[٦/٩, ٧:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة القصص : (وقال موسى ربى أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لايفلح الظالمون)(37) ؛ وقوله سبحانه فى نفس السورة : (إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربى أعلم من جاء بالهدى ومن هو فى ضلال مبين)(85) الخلط يحصل فى الآية الثانية بزيادة الباء : (من) ، وزيادة : (من عنده) التى جاءت فى الموضع الأول . وباستعراض تفسير الآيتين يتبين الفرق بين الموضعين .
[٦/٩, ٨:٠٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء الموضع الأول رد موسى عليه السلام على فرعون وملئه لما رموه بالكذب والسحر وذلك فى الآية التى قبلها وذلك فى قوله تعالى : (فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ماهذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا فى آباءنا الأولين)(36) ، فجاء رد موسى على فرعون بقوة وثبات : قال ربى أعلم بالمحق منا الذى جاء بالرشاد من عنده ، ومن الذى له العقبى المحمودة فى الدار الآخرة ، إنه لايظفر الظالمون بمطلوبهم . فجاءت : (بمن) بزيادة الباء ، وبزيادة : (من عنده) مناسبة لسياق الآية فى الرد على فرعون وملئه .
[٧/٩, ١:٢٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الثانية : فكانت بشرى ووعد من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم برده إلى مكة ، بعد أخرجه المشركون منها ، وقد جاء فى الحديث الذى رواه أحمد وابن ماجة والترمذى وصححه : عن عبدالله بن العدى بن الحفراء أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة فى سوق مكة : (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أنى أخرجت منك ماخرجت) ، فجاءت الآية بوعد من الله برده إلى مكة .
[٧/٩, ١:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير اﻵية : إن الذى أنزل عليك - أيها الرسول - القرآن وفرض عليك تبليغه والتمسك به ، لمرجعك إلى الموضع الذى خرجت منه ، وهو 《 مكة 》، قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين : ربى أعلم من جاء بالهدى ، ومن هو فى ذهاب واضح عن الحق . فهو أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن يبلغهم بهذا الأمر ، فكان مختصرا دون زيادة فى الألفاظ ، كما جاء فى الموضع الأول ؛ فالأول كان رد موسى عليه السلام على فرعون وملئه لما رموه بالكذب والسحر ، فناسب الزيادة بالباء : (بمن) ، وزيادة(من عنده) سياق الآية . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق