافق كذاب ويعجبك قوله فى الحياة الدنيا أما فى الآخرة فالحاكم فيها علام الغيوب فهو سبحانه مطلع على القلوب والسرائر لاتخفى عليه خافية وهذا المنافق شديد الخصومة يجادل بالباطل ويتظاهر بالدين والصلاح وكلامه المعسول

[١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: الصنف الرابع : جاء فى قوله سبحانه : (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد)(207) أى ومن الناس فريق من أهل الخير والصلاح باع نفسه لله طلبا لمرضاته ورغبة فى ثوابه لايريد بعمله إلا وجه الله وقد نزلت الآية فى صهيب الرومى رضى الله عنه لما أراد الهجرة إلى المدينة المنورة ولحقه نفر من قريش من المشركين ليردوه فقالوا : جئتنا صعلوكا لاتملك شيئا وأنت الآن ذو مال كثير فدلهم على ماله حتى يتركوه فلما قدم المدينة دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : (ربح البيع صهيب ربح البيع صهيب) وأنزل الله عز وجل : (ومن الناس من يشرى نفسه...الآية)

[١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة الحج : جاء وصف الصنف الأول فى قوله سبحانه : (ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد)(3) أى : وطائفة من الناس يخاصم وينازع فى قدرة الله وصفاته بغير دليل ولابرهان ويقول مالا خير فيه من الأباطيل وهى نزلت فى النضر بن الحارث كان مجادلا والآية عامة له ولأضرابه من العتاة المتمردين (ويتبع كل شيطان مريد) أى : ويطيع ويقتدى بكل عات متمرد صاد عن الحق وحكم الله وقضى أنه من تولى الشيطان واتخذه وليا فإن الشيطان يغويه ويسوقه إلى عذاب جهنم

[١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: الصنف الثانى : جاء وصفه فى قوله سبحانه : (ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير)(8) أى يجادل فى شأنه تعالى بغير تمسك بعلم صحيح يهدى إلى المعرفة ولاكتاب منير قوى الحجة بل بمجرد الرأى والهوى . وجاءت الآية التى بعدها مؤكدة لمعنى الآية : (ثانى عطفه ليضل عن سبيل الله له فى الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق)(ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد) فهو معرض عن الحق لاويا عنقه كفرا قال ابن عباس رضي الله عنهما : مستكبرا عن الحق إذا دعى إليه وثنى العطف عبارة عن الكبر والخيلاء فهو كتصعير الخد .

[١٧/‏٦, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: الصنف الثالث : جاء وصفه فى قوله سبحانه : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا واﻵخرة ذلك هو الخسران المبين)(11) أى : ومن الناس من يعبد الله على جانب وطرف من الدين وهذا تمثيل للمذبذبين الذين لايعبدون الله عن ثقة ويقين بل عن قلق واضطراب كالذى يكون على طرف الجيش فإن أحس بظفر أو غنيمة استقر وإلا فر . قال الحسن : هو المنافق يعبد الله بلسانه دون قلبه وقال ابن عباس : كان الرجل يقدم المدينة فإن ولدت امرأته غلاما وانتجت خيله قال : هذا دين صالح وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قال : هذا دين سوء

[١٧/‏٦, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: الصنف الرابع : جاء وصفه فى قوله سبحانه : (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار إن الله يفعل مايريد)(14) فلما ذكر حال المشركين وحال المنافقين المذبذبين ذكر حال المؤمنين الصادقين أن لهم جنات تجرى من تحت قصورها أنهار اللبن والخمر والعسل وهم فى روضات الجنات ينعمون . وبعد استعراض الأصناف الثمانية السؤال الذى يطرح نفسه لماذا ذكرت هذه الأصناف الأربع الأولى فى سورة البقرة فى ثنايا آيات الحج والأربع الثانية فى سورة الحج ؟! ويمكن القول والله أعلم بمراده أنهم جميعا موجودين فى الحج

[١٧/‏٦, ١٠:٢٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وإذا كان ابن عمر لما قيل له : ما أكثر الحاج ! قال : ما أقلهم ! ثم أجاب : الركب كثير والحاج قليل . أى أن عدد الحجاج كبير لكن من يقف على معنى الحج ويحج بقلبه قبل بدنه ويكون على منهج القران الكريم والسنة وعلى مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان قليل العدد فى هذا الجمع الكبير من الحجاج وقد قال ذلك ابن عمر رضى الله عنه عن حجاج زمانه مع قرب عهدهم بالنبى صلى الله عليه وسلم فماذا نقول عن زماننا هذا نسأل الله الثبات على الحق . 

فجاءت الأصناف الثمانية مناسبة مع سياق الآيات . 

فسبحان من هذا كلامه  !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق