السبت، 14 يونيو 2025

(ولا تك فى ضيق)(ولاتكن فى ضيق)

 [١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (واصبر وما صبرك إلابالله ولاتحزن عليهم ولاتك فى ضيق مما يمكرون)(127)(النحل) وقوله سبحانه : (ولاتحزن عليهم ولاتكن فى ضيق مما يمكرون)(70)(النمل) 

قال فى النحل :(ولاتك)

وقال فى النمل :(ولاتكن) فما سبب ذلك ؟ أما فى سورة النحل فجاءت الآية فى سياق الآيات التى تذكر مقتل (حمزة بن عبدالمطلب ) رضى الله عنه وذلك فى قوله سبحانه : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)(126) قال المفسرون : نزلت فى شأن (حمزة بن عبدالمطلب ) لما بقر المشركون بطنه يوم أحد

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: وسبب نزول الآية : لما قتل حمزة ومثل به المشركون فى غزوة أحد قال النبى صلى الله عليه وسلم حين رآه : (والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك) فنزلت الآية : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) والحديث أخرجه الحاكم والبيهقى فى الدلائل وفيه أن النبى صلى الله عليه وسلم كفر عن يمنيه وأمسك عن الذى أراد فجاء حذف التاء من تكن مناسبة مع سياق الآيات حيث أمر الله نبيه بالصبر فهو خير للصابرين وحذف أقل الضيق من صدره لمقتل حمزة

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية النمل : (ولاتحزن عليهم ولاتكن فى ضيق مما يمكرون) فهى تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم أى لاتحزن يامحمد ولاتأسف على هؤلاء المكذبين إن لم يؤمنوا ولايضيق صدرك من مكرهم فإن الله يعصمك منهم فالكلام عام على كل من يكذب بدين الله وجاءت الآية التى بعدها مؤكدة لمعنى الآية : (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) أى يقولون استهزاء : متى يجيئنا العذاب إن كنتم صادقين فيما تقولون ؟ والخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاء الرد فى الآية التى بعدها : (قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذى تستعجلون) أى لعل الذى تستعجلون به من العذاب قد دنا وقرب منكم بعضه !! قال المفسرون : هو ماأصابهم من القتل والأسر يوم بدر فلما كان الخطاب عاما فى الآيات  جاءت اﻵية : (ولا تحزن عليهم ولاتكن فى ضيق مما يمكرون)  (تكن) بالنون مناسبة مع عموم الآيات . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

( سورة البروج)(إن الدين فتنوا المؤمنين والمؤمنات)

 [١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)( 10)(البروج) انفردت الآية بقوله : (ولهم عذاب الحريق) فيكفى من كفر عذاب جهنم فما سبب زيادة : (ولهم عذاب الحريق) وبالرجوع إلى الآيات يتبين الأمر فقد نزلت الآيات فى قصة  (أصحاب الأخدود) وخلاصتها : (أن ملكا ظالما كافرا أسلم أهل بلده فأمر بالأخدود فشق فى أفواه السكك وأضرم فيها النار ثم أمر جنوده أن يأتو بكل مؤمن ومؤمنة ويعرضوه على النار فمن لم يرجع عن دينه فليلقوه فيها ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : ياأماه اصبرى فإنك على الحق)

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاءت الزيادة مناسبة مع القصة فالجزاء من جنس العمل فكما عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار ليفتنونهم عن دينهم فكان لهم عذاب جهنم المخزى بكفرهم ولهم العذاب المحرق بإحراقهم المؤمنين والمؤمنات ويمكن القول أنهم أحرقوا بالنار أو ماتوا بها فى الدنيا قبل عذاب الآخرة فكما عذبوا وأحرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار سلط الله عليهم من أحرقهم فى الدنيا قبل الآخرة فهذا عدل الله فى خلقه وقد جاءت الآيات فى السورة تدل على هذا المعنى

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: (والسماء ذات البروج)(واليوم الموعود)(وشاهد ومشهود)(قتل أصحاب الأخدود)(النار ذات الوقود)(إذ هم عليها قعود)(وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود)(7:1) فقد أقسم الله بالسماء ذات النجوم الهائلة ومداراتها الضخمة التى تدور فيها تلك الأفلاك وباليوم العظيم المشهود وهو (يوم القيامة) وبالرسل والخلائق على هلاك ودمار المجرمين الذين طرحوا المؤمنين والمؤمنات فى النار ليفتنونهم عن دينهم ثم تلاها الوعيد والإنذار لأولئك الفجار على فعلتهم القبيحة الشنيعة بنار جهنم وعذاب الحريق

[١٤/‏٦, ٦:٢٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولاحظ القسم فى الآيات بأشياء عظيمة لأن فعل الكفار مع المؤمنين والمؤمنات كان عظيما ثم الآيات بعد ذلك فى السورة تحدثت عن قدرة الله على الانتقام من أعدائه الكفرة الذين فتنوا عباده وأولياءه :(إن بطش ربك لشديد)(إنه هو يبدئ ويعيد)(وهو الغفور الودود)(ذو العرش المجيد)(فعال لما يريد) وختمت السورة بقصة الطاغية الجبار( فرعون ) وماأصابه وقومه من الهلاك والدمار بسبب البغى والطغيان (فتناسب البدء مع الختام)

فسبحان من هذا كلامه !!!

السبت، 31 مايو 2025

( لعلكم تشكرون)(ولعلكم تشكرون)

 [١٢/‏٤, ٤:٥٥ م] رقمى موبيلي: من روائع البيان القرآنى: (بلاغة اللفظ القرآنى) . قوله سبحانه : 

(ولعلكم تشكرون) بزيادة الواو جاء فى ستة مواضع من القرآن العظيم : وإليك بيانها : قوله سبحانه فى سورة البقرة : (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون)(185) والآية تتحدث عن عبادة عظيمة ، وهى عبادة الصيام فى شهر رمضان ، وهو شهر عظيم اختص بنزول القرآن،  فى ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر

[١٢/‏٤, ٥:٢٥ م] رقمى موبيلي: والقرآن هداية للناس إلى الحق ، فيه أوضح الدلائل على هدى الله ، وعلى الفارق بين الحق والباطل . ولتكملوا عدة الصيام شهرا ، ولتختموا الصيام بتكبير الله فى عيد الفطر ، ولتعظموه على هدايته لكم ، بالصيام والقيام والذكر ، ولكى تشكروا له ماأنعم به عليكم من الهداية والتوفيق والتيسير . فجاءت زيادة : (الواو) مناسبة مع كل هذه النعم العظيمة ، ويمكن القول بأنها واو : (العنايةوالاهتمام) لزيادة الشكر لله على هذه النعم العظيمة .

[١٢/‏٤, ٧:٢٦ م] رقمى موبيلي: أما المواضع الخمس : فانتهت كلها نهاية واحدة فإما تنتهى : (ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) وذلك فى سور : النحل و القصص و الروم و الجاثية ، والموضع الخامس فى سورة فاطر  : (لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) بدون زيادة الواو : (لتبتغوا) والمواضع  الخمس : كان موضوعها تقريبا واحدا عن نعم الله على عباده من تسخير البحر فى سير الفلك فيه بأمره سبحانه وتعالى ، وكذلك أكل اللحم الطرى من السمك وغيره واستخراج الحلى للزينة واللبس كاللؤلؤ  والمرجان ، وسير السفن العظيمة تشق وجه الماء تذهب وتجئ ، وركوبها ، لطلب الرزق بالتجارة والربح .

[١٢/‏٤, ٧:٤٣ م] رقمى موبيلي: كذلك نعمة الليل والنهار للسكن والراحة فى الليل فجعل الليل ظلاما ، لتستقروا فيه ، وترتاح أبدانكم ، وجعل النهار ضياء ، لتطلبوا فيه معايشكم . وكذلك من آيات الله الدالة على أنه الإله الحق وحده لا شريك له وعلى عظيم قدرته إرسال الرياح أمام المطر مبشرات بإثارتها للسحاب ، فتستبشر بذلك النفوس ، وليذيقكم من رحمته بإنزاله المطر الذى تحيا به البلاد والعباد . وكذلك وقوله ومايستوى البحران : هذا عذب شديد العذوبة ، سهل مروره فى الحلق يزيل العطش ، وهذا ملح شديد الملوحة ، ومن كل من البحرين تأكلون سمكا طريا شهى الطعم .

[١٢/‏٤, ٧:٥٦ م] رقمى موبيلي: ووضح من خلال استعراض الآيات أنها تتحدث عن نعم هى من أعظم نعم الله على عباده ، لذلك ناسبت زيادة الواو فى قوله سبحانه : (ولعلكم تشكرون) سياق الآيات وكما ذكرنا من قبل يمكن أن نقول هى واو 

(العناية والاهتمام) وإليك بيان هذه المواضع الخمس لتنظر إلى بلاغة اللفظ القرآنى : قوله سبحانه فى سورة النحل : (وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)(14) ، وقوله سبحانه : (ومايستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)( فاطر )(12)

[١٩/‏٤, ١١:٣٩ م] رقمى موبيلي: قوله سبحانه فى سورة الجاثية : (الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)(12)  وقوله سبحانه فى سورة الروم : (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)(46) وقوله سبحانه فى سورة القصص: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)(73) وباستقراء الآيات نجدها تحدثت عن نعم هى من أعظم نعم الله على عباده ، والتى تحتاج إلى مزيد من الشكر بل الشكر الدائم ، لذلك جاءت زيادة الواو فى مكانها . فسبحان من هذا كلامه !!!

الاثنين، 14 أبريل 2025

(ويأبى الله إلا أن يتم نوره)(والله متم نوره)

 [٤/‏٤, ٧:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (من الآيات المتشابهات التى يحصل فيها الخلط بينها من الحفاظ) قوله سبحانه فى سورة التوبة : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)(هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(33:32) وقوله سبحانه فى سورة الصف : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)(هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(8:7)

[٤/‏٤, ٩:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: الخلط يحصل بين : (ولو كره الكافرون) و (ولو كره المشركون) ، وبين :( أن يطفئوا)و(ليطفئوا) ، وبين : (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) و (والله متم نوره) . ومن خلال استعراض تفسير الآيات وسياقها يتبين الفرق بين الموضعين . أما آية سورة التوبة جاءت بعد الآيات : (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون)(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وماأمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)(31:30)

[٤/‏٤, ١٠:١٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاءت الآيتين بعد أمر الله بقتال أهل الكتاب وذلك فى قوله سبحانه : (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فذكر فى الآيتين سبب الأمر بقتالهم بأن فرقة منهم قالوا عزير ابن الله ، وقول النصارى المسيح ابن الله ، وكذلك اتخاذهم علمائهم وعبادهم أربابا من دون الله ، يحلون لهم ماحرم الله فيحلونه ، ويحرمون لهم ماأحل الله فيحرمونه ويشرعون لهم من الشرائع والأقوال الباطلة المنافية لدين الرسل .

[٤/‏٤, ١٠:٢٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: وهم بأقوالهم الباطلة فى عزير وعيسى واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، أرادوا بذلك أن يطفئوا نور الله ، ونور الله دينه الذى أرسل به الرسل وأنزل به الكتب ، وسماه الله نورا لأنه يستنار به فى ظلمات الجهل  ، فإنه علم بالحق وعمل بالحق . وهذا الأمر عام فى كل أهل الكفر والضلال من اليهود والنصارى والمشركين ، فناسبت نهاية الآية : (ولو كره الكافرون) أما الآية الثانية : (هو الذى أرسل رسوله بالهدى...الآية) فهى تتحدث عن إرسال النبى صلى الله عليه وسلم فهو ابتداءا أرسله الله إلى مشركى العرب من أهل مكة ، وهو النبى الخاتم أرسله الله للناس كافة ، فلما كان الحديث عن إرساله ناسبت نهاية الآية : (ولو كره المشركون) حيث كانت بداية دعوته لمشركى العرب من أهل مكة .

[٤/‏٤, ١١:١٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما قوله سبحانه : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) فقد ناسب سياق الآيات التى تحدثت عن أقوال اليهود والنصارى الباطلة فى عزير وعيسى واتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، أرادوا بذلك إبطال دين الله الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . فإن (أن يطفئوا) تفيد الاستقبال ، ويأبى الله إلا أن يحبط مخططاتهم وتدبيراتهم ويعلى دينه ، ويظهر كلمته ، ويتم الحق الذى بعث به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ويكره الكافرون أن يمتد نور الإسلام ويعم .

[٥/‏٤, ١١:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: فى سورة الصف جاءت اﻵيتين بعد قوله سبحانه :( وإذ قال عيسى ابن مريم يابنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين)(ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لايهدى القوم الظالمين)(7:6) والآية تتحدث عن بشارة عيسى عليه السلام بالنبى الخاتم وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو أحمد لكثرة حمده لله ، وجمعه للفضائل والمحاسن والأخلاق التى يحمد بها ، فلما جاءهم قالوا : هذا سحر مبين

[٥/‏٤, ١١:١٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وهذا من أعجب العجائب ، الرسول الذى وضحت رسالته وصارت أبين من شمس النهار ، يرمى بالسحر ، وتكذبيهم به إنما كان حقدا وعنادا أنه جاء من ولد إسماعيل ، وكان يأملون أن يكون من بنى إسرائيل ، فكان تكذبيهم بأصل الرسالة ومحاولة هدمها قبل أن تولد ، فالأمر أشد مما جاء فى سورة التوبة ، فجاء قوله تعالى : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) مناسب مع سياق الآيتين ، حيث جاءت اللام فى : (ليطفئوا)مؤكدة ، وكذلك : (والله متم نوره) بالاسم مناسب ، لأن الإسم أثبت وأقوى من الفعل .

[٥/‏٤, ١١:٢٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقد اختلف القراء العشرة فى قوله سبحانه:(والله متم نوره) فقد قرأ حفص عن عاصم  وحمزة والكسائي وخلف الكوفيون وابن كثير المكي  بضم الميم وكسر الراء ، وقرأ الباقون وهم شعبة عن عاصم الكوفى ونافع وأبو جعفر المدنيان وابن عامر الشامي وابو عمرو ويعقوب البصريان  بالتنوين فى الميم وفتح الراء فجاءت بالتأكيد فناسبت سياق الآيات . وجاءت الآية فى سورة البقرة تبين هذا الأمر جلى :(ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)(89) فكان اليهود قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم يطلبون من الله النصر على مشركى العرب بالنبى العربى المبعوث فى آخر الزمان

[٥/‏٤, ١١:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم الذى عرفوا صفته معرفة تامة ، كفروا برسالته صلى الله عليه وسلم ، وأعرضوا عن دعوته بغيا وحسدا ، لأنه لم يأتى من بنى إسرائيل ، بل جاء من العرب أولاد عمهم إسماعيل، وهم يعلمون صدق رسالته ، فبئس مافعلوه ، فرجعوا بغضب على غضب . كما جاء فى قوله سبحانه : (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءو بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين)(90) . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

الخميس، 3 أبريل 2025

(ومن أحسن دينا)(ومن أحسن قولا)

 [٣/‏٤, ٦:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى  : (من الآيات المتشابهات التى يحصل فيها الخلط بينها من الحفاظ) قوله سبحانه فى سورة النساء : (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا)(125) وقوله سبحانه فى سورة فصلت : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين)(33) الخلط يحصل بين (ومن أحسن دينا) و (ومن أحسن قولا) وبالرجوع إلى سياق الآيات وتفسير الآيتين يتضح الفرق بين الموضعين .

[٣/‏٤, ٦:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع سورة النساء فقد جاء فى ثنايا الحديث عن العمل الصالح والإيمان وثواب العمل الصالح مع الإيمان وهو دخول الجنة وهذا هو الدين ، وهو انقياد العبد لأمر الله وشرعه وإخلاصه العبادة لله ، وذلك فى قوله سبحانه : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا)(122) ، وقوله سبحانه : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)(124) ثم جاءت اﻵية موضع الرسالة : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا)

[٣/‏٤, ٦:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى : لا أحد أحسن دينا ممن انقاد لأمر الله وشرعه ، وأخلص عمله لله وهو مطيع لله مجتنب لنواهيه ، واتبع الدين الذى كان عليه (إبراهيم) خليل الرحمن ، مستقيما على منهاجه وسبيله ، وهو دين الإسلام(واتخذ الله إبراهيم خليلا) أى : صفيا اصطفاه لمحبته وخلته . قال ابن كثير : فإنه انتهى إلى درجة الخلة التى هى أرفع مقامات المحبة ، وماذاك إلا لكثرة طاعة ربه . وبعد عرض تفسير اﻵية ، والسياق التى جاءت فيه تبين مناسبة الآية فى سياقها  .

[٣/‏٤, ٦:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية سورة فصلت : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين) أى : دعا إلى توحيد الله وطاعته ، بقوله وفعله وحاله ، وفعل الصالحات ، وجعل الإسلام دينه ومذهبه ، قال ابن كثير : وهذه الآية عامة فى كل من دعا إلى خير وهو فى نفسه مهتد . وقد ناسبت الآية السياق الذى جاءت فيه ، فقد جاءت فى ثنايا آيات تتحدث عن أقوال الكافرين المتكبرين كقوم عاد ، وعن أقوال أهل النار ، وكذلك قول  المؤمنين عند موتهم ، وإليك بيان ذلك من خلال استعراض الآيات فى السورة .

[٣/‏٤, ٦:٣٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه : (وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون)(5)  أى : وقال المشركون للرسول صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى الإيمان : قلوبنا فى أغطية متكاثفة ، لايصل إليها شئ مما تدعونا إليه من التوحيد والإيمان ، وفى آذاننا صمم وثقل ، يمنعنا من فهم ماتقول ، وبيننا وبينك يا محمد حاجز يمنع أن يصل إلينا شيئ مما تقول ، فنحن معذرون فى عدم اتباعك ، لوجود المانع من جهتنا وجهتك ، فاعمل أنت على طريقتك ، ونحن على طريقتنا ، استمر على دينك فإنا مستمرون على ديننا .

[٣/‏٤, ٦:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء عن قوم عاد فى بيان كبرهم وعنادهم قوله سبحانه : (فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق  وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون)(15) فهم بغوا وعتوا وعصوا ، وتكبروا على نبى الله( هود) ومن آمن معه ، بغير استحقاق للتعظم والاستعلاء ، وقالوا اغترارا بقوتهم لما خوفهم بالعذاب : لاأحد أقوى منا فنحن نستطيع أن ندفع العذاب عن أنفسنا بفضل قوتنا ، فاستحقوا العذاب فأرسل الله عليهم ريحا باردة شديدة البرد ، وشديدة الصوت والهبوب فأهلكتهم .

[٣/‏٤, ٦:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاءت الآيات فى السورة كثيرة ومنها : (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شيئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون)(21)  وقوله سبحانه : (وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)(26)  وقوله سبحانه : (وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين)(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون)(30:29)

[٣/‏٤, ٦:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وهذه الآية : هى بشرى الملائكة للمؤمن عند حضور أجله ، فتنزل عليه ملائكة الرحمة تبشره بالجنة ، وأن لا يخاف مما يقدم عليه من أحوال القيامة ، وأن لايحزن على ماخلفه فى الدنيا من أهل ومال وولد ، فنحن (أى الملائكة) نخلفكم فيه . قال المفسرون : إن الملائكة تتنزل حين الاحتضار على المؤمنين بهذه البشارة ، أن لا تخافوا هول الموت ، ولا من هول القبر ، وشدائد يوم القيامة . فجاءت كل آية مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!

الأربعاء، 2 أبريل 2025

(أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم)

 [١٩/‏٢, ١٢:١٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : 

(بلاغة اللفظ القرآنى) قوله سبحانه فى سورة يونس : (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين)(2)  انفرد هذا الموضع بعدم ذكر : (وعملوا الصالحات ) فقد جاء فى  القرآن الكريم  : (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فى حوالى اثنين وخمسين موضعا 

من ذلك قوله سبحانه فى سورة البقرة : (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار....الآية)(25) وقوله سبحانه فى نفس السورة : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)(82)

[١٩/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: فما سبب انفراد موضع سورة يونس بعدم ذكر : (وعملوا الصالحات) وبالرجوع إلى تفسير اﻵية وسياق الآيات يتبين الأمر : جاء فى تفسير الآية : أكان عجبا لأهل مكة وحينا إلى رجل منهم هو (محمد) صلى الله عليه وسلم ؟ والهمزة للإنكار أى لاعجب فى ذلك فهى عادة الله فى الأمم السالفة ، أوحى إلى رسلهم ليبلغوهم رسالة الله (أن أنذر الناس) أى أوحينا إليه بأن خوف الكفار عذاب النار (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) أى وأن بشر المؤمنين بأن لهم سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم بما قدموا من صالح الأعمال.

[١٩/‏٢, ١١:٣٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: فمعنى (قدم صدق عند ربهم ) أى سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم بما قدموا من صالح الأعمال ، فمعنى الآية متضمن الأعمال الصالحة ، فناسب ذلك عدم ذكر (وعملوا الصالحات) ، الأمر الآخر قوله سبحانه : (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم) فالآية متضمنة معنى بدء الوحى إلى النبى صلى الله عليه وسلم وبدء الرسالة ، وذلك قبل الأمر بالتكاليف الشرعية من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها من العبادات ، وذلك فى المرحلة المكية ، فلا مجال للأعمال الصالحة ، فكانت مرحلة الإيمان بالله ورسوله ، فناسب ذلك عدم ذكر ( وعملوا الصالحات) .

[١٩/‏٢, ١١:٥١ م] حسن أحمد حسن سليمان: وسورة يونس من السور المكية التى تعنى بأصول العقيدة الإسلامية (الإيمان بالله تعالى ، والإيمان بالكتب ، والرسل ، والبعث والجزاء) وهى تتميز بطابع التوجيه إلى الإيمان بالرسالات السماوية ، وبوجه أخص إلى (القرآن العظيم) خاتمة الكتب المنزلة ، والمعجزة الخالدة على مدى العصور والدهور لسيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم . وجاءت الآيات تبين حقيقة(الألوهية) و (العبودية) ، وأساس الصلة بين الخالق والمخلوق ، وعرفت الناس بربهم الحق الذى ينبغى أن يعبدوه .

[٢٠/‏٢, ١٢:١٢ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وجاءت الآية : (إن ربكم الله الذى خلق السموات واﻷرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون)(3) جاءت الآية تعرف الناس بربهم الحق الذى ينبغى أن يعبدوه ، وأن يسلموا وجوههم إليه ، فهو الخالق الرازق ، المحيى المميت ، المدبر الحكيم ، فهو الذى ينبغى أن تفردوه بالعبادة ، هو الذى أوجد السموات والأرض ، وأنشأ خلقهما على غير مثال سابق . فناسبت الآية ، الآية السابقة بعدم ذكر (وعملوا الصالحات) لأن الله فى هذه الآية ذكر أنه خالق الناس ومالكهم ، ومصلح أمورهم ومدبرها ، وقد دعاهم لعبادته ، لأنه المستحق للعبادة بما أنعم عليهم من النعم العظيمة .

[٢٠/‏٢, ١١:٠٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وانتقلت السورة لتعريف الناس بصفات الإله الحق ، بذكر آثار قدرته ورحمته ، الدالة على التدبير الحكيم ، ومافى هذا الكون المنظور من آثار القدرة الباهرة ، التى هى أوضح البراهين على عظمة الله وجلاله وسلطانه . وذلك فى الآيات : (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)(فذالكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون)(32:31)

[٢٠/‏٢, ١١:١٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: ثم مضت السورة تقيم على المشركين الحجة بعد الحجة ، لعلهم يؤمنون بربهم ويعبدوه ، ويتركوا عبادة الأصنام والأوثان وذلك فى الآيات : (قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون)(قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى إلى الحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)(35:34) أى : قل لهم يامحمد على جهة التوبيخ والتقريع : هل من الأوثان والأصنام من ينشئ الخلق من العدم ثم يفنيه ، ثم يعيده ويحييه ؟

[٢٠/‏٢, ١١:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: قال الطبرى : ولما كانوا لايقدرون على دعوى ذلك ، وفيه الحجة القاطعة ، والدلالة الواضحة على أنهم فى دعوى الأرباب كاذبون مفترون ، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالجواب (قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده) أى : قل لهم يامحمد : الله وحده هو الذى يحيى ويميت ، ويبدأ الخلق ويعيده ( فأنى تؤفكون) اى : فكيف تنقلبون وتنصرفون عن الحق إلى الباطل . كذلك فى الآية الثانية : توبيخ آخر فى صورة الاستفهام أى : قل لهؤلاء المشركين: هل من هذه الآلهة من يرشد الضال ؟ أو يهدى الحائر .

[٢٢/‏٢, ١٠:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وبعد استعراض تفسير الآيات وسياقها يتبين أن عدم ذكر : (وعملوا الصالحات) فى الآية : (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ) تناسب مع سياق الآيات ، حيث أن معنى قدم صدق : سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم بما قدموا من صالح الأعمال ، فمعنى الآية متضمن الأعمال الصالحة ، وكذلك فى ثنايا الآية معنى بدء الوحى فى قوله سبحانه : (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم) ، والآية التى بعدها فى تعريف الناس بربهم وأنه خالقهم ومالكهم ومدبر أمورهم ، فهو المستحق للعبادة وحده ، فناسب ذلك عدم ذكر : (وعملوا الصالحات) سياق الآيات .

فسبحان من هذا كلامه !!!

الخميس، 6 فبراير 2025

الفرق بين :(العبيد)(العباد)

 [٥/‏٢, ١١:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : 

(بلاغة اللفظ القرآنى) : 

(عبيد) (عباد) : لفظ العبيد يشمل البر والفاجر ، فكل الناس مؤمنهم وكافرهم عبيد لله ، لذلك جاء استعمال لفظ فى القرآن فى نفى الظلم ، كقوله تعالى : (وماربك بظلام للعبيد) ، وقد جاء اللفظ فى خمس مواضع من القرآن : قوله سبحانه :(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)(182)(آل عمران) وأيضا نفس الآية فى سورة الأنفال : (51) وقوله سبحانه فى سورة الحج : (ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد)(10)

[٥/‏٢, ١١:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه فى سورة فصلت : (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وماربك بظلام للعبيد)(46) وقوله سبحانه فى سورة ق : (مايبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد)(29) . ومن أهم المسائل توضيح أن : (بظلام ) ليست صيغة مبالغة ، بل لنفى أصل الظلم فهو ليس منسوبا إلى الله ، قال المفسرون  : ليست صيغة (ظلام) فى الآيات للمبالغة ، وإنما هى صيغة نسبة مثل عطار ، تمار ، نجار ، ولو كانت للمبالغة ، لأوهم أنه سبحانه وتعالى ليس كثير الظلم ولكنه يظلم أحيانا ، وهذا المعنى فاسد ، لأنه يستحيل عليه الظلم جل فى علاه .

[٦/‏٢, ١٠:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما لفظ : (العباد ) فى القرآن الكريم لفظ له كرامة الصلة بالله فيضاف إلى الله تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا...الآية)(الفرقان)(63) وقوله سبحانه : (عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا)(الإنسان)(6) ، والعبد هو الذى عرف ربه وأقبل عليه وخضع لمولاه . أما كلمة : (العبيد) فهى تطلق على عبيد الناس وعبيد الله معا ، وعادة تضاف إلى الناس ، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم . لذلك جاءت فى الآيات بنفى الظلم من أصله عن الله جل فى علاه بأى أحد من الناس ، سواء كان مؤمنا أو كافرا .

فانظر يرحمك الله إلى بلاغة اللفظ القرآنى . فسبحان من هذا كلامه !!!