[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : تأملات سور القرآن : (سورة المائدة) وسورة المائدة من السور المدنية الطويلة وقد تناولت كسائر السور المدنية جانب التشريع بإسهاب مثل سورة البقرة والنساء والأنفال إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب قال أبو ميسرة : المائدة من آخر مانزل من القرآن ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة
(تفسير القرطبى ٣٠/٦)
نزلت السورة والرسول صلى الله عليه وسلم منصرف من الحديبية وجماعها يتناول الأحكام الشرعية
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: حيث كانت الدولة الإسلامية فى بداية تكوينها وهى بحاجة إلى (المنهج الربانى) الذى يعصمها من الزلل ويرسم لها طريق البناء والاستقرار لذلك سورة المائدة أكثر سورة جاء فيها النداء للمؤمنين فقد تكرر النداء : (ياأيها الذين آمنوا) ست عشر مرة (16) وفى البقرة أكبر سورة فى القرآن أحد عشر مرة(11) وإليك بيان ذلك فقد بدأت السورة بالنداء للمؤمنين وذلك فى قوله سبحانه :(ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود...الآية)(1)
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: والخطاب بلفظ الإيمان للتكريم والتعظيم أى يامعشر المؤمنين أوفوا بالعقود وهو لفظ يشمل كل عقد وعهد بين الإنسان وربه وبين الإنسان والإنسان قال ابن عباس : العقود العهود وهى ماأحل الله وماحرم ومافرض فى القرآن كله من التكاليف والأحكام وهذا القول اختاره الطبرى وهذا النداء مناسب مع ماجاء فى سورة النساء فسورة النساء كلها عقود إذا الوفاء بالعقود التى جاءت فى سورة النساء والتى تأتى فى سورة المائدة
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام...الآية)(2)
النداء الثالث قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين...الآية)(6)
النداء الرابع : (ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط...الآية)(8)
النداء الخامس : (ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم...الآية(11)
النداء السادس :( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون)(35)
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: النداء السابع :(ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين)(51)
النداء الثامن(ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه....الآية)(54)
النداء التاسع (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين)(57)
النداء العاشر :(ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ماأحل الله لكم ولاتعتدوا إن الله لايحب المعتدين)(87)
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: النداء الحادى عشر :(ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)(90) وهو التحريم النهائى للخمر
النداء الثانى عشر :( ياأيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم)(94)
النداء الثالث عشر وهو مرتبط بما قبله : (ياأيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم....الآية )( 95) وفيهما نهى المحرم بالحج أو العمرة عن صيد البر .
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: النداء الرابع عشر : (ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم...الآية)(101) النداء الخامس عشر : (ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بماكنتم تعملون)(105)
النداء السادس عشر والأخير : (ياأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم...الآية)( 106)
فهؤلاء ست عشر نداء من جملة (89) نداء للمؤمنين جاء فى القرآن
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: كما ذكرنا نزلت السورة والرسول صلى الله عليه وسلم منصرف من الحديبية وجماعها يتناول الأحكام الشرعية لأن الدولة الإسلامية فى المدينة المنورة كانت فى بداية تكوينها وهى بحاجة إلى(المنهج الربانى) الذى يعصمها من الزلل ويرسم لها طريق البناء والاستقرار وهذا جلى فى النداءات الستة عشر وباستقراء النداءات يتضح الأمر جلى فالنداء الأول أمر عظيم من رب العالمين وهو يضمن استقرار الدولة وثباتها وبقائها قوية وهو الوفاء بالعقود وهو لفظ يشمل كل عقد وعهد بين الإنسان وربه وبين الإنسان والإنسان قال ابن عباس : العقود العهود وهى ماأحل الله وحرم ومافرض فى القرآن كله من التكاليف والأحكام .
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء النداء الثالث لأهم شعيرة فى العبادات وهى الصلاة التى هى عمود الإسلام كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فجاء النداء الثالث بالأمر بالوضوء إذا أراد العبد القيام للصلاة فى قوله سبحانه : (ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين...الآية)(6) وناسب النداء الثالث بعد الندائين الأول والثانى الذى جاء فيهما الأمر بالوفاء بالعقود وعدم تعدى الحدود التى حدها الله لعباده ومن أهم مايعين على ذلك هى الصلاة
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: كذلك جاء النداء الثانى فى أمر عظيم : (ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله..الآية) أى لاتستحلوا حرمات الله ولاتتعدوا حدوده قال الحسن : يعنى شرائعه التى حدها لعباده ولاتستحلوا الشهر الحرام بالقتال فيه ولا ماأهدى إلى الكعبة ولاتستحلوا قتال القاصدين إلى بيت الله الحرام لحج أو عمرة والنداء الأول والثانى من أهم أركان بناء الدولة وهو الوفاء بالعقود وعدم تعدى الحدود التى حدها الله لعباده .
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء النداء الرابع أيضا بأمر عظيم وهو من أعظم ماجاء فى القرآن وهو الشهادة بالعدل حتى مع الكفار فضلا عن المؤمنين وهذا من أعظم ماجاء به الإسلام وذلك فى قوله سبحانه :(ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) : أى كونوا مبالغين فى الاستقامة بشهادتكم لله وصيغة( قوام) بتشديد الواو للمبالغة تشهدون بالعدل ولايحملنكم شدة بغضكم للأعداء على ترك العدل فيهم والاعتداء عليهم فالعدل مع من تبغضونهم أقرب لتقواكم لله(ماأعظم هذا الدين) فهل رأيت أعظم من ذلك
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء فى تفسير الكشاف(1/476) : وفى هذا تنبيه عظيم على أن العدل إذا كان واجبا مع الكفار الذين هم أعداء الله وكان بهذه الصفة من القوة حيث جاء بصيغة المبالغة : (قوامين) فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الذين هم أولياؤه وأحباؤه وهذا الحال فى الدنيا مع أهل الكفر من العدل معهم أما فى الآخرة فهم أصحاب النار وهذا ماجاء فى الآيتين بعد هذا النداء فى قوله سبحانه :(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم)(والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم)(9 :10)
[١٧/٥, ١:٣٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء النداء الخامس : يذكر المؤمنين بنعمته عليهم بالهداية إلى الإسلام ونجاته إياهم من عدوهم اليهود لما أرادوا البطش بهم وقتلهم وسبب نزول الآية : أراد يهود بنى النضير أن يلقوا الرحى على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يغدروا به وبأصحابه فأنزل الله : (ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون)(11)
[١٧/٥, ١:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء النداء السادس : مناسب مع النداء الخامس ففى الخامس ذكر الله تعالى المؤمنين بنعمته عليهم بالهداية إلى الإسلام وفى النداء السادس دعاهم إلى تقواه والتقرب إليه بطاعته والعمل بما يرضيه والجهاد فى سبيله ليفوزوا بجنته :(ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون)(35)
فناسب النداء السادس ترتيبه بعد النداء الخامس
وجاء النداء السابع والثامن والتاسع بترتيب عجيب حيث كان موضوعهم واحد وإليك بيان ذلك
[١٧/٥, ٢:٠٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين)(51)
(ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه...الآية)(54)
(ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين)(57)
[١٧/٥, ٨:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: النداء السابع : نهى المؤمنين عن اتخاذ اليهود والنصارى حلفاء وأنصارا على أهل الإيمان ومن يتولهم من المؤمنين فإنه يصير من جملتهم وحكمه حكمهم كذلك النداء التاسع : نهى المؤمنين اتخاذ الذين يستهزئون ويتلاعبون بدين الإسلام من أهل الكتاب والكفار أولياء والنداء الثامن قد وافق الندائين فمن يتخذ اليهود والنصارى أولياء قد يرجع عن دين الإسلام ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك فانظر إلى الترتيب الرائع لهذه النداءت الثلاث فسبحان من هذا كلامه !!!
[١٧/٥, ١٠:١٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء النداء العاشر والحادى عشر مكمل أحدهما للأخر فالأول فيه أمر والثانى فيه نهى وإليك بيان ذلك : (ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)(87) أى : ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات أحلها الله لكم من المطاعم والمشارب ونكاح النساء فتيضقوا ماوسع الله عليكم ولاتتجاوزا حدود ماحرم الله إن الله لا يحب المعتدين وجاءت الآية بعدها متممة للمعنى :(وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذى أنتم به مؤمنون)(88)
[١٧/٥, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء النداء الحادى عشر بالتحريم النهائى للخمر : (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)(90) أى : ياأيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه إنما الخمر : وهو كل مسكر يغطى العقل والميسر : وهو القمار وذلك يشمل المراهنات ونحوها والأنصاب : وهى الحجارة التى كان المشركون يذبحون عندها تعظيما لها وما ينصب للعبادة تقربا إليه والأزلام : وهى القداح التى يستقسم بها الكفار قبل الإقدام على الشئ أو الإحجام عنه
[١٧/٥, ١٠:٣١ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء النداء الثانى عشر والثالث عشر عن نهى المحرم بالحج أو العمرة عن الصيد والنداء الرابع عشر عن نهى المؤمنين عن السؤال عن أشياء من أمور الدين لم يؤمروا فيها بشئ كالسؤال عن الأمور غير الواقعة أو التى يترتب عليها تشديدات فى الشرع لو كلفوا بها لشقت عليهم وجاء النداء الخامس عشر بأمر المؤمنين أن يلزموا أنفسهم بالطاعة واجتناب المعصية وإن لم يستجب الناس لكم فإذا فعلتم ذلك فلا يضركم ضلال من ضل إذا لزمتم طريق الاستقامة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر
[١٧/٥, ١٠:٤٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: وكأن النداء الخامس عشر متمم للنداء الرابع عشر حيث أمر المؤمنين بعدم السؤال عن أشياء من أمور الدين لم يؤمروا فيها بشئ وجاء النداء الخامس عشر بأمر المؤمنين أن يلزموا أنفسهم بالطاعة واجتناب المعصية وجاء النداء السادس عشر والأخير مناسب أن يكون آخر نداء حيث أمر المؤمنين إذا قرب الموت من أحدهم أن يشهد على وصيته اثنين أمينين من المسلمين أو آخرين من غير المسلمين عند الحاجة
[١٧/٥, ١١:٢٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)(8) وقوله سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا)(135)(النساء)
فما سبب التقديم والتأخير فى الآيتين ؟
وبالرجوع إلى تفسير الآيتين يتضح الفرق بين الموضعين .
[١٨/٥, ٤:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير آية النساء : ياأيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه كونوا قائمين بالعدل مؤدين للشهادة لوجه الله تعالى ولو كانت على أنفسكم أو على آباءكم وأمهاتكم أو على أقاربكم مهما كان شأن المشهود عليهم غنيا أو فقيرا فإن الله تعالى أولى بهما منكم وأعلم بما فيه صلاحهما فلا يحملنكم الهوى والتعصب على ترك العدل وأن تحرفوا الشهادة بألسنتكم فتأتوا بها على غير حقيقتها أو تعرضوا عنها بترك أدائها أو بكتمانها فلما كانت شهادة على النفس أو الآباء والأمهات والأقارب لابد فيها العدل والقسط فناسب تقديم : (كونوا قوامين بالقسط) على : (شهداء لله)
[١٨/٥, ٤:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير آية المائدة : ياأيها الذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كونوا قوامين بالحق ابتغاء وجه الله شهداء بالعدل ولايحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا اعدلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء فهى شهادة لله ولو لصالح الأعداء فذلك العدل أقرب لخشية الله واحذروا أن تجوروا فلما كانت شهادة لله ولو لصالح الأعداء فناسب تقديم : (شهداء لله) سياق الآية كما ناسبت الآية التى قبلها نفس المعنى
[١٨/٥, ٥:٠٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وذلك فى قوله سبحانه : (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذى واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور)(7) أى واذكروا نعمة الله عليكم فيما شرعه لكم واذكروا عهده الذى أخذه تعالى عليكم من الإيمان بالله ورسوله والسمع والطاعة لهما واتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فناسبت الآية نفس المعنى بتقديم : (شهداء لله) فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
[١٨/٥, ٥:٢٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون)(69)
وقوله سبحانه فى سورة البقرة : (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون)(62) زاد فى البقرة : (فلهم أجرهم عند ربهم) وقدم النصارى على الصابئين وجاءت : (الصابئون) بالرفع فما سبب ذلك ؟
[١٨/٥, ٥:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: فى آية المائدة ذكر قبلها مايدل على أن لهم أجرهم فى الدنيا قبل الآخرة وذلك فى قوله سبحانه : (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون)(66) أى قاموا بأوامر التوراة والإنجيل ونواهيهما ومن إقامتهما الإيمان بما دعيا إليه من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن لأدر الله عليهم الرزق ولأمطر عليهم السماء وأنبت لهم الأرض كما قال تعالى : (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض...الآية)(96)(الأعراف)
[١٨/٥, ٥:٤٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: فلما ذكر أن لهم أجرهم فى الدنيا ناسب عدم ذكر : (فلهم أجرهم عند ربهم) وتقديم النصارى على الصابئين هو تقديم أصحاب الكتب فالذين آمنوا نزل إليهم القرآن والذين هادوا نزل إليهم التوراة والنصارى نزل إليهم الإنجيل أما الصابئون هم قوم بقوا على الفطرة لادين لهم وهم قبل النصارى زمنا فتقديمهم فى المائدة وكذلك فى سورة الحج فى قوله سبحانه : (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس...الآية)(17) تقديم زمن. والرفع فى :(الصابئون) تقديره والصابئون كذلك فهى مبتدأ لخبر محذوف ولأنهم أقل رتبة من المؤمنين واليهود والنصارى جاء مرفوعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق