السبت، 11 مايو 2024

(وذلك هو الفوز العظيم)

 [٤/‏٥, ٥:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : 

(بلاغة اللفظ القرآنى)

(وذلك هو الفوز العظيم) جاء فى موضعين من القرآن الكريم وفيه تأكيد بواو العناية وضمير الفصل (هو) وإليك بيان ذلك : قوله سبحانه : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)(التوبة)(111) وقوله سبحانه : (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم)(غافر)(9)

[٤/‏٥, ٥:٤٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الموضع الأول : أى اشترى أموال المؤمنين وأنفسهم بالجنة وهو تمثيل فى غاية البلاغة والروعة لأجر المجاهدين مثل الله تعالى جزاءهم بالجنة على بذلهم الأموال والأنفس فى سبيله بصورة عقد وشراء قال الحسن البصرى : بايعهم فأغلى لهم الثمن وانظروا إلى كرم الله أنفسا هو خلقها وأموالا هو رزقها ثم وهبها لهم ثم اشتراها منهم بهذا الثمن الغالى وقال بعض العلماء : ناهيك عن بيع البائع فيه المؤمن والمشترى فيه رب العزة والثمن فيه الجنة والصك فيه الكتب السماوية والواسطة فيه محمد صلى الله عليه وسلم

[٤/‏٥, ٥:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: ( وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن) أى وعدهم به المولى عز وجل وعدا قاطعا مثبتا فى الكتب المقدسة (التوراة والإنجيل والقرآن) والترتيب للكتب هنا ترتيب زمن حسب النزول لأنه لاريب أن القرآن هو أفضل الكتب (ومن أوفى بعهده من الله) الاستفهام إنكارى بمعنى النفى أى : لاأحد أوفى من الله جلا وعلا 

وتقديم أنفسهم على أموالهم موضع وحيد فى القرآن فدائما القرآن يقدم المال على النفس ولأنه كان المقابل الجنة قدم الأعز على الإنسان وهو نفسه فهى أغلى من المال . فناسب قوله  :(وذلك هو الفوز العظيم) سياق الآية

[٤/‏٥, ٦:١١ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثانى  : (وقهم السيئات..الآية) فجاء من تمام دعاء حملة العرش من الملائكة الكرام للمؤمنين وذلك فى قوله سبحانه : (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)(ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آباءهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم)(8:7) وحملة العرش من أشراف الملائكة وأكابرهم ممن لايحصى عددهم إلا الله هم فى عبادة دائبة لله يقدمون بين يدى دعاءهم ثناء على الله ينزهونه عن صفات النقص ويثنون عليه بصفات الكمال ثم يدعون للمؤمنين بهذا الدعاء الوارد فى الآيات .

[٤/‏٥, ٦:٢٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال المفسرون : وفى وصف الله تعالى بالرحمة والعلم-وهو ثناء قبل الدعاء- تعليم العباد أدب السؤال والدعاء فهم يبدأون دعاءهم بأدب ويستمطرون إحسانه وفضله وإنعامه ولما كان كل هذا الدعاء من أشراف الملائكة وأكابرهم حملة العرش ناسب قوله :

(وذلك هو الفوز العظيم) سياق الآية .و فى وصفهم : (ويؤمنون به) إظهار لفضيلة الإيمان وشرفه والترغيب فيه فلاريب أن حملة العرش مؤمنون فإيمانهم بالله وتعظيمهم له راسخ لايتزعزع وقد جاء ذلك مغايرا لقوله : (مايجادل فى آيات الله إلا الذين كفروا فلايغررك تقلبهم فى البلاد)(4) وقوله : (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار)(6)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق