[٣١/٥, ١:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه حكاية عن فرعون وقومه : (فأخرجناهم من جنات وعيون)(وكنوز ومقام كريم)(كذلك وأورثناها بنى إسرائيل)(59:57)(الشعراء) وفى سورة الدخان : قوله سبحانه : (كم تركوا من جنات وعيون)(وزروع ومقام كريم)(كذلك وأورثناها قوما آخرين)(28:25) فى سورة الشعراء : (وكنوز ومقام كريم) وفى الدخان : (وزروع ومقام كريم) وأيضا فى الشعراء : (كذلك وأورثناها بنى إسرائيل) وفى الدخان :(كذلك وأورثناها قوما آخرين) فما سبب ذلك ؟
[١/٦, ٢:٣٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير الآيات : أى فخرجوا من هذا النعيم إلى الجحيم وتركوا تلك المنازل العالية والبساتين والأنهار والأموال والأرزاق والملك والجاه الوافر فى الدنيا والكنوز التى كنوزها من الذهب والفضة ومن المنازل الحسنة والمجالس البهية ولفظ الإخراج فيه شدة وفيه معنى النزع لذلك مناسب مع لفظ الكنوز وقد جاءت الآيات بعد قوله سبحانه : ( وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون)(فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين)(إن هؤلاء لشرذمة قليلون)(وإنهم لنا لغائظون)(وإنا لجميع حاذرون)(56:52) فأمر فرعون أن يجمع له الجيش من كل المدن للقضاء على موسى ومن معه
[١/٦, ٢:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: قائلا : إن هؤلاء طائفة قليلة حقيرة قال الطبرى : كان بنوا إسرائيل ستمائة وسبعين ألفا ولكنه قللهم بالنسبة لجيشه فعاقبه الله وقومه بالغرق ونجى الله موسى ومن معه من المؤمنين وأورثهم الديار والأموال والكنوز بعد إغراق فرعون وقومه كما قال تعالى : (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا ودمرنا ماكان يصنع فرعون وقومه وماكانوا يعرشون)(137)(الأعراف)
[١/٦, ٣:٠٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولما قال فرعون : (إن هؤلاء لشرذمة قليلون) جاء قوله : (كذلك وأورثناها بنى إسرائيل) بالتصريح باسم بنى إسرائيل مناسب مع ماقال فرعون وأن هذه الشرذمة القليلة هى التى سترث أموالك وكنوزك وبساتنيك وأنهارك والعجيب أن قوله سبحانه : (كذلك وأورثناها بنى إسرائيل) جاء قبل غرق فرعون وقومه وقبل أن يتبع فرعون وقومه موسى ومن معه من المؤمنين ليقضى عليهم وقد ناسب التصريح باسم بنى إسرائيل فى الآية سياق السورة فقد جاء ذكر بنى إسرائيل أكثر من مرة : (أن أرسل معنا بنى إسرائيل)(17) (وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى إسرائيل)(22) (كذلك وأورثناها بنى إسرائيل)(59)
[١/٦, ٣:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى سورة الدخان : قوله سبحانه : (كم تركوا من جنات وعيون)(وزروع ومقام كريم)(ونعمة كانوا فيها فاكهين) أى : كم ترك فرعون وقومه من القبط بعد مهلكهم وغرقهم من بساتين وأشجار وهى الجنات وعيون يعنى : و منابع ماكان ينفجر فى جنانهم وزورع قائمة فى مزارعهم وموضع كانوا يقومونه شريف كريم وهو مقام الملوك والأمراء وقيل أريد به المنابر وتنعم بالعيش مع الحسن والنضارة كانوا فيها ناعمين بالرفاهية وكمال السرور
[١/٦, ٣:٣٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: وكم للتكثير فناسبت سياق الآيات حيث ذكرت البساتين والحدائق والأنهار والعيون الجارية والمزارع الكثيرة والمجالس والمنازل الحسنة ولم يذكر الكنوز لأنها قليلة وقوله سبحانه : (كذلك وأورثناها قوما آخرين) وهم بنوا إسرائيل فقد صرح بهم فى سورة الأعراف والشعراء فدل ذلك على أنهم بنوا إسرائيل لاغيرهم وقد جاء قوله سبحانه :( ولقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين)(من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين)(31:30) بعد الآية أن القوم الآخرين هم بنوا إسرائيل لاغيرهم . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق