الجمعة، 19 سبتمبر 2025

(ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين)(ونجنا برحمتك من القوم الكافرين)

 [١٩/‏٩, ٥:٠٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى  (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة يونس : (فقالوا على الله توكلنا ربنا لاتجعلنا فتنة للقوم الظالمين)( ونجنا برحمتك من القوم الكافرين)(86:85) ، الخلط يحصل بين : (القوم الظالمين)(القوم الكافرين) . جاء فى تفسير اﻵية الأولى : فقال قوم موسى له : على الله وحده لاشريك له اعتمدنا ، وإليه فوضنا أمرنا ، ربنا لاتنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين ، أو يفتن الكفار بنصرهم ، فيقولوا : لو كانوا على حق لما غلبوا . فلما كان الكلام عام ناسبه لفظ : (الظالمين) لأنه عام يشمل الكفر والظلم وغيره .

[١٩/‏٩, ١١:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الثانية : فهو دعاء قوم موسى : ونجنا برحمتك من القوم الكافرين فرعون وملئه ؛ لأنهم كانوا يأمرونهم بالأعمال الشاقة . فلما الدعاء كان من قوم موسى بالنجاة من القوم الكافرين من فرعون وملئه ، فناسب قوله : ( القوم الكافرين) ، سياق الآية لأنها كانت خاصة بالنجاة من قوم فرعون ، فكانت دعوة خاصة . فناسب اللفظ سياق الآية . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

(فقد استمسك بالعروة الوثقى)

 [٨/‏٩, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى :( سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) ، قوله سبحانه فى سورة البقرة : (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم)(256) ، وقوله سبحانه فى سورة لقمان : (ومن يسلم وجهه إلى وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور)(22) ؛ الخطأ يحدث فى موضع سورة لقمان بزيادة القارئ : (لاانفصام لها) الذى فى البقرة ، ومن خلال استعراض تفسير الآيتين يتبين الفرق بين الموضعين .

[٨/‏٩, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير اﻵية الأولى : لكمال هذا الدين واتضاح آياته لايكره أحد على الدخول فيه ، لمن تقبل منهم الجزية ، فالدلائل بينة يتضح بها الحق من الباطل ، والهدى من الضلال . فمن يكفر بكل ماعبد من دون الله ويؤمن بالله وحده ، فقد ثبت واستقام على الطريقة المثلى ، واستمسك من الدين بأقوى سبب لا انقطاع له . والله سميع لأقوال عباده ، إذا أسلم الكافر ، ونطق الشهادتين بلسانه عليم بأفعالهم ونياتهم ، وسيجازهم على ذلك . واتضح من خلال تفسير اﻵية أنها تتحدث عن الكافر ، فإذا أسلم دون إكراه ، فلا يجوز له الرجوع إلى الكفر ، فناسب قوله :(لاانفصام لها) سياق الآية .

[٨/‏٩, ٤:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما آية سورة لقمان تتحدث عن المؤمن فهو مستمسك بدينه ، جاء فى تفسير اﻵية : ومن يخلص عبادته لله وقصده إلى ربه تعالى ، وهو محسن فى أقواله ، متقن لأعماله ، فقد أخذ بأوثق سبب موصل إلى رضوان الله وجنته ، وإلى الله وحده تصير الأمور ، فيجازى المحسن على إحسانه ، والمسئ على إساءته . فالمؤمن مستمسك بدينه ، فناسب عدم ذكر قوله سبحانه : (لاانفصام لها) موضع سورة لقمان . كما ناسبت نهاية كل آية سياق الآية .

[٨/‏٩, ١١:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: ففى الآية الأولى ناسب قوله سبحانه : (والله سميع عليم) سياق الآية ، حيث أنها تتحدث عن هذا الدين ، أنه لاإكراه على الدخول فيه ، فإذا أسلم الكافر ونطق بالشهادتين ، فإن الله سميع لقوله ، عليم بنيته ، وبما فى قلبه . وفى آية لقمان ، فإن من أحسن ، ومن أساء ، فإن مرجعهم جميعا إلى الله ، فيجازى المحسن على إحسانه ، ويجازى المسئ على إساءته . كما أن فى قوله سبحانه : (لاانفصام لها) ، إشارة جلية بعدم جواز الارتداد عن الدين بعد الإسلام طواعية . وإشارة أخرى جلية : هى أن هذا الدين دين عزيز ، وهو الدين الذى ارتضاه الله لعباده ، لايضره من ارتد عنه . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!

(سورة القصص)

 [٦/‏٩, ٧:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : (سلسلة الآيات المتشابهات التى يخطأ فيها الحفاظ بالخلط بينها) قوله سبحانه فى سورة القصص : (وقال موسى ربى أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لايفلح الظالمون)(37) ؛ وقوله سبحانه فى نفس السورة : (إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربى أعلم من جاء بالهدى ومن هو فى ضلال مبين)(85)  الخلط يحصل فى الآية الثانية بزيادة الباء : (من) ، وزيادة : (من عنده) التى جاءت فى الموضع الأول . وباستعراض تفسير الآيتين  يتبين الفرق بين الموضعين .

[٦/‏٩, ٨:٠٠ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء الموضع الأول رد موسى عليه السلام على فرعون وملئه لما رموه بالكذب والسحر وذلك فى الآية التى قبلها وذلك فى قوله تعالى : (فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ماهذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا فى آباءنا الأولين)(36) ، فجاء رد موسى على فرعون بقوة وثبات : قال ربى أعلم بالمحق منا الذى جاء بالرشاد من عنده ، ومن الذى له العقبى المحمودة فى الدار الآخرة ، إنه لايظفر الظالمون بمطلوبهم . فجاءت : (بمن) بزيادة الباء ، وبزيادة : (من عنده) مناسبة لسياق الآية فى الرد على فرعون وملئه .

[٧/‏٩, ١:٢٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما الآية الثانية : فكانت بشرى ووعد من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم برده إلى مكة ، بعد أخرجه المشركون منها ، وقد جاء فى الحديث الذى رواه أحمد وابن ماجة والترمذى وصححه : عن عبدالله بن العدى بن الحفراء أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة فى سوق مكة : (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أنى أخرجت منك ماخرجت) ، فجاءت الآية بوعد من الله برده إلى مكة .

[٧/‏٩, ١:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير اﻵية : إن الذى أنزل عليك - أيها الرسول - القرآن وفرض عليك تبليغه والتمسك به ، لمرجعك إلى الموضع الذى خرجت منه ، وهو 《 مكة 》، قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين : ربى أعلم من جاء بالهدى ، ومن هو فى ذهاب واضح عن الحق . فهو أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن يبلغهم بهذا الأمر ، فكان مختصرا دون زيادة فى الألفاظ ، كما جاء فى الموضع الأول ؛ فالأول كان رد موسى عليه السلام على فرعون وملئه لما رموه بالكذب والسحر ، فناسب الزيادة بالباء : (بمن) ، وزيادة(من عنده) سياق الآية . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها . فسبحان من هذا كلامه !!!

السبت، 6 سبتمبر 2025

(إن في ذلكم لآيات للمؤمنين)(سبحانه وتعالى عما يصفون)

 [٣٠/‏٨, ٢:٠٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى  : مما انفردت به سورة الأنعام :(إن فى ذلكم لآيات لقوم يؤمنون)(99) ، وقوله سبحانه: (سبحانه وتعالى عما يصفون)(100) ، جاء الأول فى قوله سبحانه : (وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن فى ذلكم لآيات لقوم يؤمنون)(99) ، فجاءت الآية فيها تفصيلا كاملا ، لأثر نزول الماء ، فناسب لفظ : (ذلكم) سياق الآية ، أما فى غير هذا الموضع : ( إن فى ذلك) .

[٣٠/‏٨, ٢:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير اﻵية : والله سبحانه هو الذى أنزل من السحاب مطرا فأخرج به نبات كل شيئ ، فأخرج من النبات زرعا وشجرا أخضر ، ثم أخرج من الزرع حبا يركب بعضه بعضا ، كسنابل القمح والشعير والأرز ، وأخرج من طلع النخل- وهو ماتنشأ فيه عذوق الرطب- عذوقا قريبة التناول ، وأخرج سبحانه بساتين من أعناب ، وأخرج شجر الزيتون والرمان الذى يتشابه فى ورقه ويختلف فى ثمره شكلا وطعما وطبعا . انظروا أيها الناس إلى ثمر هذا النبات إذا أثمر ، وإلى نضجه وبلوغه حين يبلغ . إن فى ذلكم- أيها الناس- لدلالات على كمال قدرت خالق هذه الأشياء وحكمته ورحمته لقوم يصدقون به تعالى ويعملون بشرعه .

[٣٠/‏٨, ٢:٣٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء الثانى فى الآية التى بعدها قوله سبحانه  : (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون)(100) ، فجعل المشركون الجن شركاء لله تعالى فى العبادة ، وأطاعوهم فيما أمروهم به من عبادة الأصنام ، وكذب هؤلاء المشركون على الله تعالى حين نسبوا إليه سبحانه البنين والبنات ، فقالوا عيسى ابن الله وهو قول النصارى ، وقول اليهود عزير ابن الله، وقول المشركين من مشركى العرب الملائكة بنات الله ، تنزه الله جل فى علاه عن كل مالايليق بجلاله ، وعن كل اعتقاد باطل وفاسد ، فلما كان هذا الوصف ، ناسب قوله سبحانه  : (عما يصفون) سياق الآية . وجاء قوله سبحانه : (سبحانه وتعالى عما يشركون) فى أربع مواضع  .

(سبحانه وتعالى عما يشركون)(سبحان الله وتعالى عما يشركون)

 [٣٠/‏٨, ٣:٠٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (سبحانه وتعالى عما يشركون) 

(سبحان الله وتعالى عما يشركون) ، جاء الأول فى أربع مواضع من القرآن العظيم ، وجاء الثانى فى موضع وحيد ، فى سورة القصص . وإليك بيان ذلك : قوله سبحانه فى سورة يونس : (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولاينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لايعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)(18) فهؤلاء المشركون يعبدون من دون الله مالا يضرهم شيئا ولاينفعهم فى الدنيا والآخرة ، ويقولون : إنما نعبدهم ليشفعوا لنا عند الله ، فهذا من الشرك ، فناسب قوله سبحانه : (سبحانه وتعالى عما يشركون) سياق الآية .

[٣٠/‏٨, ٣:١١ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه فى سورة النحل أول السورة : (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون)(1) : قدر الله وقضى وحدد وقتا قريبا لعقابكم- أيها الكفار- على كفركم ومعاندتكم لرسول ربكم ، فلا تكذبوا به ، ولاتطلبوا تعجيله قبل أوانه،  فإنه واقع لا محالة . وهذا دلالة الفعل الماضى : (أتى) . وقد ارتبط المعنى فى قوله : (سبحانه وتعالى عما يشركون) بما جاء فى آخر سورة الحجر فى قوله سبحانه : (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين)(إنا كفيناك المستهزءين)(الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون)(96:94) فكان الحديث عن المشركين فناسب أول سورة النحل قوله سبحانه وتعالى عما يشركون مع آخر سورة الحجر .

[٣٠/‏٨, ٣:٢٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: كما ناسب قوله تعالى : (سبحانه وتعالى عما يشركون) الآيتين بعده وذلك فى قوله تعالى : (ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون)(خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون)(3:2) ، فهو سبحانه ينزل الملائكة مصحوبة بجبريل عليه السلام بتعاليم الدين من أمره على من يصطفيه من عباده للنبوة والرسالة،  ليأمروا قومهم بعبادة الله وحده ولايشركوا معه أحد فى عبادته ، ويأمروهم بأن يتقوا عذاب ربهم بطاعته . فهو الذى خلق السموات والأرض بالحق ولم يخلقهما باطلا ولاعبثا، فهو لا رب سواه .

[٣٠/‏٨, ٣:٤١ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الثالث جاء فى سورة الروم : قوله سبحانه : (الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيئ سبحانه وتعالى عما يشركون)(40) ، فالله وحده هو الذى- أيها الناس- ثم رزقكم فى هذه الحياة ، ثم يميتكم بانتهاء آجالكم ، ثم يبعثكم من القبور أحياء للحساب والجزاء ، هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيئ ؟ تنزه الله وتقدس عن شرك هؤلاء المشركين به  . وقد ناسب قوله( سبحانه وتعالى عما يشركون) ماجاء قبله من الآيات وذلك فى قوله تعالى : (منيبين إليه واتقوه ولاتكونوا من المشركين)(من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)(32:31)

[٣٠/‏٨, ٤:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه : (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون)(ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون)(أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون)(35:33) . وأيضا ناسب قوله تعالى : (قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركون)(42) ، وهى دعوة لهؤلاء المشركين جميعا ، أن يسيروا فى نواحي الأرض سير اعتبار وتفكر ، فينظروا كيف كان عاقبة الأمم المكذبة لرسلهم ، ويتفكروا كيف أهلكهم الله إهلاكا جماعيا ، لأنهم كانوا مشركين فى ربوبية الله، وفى إلهيته، واتخذوا من دونه آلهة باطلة، وزعموا أنها تجلب لعابديها نفعا ، وتدفع عنهم ضرا .

[٣٠/‏٨, ٥:٢٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الرابع : قوله سبحانه فى سورة الزمر  : ( وماقدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)(67)  أى : وماعظم هؤلاء المشركين الله حق تعظيمه ؛ إذ عبدوا معه غيره مما لاينفع ولايضر ، فسووا المخلوق مع عجزه بالخالق العظيم ، الذى من عظيم قدرته أن جميع الأرض فى قبضته يوم القيامة ، والسموات مطويات بيمينه ، تنزه وتعاظم سبحانه وتعالى عما يشرك به هؤلاء المشركون ، وفى الآية دليل على إثبات القبضة، واليمين، والطى، لله كما يليق بجلاله وعظمته، من غير تكييف ولاتشبيه . فناسب قوله سبحانه : (سبحانه وتعالى عما يشركون) معنى الآية وتفسيرها .

[٣٠/‏٨, ٥:٣٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: كما ناسب ماجاء قبل الآية من الآيات وذلك فى قوله تعالى : (قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون)(ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)(بل الله فاعبد وكن من الشاكرين)(66:64) ، جاء فى تفسير الآيات : قل-أيها الرسول- لمشركى قومك : أفغير الله أيها الجاهلون بالله تأمرونى أن أعبد ، ولاتصلح العبادة لشئ سواه ؟ ولقد أوحى إليك-أيها الرسول- وإلى الذين من قبلك من الرسل : لئن أشركت بالله غيره ليبطلن عملك ، ولتكونن من الهالكين الخاسرين دينك وآخرتك ، بل الله فاعبد- أيها النبى- وكن من الشاكرين لله نعمه . والخطاب هو للأمة .

[٣٠/‏٨, ٥:٤٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع سورة القصص : ( سبحان الله وتعالى عما يشركون) أتى باللفظ الصريح :(سبحان الله) ولم يأتى بالضمير : (سبحانه) كما فى المواضع الأربع ، وذلك للمعنى العظيم للآية ، والملاحظ فى القرآن أنه إذا جاء لفظ الجلالة أو لفظ الرب فى سياق الآية ، أتى بالضمير (سبحانه) فعاد الضمير عليه . فإذا ذكر اللفظ فى نهاية الآية، فهو جاء لتأكيد معنى فى الآية . 

قوله سبحانه : (وربك يخلق مايشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) أى : وربك المالك المطلق ، يخلق مايشاء خلقه ، ويصطفى مايشاء لولايته من خلقه ، وليس لأحد من الأمر والاختيار من شيئ ، وإنما ذلك لله وحده سبحانه ، تعالى تنزه عن شركهم .

[٣٠/‏٨, ٦:٠٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: كما ناسب ماجاء بعده من الآيات وذلك فى قوله تعالى : (وربك يعلم ماتكن صدورهم وما يعلنون)(وهو الله لا إله إلا هو له الحمد فى الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون)(70:69) : وربك يعلم ماتخفى صدور خلقه وما يظهرونه ؛ وهو الله الذى لا معبود بحق سواه ، له الثناء الجميل ، والشكر فى الدنيا والآخرة ، وله الحكم بين خلقه ، وإليه تردون بعد مماتكم للحساب والجزاء . فكيف تشركون بهذا الإله العظيم ؟ !  .

فسبحان من هذا كلامه !!!

(تلك حدود الله فلا تقربوها)(تلك حدود الله فلا تعتدوها)

 [٥/‏٩, ٩:١٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى:

(تلك حدود الله فلا تقربوها)(تلك حدود الله فلا تعتدوها) : جاءت الأولى فى سورة البقرة فى قوله سبحانه : (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نساءكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ماكتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولاتباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون)(187)

[٥/‏٩, ٩:٣١ م] حسن أحمد حسن سليمان: والثاني جاء فى قوله سبحانه فى سورة البقرة : (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولايحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)(229) ، الموضع الثانى جاء فى  أول سورة الطلاق فى قوله سبحانه : (ياأيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لاتخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لاتدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)(1)

[٥/‏٩, ١٠:٠٣ م] رقمى موبيلي: جاء فى تفسير اﻵية الأولى : أباح الله لكم جماع نسائكم ليالى شهر رمضان ، هن ستر وحفظ لكم ، وأنتم ستر وحفظ لهن .علم الله أنكم كنتم تخونون أنفسكم ؛ بمخالفة ماحرمه الله عليكم من مجامعة النساء بعد العشاء فى ليالى الصيام - وكان ذلك فى أول الإسلام- فتاب الله عليكم ووسع لكم فى الأمر ، فالآن جامعوهن ، واطلبوا ماقدره الله لكم من الأولاد ، وكلوا واشربوا حتى يتبين ضياء الصباح من سواد الليل ، بظهور الفجر الصادق ، ثم أتموا الصيام إلى دخول الليل بغروب الشمس ، ولاتجامعوا نسائكم أو تتعاطوا مايفضى إلى جماعهن إذا كنتم معتكفين فى المساجد ، لأن هذا يفسد الاعتكاف .

[٥/‏٩, ١٠:١٢ م] رقمى موبيلي: تلك الأحكام التى شرعها الله لكم هى حدوده الفاصلة بين الحلال والحرام ، فلا تقربوها حتى لا تقعوا فى الحرام ، بمثل هذا البيان الواضح يبين الله آياته وأحكامه للناس ؛ كى يتقوه ويخشوه . ومن خلال استعراض تفسير الآية اتضح أنها تتحدث عن أشياء مباحة مثل الأكل والشرب وجماع النساء ، من غروب الشمس إلى الفجر ، ومن طلوع الفجر الصادق إلى  غروب الشمس ، لايقربوا هذه الأشياء ، فهى فى الأصل مباحة ، وتحريمها فى وقت محدد . فناسب قوله : (تلك حدود الله فلا تقربوها) سياق الآية .

[٦/‏٩, ٣:٣٧ م] رقمى موبيلي: جاء فى تفسير اﻵية الثانية : الطلاق الذى تحصل به الرجعة مرتان ، واحدة بعد الأخرى ، فحكم الله بعد كل طلقة هو إمساك المرأة بالمعروف ، وحسن العشرة بعد مراجعتها ، أو تخلية سبيلها مع حسن معاملتها بأداء حقوقها ، وألا يذكرها مطلقها بسوء . ولايحل لكم - أيها الأزواج - أن تأخذوا شيئا مما أعطيتموهن من المهر ونحوه ، إلا أن يخاف الزوجان ألا يقوما بالحقوق الزوجية ، فحينئذ يعرضان أمرهما على الأولياء ، فإن خاف الأولياء عدم إقامة الزوجين حدود الله ، فلا حرج على الزوجين فيما تدفعه المرأة للزوج مقابل طلاقها.  وفى الآية نهى عن ظلم المرأة ، وأخذ حقها ، والحث على حسن العشرة ، وألا يذكرها مطلقها بسوء ، فكل هذا حرام  . فناسب قوله سبحانه: (تلك حدود الله فلا تعتدوها) سياق الآية .

[٦/‏٩, ٣:٥١ م] رقمى موبيلي: الآية الثالثة جاء فى تفسيرها : ياأيها النبى إذا أردتم- أنت والمؤمنون- أن تطلقوا نساءكم فطلقوهن مستقبلات لعدتهن- أى فى طهر لم يقع فيه جماع ، أو فى حمل ظاهر- واحفظوا العدة ؛ لتعلموا وقت الرجعة إن أردتم أن تراجعوهن ، وخافوا الله ربكم ، لاتخرجوا المطلقات من البيوت التى يسكن فيها إلى أن تنقضى عدتهن ، وهى ثلاث حيضات لغير الصغيرة والآيسة والحامل ، ولايجوز لهن الخروج منها بأنفسهن، إلا إذا فعلن فعلة منكرة ظاهرة كالزنى ، وتلك أحكام الله التى شرعها لعباده ، ومن يتجاوز أحكام الله فقد ظلم نفسه ، وأوردها مورد الهلاك . وهى مثل الآية السابقة ، تتحدث عن عدم ظلم المرأة ، وبينت الطلاق السنى من الطلاق البدعى . فناسب قوله : (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) سياق الآية . فسبحان من هذا كلامه !!!

الجمعة، 5 سبتمبر 2025

(العزيز الرحيم)

 [٢٩/‏٨, ٧:٥٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : لطائف وإشارات من الأسماء والصفات في الآيات المبينات من كلام رب البريات :

(العزيز الرحيم)  : العزيز   : هو سبحانه وتعالى صاحب العزة والغلبة والقوة المطلقة، وهو فى نفس الوقت واسع الرحمة بعباده، ينتقم من أعدائه بقوته ورحيم بالمؤمنين وينجيهم من عذابه.  واقتران العزيز بالرحيم يدل على أن قدرة الله ورحمته مقترنتان ، فرحمته ليست ضعفا بل هى نابعة من قدرته وعزته المطلقة . وقد تكرر :(العزيز الرحيم) فى القرآن ثلاثة عشر مرة (13) ؛ وإذا تتبعت الآيات الذى جاء بها ، تجد أن فى سياق الآيات فريقان،  فريق يخص صفة العزيز، وفريق يخص صفة الرحيم ،وإليك بيان ذلك من خلال استعراض الآيات .

[٢٩/‏٨, ٩:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى سورة الشعراء : (العزيز الرحيم) فى تسع آيات من السورة ، وجاء بعد الحديث عن قصص الأنبياء مع أقوامهم ، ودعوت الأنبياء لقومهم أن يعبدوا الله ، وانتهت كل قصة بإهلاك الكافرين ونجاة المؤمنين ، وانتهت كل قصة بالآيتين: (إن فى ذلك لآية وماكان أكثرهم مؤمنين)(وإن ربك لهو العزيز الرحيم) ، فهو عزيز فى انتقامه من الكافرين ، رحيم بنجاته للمؤمنين . وذلك فى أول السورة، وفى قصص الأنبياء : إبراهيم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب .

[٢٩/‏٨, ١٠:٠٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: وبعد سرد قصص الأنبياء  فى السورة ، وجه الله خطابه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره بالتوكل عليه ، والإستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور ، فلذلك أمر الله تعالى بالتوكل عليه ، فقال : (وتوكل على العزيز الرحيم)(217) ، وجاءت الآية على نسق السورة (العزيز الرحيم) ، فهو بعزته قادر على تغلبه على عدوه الذى هو أقوى منه ، وأنه برحمته يعصمه منهم . ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله والنزول فى منزل الإحسان ، فقال :(الذى يراك حين تقوم)(وتقلبك فى الساجدين)(إنه هو السميع العليم)(220:218)

[٢٩/‏٨, ١٠:٢٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى تفسير الآيات : وفوض أمرك إلى الله العزيز الذى لايغالب ولايقهر ، الرحيم الذى لا يخذل أولياءه ، وهو الذى يراك حين تقوم للصلاة وحدك فى جوف الليل ، ويرى تقلبك مع الساجدين فى صلاتهم معك قائما وراكعا وساجدا وجالسا إنه-سبحانه- هو السميع لتلاوتك وذكرك ، العليم بنيتك وعملك ، وقد انفردت الآية : (إنه هو السميع العليم) فى القرآن أنها آية كاملة ، فدائما تأتى فى نهاية الآيات ، وكأن فيها زيادة اهتمام بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وبيان فضله وشرفه ، وأنه أفضل الخلق ، وأتقاهم لله ، وأخشعهم فى صلاته وتلاوته وذكره وتضرعه ومناجاته .

[٢٩/‏٨, ١١:١٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى سورة الروم : (الم)(غلبت الروم)(فى أدنى الأرض وهم من غلبهم سيغلبون)(فى بضع سنين)(لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون)(بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)(5:1) . انتصرت الفرس على الروم ، وكانت الفرس مشركين يعبدون النار ، وكانت الروم أهل كتاب ينتسبون إلى التوراة والإنجيل ، وهم أقرب إلى المسلمين من الفرس ، فكان المؤمنون يحبون غلبتهم على الفرس ، وكان المشركون يحبون  ظهور الفرس ، ففرح المشركون بنصر الفرس على الروم ، وحزن المسلمون ، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس فى بضع سنين : (9:3) سنوات ، وقد انتصر الروم على الفرس كما وعد الله ، فهو العزيز الذى له العزة التى قهر بها الخلائق أجمعين ، الرحيم بعباده المؤمنين ؛ حيث قيض لهم من الأسباب التى تسعدهم وتنصرهم على أعدائهم .

[٣٠/‏٨, ٨:٠٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: جاء فى سورة السجدة : قوله سبحانه : (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم)(6) جاء فى تفسير اﻵية : ذلك الخالق المدبر لشؤون العالمين ، عالم بكل مايغيب عن الأبصار ، مما تكنه الصدور وتخفيه النفوس ، وعالم بما شاهدته الأبصار ، وهو القوى الظاهر الذى لا يغالب ، الرحيم بعباده المؤمنين ، وقد ناسب هذا المعنى سياق الآيات فى السورة ، حيث تحدثت عن كل فريق ، فجاءت الآيات : ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون)(ولوشئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة و الناس أجمعين)(فذوقوا بمانسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون)(14:12)

[٣٠/‏٨, ٩:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه : (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون)(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)(ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون)(22:20) ، فهذه الآيات تخص صفة (العزيز) .

وقوله سبحانه : (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون)(19) ؛ فهذه الآية تخص صفة (الرحيم) . فناسب قوله سبحانه : (عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم) سياق الآيات فى السورة .

[٣٠/‏٨, ١٠:١٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه فى سورة يس : (تنزيل العزيز الرحيم)(5) أى : هذا القرآن تنزيل العزيز فى انتقامه من أهل الكفر والمعاصى ، الرحيم بمن تاب من عباده وعمل صالحا . وقد ناسب قوله سبحانه : (العزيز الرحيم) مابعده من الآيات ، وذلك فى قوله تعالى : (لتنذر قوما ماأنذر آباؤهم فهم غافلون)(لقد حق القول على أكثرهم فهم لايؤمنون)(إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحون)(وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون)(وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون)(10:6) فهذه الآيات تخص صفة : (العزيز) ، وقوله سبحانه : (إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم)(11) وهذه الآية تخص صفة : (الرحيم) .

[٣٠/‏٨, ١٠:٣٣ م] حسن أحمد حسن سليمان: الموضع الأخير فى سورة الدخان : قوله سبحانه : (إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم)(42) ، وقد سبق الآية قوله سبحانه : (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين)(يوم لايغنى مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون)(41:40)  أى : يوم لايدفع صاحب عن صاحبه شيئا ، ولاينصر بعضهم بعضا ، إلا من رحم الله من المؤمنين ، فإنه قد يشفع له عند ربه بعد إذن الله له . إن الله هو العزيز فى انتقامه من أعدائه ، الرحيم بأوليائه وأهل طاعته . وقد ناسبت صفة : (العزيز الرحيم) مابعدها من الآيات .

[٥/‏٩, ٤:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: ففى الآيات : (إن شجرت الزقوم)(طعام الأثيم)(كالمهل يغلى فى البطون)( كغلى الحميم)(خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم)(ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم)(ذق إنك أنت العزيز الكريم)(إن هذا ماكنتم به تمترون)(50:43) ، فهذه الآيات تخص صفة : (العزيز) . وقوله سبحانه : (إن المتقين فى مقام أمين)(فى جنات وعيون)(يلبسون من سندس واستبرق متقابلين)(كذلك وزوجناهم بحور عين)(يدعون فيها بكل فاكهة آمنين)(لايذقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم)(فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم)(57:51) فهذه الآيات تخص صفة : (الرحيم) .

فسبحان من هذا كلامه !!!