الجمعة، 5 يناير 2024

ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير

[٥/‏١, ١:٥٦ م] حسن أحمد حسن سليمان: من روائع البيان القرآنى : قوله سبحانه : (ذلك بأن الله يولج اليل فى النهار ويولج النهار فى اليل وأن الله سميع بصير)(ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير)(62:61)(الحج)

وقوله تعالى : (ألم تر أن الله يولج اليل فى النهار ويولج النهار فى اليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير)(ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير)(30:29)(لقمان)

[٥/‏١, ٢:٠٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: ولو تأملت الموضعين فى سورة الحج ولقمان وجدت عجبا فقد ربط الله سبحانه بين آية اليل والنهار وتسخير الشمس والقمر وبين الآية بعدها فى السورتين : (ذلك بأن الله هو الحق...الآية) ذلك بأن هذه الآيات ظاهرة واضحة جلية لكل الناس مؤمنهم وكافرهم وحتى الملاحدة الذين ينكرون ان للكون إله لايستطيع أن ينكرها احد فهى من آيات الله الدالة على قدرته وهى إيلاج الليل فى النهار بأن ينقص من الليل فيزيد فى النهار وبالعكس وهذا مشاهد ملموس فى الصيف والشتاء ثم جاءت بعدها الآية ذلك بأن الله هو الإله الحق وأن الذى يعبده المشركون من الأصنام والأوثان هو الباطل وأن الله هو العالى على كل شيء ذو العظمة والكبرياء فلا أعلى منه سبحانه ولاأكبر

[٥/‏١, ٢:١٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: فجاءت حجة قوية وفى سورة الحج جاءت اﻵية بعد قوله سبحانه : (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور) وهى لها ارتباط أيضا بالآية(ذلك بأن الله يولج اليل فى النهار...الآية) أى من جازى الظالم بمثل ما ظلمه ثم اعتدى عليه الظالم ثانيا لينصرن الله ذلك المظلوم وذلك النصر بسبب أن الله قادر ومن آيات قدرته إيلاج الليل فى النهار بأن ينقص من الليل فيزيد فى النهار وبالعكس لذلك ناسب ذلك ختام الآية : ( وأن الله سميع بصير) أى سميع لأقوال عباده بصير بأحوالهم لاتخفى عليه خافية

[٥/‏١, ٢:٢٨ م] حسن أحمد حسن سليمان: وأيضا من آياته الدالة على قدرته سبحانه نزول الماء من السماء فأصبحت الأرض منتعشة خضراء وهذا أيضا جاء بعد الآيتين فى سورة الحج فى قوله سبحانه : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير)(63) وأيضا قوله سبحانه : (ألم تر أن الله سخر لكم مافى الأرض والفلك تجرى فى البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم)(65) فكل هذه الآيات دلت دلالة واضحة على أن الله هو الإله الحق وكل مايدعون من دونه هو الباطل

[٥/‏١, ٢:٣٩ م] حسن أحمد حسن سليمان: وهذا أيضا ماجاء فى سورة لقمان بعد الآيتين فى قوله سبحانه : (ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور)(وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ومايجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور)(32:31) ومعنى الآيتين ألم تر أيه العاقل أن السفن العظيمة تسير فى البحر بقدرة الله وبتسخيره ولطفه بالناس وإحسانه إليهم لتهيئة أسباب الحياة قال ابن كثير : يخبر تعالى أنه هو الذى سخر البحر لتجرى فيه الفلك بأمره أى بلطفه وتسخيره فإنه لولا ماجعل فى الماء من قوة يحمل بها السفن ماجرت(مختصر ابن كثير 3 /69)

[٥/‏١, ٢:٤٧ م] حسن أحمد حسن سليمان: وفى الآية الثانية:(وإذا غشيهم موج كالظلل..الآية) أى إذا علا المشركين وغطاهم وهم فى البحر موج كثيف كالجبال أخلصوا دعاءهم لله حين علموا أنه لامنجى لهم غيره فلا يدعون لخلاصهم سواه فلما أنقذهم من شدائد البحر رجعوا إلى شركهم قال ابن كثير : وهذا من باب الإنكار على من شاهد تلك الأهوال والأمور العظام ورأى الآيات الباهرة فى البحر ثم بعد ما أنعم الله عليه بالنجاة عاد إلى شركه فهو جاحد لنعم الله عليه

[٥/‏١, ٢:٥٢ م] حسن أحمد حسن سليمان: والخلاصة جاءت الآيات حجة قوية لايستطيع ردها أى أحد وهى دالة على أن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير فكان ربط عجيب بين الآيات وهذا مابهت به إبراهيم عليه السلام النمرود لما ادعى أنه يحى ويميت مثل الله فلما رأى إبراهيم عليه السلام غباء النمرود جاءه بآية قوية فقال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر .

فسبحان من هذا كلامه !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق