الجمعة، 26 أبريل 2024

(كدأب آل فرعون والذين من قبلهم)

 [٢٦/‏٤, ٩:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب)(11)(آل عمران) وقوله سبحانه : (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوى شديد العقاب)(52)(الأنفال) وقوله سبحانه فى نفس السورة : (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين)(54) 

فما الفرق بين المواضع الثلاث ؟

[٢٦/‏٤, ١٠:١٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: باستقراء آيات القرآن العظيم  فقد لاحظت أن  قوله : (كفروا وكذبوا) تأتى إما مقترنة أو متفرقة ولو جاءت متفرقة تأتى الأولى : (كفروا) ثم يعقبها فى السياق بالثانية وإليك بيان ذلك : وقد جاءت مقترنة فى عدة مواضع  قوله سبحانه : (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)(39)(البقرة) وقوله سبحانه فى موضعين من سورة المائدة : (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم)( الآية 10 و 86) وقوله سبحانه : (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين)(57)(الحج) وقوله سبحانه : (وقال الملأ الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة...الآية)(33)(المؤمنون)

[٢٦/‏٤, ١٠:٢٤ م] حسن أحمد حسن سليمان: وقوله سبحانه : (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك فى العذاب محضرون)(16)(الروم) وقوله سبحانه : (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم)(نهاية الآية 19)(الحديد) وقوله سبحانه  : (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير)(10)(التغابن) فهذه ثمان مواضع اقترنت فيها : (كفروا وكذبوا) ولا ريب أن الكافر إذا كفر بالله أعقب ذلك التكذيب بآياته فالأمر مرتب الكفر ثم التكذيب.

[٢٦/‏٤, ١٠:٣٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: والمواضع التى جاءت فى أول الرسالة هى التى جاءت متفرقة فالموضع الأول : (كداب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب)(11) فقد جاء فى أول السورة قوله سبحانه : (إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام)(نهاية الآية 4) فلما قال: (كفروا بآيات الله) جاء فى الثانية : (كذبوا بآياتنا) كذلك فى موضعى الأنفال : (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله) والموضع الثانى : (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم)  فبدأ (كفروا بآيات الله) ثم (كذبوا بآيات ربهم)

[٢٦/‏٤, ١٠:٥٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: المسألة الأخيرة : قال فى الأولى : (كفروا بآيات الله) وفى الثانية : (كذبوا بآيات ربهم) وبالرجوع إلى سياق الآيات قبلها يتضح الفرق فقد جاء قبل الآية الأولى قوله سبحانه : (ولوترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق)(ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)(51:50) فناسب قوله : (كفروا بآيات الله) سياق الآيات قبلها  والموضع الثانى ناسب الآية قبله وهو قوله تعالى : (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا مابأنفسهم وأن الله سميع عليم)

[٢٦/‏٤, ١١:٠٥ م] حسن أحمد حسن سليمان: فالمنعم بالنعم وهو رب العالمين فهو الخالق الرازق المنعم بالنعم مدبر أمور خلقه فله القدرة المطلقة فناسب قوله سبحانه : (كذبوا بآيات ربهم) سياق الآية التى قبلها وكذلك ناسب نهاية كل آية سياقها فلما كفروا بآيات الله أخذهم بذنوبهم ولما كذبوا بآيات ربهم أهلكهم بسلب النعم منهم فبعضهم أهلك بالرجفة وبعضهم بالخسف وبعضهم بالحجارة ولما ذكر آل فرعون ذكر عذابهم صريح  فقال : (وأغرقنا آل فرعون) فجاءت كل كلمة مناسبة فى موضعها فسبحان من هذا كلامه !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق