الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

(فقد استمسك بالعروة الوثقى)

 [٨/‏٩, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى :( سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) ، قوله سبحانه فى سورة البقرة : (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم)(256) ، وقوله سبحانه فى سورة لقمان : (ومن يسلم وجهه إلى وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور)(22) ؛ الخطأ يحدث فى موضع سورة لقمان بزيادة القارئ : (لاانفصام لها) الذى فى البقرة ، ومن خلال استعراض تفسير الآيتين يتبين الفرق بين الموضعين .

[٨/‏٩, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير اﻵية الأولى : لكمال هذا الدين واتضاح آياته لايكره أحد على الدخول فيه ، لمن تقبل منهم الجزية ، فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل ، والهدى من الضلال . فمن يكفر بكل ماعبد من دون الله ويؤمن بالله وحده ، فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى ، واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له . والله سميع لأقوال عباده ، إذا أسلم الكافر ، ونطق الشهادتين بلسانه عليم بأفعالهم ونياتهم ، وسيجازهم على ذلك . واتضح من خلال تفسير اﻵية أنها تتحدث عن الكافر ، فإذا أسلم دون إكراه ، فلا يجوز له الرجوع إلى الكفر ، فناسب قوله :(لاانفصام لها) سياق الآية .

[٨/‏٩, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية سورة لقمان تتحدث عن المؤمن فهو مستمسك بدينه ، جاء فى تفسير اﻵية : ومن يخلص عبادته لله وقصده إلى ربه تعالى ، وهو محسن فى أقواله ، متقن لأعماله ، فقد أخذ بأوثق سبب موصل إلى رضوان الله وجنته ، وإلى الله وحده تصير الأمور ، فيجازى المحسن على إحسانه ، والمسئ على إساءته . فالمؤمن مستمسك بدينه ، فناسب عدم ذكر قوله سبحانه : (لاانفصام لها) موضع سورة لقمان . كما ناسبت نهاية كل آية سياق الآية .

[٨/‏٩, ١١:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: ففى الآية الأولى ناسب قوله سبحانه : (والله سميع عليم) سياق الآية ، حيث أنها تتحدث عن هذا الدين ، أنه لاإكراه على الدخول فيه ، فإذا أسلم الكافر ونطق بالشهادتين ، فإن الله سميع لقوله ، عليم بنيته ، وبما فى قلبه . وفى آية لقمان ، فإن من أحسن ، ومن أساء ، فإن مرجعهم جميعا إلى الله ، فيجازى المحسن على إحسانه ، ويجازى المسئ على إساءته . كما أن فى قوله سبحانه : (لاانفصام لها) ، إشارة جلية بعدم جواز الارتداد عن الدين بعد الإسلام طواعية . وإشارة أخرى جلية : هى أن هذا الدين دين عزيز ، وهو الدين الذى ارتضاه الله لعباده ، لايضره من ارتد عنه . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق