السبت، 27 أبريل 2024

(نفعا ولاضرا)(ضرا ولانفعا)

 [٢٠/‏٤, ٥:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : 

(التقديم والتأخير)  ( نفعا ولاضرا)(ضراولانفعا) جاءت الأولى فى ثلاث مواضع فى القرآن وجاءت الثانية فى خمس مواضع من القرآن وإليك بيانها ومعرفة سبب التقديم والتأخير قوله سبحانه : (قل لاأملك لنفسى نفعا ولاضرا إلا ماشاء الله...الآية)(188)(الأعراف) وقوله سبحانه : (قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لايملكون لأنفسهم نفعا ولاضرا...الآية)(16)(الرعد) وقوله سبحانه : (فاليوم لايملك بعضكم لبعض نفعا ولاضرا...الآية)(42)(سبأ)

[٢٠/‏٤, ٥:٢٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: ( ضرا ولانفعا) 

قوله سبحانه : (قل أتعبدون من دون الله مالايملك لكم ضرا ولانفعا والله هو السميع العليم)(76)(المائدة) وقوله سبحانه : (قل لاأملك لنفسى ضرا ولانفعا إلا ماشاء الله لكل أمة أجل...الآية)(49)(يونس) وقوله سبحانه : (أفلا يرون ألايرجع إليهم قولا ولايملك لهم ضرا ولانفعا)(89)(طه) وقوله سبحانه : (واتخذوا من دونه آلهة لايخلقون شيئا وهم يخلقون ولايملكون لأنفسهم ضرا ولانفعا ولايملكون موتا ولاحياة ولانشورا)(3)(الفرقان) (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ماليس فى قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا...الآية)(11)(الفتح)

[٢٦/‏٤, ١:٤٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما سبب تقديم النفع على الضر فهو راجع إلى سياق الآيات ففى موضع  الأعراف جاء قبل الآية فى سياق الآيات التى قبلها قوله تعالى : (من يهدى الله فهو المهتدى ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون)(178) وهى الوحيدة فى القرآن بإثبات الياء فى (المهتدى) وفى الإسراء والكهف (المهتد) فالهداية نفع فناسب تقديم النفع فى الأعراف

الموضع الثانى فى الرعد جاء قبله قوله سبحانه : (ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والأصال)(15) والطوع يقابل النفع والضر يقابل الكره

[٢٦/‏٤, ١:٥٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: أما فى موضع سبأ فقد سبق الآية قوله تعالى : (قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وماأنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين)(39) وبسط الرزق يقابل النفع وتضييق الرزق يقابل الضر .

أما مواضع تقديم الضر على النفع فالموضع الأول قوله سبحانه : (قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرا ولانفعا) فإن عبادة غير الله فهو ضر وقد جاءت اﻵية بعد قوله سبحانه : (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ومامن إله إلا إله واحد..الآية)(73) وهذا قول النصارى الذين قالوا : إن الله مجموع ثلاثة أشياء  : هى الأب والابن وروح القدس وهذا كفر محض وهو من أشد الضر فناسب السياق تقديم الضر على النفع

[٢٧/‏٤, ١٢:١١ ص] حسن أحمد حسن سليمان: أما موضع سورة يونس فقد جاء قبل الآية قوله سبحانه : (ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدى العمى ولوكانوا لايبصرون)(43) أى : ومن الكفار من ينظر إليك وإلى أدلة نبوتك الصادقة ولكنه لا يبصر ما آتاك الله من نور الإيمان أفأنت- أيها الرسول- تقدر على أن تخلق للعمي أبصارا يهتدون بها ؟ فكذلك لاتقدر على هدايتهم إذا كانوا فاقدى البصيرة وإنما ذلك كله لله وحده. وكذلك الآية التى بعدها : (إن الله لايظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) أى : إن  الله لايظلم الناس شيئا بزيادة فى سيئاتهم أو نقص من حسناتهم ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والمعصية ومخالفة أمر ونهيه وهذا من الضر

[٢٧/‏٤, ٦:٢٩ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء فى نهاية الآية التى بعدها : (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وماكانوا مهتدين)(45) أى : قد خسر الذين كفروا وكذبوا بلقاء الله وثوابه وعقابه وماكانوا موفقين لإصابة الرشد فيما فعلوا وهذا أيضا من الضر وقد اتضح من خلال استعراض تفسير الآيات  مناسبة تقديم الضر على النفع فى هذا الموضع . أما موضع سورة طه فكان الحديث فيه عن عبادة بنى إسرائيل للعجل الذى صنعه لهم السامرى من الذهب فهذا من الضر فناسب قوله سبحانه  : (أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولايملك لهم ضرا ولانفعا)(89) أى : أفلا يرى الذين عبدوا العجل أنه لايكلمهم ابتداء ولايرد عليهم جوابا ولايقدر على دفع ضر عنهم ولاجلب نفع لهم ؟

[٢٧/‏٤, ٦:٥٠ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وجاء موضع سورة الفرقان واضح فيه سبب تقديم الضر على النفع  : (واتخذوا من دونه آلهة لايخلقون شيئا وهم يخلقون ولايملكون لأنفسهم  ضرا ولانفعا ولايملكون موتا ولاحياة ولانشورا)(3)  أى : واتخذ مشركو العرب معبودات من دون الله لاتستطيع خلق شئ والله خلقها وخلقهم ولاتملك لنفسها دفع ضر أو جلب نفع ولاتستطيع إماتة حى أو إحياء ميت أو بعث أحد من الأموات حيا من قبره فناسب تقديم الضر على النفع فى الآية فاتخاذ الآلهة تعبد من دون الله من أشد الضر

[٢٧/‏٤, ٧:١٦ ص] حسن أحمد حسن سليمان: وأيضا موضع سورة الفتح جاء واضح فيه سبب تقديم الضر على النفع : (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ماليس فى قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضراأو أراد بكم نفعا..الآية)(11) أى: سيقول لك-أيها النبى- الذين تخلفوا من الأعراب عن الخروج معك إلى {مكة} إذا عاتبتهم : شغلتنا أموالنا وأهلونا فاسأل ربك أن يغفر لنا تخلفنا يقولون ذلك بألسنتهم ولاحقيقة له فى قلوبهم لأن الله يعلم ماانطوت بواطنهم من النفاق بل إنه سبحانه كان بما يعملون خبيرا لايخفى عليه شئ من أعمال خلقه ونفاقهم من أشد الضر فناسب تقديم الضر على النفع . فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه  !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق