[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى :
(بلاغة اللفظ القرآنى)
الفرق بين(يفعل)(يعمل)(يصنع)
الفعل : عام
العمل : غالبه يأتى فى المتعمد
الصنع : أخص وأدق من العمل
وإليك بيان ذلك من القرآن قوله سبحانه : (ووفيت كل نفس ماعملت وهو أعلم بما يفعلون)(70)(الزمر) أى ووفى الله كل نفس جزاء عملها المتعمد من خير أو شر وهو سبحانه أعلم بكل مافعلوه من عمل سواء تعمدوه أم لم يتعمدوه فهذه الآية دليل على أن الفعل عام والعمل فيما تعمده العبد وهو الذى حوسب عليه
[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن ذلك قوله سبحانه : (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون)(159)(الأنعام) فهو سبحانه ينبئهم يوم القيامة بكل مافعلوه . ومن ذلك قوله تعالى : (ومايتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لايغنى من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون)(يونس)(36) ومن ذلك قوله تعالى : (وإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على مايفعلون)(46)(يونس)
[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: كذلك قوله سبحانه فى نفس السورة : (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إنى أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون)(69) أى : ولما دخل إخوة يوسف عليه فى منزل ضيافته ومعهم شقيقه ضم يوسف إليه شقيقه وقال له سرا : إنى أنا أخوك فلاتحزن ولاتغتم بما صنعوه بى فيما مضى وأمره بكتمان ذلك عنهم وإخوة يوسف قد تعمدو التخلص منه بإلقائه فى غيبات الجب فناسب قوله تعالى : (فلا تبتئس بما كانوا يعملون) سياق الآية
[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومن ذلك قوله سبحانه : (وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون)(36)(هود) فهم على الكفر فناسب قوله: (يفعلون) سياق الآية فالكافر عمله عام فيه متعمد وغير متعمد أما فى سورة يوسف : (وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون)(19) فأخفى الوارد وأصحابه يوسف من بقية المسافرين فلم يظهروه لهم متعمدين ذلك وقالوا : إن هذه بضاعة استبضعناها فناسب قوله : (يعملون) سياق الآية
[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: قوله سبحانه فى سورة المائدة : (وترى كثيرا منهم يسارعون فى الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ماكانوا يعملون)(لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ماكانوا يصنعون)(63:62) وجاء فى تفسير الآيتين : أى وترى-أيها الرسول- كثيرا من اليهود يبادرون إلى المعاصى من قول الكذب والزور والاعتداء على أحكام الله وأكل أموال الناس بالباطل متعمدين ذلك كله فهلا نهاهم علماؤهم وأئمتهم عن ذلك لقد ساء صنعيهم حين تركوا النهى عن المنكر وهم أئمة وأهل علم متخصصين فناسب يصنعون سياق الآية
[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: ومما يبين أن يصنعون أخص من يعملون قوله سبحانه : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)(30)(النور) أى قل-أيها النبى-للمؤمنين يغضوا من أبصارهم عما لايحل لهم من النساء والعورات ويحفظوا فروجهم من الزنى واللواط ولاريب أن هذه الأعمال فيها دقة لايعلمها إلا الله فناسب قوله : (خبيربما يصنعون) سياق الآية كذلك قوله سبحانه :(أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون)(8)(فاطر)
[٢٧/٤, ١١:٥٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: أى : أفمن حسن له الشيطان أعماله السيئة من معاصى الله والكفر وعبادة مادونه من الآلهة والأوثان فرآه حسنا جميلا كمن هداه الله تعالى فرأى الحسن حسنا والسيئ سيئا ؟ فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تهلك نفسك حزنا على هؤلاء الضالين فإن الله يعلم بكل صغيرة وكبيرة يعملونها وعليم بقبائحهم وسيجازيهم عليها أسوأ الجزاء فناسب : (يصنعون) سياق الآية. فجاء كل لفظ فى موضعه المناسب به. فسبحان من هذا كلامه !!!